حظيت المجوهرات المُصممة من الفضة الإسترليني برواج ملحوظ بين صيحات موضة المجوهرات هذا العام، في خطوة تشكل عودة إلى موضة أواخر التسعينيات؛ إذ تتيح مجوهرات الفضة المرصّعة بالألماس دمج تصاميم مزخرفة مزيّنة بالألماس في المجوهرات اليومية، التي تناسب أوقات العمل أو المشاوير النهارية السريعة.
وعلى عكس الذهب الأبيض، الأصفر أو الوردي، يُمكن تنسيق الفضة الإسترليني مع الإطلالات الناعمة التي لا تتطلب فخامة أو جاذبية خاصة. لذا أصبحت الفضة هي المعدن المفضّل لدى الشابات الباحثات عن المجوهرات العصرية التي تتميز بالنعومة والبساطة.
ولكن، مع إتقان تصاميم الفضة الإسترليني وما أصبحت تحظى به من لمعة وبريق لافت، قد يعتقد البعض أنها ذهبٌ أبيض! وهو ما جعلنا نقرر أن نساعدكِ عبْر السطور التالية من «سيدتي» كي تستطيعي التفرقة بين الفضة الإسترليني والذهب الأبيض؛ حتى تنسّقي مجوهراتكِ بحسب ما تتطلبه كلّ إطلالة، من دون مبالغة لا داعي لها.
أولاً: ما هو الذهب الأبيض؟
يتكون الذهب الأبيض من الذهب ونسبة صغيرة من معادن أخرى، عادةً النيكل أو البلاديوم والنحاس والزنك، ويُصنّف الذهب الخالص (100% ذهب) على أنه عيار 24 قيراطاً، بينما يأتي الذهب الأبيض عادةً على شكل سبائك عيار 14 قيراطاً (المعروف أيضاً باسم 585) و18 قيراطاً (المعروف أيضاً باسم 750).
ويكتسب الذهب الأبيض بريقه الزاهي ذا اللون البارد من خلال طلاء الروديوم، بينما يتميز الذهب الأبيض غير المطلي بلمعان أكثر حيادية، أقرب إلى لون الكريم. وعلى الرغم من أن الذهب الأبيض مضاد للحساسية، إلا أنه يُنصح لـ مَن يعانون من حساسية النيكل، بتجنُّب مجوهرات الذهب الأبيض التي تحتوي على النيكل.
تاريخ استخدام الذهب الأبيض في تصميم المجوهرات
بالعودة إلى تاريخ استخدام الذهب الأبيض في المجوهرات، نجد أن ذلك يعود إلى بدء استخدامه في فترة الحرب العالمية الأولى، عندما أعلنت حكومة الولايات المتحدة استخدام البلاتين كمادة إستراتيجية ضرورية للمجهود الحربي. لذا لم يكن من الممكن استخدامه في تصميم المجوهرات، وهو ما أدّى إلى ظهور موضة خواتم الخطوبة المصنوعة من الذهب الأبيض.
ثانياً: ما هي الفضة الإسترليني؟
تتكون الفضة الإسترليني من 925 جزءاً من الفضة، و75 جزءاً من النحاس. ومن الناحية البصرية، يتشابه الذهب الأبيض والفضة إلى حدٍ كبير، لكن الفضة أنعم من الذهب وأكثر عُرضة للخدش.
ومن الفروق الجوهرية أيضاً: أن لون الفضة يبهت مع مرور الوقت، ولكن يمكن إعادة بريقها بسهولة باستخدام تلميع الفضة.
ومن مزايا الفضة مقارنةً بالذهب، سهولة الحصول عليها؛ نظراً لانخفاض سعرها، كما تُستخدم الفضة الإسترلينية كأساس للذهب المطلي، وهو بديل للذهب الخالص.
وتتسبب إمكانية استخدام الفضة في تصميم المجوهرات ذات الزخارف المنحوتة، في رواجها بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة؛ إضافة إلى انخفاض وزنها خاصةً في التصاميم الضخمة من المجوهرات، كالعقود التشوكر الكبيرة، أو الأقراط المتدلية حتى العنق، أو أساور الـCuff العريضة.
في هذا السياق شاهدي 5 أفكار لتنسيق الأساور المزخرفة مع إطلالات صيف 2025
الفرق بين الذهب الأبيض والفضة
هناك العديد من المعايير التي نستخدمها لوضح نقاط يُمكن من خلالها التفرقة بين الفضة الإسترليني والذهب الأبيض، تتلخص فيما يلي:
1- المتانة
كلٌّ من الذهب الأبيض والفضة الإسترلينية عبارة عن سبائك، ولكن تختلف السبائك المستخدَمة في الذهب الأبيض؛ فأكثرها شيوعاً هي: النحاس والزنك والنيكل. بينما تتكون الفضة الإسترلينية من 92.5% فضة و7.5% نحاس.
ومن المهم ذكر كون الذهب الأبيض والفضة الإسترلينية سبائك عند الحديث عن متانتهما؛ ففي أنقى صورهما، يكون كلا المعدنين ليّنين للغاية.
وبالأخير، يُمكن الجزم بأن الذهب الأبيض أكثر متانة وأقوى من الفضة الإسترلينية، كما أنه مقاوم للتآكل والصدمات.
