كيفية التعامل مع قلق الأمومة .. وما هو الحمل الذهني؟/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A9/1811896-%D9%82%D9%84%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%88%D9%85%D8%A9
أمّ تعاني من قلق الأمومة
مشاكل ما بعد الولادة تراها بعض الأمهات الجدد أشبه بألم وصعوبة الولادة نفسها؛ إذ فجأة تجد الأم نفسها تعيش مشاكل نفسية شائعة ترتبط بقلق الأمومة، لكنها تختبئ وراء الفرحة بالمولود الجديد والتجهيز للاحتفال به بعد أسبوع؛ حيث تنتابها نوبات بكاء دون سبب واضح، اضطرابات في النوم، غضب مستمر، زيادة بالوزن، وعدم الرغبة في اللقاء الزوجي. وفي الجانب الثاني: يشير عدد من الدراسات والأبحاث إلى أنه من بين 100 سيدة تخوض تجربة الولادة الأولى، هناك سيدة واحدة على الأقل تُصاب ببعض المشاكل النفسية بعد الولادة. اللقاء والدكتورة صفية الحسيني أستاذة طب النفس لتحليل مفهوم قلق الأمومة والتحديات اليومية التي تقابلها مع حديثي الولادة، مع شرح لأبرز الأمراض النفسية ودور الآباء والأسرة، والأهم توضيح موقف الأم.
التغيرات بعد قدوم المولود الأول
طفل يبكي بشدة
قدوم المولود لحظة تختلط فيها مشاعر الفرح بالقلق؛ إذ تجد الأم نفسها أمام تحدياتٍ نفسية وعاطفية بعد ولادة طفلها الأول؛ فما بين صرخات المولود المعتادة، ونقص النوم، وضغوط المسؤولية الجديدة، تغرق الأم في مسؤوليات تبدو هائلة في نظرها، ورغم ذلك لا تجد من يسمعها أو يدرك عمق أزمتها النفسية. يغفل كثيرون أن مرحلة ما بعد الولادة وقدوم مولود جديد، يعد من أكثر الفترات حساسية في حياة الأم؛ إذ إن حوالي 13% من النساء اللواتي وضعن حديثاً يعانين من اضطرابات نفسية، في مقدمتها الاكتئاب، وعلى الرغم من ذلك لا تزال العديد من تلك الحالات تمر دون تشخيص أو علاج، بسبب قلة الوعي وعدم التفهم.
قلق الأمومة مشكلة مسكوت عنها
قلق الأمومة مع مسؤولية المولود الجديد
القلق المرتبط بالأمومة ليس مجرد مشاعر عابرة، بل هي حالة نفسية معقدة تنشأ من التغيرات الجديدة التي تطرأ على حياة الأم، وفي حين يحتفل الأهل بقدوم المولود الجديد، غالباً ما يغفلون التحديات النفسية التي تواجهها الأم، خاصة في المجتمعات التي تتوقع منها أمومة مثالية وتماسكاً منها لا يتوقف، وأسباب هذا القلق في هذه المرحلة كثيرة منها:
الخوف من عدم التمكن من تلبية احتياجات الطفل.
الشعور بالوحدة، التغيرات الهرمونية.
انعدام الدعم الكافي من الأسرة أو الشريك.
الولادة صعبة، أو المولود يعاني من مشاكل صحية.
"الحمل الذهني" عبء نفسي غير مرئي:
" الحمل الذهني" = أمّ تحمل أعباء كثيرة
من أكثر التحديات النفسية التي تواجه الأمهات الجدد ما يُعرف بـ"الحِمل الذهني"، (Mental Load) وهو تراكم التفكير المستمر في تفاصيل الرعاية والمهام اليومية، إلى جانب التخطيط المستقبلي والمسؤوليات المنزلية، وهذا الحمل غالباً ما يكون غير مرئي، ولا يُقدّر من قِبل المحيطين بالأم، ما يؤدي إلى شعورها بالإرهاق والإحباط وحدها، وهنا تشير الدراسات الحديثة إلى أن هذا العبء الذهني قد يكون من الأسباب الرئيسية للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة؛ فحين تجد الأم نفسها مسؤولة وحدها عن كل شيء، دون مساحة للراحة أو التفريغ النفسي، فتبدأ مشاعر الانهيار بالتسلل إلى يومها.
