تتيح المتاحف للزوار؛ خاصة الشباب وفي الإجازة الصيفية، فرصةً لاستكشاف تاريخ وحضارات الأمم والشعوب المختلفة، والتعرُّف إلى عاداتهم وتقاليدهم وأنماط حياتهم، من خلال استعراض القطع الأثرية والأعمال الفنية؛ فيمكن للزوّار فهم تطور الحضارة الإنسانية والإنجازات التي حققتها عبْر العصور. وزيارة المتاحف عامةً، من أفضل الأنشطة التي يستمتع فيها الجميع بالإجازة الصيفية؛ فهي تُسهم في تعزيز الهوية الوطنية وتكرّس للشعور العام بالمسؤولية، وتوفّر بيئة هادئة وملهمة للتأمل وإعادة النظر في عصور وحضارات قديمة أو حتى منجزات العصر الحديث. ولذلك فزيارة المتاحف في إجازة الصيف تُعَد من التجارِب المميزة التي تجمع بين: الاستمتاع، الاستكشاف، والثقافة. بالسياق التالي «سيدتي» تعرّفكِ إلى متاحف مميزة يمكنكِ زيارتها في إجازة الصيف.
المتحف الوطني السعودي الرياض
اذا كنتِ في المملكة العربية السعودية وتحديداً في الرياض، تأخذكِ أروقة المتحف الوطني السعودي في رحلة شيّقة في إجازتكِ الصيفية، والتي تتجاوزين فيها الزمان والمكان، وتقفين على شواهد فنية وتاريخية في قلب مدينة الرياض بحي المربع، بجوار قصر الملك عبدالعزيز؛ حيث افتُتح المتحف في عام 1419هـ، على مساحة قدرها 17 ألف متر مربع، تنتشر فيها حكايات 3,700 قطعة تراثية من: تماثيل، ومخطوطات، ومنحوتات لا مثيل لها. فهو واحد من أكبر المتاحف السعودية؛ حيث يتميّز بتصميمه الفريد الذي تم استلهامه من ألوان وأشكال الكثبان الرملية المحيطة بمدينة الرياض؛ حيث يضم بين جنباته الكثير من التحف الأثرية ذات القيمة العالية والدلالات التاريخية المهمة، والتي يعود بعضها إلى عصور ما قبل التاريخ. ويضم المتحف الوطني السعودي ثمانية أقسام مفعمة بروح التاريخ، تبدأ في قاعة الإنسان والكون؛ حيث تتعرّفين إلى نشأة الكون والمجموعة الشمسية، والعوامل الطبيعية المؤثرة في تطوره منذ ملايين السنين. كما تتيح لكِ قاعة الممالك العربية القديمة، الانغماس في حضارات امتدت من الألف الرابعة قبل الميلاد إلى القرن الثاني بعد الميلاد. كما تظهر أنماط الحياة الدينية والاجتماعية قبل الإسلام في قاعة العصر الجاهلي، وتتجلى سيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في قاعة البعثة النبوية، منذ نزول الوحي وحتى هجرته إلى المدينة المنورة. ثم يظهر تاريخ توحيد المملكة في فيلم وثائقي داخل قاعة توحيد المملكة، وتضم قاعة الحج والحرمين الشريفين، جوانب التطور العمراني للحرم المكي والنبوي.
متحف اللوفر أبوظبي
أما اذا كنتِ في أبوظبي، لا تفوّتي فرصة زيارة متحف اللوفر أبوظبي الشهير في الإجازة الصيفية، لتتعرّفي إلى أول متحف عالمي في العالم العربي، فقد وُلِدَ متحف اللوفر أبوظبي، ثمرة اتفاقية حكومية دولية وُقِّعَت بين فرنسا والإمارات العربية المتحدة في 6 مارس 2007. ويعرض أعمالاً فنية قديمة متنوّعة ومعاصرة ذات أهمية تاريخية وثقافية واجتماعية من جميع أنحاء العالم. أول متحف عالمي في العالم العربي، يترجم ويعزز روح الانفتاح بين الثقافات، باعتبارها واحدة من المؤسسات الثقافية الرائدة في قلب منطقة السعديات الثقافية في جزيرة السعديات. ومنذ اللحظة التي فتح فيها هذا المتحف الأيقوني أبوابه ليُثري المشهد الفني في أبوظبي إلى مستوى عالمي، قد غرس شعوراً قوياً بالفخر لدى السكان المحليين والمقيمين على حدٍ سواء. وتضم المجموعة الدائمة للمتحف نحو 700 عمل فني ومجموعات فنية من مختلف العصور والحضارات (من عصور ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا). كما أن هناك 300 من الأعمال الفنية الأخرى، مُعارة من متاحف شريكة؛ حيث يُقرض متحف اللوفر 100 تحفة فنية مختلفة كلّ عام.
