تأثير السكريات على تصرفات طفلك من عمر الرضاعة وحتى العاشرة/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84/1814463-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83
طفل يتناول بشراهة الفطائر المسكَّرة
جميع الأطفال يحبون الحلوى بطبعهم، ومن الصعب منعهم عنها تماماً، لهذا يجب على كل أم أن تنتبه لنوع وكمية الحلويات التي يتناولونها وتأثيراتها؛ إذ يُصبح الطفل بعد تناول الحلوى، كثير الحركة، سريع الغضب أو صعب النوم. وهذا بطبيعة الحال لأن السكر يؤثر على سلوكهم، ما يدفع البعض لتجنبها لأبنائهم ليلاً، ولكن السؤال: هل السكر هو السبب الحقيقي؟ أم أن هناك أسباباً أخرى؟ الدكتور محمود الترجمان أستاذ التغذية والصحة العلاجية يأخذك في رحلة مبسطة لفهم تأثير السكريات على سلوك طفلك من عمر الرضاعة وحتى سن العاشرة، مع توضيح المخاطر المرتبطة بتناول كميات زائدة منها، ودور الأم في ذلك.
ما هي كمية السكر المسموح بها للأطفال يومياً؟
طفلان يتناولان الأيس كريم
يجب ألا تشكل السكريات الحرة؛ أي السكريات المضافة إلى الأطعمة والمشروبات- الموجودة بشكل طبيعي في العسل، والعصائر، وعصائر الفاكهة والخضروات غير المحلاة، والعصائر المهروسة- أكثر من 5٪ من السعرات الحرارية التي يحصل عليها الطفل، من الطعام والشراب كل يوم. توجد السكريات في الأطعمة مثل: الحلويات والكعك والبسكويت والشوكولاتة وبعض المشروبات الغازية ومشروبات العصير، وهي الأطعمة التي يجب أن نقلل منها. لا يوجد حدّ توجيهي للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات، ولكن يوصى بتجنب المشروبات المحلاة بالسكر والأطعمة المضاف إليها السكر. بينما على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 6 سنوات من الممكن أن يتناولوا أكثر من 19 جراماً من السكريات الحرة يومياً -5 مكعبات سكر- ويجب ألا يتناول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 10 سنوات أكثر من 24 جراماً من السكريات الحرة يومياً -6 مكعبات سكر-.
التأثيرات المرضية لتناول السكريات بكثرة:
توقف عن تناول المزيد
تناول الأطفال كميات كبيرة من السكريات قد يؤدي إلى عدة مشاكل صحية، بما في ذلك تسوس الأسنان، السمنة، مشاكل في الأداء المعرفي، وارتفاع مستويات السكر في الدم.
تسوس الأسنان: الحلويات التي تلتصق بالأسنان تزيد من فرص تسوس الأسنان.
السمنة: الإفراط في تناول السكر قد يؤدي إلى تراكم دهون ضارة في الجسم، مما يزيد من خطر السمنة، وأمراض أخرى، مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
مشاكل الأداء المعرفي: هناك أدلة على أن تناول كميات كبيرة من السكر قد يؤثر على الذاكرة وقدرات التعلم.
ارتفاع مستوى السكر في الدم: قد يؤدي تناول السكريات بكميات كبيرة إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم، يليه انخفاض مفاجئ، مما يؤثر على مزاج الطفل ويزيد من خطر الإصابة بداء السكري.
آلام بالبطن : وقد تتسبب السكريات الزائدة في ألم بالبطن، وإجهاد بالجهاز العصبي، وبعض أنواع فرط الحركة.
يبدأ الطفل في تكوين ذوقه الغذائي عند أول يوم للرضاعة، وهنا تكون السكريات عاملاً مؤثراً جداً، وإن كان لا يستطيع التعبير، إلا أن جسمه يتفاعل. في عمر الرضاعة: قد يسبب السكر الموجود في بعض المشروبات تقلبات في النوم، وفي عمر المشي والكلام، تبدأ التقلبات المزاجية، مثل الاندفاع والعصبية السريعة أو نوبات البكاء المفاجئة، ويصعب تهدئتهم. الخطورة هنا أن الجسم يبدأ في الاعتياد على السكر كمصدر للسعادة، وهو ما قد يؤدي لاحقاً إلى رغبة متكررة في تناول الحلويات والرفض المستمر للأكل الصحي. من 4 إلى 6 سنوات: عندما يصل الطفل لسن ما قبل المدرسة، يصبح هناك تغيير في مزاج الطفل، يكون أكثر نشاطاً وحركة، وأكثر وضوحاً في سلوكياته، ولو بشكل مؤقت، وتلاحظ الأمهات:
طاقة زائدة بعد الحلويات، تصاحبها صعوبة في التركيز.
