mena-gmtdmp

كيف تصبحين قدوة حسنة لأطفالك؟ 7 خطوات تمسكي بها

صورة لأم وطفلتها بالمطبخ
الأم القدوة نموذج يجذب الأبناء إليها
أن يصبح الإنسان قدوة حسنة وسط أصدقائه، أو نموذجًا يحتذى بين زملائه في العمل، ليس بالمهمة السهلة، وأمر لا يأتي من فراغ، بل هي مسؤولية كبيرة تتطلب الكثير من الصفات والمهام والالتزامات لتستمر، فما بالك بالأم عندما تريد أن تصبح قدوة لأطفالها؛ الذين لا همّ لهم سوى اللعب والقفز وخرق القواعد والتهرب من الالتزامات!
وبطبيعة الحال هذه العملية تتجاوز إلقاء الأوامر للطفل، أو وضع القوانين ثم متابعة تنفيذها؛ القدوة الحقيقية سيدتي الأم تبدأ من داخل النفس، من سلوكياتك الصحيحة، والعمل من وحي القيم والأخلاق، فيتعلمها الطفل- يشربها- بشكل غير مباشر من خلال مراقبة كل حركة، والاستماع لكل كلمة، ومشاهدة- لا سماع- كل تصرف ورد فعل تقوم به الأم.
في هذا التقرير تستعرض الدكتورة وسام العربي، أستاذة التربية وطب نفس الطفل عدداً من الطرق التي يمكن من خلالها أن تصبح الأم قدوة لأطفالها، ومعاً نتعرف على كيفية جعل سلوكياتك اليومية نموذجًا يحتذي به أطفالك، و يكون تأثيره طويل الأمد في شخصيتهم ومستقبلهم القريب والبعيد.

الخطوة الأولى: كوني صادقة في أفعالك وكلماتك

كوني صريحة وواضحة مع طفلتك بالمنزل
الصدق أحد الأسس الرئيسية التي تبنين عليها شخصيتك كقدوة حسنة، ويتمثل في الوفاء بوعودك أمام أطفالك، والاعتراف بأخطائك، وبهذا ترسمين لطفلك خريطةً واضحة لكيفية التعامل مع العالم.
الأطفال قادرون على التمييز؛ فإن لاحظوا أنك لا تطبقين ما تقولين ولا تنفذينه، قد يفقدون الثقة بك، بل ويتعلمون منك أن التناقض بين القول والفعل أمر طبيعي.
بينما اعترافك بالخطأ يساعدهم على فهم أن الجميع يخطئون، والأهم هو كيفية التعامل مع الخطأ، سيدتي: ابتعدي عن الأكاذيب الصغيرة ؛ حتى لا يتعلم الأطفال أن الكذب مقبول في بعض الحالات.

كيف يؤثر الكذب على مستقبل الأطفال؟ تعرفي على الأسباب

الخطوة الثانية: تعاملي مع الجميع بحب واحترام

تعاملي مع أطفالك بحب واحترام لطفولتهم
الاحترام حجر الزاوية لبناء العلاقات السليمة، ويعد عنصرًا أساسيًا في شخصية القدوة الحسنة، وعندما يشاهدك أطفالك تتعاملين مع أفراد العائلة، أو الجيران باحترام، فإنهم يتعلمون أن كل شخص يستحق المعاملة الحسنة.
الاستماع للآخرين، عندما يتحدث شخص ما، سواء كان طفلاً أو بالغًا، استمعي له بانتباه، وما يجعل طفلك يتعلم معنى وقيمة الإنصات للآخرين ما يعزز لديهم القدرة على الحوار واحترام وجهات النظر المختلفة.
ومع تعلم صفة الاحترام، يدرك الطفل أهمية احترام المساحة الشخصية للآخرين للزميل والصديق، بتجنب التدخل غير المبرر في شؤونهم، أو التعامل بلطف واحترام مع احتياجاتهم ومشاعرهم.

الخطوة الثالثة: كوني نموذجًا للعمل والاجتهاد

كوني النموذج وعلميهم المشاركة
من خلال مشاهدة الآباء والأمهات يثابر الطفل ويكرس نفسه لتحقيق أهدافه، إذا لاحظ أطفالك أنك تعملين بجد وتحترمين التزاماتك المهنية أو الشخصية، فسيتعلمون أن النجاح لا يأتي إلا من خلال الجدية والمثابرة.
تحدثي عن يومك العملي، شاركي أطفالك بسرد بعض التحديات التي تواجهينها في العمل وكيف تغلبت عليها، ما يعطيهم فكرة عن مدى أهمية الصبر والجدية في الحياة العملية.
علمي أطفالك أهمية التعاون والمشاركة والعمل كفريق، من خلال إشراكهم في مهام منزلية أو أنشطة تتطلب العمل المشترك، سواء لعبة جماعية أو نشاط تطوعي يعود بالمصلحة على الآخرين.

