بمناسبة اليوم العالمي للمهندسات الذي يوافق 23 من يونيه من كل عام، نظمت جمعية مهندسات سعوديات احتفالية في العاصمة الرياض بحضور الدكتورة سمية السليمان الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم وأكثر من 200 مهندسة سعودية من مجالات هندسية ومدن ومناطق سعودية مختلفة؛ بهدف تسليط الضوء على قصص نجاح ملهمة للمرأة السعودية في قطاع الهندسة وعلى الإسهامات المتميزة للمهندسات في تحقيق مستهدفات رؤية 2030.
جمعية مهندسات سعوديات

في تصريح خاص لسيدتي عبرت المهندسة الشيماء الشايب رئيسة جمعية مهندسات سعوديات عن فخرها وسعادتها بالمهندسات السعوديات في تصريح خاص لـ"سيدتي" خلال الاحتفالية التي نظمتها الجمعية بمناسبة اليوم العالمي للمهندسات، وقالت: "نفتخر اليوم بإقامة فعالية برعاية ومشاركة شركة بكتل العربية السعودية وشركة بارسونز العربية السعودية المحدودة، التي جمعت أكثر من 200 مهندسة للاحتفال بهذا العرس الهندسي من مختلف المجالات، وهو ما يجعلني أشعر بالفخر والسعادة بكوني مهندسة والفخر بالمهندسات السعوديات على ظهورهن الرائع في المجال الهندسي والدور المميز الذي تلعبه السعودية في تمكين المرأة في المجال".
تأسيس الجمعية
وعن فكرة تأسيس جمعية مهندسات أوضحت المهندسة الشيماء أن "الجمعية تأسست عام 2014 فترة دراستها للهندسة المدنية في مدينة سيدني بأستراليا، وكانت عبارة عن منصة، وبعد تخرجها وعودتها للسعودية، وبمشاركة 14 مهندسة تمكن من إنشاء جمعية مهندسات سعوديات في مدينة الأحساء بالتعاون مع المركز الوطني للقطاع غير الربحي، ونهدف من خلاله لتعزيز حضور المهندسة السعودية في مختلف المجالات الهندسية وتشجيع العمل التطوعي والإرشاد والتوجيه من خلال العديد من البرامج التي تهدف إلى تعزيز مهارات المرأة في سوق العمل. وتضم الجمعية حاليا 1000 عضو، و500 متطوعة".
إنجازات الجمعية
وعن أهم المبادرات والإنجازات التي حققتها الجمعية أشارت المهندسة الشيماء، إلى نجاح الجمعية في إقامة عدد من الأنشطة والبرامج منها المنتدى الهندسي العمراني وأكثر من 15 لقاءً، وتقديم أكثر من 30 محاضرة، والقيام بزيارات ميدانية علمية لمواقع بناء داخل السعودية وخارجها.
"كما كان للجمعية مشاركة في العديد من الأنشطة والمؤتمرات والمنتديات الهندسية، ولعل أكثر إنجاز نفختر به هو حصولنا على جائزة أفضل جمعية هندسية نسائية في السعودية عام 2025".
قصة ملهمة

إيمان الحجي الحاصلة على درجة الدكتوراة في الهندسة وعلوم المواد من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا شاركت حضور الحفل بقصتها الملهمة والتحديات التي واجهتها في مراحلها الدرسية المختلفة، الذي رافقه تصفيق مدوٍّ في أرجاء القاعة.، وعبرت إيمان لـ"سيدتي" عن سعادتها بهذا الاحتفاء العالمي بالمهندسات. وقالت: "بهذه المناسبة أبارك لكل مهندسة بارعة ومتميزة تمكنت من إثبات جدارتها وإبداعها في السعودية وعلى نطاق واسع ضمن رؤية 2030".
وتطرقت المهندسة إيمان لرحلتها التعليمية التي بدأت عام 2012 ضمن منحة الطلبة الموهوبين إلى أمريكا برفقة زوجها وطفلها الصغير.
تضيف: "كنت الأنثى الوحيدة بين الطلبة المبتعثين لمدة عامين، الذين وجدت منهم الكثير من الدعم حتى تمكنت من إكمال دراستي هذا إلى جانب دعم وتشجيع الأهل الذين تمكنت من خلالهم من مواجهة الكثير من التحديات التي تواكبها النساء والتي تمكنت من تخطيها بالقوة الداخلية والعزيمة والإصرار".
وتابعت: "أشعر بالفخر والامتنان لبلدي وبالفرص المتساوية والتمكين العالي الذي نجده كمهندسات وكنساء سعوديات في مختلف المجالات.
وأتمنى التوفيق لمهندسات ومهندسي المستقبل، والمجال واسع في التغيرات التقنية التي نراها اليوم سواء في الذكاء الاصطناعي والهندسة الطبية وتقنيات النانو وغيرها الكثير من التحديات التقنية العالمية التي تحتاج لعقول مبدعة تواكب وتفكر خارج الصندوق".
تمكين المرأة السعودية

