ننتظر جميعاً دخول العام الجديد 2026 بفرح، حيث تتجدد الأماني وتتسارع الأفكار، ونبدأ في رسم خطط وأهداف، مما يخلق شعوراً بالضغط والتوتر بدلاً من الحماس. لكن بداية العام يمكن أن تكون مساحة هادئة لإعادة ترتيب الداخل، وتصميم بداية نفسية أكثر ثباتاً وطمأنينة. فما هي الخطوات التي تساعدنا على استقبال عام جديد بلا توتر؟.. اختصاصية علم النفس فانيسا حداد، تُجيب لـ"سيّدتي" في الآتي.

إنهاء العام بوعي قبل البدء بآخر
الانتقال النفسي لا يحدث بقرار، بل يحتاج إلى إغلاق ناعم للباب القديم قبل فتح باب جديد.
لذا، خصصي وقتاً في نهاية السنة لمراجعة ما مضى، ليس بهدف انتقاد نفسك، بل بهدف الفهم. اسألي نفسك:
- ما الذي تعلمته خلال العام؟
- ما الذي أرغب في حمله معي للعام الجديد؟
- ما الذي أريد أن أتركه خلفي؟
هذه العملية تمنحك شعوراً بالاكتمال وتخفف من التوتر الناتج عن الفوضى الذهنية.
قد تهمك قراءة هذا الموضوع مأكولات ترفع منسوب التوتر لديك.. تجنّبيها
تخفيف التوقعات
واحدة من أهم أسباب التوتر في بداية السنة هي الضغط الذي نضعه على أنفسنا كي نكون "أفضل نسخة" منذ اليوم الأول. الحقيقة أن التطوّر رحلة تراكمية وليس سباقاً يبدأ عند منتصف الليل.
اختاري نية بسيطة لهذا العام بدل قائمة طويلة:
- نية للعيش بسلام، أو لتحسين صحتك النفسية، أو للتركيز على عادة واحدة صغيرة فقط.
- اللطف مع الذات هو بوابة الاتزان النفسي.
تنظيم المساحة حولك يخفف التوتر داخلك
الفوضى البصرية تزيد من الفوضى الذهنية.
قبل دخول عام جديد، حاولي ترتيب غرفتك، سطح مكتبك، أو المكان الذي تعملين فيه.
تنظيف المساحة لا يغيّر حياتك لكنه يغيّر طاقتك، ويجعلك أكثر استعدادًا للإنجاز.
التواصل مع مشاعرك بدل الهروب منها
بداية السنة قد تثير مشاعر القلق، المقارنات، أو الخوف من الفشل. وبدل تجاهل هذه المشاعر، أنصتي لها.
يمكنك كتابة ما تشعرين به في دفتر يومياتك:
- ما الذي يخيفني؟
- ما الذي يحفّزني؟
- ما الذي يجعلني أشعر بالضغط؟
الكتابة علاج فعّال، تمنح المشاعر "مكانًا" فتتراجع من كثافتها وتقلّ قدرة تأثيرها عليك.
تحديد أهدافٍ مرنة وقابلة للتغيير
المرونة النفسية هي سرّ الاستمرار بلا توتر.
عندما تخططين لعامك الجديد، اتركي مساحة للتعديل والتغيير.
قد تتغير الظروف، وقد تتغير أولوياتك أنتِ أيضاً.
الأهم هو أن تكوني على الطريق الصحيح، لا أن تلتزمي بخطة جامدة.
قسّمي أهدافك إلى:
- أهداف صغيرة يومية (قراءة 5 صفحات، تنفس وشرب ماء أكثر).
- أهداف شهرية (إنهاء دورة معينة أو تخصيص وقت للهواية).
- أهداف سنوية (رحلة، مشروع أو عادة جديدة).
كلما كانت الأهداف قابلة للتقسيم، قلّ التوتر وزادت القدرة على الإنجاز.
احمي طاقتك من مصادر التوتر

ابدئي السنة برسم حدود صحية:
- قلّلي من متابعة الأخبار السلبية.
- أوقفي المقارنات عبر السوشيال ميديا.
- حدّدي وقتاً للراحة الرقمية.
- تجنّبي الأشخاص الذين يستنزفون طاقتك.
طاقتك هي رأس مالك النفسي. وكلما حميتها، كلما بدأت السنة بخفة ووضوح.
اعتمدي روتيناً بسيطاً يعزز طمأنينتك
روتين صغير، لا يحتاج أكثر من 10 دقائق يومياً، يمكنه تغيير جودة حياتك:
- بضع دقائق للتنفس العميق.
- كوب قهوة بهدوء دون هاتف.
- صلاة وتأمل.
- كتابة نية اليوم.
الاستمرارية أهم من الكمال، وما نكرره يومياً يشكّل حالتنا النفسية على المدى الطويل.
كوني ممتنّة لما لديك.. فهو يعيدك إلى الحاضر
الامتنان ليس مجرد جملة نكتبها، بل إحساس يخفف التوتر لأنه يعيدك من التفكير بالمستقبل إلى الحاضر.
اختاري ثلاثة أشياء أنت ممتنة لها في نهاية كل يوم. قد تكون صغيرة، مثل: دفء البيت، مكالمة من صديق، لحظة ضحك.
الامتنان يغيّر الكيمياء الداخلية ويجعل عقلنا أكثر هدوءاً وتقبّلاً للحياة.
ربما تودين الإطلاع على كيف تصبحين صديقة نفسكِ الأولى؟.. خطوات لتحقيق العافية النفسية وفق اختصاصية
تذكّري أن البداية ليست يوماً بل سنة كاملة
الكثيرون يقسون على أنفسهم:
- "بدأت السنة ولم أفعل شيئاً"
- "ضاع أول أسبوع"
لكن الحقيقة أن السنة 365 يوماً، وليست سباقاً على أول أسبوع.
اسمحي لنفسك بالبدء في أي يوم، في أي وقت، دون ضغط التوقيت.
أنت لست متأخرة.. أنت في اللحظة المناسبة تماماً.
الاستعداد للعام الجديد: خلاصة
الاستعداد لعام جديد بعيداً عن التوتر هو قرار بأن نبدأ من الداخل، لا من قائمة المهام.
هو أن نختار السلام بدل الضغط، والوعي بدل المقارنة، والنية الواضحة بدل الركض بلا اتجاه.
عام جديد هو فرصة لكن ليس لتغيير نفسك بالكامل، بل لتكوني أقرب إلى ذاتك، أكثر هدوءاً، وأكثر لطفًا مع طريقك.
*ملاحظة من "سيّدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.





