mena-gmtdmp

تأثير الأهل في نجاح أو فشل الزواج

تأثير الأهل في الزاوج
تأثير الأهل في الزاوج

للأهل دور كبير في نجاح زواج أولادهم أو إخفاقه، حيث يمكن أن يلعبوا دوراً إيجابياً أو سلبياً في هذه المرحلة الحساسة، فهم قد يكونون مصدر دعم قوي للزوجين، وفي الوقت ذاته، يجب عليهم احترام استقلاليتهما والسعي لتحقيق سعادتهما، لكي تكون العلاقة الزوجية ناجحة ومستدامة وقادرة على مواجهة التحديات.
في هذا السياق، التقت "سيدتي" بخبيرة العلاقات الأسرية نجوى فهيم، في حديث تناول تأثير الأهل على نجاح أو فشل الزواج.

تأثير الأهل على الحياة الزوجية له وجهان مؤثران

تدخل الاهل في الزواج
والدة الزوج تتدخل في شؤون ابنها وزوجته فتأثير الأهل على الزواج قد يكون سلبياً أحياناً


تقول خبيرة العلاقات الأسرية نجوى فهيم لـ"سيدتي": "إن تأثير الأهل على الزواج قد يكون إيجابياً أو سلبياً، فالأهل قد يتدخلون في حياة الزوجين؛ بمحاولة تقريب وجهات النظر ومساعدتهما على حلّ الخلافات، ونصحهما عند مواجهة الصعوبات بعد الزواج.
وهذا التدخل قد يكون له وجهان مؤثران: الأول، توفير الدعم والمساعدة والنصيحة والإرشاد، مما يسهم في بناء علاقة زوجية قوية ومستقرة.
والثاني، أن يكون التدخل عدم احترام لخصوصية الزوجين، فيؤدي إلى تفاقم المشكلات ووصولها إلى طريق مسدود، مما يسبب مشاكل في العلاقة.
لكن بالتوازن المناسب والتفاهم والتسامح، يمكن أن يسهم هذا التدخل بشكل إيجابي في بناء علاقة زوجية ناجحة".

للأهل تأثير فعال في نجاح أو فشل العلاقة الزوجية

تقول نجوى فهيم إن علاقة الأهل بالأبناء بعد الزواج تتطلب وعياً ونضجاً؛ لأنها قد تكون مصدرَ دعم واستقرار متواصل، أو سبباً للتوتر والمشكلات إذا لم تُدَر بحكمة، ولتأثير الأهل جانبان؛ إيجابي وسلبي:

الأثر الإيجابي لتدخل الأهل في العلاقة الزوجية

 أماً تحاول أن تهوّن على ابنتها فالأهل قد يكون لهم تأثير إيجابي داعم على العلاقة الزوجية - المصدر : shurkin_son freepik by

الدعم العاطفي والنفسي

الدعم العاطفي من العائلة يمكن أن يعزز الثقة ويبني الروابط العاطفية بين الزوجين، ويساعدهما على مواجهة الصعوبات التي قد تواجههما في الحياة الزوجية، ويبني علاقة قوية ويحقق الاستقرار النفسي، كما يساعد في تجاوز أي خلافات أو تحديات قد تظهر، إلى جانب كونه مصدراً للراحة والاطمئنان النفسي، خاصة في أوقات الأزمات، فالكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة قد تخفف الكثير من الضغوط والمشكلات بين الزوجين.

تقديم النصائح والتشجيع بحكمة

يمكن للأهل تقديم نصائح بنّاءة وتشجيعية أو مشورة مفيدة للزوجين، مما يساعدهما على بناء علاقة قوية ومستقرة، واتخاذ قرارات أفضل، فتجارب وخبرات الأهل في الحياة الزوجية قد تكون قيّمة للأبناء، بشرط أن تكون بدون إصدار الأوامر وإلزامهما بتنفيذها؛ أي بدون فرض الرأي أو التدخل في شؤونهما الخاصة.
قد ترغبين في التعرف إلى: إتيكيت التعامل مع أهل الزوج

تقوية الروابط العائلية

وهي تعني تعميق الصلة بين أفراد الأسرة، وتعزيز روابط الحب والاحترام والثقة والتفاهم. فمشاركة الأهل في المناسبات الاجتماعية وتنظيم اللقاءات العائلية تُسهم في تعزيز أواصر المحبة وزيادة التقارب بين العائلتين. ومن يتمتعون بعلاقات أسرية إيجابية يكونون أقل عرضة للانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر، مما ينعكس إيجابياً على استقرار العلاقة الزوجية.