الأم الجديدة أو التي سبق لها الولادة، تتعرض للكثير من التغيرات البيولوجية والفسيولوجية، وإذا لم تستطع السيطرة عليها تكون فريسة سهلة للإصابة بالاكتئاب، والأفضل التعرف المبكر للمرض لعلاجه. من أشهر المشاكل الصحية، التي تتعرض لها المرأة بعد الولادة هو اكتئاب ما بعد الولادة، والذي يُصيب من 10 إلى 15 سيدة من كل 100 سيدة. والمشكلة تتفاقم وتزداد عندما لا تبوح المرأة عن أوجاعها وأحاسيسها ومشاكلها النفسية في الثلاثة شهور الأولى من الولادة، وخصوصاً الأمهات الجدد. وهذا النوع من الاكتئاب يختلف عن مرض الاكتئاب نفسه؛ لأنه مرتبط بحدث معين وله مشورة وعلاج مختلف، ويعتمد على شخصية الأم وعلاقتها بزوجها وبعملها. وهو لا يستمر أكثر من ثلاثة أشهر بعد الولادة، وتتركز الأعراض على البكاء بكثرة، والشعور بالحزن وعدم القيمة، سرعة الغضب والانفعال. معاناة من اضطرابات النوم، نفور من العلاقة بالزوج، تغيرات في الشهية بالامتناع عن الأكل أو الشراهة، وعدم القدرة على اتخاذ أي قرار.
تحديات يومية لا تُرى بالعين
نعم! تواجه الأمهات الجدد عدداً من التحديات اليومية تستنزف طاقاتهن الجسدية والعاطفية؛ منها قلة النوم، الرضاعة الطبيعية وما يصاحبها من آلام، تقلبات المزاج الناتجة عن تفاعل الهرمونات، صعوبة تنظيم الوقت، كلها عناصر تؤدي إلى ضغط مستمر. وفي المقابل غالباً ما تتوقع الأسرة والأهل أن تُتقن الأم هذه المهام دون تعب أو شكوى، بل وتُلام أحياناً إن اشتكت أو عبّرت عن التعب، وهذا الضغط المجتمعي يزيد من الشعور بالتقصير، ويمنع العديد من النساء من طلب المساعدة خوفاً من الحكم عليهن بالفشل.
خطوات للإصلاح:
دعم الزوج للزوجة ضرورة
أولى الخطوات: الدعم الأسري، عفواً نحن نعيش في مجتمعات لا يزال العلاج النفسي غير منتشر في معظم فئاته، لهذا يشكل الدعم النفسي الأسري بديلاً فعالاً، وهذا النموذج يعتمد على خلق شبكات دعم أسرية ومحلية من الأمهات، سواء من خلال اللقاءات المنتظمة، أو المجموعات الرقمية على وسائل التواصل الاجتماعي. ثاني الخطوات: ينبغي أن تبدأ التوعية من الحمل؛ لتوضيح التحديات النفسية المتوقعة، وتشجيع طلب الدعم دون خجل، كما يجب على المؤسسات الصحية أن تدمج التقييم النفسي في زيارات ما بعد الولادة. ثالث الخطوات: الدعم العاطفي والعملي من قبل الشريك والأسرة، يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في تجربة الأمومة. عندما يشارك الأب في رعاية المولود، ويُظهر تعاطفه مع مشاعر الأم، يقل الضغط عنها وتزداد قدرتها على التكيف، بجانب إشراك الجدات أو الأخوات في دعم الأم ما يُعزز من شعورها بالأمان والطمأنينة رابع الخطوات:
الحديث مع شخص موثوق: سواء كان صديقة، أو مستشارة مجتمعية فالتفريغ العاطفي خطوة مهمة لتخفيف الضغط.
تنظيم الروتين اليومي: تقسيم المهام وتحديد أولويات واقعية يقلل من الشعور بالعجز.
طلب المساعدة دون تأنيب ضمير: من حق كل أم أن تطلب دعماً في الرعاية أو الأعمال المنزلية.
الراحة والنوم قدر المستطاع: حتى لو كان ذلك يعني تأجيل بعض المهام.
الانضمام إلى مجموعات دعم: سواء عبر الإنترنت أو الأسرة أو الحضور الشخصي، للتواصل مع أمهات في ظروف مشابهة.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.