المهندسة فلوة العروان عضو جمعية مهندسات سعوديات: أشارت في حديثها لـ"سيدتي" إلى أن اليوم العلمي للمهندسات لا يمثل يوماً لتمكين المرأة السعودية في المجالي الهندسي فحسب، بل في جميع المجالات.
وعن مسيرتها في مجال الهندسة أوضحت المهندسة فلوة: "تخرجت عام 2021 في جامعة الفيصل والحصول على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، بعد ذلك عملت لمدة سنتين في قطاع المياه والطاقة في مدينة نيوم، ودفعني بعد ذلك الشغف لإكمال دراستي في مرحلة الماجستير في الولايات المتحدة الأمريكية في مجال الطاقة.
ولعلي أجدها مناسبة لتوجيه رسالة للمهندسات السعوديات والطالبات الراغبات في الدراسة في المجال الهندسي، بضرورة الاطلاع على المجالات الهندسية الأخرى في الهندسة إلى جانب التخصص الدراسي لأن من شأن ذلك فتح آفاق معرفية جديدة ووجهات أكثر للعمل".
قائدات المستقبل

بنان أبو هنود مهندسة بنية تحتية، متخصصة في المياه والصرف الصحي. انتقلت للعيش في السعودية منذ ما يقارب العامين. حالياً، تعمل مديرة مشاريع في شركة Parsons. رسالتها لجميع المهندسات السعوديات وللنساء عموماً، بمناسبة اليوم العالمي للمهندسات هي أن "هذا العصر هو عصركن؛ لذا اعملن بجد لتحقيق أهدافكن وأحلامكن. أشعر وأؤمن أنكن قادرات على النجاح وأنكن ستصبحن قائدات في المستقبل".
الإبداع والابتكار

مجال الهندسة بالنسبة للمهندسة دانية الراجحي هو مجال إبداع وابتكار وتطبيق لأفكار ورؤى جمالية فريدة، وكان ذلك هو الحافز الذي دفعها لدراسة هندسة التصميم الداخلي وعلى الرغم من اتجاهها بعد ذلك في مجال ريادة الأعمال؛ فإنها وكما تقول ما زالت تطبق المهارات التي اكتسبتها من دراساتها في مجال الهندسة.
وعن التحديات التي واجهتها قالت: "هي التحديات البسيطة التي قد يواجهها الراغبون في الدخول لسوق العمل في بداياتهم، ومن ذلك كيفية مواجهة العملاء، التي يمكن تجاوزها بمرور الوقت واكتساب الخبرات في المجال".
أما عن رسالتها للمهندسات السعوديات؛ فتتلخص في العمل الجاد، واقتناص الفرص التي وفرتها الدولة ضمن المشاريع الكبرى الجاري تنفيذها تحت ظل رؤية 2030 والمشاركة في بناء الوطن.
وأكدت الراجي أن التنافس الإيجابي بين العاملين في المجال الهندسي، سواء كان بين المهندسات أو المهندسين؛ من شأنه المساهمة في صقل المهارات، والعمل على زيادة الإنتاج التي سينعكس أثرها على بلدنا وعلى وجودنا وتفوقنا عالمياً.
اختيار التخصص الهندسي

ومن جهتها قالت المهندسة ليان آل بن علي: "أوجه التهنئة للمهندسات السعوديات بيومهن العالمي، وأتمنى منهن الاستمرار في مسيرة العطاء والإنجاز حتى يتمكن من إثبات دورهن وجدارتهن في سوق العمل ويصبحن القدوة الملهمة للأجيال القادمة".
وتابعت: "كان اختياري لدراسة حصص الهندسة الصناعية في جامعة الملك خالد عن رغبة وقناعة وإصرار بعد أن واجهني اعتراض على ذلك في البداية باعتباره من التخصصات الجديدة للنساء، ولكن بعد إصرار تمكنت من الاستمرار والنجاح والتخرج، والحمد لله أنني خرجت من هذه التجربة بأهمية أن يكون اختيار تخصص الهندسة عن قناعة ومعرفة بالتحديات التي يرافقها المجال، والاستعداد لتحمل جميع الظروف والمستجدات اليومية".
اقرأ المزيد: 5 مصممات سعوديات تنبض تصاميمهن برؤية 2030 ولمسات إبداعية معاصرة في اليوم العالمي للتصميم