الخطوة الرابعة: اغرسي بقلوبهم قيم التعاطف والتعاون

أكثر الصفات التي تميز القدوة الحسنة هي قدرتها على إظهار التعاطف والتعاون مع الآخرين، وعندما يتعلم الأطفال كيف يمكن أن يكونوا داعمين للآخرين، فإنهم يكتسبون مهارات اجتماعية تجعلهم محبوبين وأصحاب علاقات صحية.
  • كوني مستمعة جيدة لأطفالك، خاصة عندما يعبرون عن مشاعرهم، حتى لو كانت بسيطة، أعطيهم الوقت للاستماع والتفاعل مع ما يشعرون به، هذا يعلمهم أهمية الاستماع للآخرين وتفهم مشاعرهم.
  • ساعديهم على فهم موقف يخص أحد أصدقائهم أو زملائهم، تحدثي معهم عن كيفية شعور الآخرين في هذا الموقف، هذا يساعدهم على تنمية قدرتهم على التعاطف.
  • شجعي العمل التطوعي، قومي بإشراك الأطفال في الأنشطة التطوعية، صغيرة مثل مساعدة الجيران أو كبيرة كالمشاركة في أنشطة المجتمع، ما يعزز لديهم الإحساس بالمسؤولية تجاه من حولهم.

الخطوة الخامسة: كوني القدوة في التحكم بعواطفك

الحياة مليئة بالتحديات والمواقف الصعبة التي تحتاج إلى تحكم في العواطف واتخاذ قرارات حكيمة، وعندما يشاهد أطفالك كيف تتعاملين مع الضغوط بطريقة هادئة وعقلانية، وبدون صوت عال وعصبية فإنهم يتعلمون منك الكثير.
  • لا تفقدي أعصابك أمامهم، الشعور بالغضب أو التوتر أمر طبيعي، لكن المهم هو طريقة التعبير عن هذه المشاعر، علِّمي أطفالك أن الغضب يمكن التعبير عنه بطريقة صحية، دون اللجوء إلى الصراخ أو الأفعال العنيفة غير اللائقة.
  • انتهزي بعض الأوقات المناسبة لمشاركة أطفالك بما تشعرين به، وهذا يساعدهم على فهم أن المشاعر أنواعها كثيرة - فرح وغضب وحزن وترحيب- وأنها جزء طبيعي من الحياة، وأن كل شعور له طريقته الخاصة في التعبير والتعامل معه.
  • أظهري لأطفالك كيف تقدمين حلولًا للمشاكل؛ عندما تواجهين تحديًا، اشرحي لهم الخطوات التي تتخذينها للحل، هذا يحفزهم على ضرورة التفكير المنطقي والعقلاني في مواجهة الأزمات.

الخطوة السادسة: اعتني بصحتك وبنفسك لتكوني قدوة قوية

عرفي طفلك مفهوم الطعام الصحي
خذي الأمر بجدية، الاهتمام بنفسك من الناحية الجسدية والنفسية جزء لا يتجزأ من كونك قدوة حسنة، عندما يرونك أطفالك تهتمين بصحتك، تغذي نفسك بشكل جيد، وتأخذي الوقت للاسترخاء، فإنهم يتعلمون أهمية العناية الذاتية.
ممارسة الرياضة بانتظام ليس فقط لصحة الجسم، ولكن أيضًا لصحة العقل، علّمي أطفالك أن النشاط البدني جزء أساسي من الحياة الصحية.
حاولي أن تُظهري لأطفالك كيف يمكن أن يكون الطعام الصحي لذيذًا ومفيدًا، يمكنك إشراكهم في تحضير وجبات صحية، مما يعزز لديهم حب الأكل الصحي.
أخبريهم أن النجاح لا يعني العمل المتواصل دون راحة، قومي بأخذ فترات استراحة والاستمتاع بالوقت معهم، ما يعزز لديهم فكرة التوازن بين الحياة الشخصية والعملية.

الخطوة الأخيرة: اعرفي أن القدوة الحسنة لن تكون للحظة أو لأيام

والأمر لن يصل إليهم بين عشية وضحاها، بل هو عملية مستمرة تتطلب الالتزام والمثابرة، تكرارها بصدق من خلال تصرفاتك اليومية، والكلمات التي تنطقينها، والقيم التي تغرسينها فيهم.
مهمتك سيدتي أن تصنعي تأثيرًا طويل الأمد يبقى معهم طيلة حياتهم ما تفعلينه لهم اليوم هو ما يشكل شخصياتهم ومستقبلهم غدًا، فكوني ذلك النموذج الحسن الصادق المستمر الذي يقتدي به أطفالك ما يزدادون به فخراً واعتزازاً.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.