mena-gmtdmp

الزهايمر: تحليل الدم الجديد أثبت فاعليته في الكشف المبكر عن المرض

فحص للدم يشكف الإصابة بالزهايمر باكراً- المصدر: pexels-anna-shvets
فحص للدم يشكف الإصابة بالزهايمر باكراً- المصدر: pexels-anna-shvets

الزهايمر مرضٌ يتسم بفقدان الذاكرة، وصعوبة التركيز والتفكير، وتغيّرات في الشخصية والسلوك؛ مما يؤدي إلى تدمير حياة المرضى وعائلاتهم وأحبائهم.
ومع توفُّر علاجات جديدة للأشخاص الذين تظهر عليهم مؤشرات مبكرة لداء الزهايمر، تتزايد الحاجة إلى توفير اختبارات يسهُل الحصول عليها، وتكون منخفضة التكلفة لتشخيص المرض في وقت مبكّر. وفي دراسة جديدة، تمكّن باحثون من تأكيد دقة تحليل دم معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يمكن استخدامه لتشخيص مرض الزهايمر لدى المرضى المصابين بمجموعة من حالات ضعف الإدراك.

أعراض مرض الزهايمر المبكرة

قد يكون من الضروري التعرُّف إلى الأعراض المبكرة للزهايمر، من أجل التشخيص المبكر وتلقي العلاج الذي يحدُّ من وتيرة تطوُّر المرض. إليكِ الأعراض المبكرة وَفق France Alzheimer:

  • فقدان الذاكرة: رغم أن فقدان الذاكرة ليس العلامة الوحيدة لمرض الزهايمر، إلا أنه من أولى العلامات التي تظهر، وهو من أكثرها وضوحاً لمَن حولك. لكن فقدان الذاكرة العابر لا يشي بالخطر، ولكن عندما يصبح الأمر متكرراً، ويؤثر على الأحداث الأخيرة، ويصاحبه فقدان الاتجاه أو تغيير في السلوك، يصبح من الضروري استشارة الطبيب.
  • صعوبة في أداء المهام اليومية: تصبح المهام اليومية البسيطة والمألوفة، أكثر صعوبة بالنسبة للمريض، مثل: تحضير الطعام، ارتداء الملابس، تناوُل الأدوية، قيادة السيارة وغيرها.
  • فقدان الحافز: يفقد مرضى الزهايمر كلّ حافز لديهم؛ حتى تجاه الأنشطة التي كانوا يعشقونها في السابق. يفقد المرضى الرغبة في التفاعل الاجتماعي وممارسة هواياتهم.
  • مشاكل لغوية: يواجه مريض الزهايمر صعوبة في إيجاد كلمات بسيطة، ويستخدم كلمات أخرى مناسبة إلى حدٍّ ما، لوصف الأشياء أو الأفعال أو الأفكار البسيطة.
  • فقدان التوجيه في الزمان والمكان: قد يضيع مرضى الزهايمر في أماكن مألوفة، أو حتى يخلطون بين الفصول. قد يواجه المصابون بالمرض صعوبة في تذكُّر التاريخ، أو يوم الأسبوع، أو حتى السنة الحالية، وهي حالة تُعرف باسم: فقدان التوجيه الزمني.
  • صعوبة في التفكير: يُعَد تدهوُر الوظائف الإدراكية علامةً مميّزة لمرض الزهايمر. يواجه الشخص عقبات ويحتاج إلى مساعدة في: إتمام الإجراءات الإدارية، وإدارة الشؤون المالية، أو حتى إجراء مكالمات هاتفية. كما ويواجه المريض صعوبةً في أداء مهمتين في الوقت نفسه، ويصبح من السهل تشتيت انتباهه.
  • فقدان الأشياء: يُعَد فقدان الأشياء المتكرر أيضاً من أعراض مرض الزهايمر. يميل الشخص إلى تخبئة الأشياء، وأحياناً الأشياء المهمة، في أماكن غير مألوفة. من دون أن يعثر عليها مرة أخرى.
  • ضعف في الحكم: يواجه المريض صعوبة في تقييم المواقف؛ فعلى سبيل المثال: يرتدي ملابس شتوية في الصيف، أو يشتري كميات كبيرة من الطعام.
  • تغيّرات في المزاج أو السلوك: قد يلاحظ أفراد عائلة مريض الزهايمر ظهور اضطرابات في المزاج أو السلوك:
  1. الاكتئاب: حزن مستمر، فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقاً، إرهاق، تغيّرات في الشهية وأنماط النوم، شعور بانعدام القيمة.
  2. القلق: قد يتجلى في قلق مفرِط، ومخاوف غير منطقية، ونوبات هلع، ورعشة، وانفعال.
  3. اللامبالاة: قد يبدو المريض غير مبالٍ بما يحيط به، ويعاني من نقص في الحافز، وفقدان الاهتمام بأنشطته المعتادة.