أما الفضة Jonathan Borba؛ فهي معرّضة للخدش والانحناء والكسر مع الاستخدام. لذلك، من النادر جداً العثور على خواتم خطوبة مُصممة من الفضة.
2- اللون
لمعان الذهب الأبيض ساطع كالمرآة، وهذه الميزة التي تمنح الذهب الأبيض لونه وملمسه المميز، تعود إلى طلاء الروديوم؛ إذ يتميز الذهب الأبيض، بمفرده من دون طلاء، بلون كريمي؛ علماً بأن مجوهرات الذهب الأبيض تحتاج إلى إعادة تلميع بشكل دوري للحفاظ على هذه الخاصية؛ لذلك يفضِّل بعض الناس الذهب الأبيض غير المطلي.
أما لون الفضة؛ فله مسحة رمادية أكثر وضوحاً، وهي ليست بنفس سطوع الذهب الأبيض. كما أن الفضة عُرضة للتشوُّه والأكسدة؛ مما يجعلها تبدو باهتة وأكثر قتامة بمرور الوقت، وهو ما يتطلب تلميعها بشكل دوري.
3- التسبب في الحساسية
كلٌّ من الذهب الأبيض والفضة مضادان للحساسية بطبيعتهما، إلا إذا تم خلطهما بالنيكل؛ إذ يُعَد النيكل من أكثر المعادن المسبِّبة للحساسية شيوعاً.
يمكن خلط الذهب الأبيض بالنيكل، ولكن طلاء الروديوم، يمنع التلامس المباشر بين النيكل والجلد.
أما الفضة الإسترليني؛ فهي تتكون من 92.5% فضة و7.5% نحاس، ولكن يُستخدم النيكل أيضاً في بعض الأحيان.
4- العناية والصيانة
يحتاج كلٌّ من الذهب الأبيض والفضة إلى صيانة، وبالمقارنة مع أنواع الذهب الأخرى، مثل الذهب الأصفر والذهب الوردي، يحتاج الذهب الأبيض إلى عناية إضافية؛ لأن طلاء الروديوم يتلاشى مع مرور الوقت.
كلّ بضع سنوات، ستحتاج مجوهراتكِ المُصممة من الذهب الأبيض إلى إعادة طلاء الروديوم من قِبل صائغ المجوهرات؛ مما يُعيد إليها اللون الأبيض بسهولة؛ فمن دون إعادة الطلاء، ستفقد مجوهراتكِ لونها الأبيض وتحصل على درجات لونية دافئة.
أما المجوهرات المُصممة من الفضة الإسترليني؛ فهي تحتاج تنظيفاً وتلميعاً منتظمين لمنع التشوُّه. وعلى الرغم من أن الفضة الإسترلينية عُرضة للتشوُّه، إلا أنها لا تصدأ أبداً.
وللعناية اليومية، يمكنكِ استخدام مزيج من الماء الفاتر وصابون غسل الصحون، ثم تلميع الفضة بفرشاة أسنان ناعمة. وللحفاظ على بريقها، احفظي مجوهراتكِ الفضية في عُلب جافة محكمة الإغلاق.
ربما ترغبين بالتعرُّف إلى أفضل طُرق حفظ المجوهرات من دون تلف أو خدوش: 8 نصائح فعّالة
5- السعر
عند مقارنة سعر الذهب الأبيض بالفضة الإسترليني، نجد أن الذهب الأبيض أغلى بكثير من الفضة الإسترليني؛ لاحتوائه على الذهب، وهو معدن أثمن. كما تساهم خصائص أخرى، منها: المظهر والمتانة، في ارتفاع سعر الذهب الأبيض.
فعلى عكس الذهب الأبيض، تتوافر الفضة بكثرة في الطبيعة، وتتميز بسهولة تصنيعها؛ مما يجعلها معدناً في متناوَل الجميع.
الفضة الإسترليني مقابل الذهب الأبيض: هل يمكنكِ ملاحظة الفرق؟
هناك فرق واضح بين الفضة الإسترلينية والذهب الأبيض؛ فبينما يتشابه المعدنان، يمكن للعين الخبيرة ملاحظة فروق دقيقة في اللون والملمس واللمعان بين خاتم الخطوبة المصنوع من الذهب الأبيض، وخاتم الخطوبة المصنوع من الفضة الإسترلينية.
يتميز الذهب الأبيض عادةً بلمعانه الشديد ومظهره الشبيه بالمرآة، بينما تكون الفضة أغمق وباهتة بعض الشيء؛ فطلاء الروديوم في الذهب الأبيض هو ما يمنحه لمعانه.
ورغم متانته، يتطلب الذهب الأبيض إعادة طلاء من حين لآخر للحفاظ على مظهره ومنعه من الاصفرار.
يمكن للون المعدن نفسه أيضاً التمييز بين الاثنين، يتميز الذهب الأبيض- كما يوحي اسمه- بلون أبيض ساطع قد يميل قليلاً إلى الكريمي أو الأصفر مع مرور الوقت. من ناحية أخرى، قد تميل الفضة الإسترلينية إلى درجات اللون الأزرق أو الرمادي أو الأسود.