مزاج متقلب من السعادة إلى الغضب في دقائق.
صعوبة في اتباع التعليمات أو الجلوس بهدوء.
من 7 إلى 10 سنوات: مع دخول المدرسة، تصبح التأثيرات أكثر وضوحاً في الجوانب التعليمية والاجتماعية:
يجد الطفل صعوبة في التركيز لفترات طويلة.
يظهر على الطفل القلق أو الانفعال بعد ساعات من تناول الحلويات.
يصبح الطفل أكثر عدوانية أو يفتعل المشاكل مع زملائه.
يصاب الطفل باضطراب في النوم، خاصة إذا تناول السكر في المساء، والنتيجة: طفل متعب صباحاً، ونتائج دراسية أقل من المتوقع.
ماذا تفعل السكريات داخل جسم الطفل؟
عصائر محلاة بالسكر
عندما يتناول الطفل كمية كبيرة من السكر، يفرز جسمه مادة تسبب شعوراً بالسعادة السريعة، وهو إحساس جميل، لكن المشكلة أنه مؤقت، وسرعان ما ينخفض. وهذا الهبوط المفاجئ هو ما يسبب الانفعالات أو التعب أو نوبات البكاء، ومع التكرار، يبدأ الطفل في ربط السكر بالشعور بالراحة، ويطلبه أكثر فأكثر، وهذا السلوك قد يتحول إلى عادة يصعب كسرها لاحقاً. الأمر لا يتعلق بالسكر فقط، بل بكل ما يأكله الطفل؛ فطفل يتناول وجبات متوازنة تحتوي على خضروات وفواكه وبروتينات، ويأخذ القليل من السكر، غالباً لا يظهر عليه سلوك سلبي. بينما الطفل الذي يعتمد بشكل كبير على الحلويات والوجبات السريعة والمشروبات المحلاة، تظهر عليه بعض الظواهر:
نوبات غضب متكررة.
ضعف في التركيز.
تقلب في النوم والمزاج.
نصائح للأمهات لتقليل السكريات
الطعام الصحي روتين لغذاء الطفل
التوازن هو السر، ليس الهدف منع السكر تماماً، بل تقديمه بحدود، ضمن نظام صحي كامل؛ بمعنى تناول السكر بوعي وليس منعه بالكامل، ولا في ترك الأطفال يأكلونه من دون رقابة.
تقليل الكمية اليومية من السكر، خصوصاً في الأطعمة المصنعة والمشروبات، وتقديم الحلويات في أوقات محددة، وليس كمكافأة دائمة؛ حتى لا يربط الطفل بين العمل الجيد بالمكافأة.
التركيز على وجبات صحية تغني الطفل عن الإحساس بالجوع أو البحث عن طاقة سريعة، مع مراقبة الطفل بعد الأكل، ومحاولة فهم كيف يتأثر سلوكه، وقرري ما يناسبه بناءً على ما تشاهدينه.
التأكد من أن وجبات الأطفال تحتوي على نسبة كافية من العناصر الغذائية الأساسية، وتشجيعهم على شرب الماء بدلاً من المشروبات المحلاة.
تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة بانتظام لتقليل خطر السمنة، وبدلاً من المشروبات الغازية السكرية، اختاري الماء، أو المشروبات الخالية من السكر، أو الحليب قليل الدسم.
عصائر الفاكهة والعصائر غير المحلاة تكون سكرية أيضاً، لذا قللي في الكمية التي تتناولينها بما لا يزيد على 150 ملّ في اليوم.
قللي من الكمية تدريجياً، إذا كان طفلك يتناول السكر في المشروبات الساخنة، أو كان يضيف السكر إلى حبوب الإفطار، وبدلاً من ذلك حفزيه على القيام بالتحلية.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.