القدوة الحسنة

إن القدوة قيمة إنسانية ضرورية ووسيلة فعالة لتعديل أنماط السلوك الخاطئ وغير المرغوب لدى الزوجين. ويمكن للأهل أن يكونوا قدوة حسنة لهما، فالقدوة تُعد من أهم وأفضل الطرق لترسيخ المبادئ والأخلاق، مما يساعد الزوجين على تطوير قيم ومبادئ صحيحة في حياتهما الزوجية.

المساعدة في حل المشكلات

يمكن أن يكون لـ تأثير الأهل أثر إيجابي ومطلوب في حل المشكلات التي قد يواجهها الزوجان؛ من خلال الدعم النفسي والاجتماعي، مما يساعدهما على تجنّب تفاقم الخلافات والمشكلات، وهما عنصران مهمان في تجربة الزواج.

تقديم الدعم عند الحاجة فقط

يمكن للأهل أن يكونوا عوناً حقيقياً لأبنائهم عند الحاجة، أو عند تعرضهم لأي مواقف صعبة، سواء كان دعماً عاطفياً أو مادياً أو حتى مشورة، فهذا يساعد الزوجين على تجاوز تلك الأزمات، لكن ينبغي أن يكون دعماً مدروساً ومُنظماً، وبدون أي سيطرة أو إجبار.

التعاون

ويتطلب هذا التعاون الاحترام المتبادل، والتواصل الفعال، وتقاسم المسؤوليات، وتربية الأطفال، وفي حل المشكلات التي قد تنشأ بين الزوجين، ومن أجل المساهمة في بناء أسرة قوية.

تشجيع الاستقلالية

من أرقى أنواع الحب العائلي هو تشجيع الأبناء على أن يكونوا مستقلين في قراراتهم، وتشجيعهم على بناء هوية مستقلة، وتعليمهم المهارات اللازمة، وتشجيعهم على تحمّل المسؤولية؛ من خلال توفير بيئة مشجعة من دون الاعتماد الكامل على الآخرين، مما يعزز من نضجهم العاطفي والنفسي.
والسياق التالي يعرفك: كيف أكون ذكية مع أهل زوجي؟

الأثر السلبي على تدخل الأهل 

التدخل في شؤون الزوجين

أم تحدث ابنتها وتثيرها على حياتها الزوجية فتأثير الأسرة قد يكون سلبياً على الحياة الزوجية - المصدر: freepik by bearfotos


قد يؤدي تأثير الأهل في شؤون الزوجين إلى نتائج سلبية تنعكس على الزوجين، فيؤدي إلى تصيّد الأخطاء واستغلالها في تعكير صفو حياة الزوجين، وتؤدي إلى تضخيم المشاكل بصورة غير طبيعية، وإثارة خلافات وتوتر دائم في العلاقة.

النقد المستمر

الأهل قد يوجهون انتقادات بشكل مستمر، تؤدي إلى زيادة التوترات في العلاقة، وضعف الثقة المتبادلة بينهما، ويبدأ الشك في كل رغبة أو قرار بينهما، كما يؤدي إلى خلق أجواء من عدم الثقة والاحترام بين الزوجين.

انعدام الخصوصية

الخصوصية هي أهم سبب من أسباب استقرار الزواج، فيمكن أن يؤدي تدخل الأهل إلى عدم احترام تلك الخصوصية، وتصبح العلاقة مهددة، ويشعر أحد الزوجين، أو كلاهما، بفقدان تلك الاستقلالية والخصوصية، مما يؤثر سلباً على اتخاذ القرارات بشكل مشترك، ويؤدي إلى تراكم المشاعر السلبية، وإثارة الخلافات والتوترات العديدة.

الغيرة من الزوجين

قد تؤدي مشاعر الغيرة من جانب الأهل، والتي تظهر في تصرفاتهم وسلوكياتهم اليومية، إلى إثارة خلافات وغيرة وتوترات لدى الزوجين، مما يضر بعلاقتهما، خاصة إذا كانوا يتدخلون في علاقتهما الشخصية.

زيادة الخلافات

قد تتطور الخلافات البسيطة إلى مشاكل معقدة؛ بسبب تأثير الأهل، حيث يصبح الحوار بين الزوجين مشوشاً، وتتحول العلاقة إلى ساحة نزاع بين أطراف متعددة، حتى عند حدوث أي خلاف بسيط أو عند وجود رغبة لدى أحد الطرفين، فتدخل الأهل يؤدي إلى انهيار العلاقة.
والسياق التالي يعرفك: كيف تتعاملين مع أهل الزوج وتوطدين العلاقة معهم؟