قد تهمك متابعة احموا أنفسكم من الزهايمر بطرق وقائية فاعلة


الكشف عن مرض الزهايمر

تتوفر بعض العلاجات التي تعمل على إبطاء مرض الزهايمر


تشمل الطرق القياسية لقياس تراكم البروتينات السامة في الدماغ، والتي تشير إلى الإصابة بداء الزهايمر: التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، أو البزل الشوكي. لكن يمكن لهذه الاختبارات أن تكون مكلّفة ومتوغلة. لذلك، هناك حاجة إلى المزيد من المؤشرات الحيوية غير المتوغلة منخفضة التكلفة، والقابلة للقياس لتحسين تشخيص المرض بشكل واسع في البيئات السريرية.
وفي تعليق على الدراسة التي نُشرت في مجلة الزهايمر والخرَف: مجلة رابطة الزهايمر (Alzheimer's and Dementia: The Journal of the Alzheimer's Association)، والتي أكدت على فاعلية فحص الدم الجديد في الكشف المبكر عن الداء. يقول المؤلف الرئيسي جريج داي، دكتور في الطب، طبيب الأعصاب في مايو كلينك واختصاصي الخَرَف والباحث السريري: "توصلت دراستنا إلى أن تحليل الدم أكد تشخيص داء الزهايمر بنسبة حساسية بلغت 95% وخصوصية بلغت 82%.
وعند إجراء هذا الفحص في بيئة سريرية خارجية؛ فإن هذا يماثل دقة المؤشرات الحيوية للسائل الدماغي النخاعي للمرض، كما أنه أكثر ملاءمة وتوفيراً من حيث التكلفة".
ويقول فريق البحث، إن النتائج التي توصلوا إليها تبشِّر بما يلي:

  1. تحسين القدرة على تحديد المشاركين في الأبحاث الذين يعانون من تغيّرات دماغية مرتبطة بداء الزهايمر.
  2. فحص المرضى المصابين بداء الزهايمر، واختيارهم للخضوع للتجارِب السريرية.
  3. تقييم مدى استجابة المرضى للعلاج أثناء التجارِب السريرية.

التشخيص المبكر لمرض الزهايمر: دراسة شملت 500 مشارك

شارك في الدراسة أكثر من 500 مريض، ممن يتلقَّون العلاج لمجموعة من مشكلات الذاكرة في العيادة الخارجية لأمراض الذاكرة بولاية فلوريدا. شمل ذلك المرضى الذين يعانون من: ضعف الإدراك المبكر والمتأخر، وداء الزهايمر النمطي وغير النمطي، وخرَف أجسام لوي، وخلل الإدراك الوعائي.
وقد تراوحت أعمار المرضى من 32 و89 عاماً، وبلغ متوسط عمر ظهور الأعراض 66 عاماً. وقد تم تحديد داء الزهايمر كسبب كامن وأساسي لظهور الأعراض لدى 56% من المرضى.
كما أجرى الفريق اختبارات مَصلية لفحص أمراض الكلى، والتي يمكن أن تؤثر في تركيزات المؤشرات الحيوية في البلازما.
كما فحصت مختبرات مايو كلينك نوعين من البروتين في بلازما الدم المرتبطين بتراكم اللويحات النشوانية، واللذين يُعَدّان من السمات المميزة لداء الزهايمر، وهما: Aβ42/40 وp-tau217.
واكتشف الباحثون أن مستويات بروتين p-tau217 كانت أعلى لدى مرضى داء الزهايمر؛ مقارنةً بغير المصابين به. كما ارتبطت تركيزات بروتين p-tau217 المرتفعة في البلازما، بخلل في وظائف الكلى، والتي يرى الباحثون أنه يجب أخذها بعين الاعتبار أثناء أداء تحليل الدم.
وجاءت تركيزات بروتين p-tau217 في البلازما إيجابية لدى 267 مريضاً من أصل 509 مرضى، من بينهم 233 مريضاً من أصل 246 مريضاً (95%) يعانون من خلل إدراكي مقترن بداء الزهايمر.
وقد عُرضت الدراسة في الاجتماع السنوي للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب في شهر أبريل الفائت.
يقول الدكتور داي، إن الخطوات التالية في هذا البحث، تتمثل في تقييم تحاليل الدم لدى مجموعات أكثر تنوُّعاً من المرضى، ولدى الأشخاص المصابين بداء الزهايمر المبكر الذين لا تظهر عليهم أعراضٌ إدراكية. كما يرغب الفريق في تقييم العوامل الخاصة بالمرض، التي قد تؤثّر على دقة المؤشرات الحيوية في التجارِب السريرية.


* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.