المتحف المصري بالقاهرة
المتحف المصري هو أقدم متحف أثري في الشرق الأوسط، وهو يقع بالقرب من أهرامات الجيزة، ويضم أكبر مجموعة من الآثار المصرية القديمة في العالم، وهو أول مبنى يُنشأ في العالم ليكون متحفاً. ولقد بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري بالتحرير عام 1895، ثم قام الخديوي عباس حلمي الثاني بافتتاحه رسمياً في 15 نوفمبر من عام 1902، ليضم مجموعة متميزة من الآثار المصرية من عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني الروماني. ويضم أكثر من 150 ألف قطعة أثرية تمثّل أعظم مجموعة أثرية في العالم. ويتكون المتحف من طابقين رئيسيين، يحتوي الطابق الأول على الآثار الثقيلة من توابيت ولوحات وتماثيل معروضة طبقاً للتسلسل التاريخي، أما الدور العلوي فيحتوي على مجموعات أثرية متنوّعة، من أهمها: مجموعة الملك توت عنخ آمون، وكنوز تانيس، بالإضافة إلى قاعتين للمومياوات الملكية. ومن أهم القطع الأثرية المعروضة بالمتحف: صلاية الملك نعرمر، وتمثال الملك خوفو، وقناع الملك توت عنخ آمون، بالإضافة إلى عدد كبير من الكنوز الملكية.
متحف اللوفر في باريس
يُعتبر من أشهر المتاحف زيارةً في العالم؛ حيث يجذب ملايين السياح وعشاق الفن سنوياً، ومتحف اللوفر ليس مجرد المتحف الأكثر زيارةً في العالم؛ بل هو رمزٌ للإبداع الإنساني والتاريخ والثقافة. ويقع متحف اللوفر في قلب باريس على ضفاف نهر السين، وهو وجهةٌ لا غنى عنها للمسافرين وعشاق الفن على حدٍ سواء، ولقد بُني اللوفر في الأصل كحصن من العصور الوسطى في أواخر القرن الثاني عشر، ثم تحوّل إلى قصر ملكي، ثم إلى المتحف العام الذي نعرفه اليوم. ويمزج مدخله الهرمي الزجاجي، الذي أُضيف عام 1989، بين التصميم الحديث والعمارة الكلاسيكية؛ مما يجعله مَعلماً بارزاً في باريس. ويضم المتحف مجموعة واسعة ومتنوّعة من القطع الفنية والتاريخية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 9,000 عام. ويضم أعمالاً فنية من حضارات مختلفة، منها: المصرية واليونانية والرومانية والأوروبية وغيرها الكثير. ومن أشهر أعماله الفنية: لوحة الموناليزا لليوناردو دا فينشي، وفينوس دي ميلو، وانتصار ساموثريس المجنّح. كما يضم المتحف مجموعة واسعة من المنحوتات من مختلف العصور والحضارات، بما في ذلك النحت اليوناني، والروماني والإسلامي والحديث.
