في زمن كثُرت فيه العلاقات المتقلّبة والتجارِب العاطفية المؤلمة، بات من الضروري التوعية حول مفهوم العلاقة السامة؛ خاصة بالنسبة للفتيات اللواتي قد يجدن أنفسهن عالقات في علاقات تستهلك طاقتهن النفسية والعاطفية. فالعلاقة السامة لا تُظهر أذاها في البداية؛ بل تتسلل تدريجياً إلى حياة الفتاة؛ فتفقد ثقتها بنفسها، وتبدأ في الشك بقيمتها وقراراتها.
النجاة من علاقة سامة ليست بالأمر السهل؛ بل تتطلب وعياً، وقوة داخلية، ودعماً من المحيط. تبدأ النجاة من إدراك علامات السُمية؛ مروراً بوضع الحدود، وانتهاءً باتخاذ القرار الجريء بالخروج من هذه العلاقة. في هذا الموضوع، سنتناول: كيف يمكن للفتاة أن تتعرّف إلى العلاقة السامة، وكيف تحمي نفسها منها، وتستعيد قوتها وحريتها النفسية.
إليكِ بعض النصائح وَفق موقعي: psycology today، وhealthcentre.nz.
التعرُّف إلى علامات العلاقة السامة

فهْم العلامات الحمراء والأنماط الخاصة بـالعلاقات السامة، أمرٌ بالغ الأهمية في تمكين النساء من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن سعادتهن. عندما يتعلق الأمر بالعلاقات السامة، قد يكون من الصعب التعرُّف إلى العلامات؛ خصوصاً عندما تتدخل المشاعر. ومع ذلك؛ فإن الوعي بعلامات التحذير، هو الخطوة الأولى نحو التحرُّر وبناء مستقبل أكثر صحة.
- واحد من المؤشرات الرئيسية للعلاقة السامة، هو نقص الاحترام والدعم. إذا كان شريككِ يستخف بكِ بشكل مستمر، أو يتجاهل مشاعرك، أو يقلل من إنجازاتك؛ فقد تكون هذه علامة على السُمية. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنتِ تجدين نفسكِ خائفة من التعبير عن أفكاركِ ومشاعرك الحقيقية؛ فقد حان الوقت لإلقاء نظرة أقرب على ديناميكية علاقتكِ.
ما رأيك بالاطلاع على: ما هو الاحتراق العاطفي؟
- علامة حمراء أخرى هي السلوك المسيطر. إذا كان شريككِ يحاول السيطرة على كلّ خطوة تخطينها، ويعزلكِ عن الأصدقاء والعائلة، أو يفرض عليكِ كيفية الملابس أو السلوك؛ فهذا مؤشر واضح على وجود علاقة غير صحيّة. تذكّري أن الشراكة الصحية تُبنى على الثقة والاحترام المتبادَل والحرية في أن تكوني نفسكِ الحقيقية.
- أنماط التلاعب والإساءة العاطفية، شائعةٌ أيضاً في العلاقات السامة. حيث يقوم شريكك بتشويه الواقع، ويجعلكِ تشكّين في سلامتك العقلية. هي تقنية تلاعُب، غالباً ما يستخدمها الأفراد السامّون. قد تشمل أشكالاً أخرى من الإساءة العاطفية، مثل: النقد المستمر، والإهانات، والتهديدات. من المهم أن ندرك أن هذه السلوكيات غيرُ مقبولة ويجب ألّا تُحتمل.
بالإضافة إلى هذه العلامات، من الضروري الانتباه إلى: كيف يحوّل الشريك العلاقة. إذا كنتِ تشعرين بالتعب المستمر، أو القلق، أو الاكتئاب؛ فقد يكون ذلك نتيجة التواجُد في بيئة سامة. يجب أن تكون رفاهيتكِ وسعادتك دائماً في المقدمة. وكونكِ واعية بعلامات السمية، يمكن أن يمنحكِ القوة لاتخاذ قرارات مدروسة بشأن مستقبلك.
تذكّري، أن التعرُّف إلى العلامات هو فقط الخطوة الأولى. من المهم طلب الدعم من أصدقاء موثوقين، أو العائلة، أو المحترفين الذين يمكنهم تقديم الإرشاد ومساعدتك في التنقُّل في عملية التحرر من علاقة سامة. أنتِ تستحقين أن تكوني في شراكة محبة، محترمة، وصحية. ومن خلال التعرُّف إلى العلامات واتخاذ الإجراءات، يمكنكِ تمكين نفسك لخلق مستقبل أكثر إشراقاً وسعادة.
خطوات لمساعدتكِ على التحرر من العلاقة السامة
- التعرُّف والاعتراف بالمشكلة: على الرغم من أن هذا قد يبدو بديهياً؛ فإن فهم أنكِ في علاقة سامة، هو الخطوة الأولى. انتبهي إلى الإشارات التحذيرية التي ربما حاولتِ سابقاً تجاهلها مثل الانتقادات المؤلمة المتكررة، ازدراء الآخر، التجنُّب، والطاقة السلبية. ليست كلّ العلاقات يمكن إنقاذها. من الضروري أن تكوني صادقة مع نفسك بشأن التأثير الضار الذي تتركه العلاقة على رفاهيتك.
- اطلبي الدعم والمساعدة المهنية، من خلال التواصل مع الأصدقاء أو العائلة أو الاختصاصي النفسي. يمكن أن تقدّم المشورة مساحة آمنة لاستكشاف مشاعركِ وتخطيط خطواتكِ القادمة. يمكن أن تقدّم مجموعات الدعم أيضاً الراحة والفهم، من أولئك الذين مَروا بتجارِب مشابهة. لا تستهيني بقوة وجود شبكة أصدقاء داعمة لتعزيز عزيمتك ومساعدتك خلال هذه العملية.
- فكّري فيما هو على المحك، وقومي بتنفيذ إستراتيجية الخروج الخاصة بكِ؛ فغالباً ما يتطلب الخروج من علاقة سامة، تخطيطاً دقيقاً. ضعي في اعتباركِ وضعَك المالي، وترتيبات المعيشة، وأيّة مخاوف تتعلق بالسلامة محتملة. ضعي خطة واضحة ونظامَ دعم قبل اتخاذ الخطوة. قد يشمل ذلك: تخصيص أموال للطوارئ، وتأمين مكان جديد للعيش، والتأكد من أن لديك وصولاً إلى المستندات القانونية اللازمة.
قد يهمك متابعة نصائح لإدارة العلاقات العاطفية بشكل صحي في فترة الشباب
- وثّقي كلّ شيء: احتفظي بسجل للسلوكيات المسيئة، بما في ذلك التواريخ والأوقات والوصف. يمكن أن تكون هذه الوثائق حاسمة إذا كنتِ بحاجة إلى البحث عن حماية قانونية أو ترتيبات حضانة. إذا كنتِ تخشَين على سلامتك، تأكّدي من وجود خطة أمان في مكانها. قد يتضمن ذلك تغيير الأقفال، وتأمين الوثائق الشخصية، ومعرفة المكان الذي تذهبين إليه في حالة الطوارئ.