mena-gmtdmp

رحلة سياحية إلى قرطاج التونسية للغوص في تاريخها العريق

رحلة إلى قرطاج
رحلة إلى قرطاج

هل سبق لكِ أن حلمتِ بالسير بين أطلال حضارة عريقة تغمرها أساطير القدماء وأن تستنشقي عبق التاريخ من بين أزقتها وشوارعها القديمة؟ هل تودين أن تغوصي في عالم بعيد عن صخب الحياة اليومية، حيث تتحدث كل قطعة أثرية عن حياة نساء ورجال عاشوا قبل آلاف السنين، تركوا بصماتهم على الأرض والبحر؟ قرطاج، هذه المدينة الأسطورية التي تعانق شواطئ شمال إفريقيا، ليست مجرد موقع أثري عادي، بل هي نافذة على ماضٍ غني مليء بالقوة، التجارة والثقافة، حيث التقى الشرق بالغرب واختلطت الأساطير بالواقع. لماذا تجذب قرطاج الكثير من المسافرات حول العالم؟ ما الذي يجعل زيارة هذا المكان تجربة فريدة لا تُنسى؟ هل يكفي مجرد مشاهدة الأطلال لتقدير عظمة هذه المدينة، أم أن هناك قصة أعمق تنتظر من يُجيد الاستماع إليها؟ من تل بيرصا الذي يطل على الخليج المتلألئ، إلى حمامات أنطونين الرومانية الفخمة، والمسرح الروماني الذي يشهد على الحياة الاجتماعية والثقافية التي كانت نابضة بالحياة هنا، يحمل كل مكان سراً ينتظر من يكتشفه.
وفي عالمنا اليوم، حيث تمتلئ حياتنا بالتكنولوجيا والروتين، كيف يمكن لرحلة إلى قرطاج أن تمنحكِ فرصة لإعادة التواصل مع نفسك، وتأمل جمال التراث والتاريخ؟ هل يمكن لتلك الفسيفساء الملونة أن تلهمكِ بشجاعة النساء اللواتي عشن في تلك الحقبة، بكل ما حملته من تحديات وانتصارات؟ هل أنتِ مستعدة لتجربة هذه المغامرة التاريخية التي ستأخذكِ عبر الزمن، لتشعري بقوة الحضارات القديمة في قلب تونس؟

تل بيرصا

قرطاج مدينة تونسية تعانق شواطئ شمال إفريقيا


عزيزتي المسافرة، عند التخطيط للسفر إلى تونس، ابدئي رحلتكِ في قرطاج بصعود تل بيرصا، حيث ستحصلين على نظرة شاملة تأخذكِ في رحلة عبر الزمن. من هذا الموقع المرتفع، ستنعكس أمام عينيكِ صورة بانورامية ساحرة، تمتد حتى الخليج المتلألئ لتونس وتتجلى الموانئ البونية الدائرية التي تم تصميمها بذكاء لتُخفي الأسطول القرطاجي عن أعين الأعداء، مع السماح له بمراقبة البحر بهدوء. لا تفوتي فرصة المشي بين بقايا حي سكني يعود إلى زمن هانيبال في القرن الثالث قبل الميلاد، حيث يمكنكِ تخيّل نساء قرطاج في عصرهم وهنّ يسِرن على نفس المسارات التي تمشين عليها اليوم.

صهاريج المعلقة

عند سفح تل بيرصا، ستجدين صهاريج المعلقة، أحد أبرز معالم قرطاج القديمة التي تعكس براعة الهندسة الرومانية. هذه الصهاريج كانت خزانات ضخمة لسقاية المدينة وحماماتها وقد صمدت حتى اليوم لتروي قصص الماء والحياة في قلب الصحراء. تخيّلي كم من النساء والرجال الذين اعتمدوا على هذا النظام المعقد ليعيشوا حياة مزدهرة.

متحف قرطاج

في قمة التل، ينتظركِ متحف قرطاج ذو الطابقين، الذي يحتضن مجموعة رائعة من القطع الأثرية التي تروي تاريخ المدينة العريق. من التوابيت الحجرية التي تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد إلى الفسيفساء الملونة التي تجسد تغير الفصول، كل قطعة تحكي قصة تأخذكِ بعيداً إلى عالم من الأساطير والجمال. لا تنسي زيارة كاتدرائية الأكروبول الفرنسية القريبة، التي رغم توقفها عن النشاط الديني، تبقى مكاناً ساحراً يمزج بين الطراز الموري والبيزنطي والقوطي في لوحة فنية فريدة.

حمامات أنطونين

حمامات أنطونين من أفخم المجمعات التي زينت الساحل ومثّلت رمزاً للرفاهية


أثناء السياحة في تونس، استعدي لاكتشاف أضخم البقايا الأثرية في قرطاج، حمامات أنطونين الرومانية، التي بناها الإمبراطور هادريان واكتملت في عهد أنطونين بيوس في القرن الثاني الميلادي. كانت هذه الحمامات من أفخم المجمعات التي زينت الساحل ومثّلت رمزاً للرفاهية والاسترخاء. على الرغم من أن ما تبقى منها اليوم هو أساسات فقط، إلا أن الأقواس المغطاة بالعشب والممرات الحجرية السرية تحفز روح المغامرة فيكِ وتجعل كل خطوة تروي قصة حياة النساء والرجال الذين استمتعوا بها قبل قرون.

المسرح الروماني

على بعد خطوات من تل بيرصا، يقع المسرح الروماني المُعاد بناؤه، الذي كان يوماً يستوعب خمسة آلاف متفرج. اليوم، يعكس المسرح حجم وروعة العروض التي كانت تقام فيه وهو المكان الرئيسي لمهرجان قرطاج الدولي الذي يحتفي بالموسيقى والرقص والمسرح في الصيف. تخيّلي نفسكِ تشاهدين عرضاً تحت السماء المفتوحة، محاطة بجمهور من الماضي والحاضر.

الفيلات الرومانية

قرطاج تمنحكِ فرصة لإعادة التواصل مع نفسك


هذا الحي السكني القريب من المسرح يعكس ثراء وروعة الحياة الرومانية ويضم فيلا الطيور المُعاد بناؤها التي تأسر القلوب بساحتها الداخلية المزينة بالأعمدة وفسيفساء تحكي قصص الطبيعة والحياة وشرفة تطل على خليج تونس. هذه الفيلا كانت ملاذاً فاخراً لسيدة رومانية متمكنة ولم تبخل على نفسها بأي رفاهية.

المدرج الروماني

المدرج الروماني القريب من الفيلات والمسرح كان من أكبر المدرجات في الإمبراطورية وأحد الكنوز السياحية في تونس، حيث يتسع لستة وثلاثين ألف متفرج. على الرغم من تعرضه للنهب والتدمير، لا يزال بقاياه تروي حكايات المصارعات والعروض التي جمعت الجماهير. الممرات تحت الأرض والبوابات الحديدية المنحوتة، تذكّر النساء اللواتي يزرن الموقع بقوة وتأثير قرطاج التاريخي.