لطالما شكّل الأسلوب الملكي مصدر إلهام لا يُضاهى لعالم الموضة؛ إذ تجمع الإطلالات الملكية بين الرقيّ، والبروتوكول، والرمزية الثقافية في آنٍ معاً فالنساء الملكيات لا يخترن أزياءهن لمجرد الجمال أو الأناقة، بل لأن كل تفصيل يعكس مكانتهن، واحترامهن للتقاليد، ورسالة واضحة تنسجم مع المناسبة والمكان، سواء كانت المناسبة حفل عشاء رسمياً في قصر بكنغهام، أو زيارة دبلوماسية إلى دولة أجنبية، فإن ما ترتدينه نساء الأسر المالكة حول العالم يخضع لقواعد صارمة تُراعي قيم الحشمة والهيبة.
وفي حين تختلف هذه القواعد من بلد إلى آخر، يبقى هناك إطار عام يجمعها، خاصة في العائلات الملكية الأوروبية التي تُولي اهتماماً بالغاً بالمظهر العام، ولا يقتصر ذلك على الفساتين والمجوهرات فحسب، بل يمتد إلى الألوان، وتنسيق الأكسسوارات، وحتى تسريحات الشعر.
في السطور التالية من سيدتي، نغوص في تفاصيل "الأناقة الملكية" غير المكتوبة، ونتعرّف إلى أبرز قواعد اللباس التي تلتزم بها الأميرات والملكات في المناسبات الرسمية وغير الرسمية، مع التركيز على أبرز الملامح التي تُشكّل معايير الذوق الملكي، المستوحى من التقاليد، الممزوج بالحسّ العصري الرفيع.
قواعد اللباس لنساء الأسر المالكة:
تختلف قواعد اللباس لنساء الأسر المالكة باختلاف الدول والمناسبات، لكنها عموماً تخضع لاعتبارات تقليدية ورسمية صارمة.
1- قاعدة الحشمة
يفضل أن تكون الفساتين والتنانير عادة بطول ميدي يعني أن تصل إلى الركبة أو أطول، وهذا يعني ارتداء فساتين ميدي أو تنانير ميدي تصل أحياناً إلى الكاحلين، مع تغطية الكتفين قدر الإمكان واختيار قصات عنق لا تظهر الكثير من الصدر، وهذه القاعدة يمكن أن يتم خرقها من حين لآخر ما عدا المناسبات الدينية أو المناسبات الرسمية.
وهذا ما يمكن رؤيته في إطلالة الملكة ليتيزيا عندما رافقت زوجها الملك فيليبي ملك إسبانيا من أجل الاحتفال بيوم القوات المسلحة حيث ارتدت فستاناً ميدي أبيض اللون مزيناً بطبعات زهور زرقاء وتميز بقصة عنق مستديرة وأكمام متوسطة الطول.
ويمكن أيضاً رؤية الحشمة في إطلالات كيت ميدلتون أميرة ويلز في المناسبات المختلفة مثل الفستان البنفسجي الذي ارتدته العام الماضي من أجل متابعة مباريات التنس في ويمبلدون
2- قاعدة الرقيّ
تعودنا لدى رؤية الملكات والأميرات أن تكون أزياؤهن مصممة ومفصّلة بدقة، بحيث تعانق الجسم من دون أن تعصره وهي غالباً ما تكون مخصصة لهن، وفي أكثر الأحيان تتجنب الملكات والأميرات اتباع صيحات الموضة الصاخبة ويفضلن أن يعتمدن إطلالات كلاسيكية خالدة، كأن يلجأن إلى البدلات النسائية المؤلفة من بنطلون وبليزر وأحياناً يخترن فساتين بقصات القميص أو تنانير مكسرة مع توبات أنيقة.
كما نلاحظ في إطلالات الملكة رانيا العبدالله التي دائماً ما تختار إطلالات البدلة الأنيقة ذات القصات المحددة في المناسبات المختلفة خاصة وأن البدلة عنوان القوة والأناقة في الوقت نفسه.
وإطلالة البدلة هي من الإطلالات المفضلة أيضاً لدى الملكة ماكسيما التي تحرص على ارتداء إطلالة البدلة باللون الواحد وتنسقها مع أكسسوارات من اللون نفسه أيضاً.
يمكنك أيضا قراءة كيت ميدلتون تستوحي من الأميرة ديانا إطلالتها في حفل Trooping The Colour
3- قاعدة الملاءمة
من أهم قواعد الموضة الملكية أن يتم اختيار الملابس بما يتلاءم مع طبيعة المناسبة، بمعنى أن حفلات العشاء الرسمية يسودها الطابع الرسمي فترتدي النساء أجمل فساتين السهرة مع التيجان الملكية، وفي الجنازات يجب ارتداء ملابس باللون الأسود مع مجوهرات مرصعة باللؤلؤ أما في المناسبات العامة فيتم اعتماد إطلالات أنيقة كلاسيكية مع اعتمار قبعة أنيقة من لون الإطلالة نفسه عادة.
