في رحلة تربية الأطفال، يُمثل بناء شخصية اجتماعية تحدياً كبيراً للآباء والأمهات؛ فالأطفال الاجتماعيون يستطيعون بناء علاقات شخصية سليمة ولديهم القدرة على التكيف مع محيطهم، ما يدل على قدرتهم على الاستجابة للمواقف الاجتماعية بشكل إيجابي والتواصل بسهولة مع الآخرين. لذلك، من المهم تهيئة بيئة للطفل تدعم تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال.
على الجانب الآخر يُعَدُّ من المهم أيضاً أن تدرك الأم أن لكل طفل شخصيته الخاصة؛ لذلك فإن تربية طفل اجتماعي تتطلب نهجاً يناسب شخصياتهم. ويمكن للأمهات الاهتمام باهتمامات أطفالهن وأنشطتهم وتشجيعهم على المشاركة في أنشطة تُوسِّع دائرة أصدقائهم.
من ناحية أخرى، هناك أيضاً بعض الأطفال الذين لا يمكنهم القيام ببناء علاقات اجتماعية جيدة بسهولة؛ فقد يواجهون صعوبة في التفاعل الاجتماعي بسبب بعض العوامل مثل الخجل أو ضعف الثقة بالنفس؛ لذلك، بوصفكم آباء، يجب أن تكونوا قادرين على تقديم الدعم العاطفي والتعليم للتغلب على الخوف أو الانزعاج لدى الطفل في بعض المواقف الاجتماعية. وإليكِ وفقاً لموقع "raisingchildren" بعض الطرق أو النصائح التي يمكنكِ تطبيقها على طفلكِ.
الاستماع والإنصات

الاستماع بإنصات لطفلك يُمكن أن يساعده بطرق مُختلفة، على تطوير مهاراته الاجتماعية، سيُدرك طفلكِ الصغير أهمية الاستماع الفعَّال عندما يتحدث الآخرون؛ فيُعَدُّ الانتباه والرد المُباشر على أسئلة الطفل جزءاً مُهماً من التواصل السليم.
ربما تودين التعرف إلى: أنشطة لتنمية مهارة الاستماع لرياض الأطفال
المشاركة في الأنشطة
قد يواجه الأطفال صعوبة في المشاركة في الأنشطة الاجتماعية اليومية، ويرجع ذلك إلى تركيزهم على احتياجاتهم ورغباتهم الخاصة مقارنةً باحتياجات ورغبات الآخرين.
إلا أنه في المقابل قد تساعد مشاركة الأطفال في الأنشطة الاجتماعية في تنمية مهاراته حيث سيتمكن من بناء علاقاتٍ وطيدةٍ مع الآخرين وإظهار الاحترام المتبادل، وقد تساعد مشاركة الطفل في الأنشطة الأجتماعية في منحه فرصة للتعبير عن أفكاره مع الاستماع إلى أفكار الآخرين.
تنمية مهارة الصبر
يُعَدُّ الصبر مهارة اجتماعية مفيدة للأطفال؛ فقد يعاني الكثير من الآباء من قلة تحمل أطفالهم للمسؤولية على الرغم من أن الصبر يُعَدُّ سمة يمكن غرسها في نفوس الأطفال، ويُعَدُّ مهارة ضرورية تساعد على تنمية تفكيره وإيجاد حلول للعقبات والمشكلات التي تواجهه، ويمنح الصبر الطفل إحساساً بالسلام الداخلي ويقوي شخصيته، ويجعله راضياً عما يقوم بإنجاز.
اتباع التعليمات

يجب إعطاء توجيهات وتعليمات واضحة ومحددة لطفلك مناسبة لعمره؛ فعليك التحدث مع طفلك بكلمات بسيطة، ويجب إعطاء تعليمات واحدةً تلو الأخرى وخاصةً لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التركيز، وتجب محاولة تجنب إعطاء سلسلة من التعليمات، مثل من فضلك، ارتدِ حذاءك الرياضي، أحضر غداءك من على طاولة المطبخ.
التفكير الإيجابي
تبني التفكير الإيجابي يُسهِّل على الأطفال تطوير مهاراتهم الاجتماعية، بما في ذلك الصبر وفهم الحدود والاستماع والمشاركة، ويُساعد الأطفال على تكوين صداقات والنجاح في المدرسة وتحقيق أهدافهم؛ ولذلك كلما كنتِ أكثر إيجابية في تنمية مهارات طفلكِ الاجتماعية، بما في ذلك التعامل مع الأخطاء المحتملة؛ زادت ثقته بنفسه وتفاؤله، ولا يعني هذا أن يكون الطفل إيجابياً طوال الوقت؛ ففي المقابل أخبري طفلك أنه لا بأس من الشعور بالحزن أو الغضب أو خيبة الأمل أحياناً، وقدِّمي له نماذج للتعامل مع هذه المشاعر الصعبة.
التعاطف مع الآخرين
يُعَدُّ التعاطف مهارة مهمة يُمكنك تعليمها لطفلك؛ فهو يتضمن القدرة على فهم مشاعر الآخرين ومشاركتها، فسيتعلم طفلك تقدير أوجه التشابه والاختلاف في حياته مع مَن حوله، وقد تُساعده هذه المهارة على أن يصبح أكثر تعاطفاً مع الآخرين، بغض النظر عن اختلافاتهم.
بالنسبة إلى طفلك الصغير، يُمكن تنمية التعاطف من خلال بعض الأفعال الصغيرة، فعلى سبيل المثال، إذا كان صديق أو شقيق طفلك يشعر بالحزن لأنه يلعب بلعبة ما؛ فيمكن لطفلكِ التوقف مؤقتاً والقول: "أعلم أنك ترغب باللعب أيضاً. لا تحزن. يمكننا اللعب بالتناوب!".
ويجب الانتباه إلى أن التعاطف لا ينمو من العدم، بل يتطور مع مرور الوقت من خلال التجارب، وتُعَدُّ أفضل طريقة لتحفيز نمو التعاطف لدى الأطفال هي تقديم أمثلة من خلال بعض الأنشطة العملية.
قد يهمكِ الاطلاع على طرق بسيطة لتنمية الشعور بالتعاطف لدى الأطفال منذ سن مبكرة.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.