المتحف البريطاني في لندن
المتحف البريطاني هو متحف وطني شامل يضم مقتنيات أثرية وإثنوغرافية متميزة. يقع في حي بلومزبري بمنطقة كامدن، ويشتهر بآثاره المصرية القديمة واليونانية والرومانية والعديد من القطع الأثرية الأخرى. ويضم المتحف البريطاني مجموعة واسعة من الآثار والتحف الفنية التي تمثّل حضارات مختلفة حول العالم، ومن أبرزها: حجر رشيد، وهو لوحة حجرية ثلاثية اللغات (هيروغليفية، ديموطيقية، يونانية) تُعتبر مفتاح فك رموز اللغة المصرية القديمة. وتماثيل إلجين الرخامية، وهي مجموعة من المنحوتات الرخامية من معبد البارثينون في أثينا، تعود للقرن الخامس قبل الميلاد. وآثار مصرية قديمة، وتشمل: مومياوات، توابيت، تماثيل، وغيرها من القطع الأثرية التي تعود إلى عصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة. وآثار من بلاد ما بين النهرين، وتشمل: نقوشاً مسمارية، وأعمالاً فنية من الذهب والفضة، ومجموعة من الأختام الأسطوانية، وآثاراً آشورية. كما يضم مجموعة ضخمة من العملات والميداليات من جميع أنحاء العالم، تمتد من العصور القديمة حتى العصر الحديث. بالإضافة إلى أعمال فنية من عصور مختلفة، وتشمل مجموعة متنوّعة من: اللوحات، والمنحوتات، والمنمنمات، وغيرها من الأعمال الفنية التي تمثّل فترات تاريخية مختلفة. يضم المتحف أيضاً آثاراً من اليونان القديمة، وروما القديمة، وأفريقيا، وآسيا، وأمريكا.
الرابط التالي سيأخذكِ في جولة على أشهر المتاحف المنوّعة في أوسلو عاصمة النرويج
متاحف الفاتيكان في روما
تعَد متاحف الفاتيكان في روما موطناً لمجموعة استثنائية من الروائع اليونانية؛ مما يعكس التأثير العميق للفن والثقافة اليونانية القديمة على الإمبراطورية الرومانية، أنشأها البابا يوليوس الثاني في أوائل القرن السادس عشر. تضم متاحف الفاتيكان مجموعة واسعة من المنحوتات والفخار والمصنوعات الأثرية اليونانية، والتي جمع الباباوات الكثير منها على مَر القرون. ومن أشهر القطع: لاوكون وأبناؤه، وهو منحوت رخامي مذهل يجسّد التعبير الدرامي للفن الهيلينستي. وأبولو بلفيدير، وهو تمثال كلاسيكي يعجب بتمثيله المثالي للشكل البشري. تحتوي صالات العرض اليونانية والرومانية للفاتيكان على العديد من الأعمال الأخرى، مثل: المزهريات اليونانية القديمة، والنسخ الرومانية من التماثيل اليونانية؛ مما يعرض المستوى العالي من الحِرفية التي أثّرت في الفن الغربي لقرون. مجموعة الفاتيكان من الفن اليوناني لا تحتفل فقط بإرث الجماليات اليونانية؛ بل تسلّط الضوء أيضاً على التبادل الثقافي بين اليونان وروما؛ مما يساهم في الحفاظ على التقاليد الفنية اليونانية القديمة وتقديرها.
والسياق التالي يعرّفكِ إلى: متاحف قطر تشارك في بينالي الفنون الإسلامية 2025 بالسعودية
المتحف الوطني الصيني
يقع المتحف الوطني في بكين، وهو من أكبر متاحف الصين، وقد افتُتح المتحف لتثقيف الزوار حول فنون وتاريخ الصين، ويحتوي على حوالي مليون ونصف المليون قطعة أثرية؛ مما يجعله واحداً من أكبر المتاحف في العالم. يستقبل المتحف أكثر من 7 ملايين زائر سنوياً، ويعرض تحفاً من العصور القديمة حتى أوائل القرن العشرين.
المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة
يعرض المتحف مجموعة متنوّعة من الفنون التشكيلية بالأردن. وقد تأسس من قِبل الجمعية الملكية للفنون الجميلة عام 1980، وهو متحف للفنون الرائدة في المنطقة، ويحتوي المتحف على ثلاثة آلاف عمل فني تنتمي للفن الحديث والمعاصر في المنطقة، وتتنوّع بين: اللوحات والمطبوعات والمنحوتات والصور الفوتوغرافية والإنشاءات الفنية والمنسوجات والسيراميك والطباعة وفن الفيديو. وتحمل تواقيع أكثر من 800 فنان من 59 دولة حول العالم، ولفنانين من دول العالم العربي ودول العالم النامي، وبشكل أساسي من آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأستراليا.
الرابط التالي يعرّفكِ: إشراقات ثقافية مذهلة في افتتاح 10 متاحف عالمية 2 منها في دول عربية