وهو ما تقوم به الملكة كاميلا التي تختار إطلالات الفستان المعطف مع القبعة في مناسبات مثل سباق أسكوت للخيول أو الاحتفال بيوم مولد زوجها الملك تشارلز الثالث.
أما في المناسبات الرسمية فالملكة ماري زوجة الملك فريدريك ملك الدنمارك تعتبر من أكثر الملكات أناقة خاصة في الحفلات الرسمية، وهي عادة ما تختار فساتين بقصات تبرز جمال الجسم وتكمل إطلالتها بمجوهرات من خزينة التاج الدنماركي.
4- قاعدة احترام التقاليد والثقافات
في الزيارات الرسمية للخارج أو عند استقبال وفد رسمي، يتم دمج عناصر من اللباس المحلي احتراماً لثقافة الضيف أو المضيف، وهذا يعني إما ارتداء إطلالة مستمدة ألوانها من لون علم الضيف أو المضيف أو اختيار مصمم محلي بالإضافة إلى ارتداء قطع مجوهرات أو بروشات بتصاميم مستوحاة من رموز الدولة الزائرة أو المستضيفة.
وهذه القاعدة التزمت بها الملكة كاميلا خلال زيارة إلى فرنسا عندما اختارت ارتداء إطلالة من تصميم ديور Dior العلامة الفرنسية الشهيرة.
وأيضاً كما فعلت كيت ميدلتون أميرة ويلز عندما اختارت إطلالة باللون العنابي من أجل استقبال أمير قطر وعقيلته في قصر باكنغهام.
عناصر الأناقة الأساسية
ومن أجل الالتزام بهذه القوانين الخاصة بالإطلالات، هناك عناصر مهمة يجب توافرها من أجل تأمين إطلالة أنيقة ملكية راقية.
للمناسبات النهارية
تضم قائمة إطلالات المناسبات النهارية فساتين بقصة معاطف وبدلات أنيقة بالإضافة إلى فساتين ميدي بقصات محافظة.
أما بالنسبة للألوان فيفضل أن تكون ألواناً أحادية وإن كانت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية كانت تفضل الملابس ذات الألوان القوية من أجل أن يتمكن المواطنون من رؤيتها من بعيد وهو أمر ورثته عنها الملكة ليتيزيا وكيت ميدلتون.
تعتبر القبعات أكسسواراً مهماً لإكمال إطلالة الفعاليات النهارية الرسمية سواء كانت قبعة كبيرة واسعة أو قبعة صغيرة وأحياناً يتم اللجوء إلى عصابات الرأس والقاعدة الأساسية في نجاح إطلالة القبعة أو عصابة الرأس تتلخص في اختيارها بألوان من لون الإطلالة نفسه لأن اللون الواحد هو عنوان الرقي.
عادة يتم انتعال الأحذية المغلقة بكعب عال أنيق لإكمال الإطلالة، لكن مؤخراً صرنا نشاهد الملكات والأميرات يخترن أحذية ودج أو صنادل مفتوحة كما أنهن في بعض الأحيان ينتعلن أحذية من دون كعب طلباً للراحة ورغبة في التواصل مع المواطنين والظهور بإطلالة متواضعة.
يمكنك قراءة: نسقي التنورة الميدي لعيد الأضحى على طريقة الملكات والأميرات
أما بالنسبة للجينز فيمكن ارتداؤه في المناسبات التي لا تحمل طابعاً رسمياً على الإطلاق مثل زيارة السجون أو زيارة مدارس أو جمعيات خيرية مثلاً وذلك لأن الملكات والأميرات مثل أي امرأة عصرية يحببن الراحة التي يمنحها الجينز والطابع العملي الذي يضفيه على أي إطلالة.
المناسبات المسائية
للمناسبات المسائية الرسمية يتم ارتداء فساتين سهرة طويلة مع تيجان ألماسية ومجوهرات مرصعة بالحجارة الكريمة والألماس والتي تكون عادة من ضمن مجوهرات الخزينة الملكية. والملفت أن ارتداء التيجان مسموح فقط للنساء المتزوجات وأيضاً لبنات الملوك في المناسبات المهمة بعد بلوغهن الثامنة عشرة من العمر.
وعادة ما يتم إكمال الإطلالة بارتداء الأوشحة الملكية والأوسمة كما يمكن ارتداء قفازات أوبرا طويلة في المناسبات شديدة الرسمية.
