mena-gmtdmp

5 مهن تعجز التكنولوجيا عن تعويضها تعرفوا إليها

رغم التطور... خمس وظائف تبقى شريان حياة لا يُلغى
رغم التطور... خمس وظائف تبقى شريان حياة لا يُلغى - المصدر: freepik by KamranAydinov


في عالم يستبدل البشر بالآلات يوماً بعد يوم، قد تظن أن كل وظيفة معرضة للزوال، ولكن الحقيقة أن هناك مهناً تملك من العمق والتأثير ما يجعل وجودها غير قابل للنقاش في كل زمان ومكان، مهن تُشبه الماء والهواء: لا نشعر بقيمتها إلا حين نفتقدها، فلنفتح هذا الملف ونكشف: لماذا يحتاج العالم دوماً إلى هذه الوظائف الخمسة ولماذا لا يستطيع أن يعيش دونها مهما بلغت به التقنية؟ وفقاً لما يشير إليه الباحث والدكتور في مجال الهندسة ضمن فريق عمل شركة مايكروسوفت، المهندس محمد لطفي.

الأطباء

لماذا يبقى الطبيب هو الحارس الأخير بين الحياة والموت؟

المرض لا ينتظر تطور البرمجيات، واللحظات الحرجة لا تعترف بالتشخيص الإلكتروني وحده، الطبيب هو من يدخل لحظة الأزمة ليتخذ القرار الحاسم: يفتح غرفة العمليات، يغيّر خطة العلاج في منتصف الطريق، يتعامل مع أعراض متشابكة لا يستطيع برنامج واحد فك شفرتها بالكامل، فحتى لو وفّرت الأجهزة أدق الصور والتحاليل، تبقى الخبرة الإنسانية التي تقرأ ما خلف الأرقام، وتُمسك بالخيط الرفيع بين التشخيص والعلاج، الأطباء ليسوا فقط معالجين، بل قرّاء لغة الحياة عندما تتعقد حروفها.
هل تعلم: ما هي أخطر مهنة قانونية في العالم؟ 5 أسباب تجعلها لا تُطاق نفسياً

المعلمون

لماذا تبقى يد المعلم هي التي تصنع العقول لا الشهادات؟

المعلومة متاحة الآن في كل هاتف، ولكن القدرة على تحويلها إلى فكرة، وعلى تحويل الطالب من مستقبل سلبي إلى صانع قرار، لا تزال ملكاً في يد المعلم، هو من يكتشف نقاط القوة والضعف في عقل كل طالب، ويُشعل داخله شرارة الفضول التي لا تطفئها محركات البحث، المعلم لا يلقّن، بل يربّي العقل على أن يفكر بشكل نقدي ومستقل، وحتى في عالم يسير بالذكاء الصناعي، يبقى المعلم هو الصانع الأول للعقول التي ستقود هذا الذكاء نفسه.

رجال الأمن

لماذا لا يتوقف العالم عن حاجته إلى من يحمي النظام؟

التكنولوجيا قد تراقب وتجمع البيانات، لكنها لا تملك ضميراً لحظة اتخاذ القرار في وجه الخطر الحقيقي، رجل الأمن يقف في مواجهة السلوك الإنساني حين ينفلت من القانون، فيتدخل بما يمتلك من شجاعة لحظية وخبرة ميدانية لا يحل محلها نظام مراقبة آلي، لا يمكن لأي خوارزمية أن تواجه مجرماً في لحظة شجار أو تُخمد شغباً متفجراً في الشوارع، لأن السلوك البشري يبقى مليئاً بالمفاجآت والانفعالات التي لا تخضع لمنطق الأجهزة.

عمال الصيانة والبنية التحتية

لماذا لا يستغنَى العالم عن من يحافظ على استمرار الحياة اليومية؟

من خلف رفاهية البيوت المضاءة والماء الجاري والمصانع المنتجة، يعمل آلاف من عمال الصيانة الذين يديرون تفاصيل الحياة دون أن يراهم أحد، خلل بسيط في أنبوب ماء، أو في شبكة كهرباء، قد يوقف حياة مدينة كاملة، هؤلاء الأشخاص يمتلكون المعرفة العملية الدقيقة والقدرة الجسدية على العمل في بيئات صعبة، وتحت ضغط زمني كبير، التكنولوجيا قد تكتشف الأعطال، لكنها لن تصلحها بنفسها، إنهم الجنود المجهولون الذين يطيلون عمر هذا الكوكب يوماً بعد يوم.

القضاة ورجال القانون

لماذا يبقى القانون هو الخط الفاصل بين الحضارة والهمجية؟

حين تتشابك المصالح وتتعارك الحقوق وتتورط النفوس في صراعات لا نهاية لها، يصبح وجود القاضي صمام الأمان، القانون لا يطبق نفسه، بل يحتاج إلى من يقرؤه بتوازن ويرجح كفته بعدالة. القاضي لا يحكم فقط بالنص، بل يزن الظروف والمعطيات الإنسانية المعقدة التي لا يمكن لآلة أن تحصيها أو تفهم خلفياتها، القاضي هو من يمنح الشعوب الإحساس بأن هناك ميزاناً يحمي المظلوم ويقف أمام استبداد الأقوى، مهما تطورت أنظمة التقاضي الآلية.

لماذا تعجز التكنولوجيا عن تعويض هذه المهن رغم كل ما وصلت إليه؟

  • لأن هذه المهن تمس جوهر الحياة: الألم، التربية، الأمان، الاستمرارية، والعدالة وهذه ليست أرقاماً بل معادلات أخلاقية معقدة.
  • ولأن الإنسان لا يحتاج فقط إلى أدوات ذكية، بل إلى قلوب تفهم ضعفه، وعقول تدير التفاصيل حين تتعقد الصورة أمامه.
  • التكنولوجيا تسرّع الأداء وتجمع البيانات، لكنها لا تستطيع أن تفكر حين يصبح القرار مفترق طريق بين الحياة والموت أو بين العدل والظلم.

اكتشف الإجابات: لماذا يرسل 6 من كلّ 10 مديرين رسائل بعد الدوام وكأن الموظف آلة؟