هل تحلمين بزيارة سانتوريني، لكن يساوركِ القلق من الزحام الخانق الذي يشتهر به هذا الفردوس السياحي خلال موسم الذروة؟ هل تتمنين التقاط صور الغروب في أويا دون أن تتزاحمي مع عشرات العدسات، أو السير بهدوء في شوارع الجزيرة دون أن تعكري لحظتك برنين الكاميرات وصفوف الانتظار؟ هل من الممكن أن تستمتعي بسحر سانتوريني الخالص، بعيداً عن الصخب والبهرجة وأن تعيشي تجربة حقيقية تمزج بين الراحة والجمال والمغامرة؟ قد يبدو الأمر شبه مستحيل في وجهة سياحية بحجم سانتوريني، لكن الحقيقة أن هناك طرقاً ذكية وسهلة تجعلكِ تكتشفين الوجه الهادئ والمخبأ من الجزيرة. من توقيت زيارتك، إلى اختيار القرية المناسبة، إلى طرق التجوال والمشي على حافة الكالديرا وحتى الشواطئ المنسية التي لا يعرفها إلا القليلون. كل تفصيل صغير قد يصنع لكِ فرقاً كبيراً. حتى الإقامة بحد ذاتها يمكن أن تصبح وسيلتكِ للهروب من الحشود، إذا عرفتِ كيف تختارين الموقع الصحيح الذي يضعكِ على مقربة من المشاهد الخلابة ويبعدكِ في الوقت نفسه عن الزحمة.
اختاري وقت زيارتك بعناية

بعض التغييرات البسيطة قد تُحدث فرقاً كبيراً، الصباح الباكر والمساء المتأخر هما أفضل أوقاتك، حتى في قرية أويا. احرصي على زيارة أويا مرة واحدة على الأقل لمشاهدة الغروب؛ فالأمر يستحق مواجهة الحشود. إذا كنتِ ترغبين في استكشاف هذه القرية أو أماكن شهيرة في سانتوريني مثل بلدة فيرا الرئيسية؛ فافعلي ذلك في الصباح. وفي بعض الأحيان، يكون تفادي الزحام، خاصة في أوقات الذروة بعد الظهر والمساء، بسيطاً مثل أن تسلكي بعض الخطوات بعيداً عن الشوارع الرئيسية وتتوجهي إلى الممرات الخلفية حيث تقل الحركة.
ابحثي عن القرية المثالية
معظم الزائرات يتجهن إلى البلدتين الرئيسيتين: فيرا وأويا، حيث يتركز الزحام. لذلك، حاولي اكتشاف أماكن بعيدة عن المسارات السياحية التقليدية. قرى مثل ميغالوخوري وإيمبوريو وبيرغوس لا تزال تسير بإيقاع أبطأ وهناك يمكنكِ تجربة الحياة المحلية الحقيقية في جزيرة سانتوريني. إنها رائعة للتنزه ولمراقبة الناس، أو حتى لتناول غداء طويل بهدوء.
لإقامة فخمة تابعي إطلالات خلابة من غرف فنادق فيرا في سانتوريني
امشي على حافة الكالديرا

على الرغم من أن فـيرا وأويا مزدحمتان؛ فإن المسار الذي يربط بينهما بطول 6.2 ميل عادة ما يكون أقل ازدحاماً. هذا المسار، الذي يمر فوق تضاريس صخرية أو ممرات مرصوفة بالحصى، يتبع حافة الكالديرا ويمنحك مناظر بانورامية رائعة على طول الطريق. احرصي على الاستعداد بجلب كمية كافية من الماء، واقي الشمس وقبعة. الرحلة تستغرق نحو ثلاث ساعات باتجاه واحد وتحتوي على بعض المقاطع الصاعدة. وما إن تمشين لمدة 20 دقيقة خارج قرية أويا، حتى تجدين نفسك بعيداً عن طوابير الصور الطويلة، محاطة فقط بقرع أجراس الكنائس وربما بعض القطط اللطيفة.
اكتشفي شاطئاً مخفياً

بعض الناس يتوجهون إلى البحر بحثاً عن الأجواء الصاخبة، لكن سانتوريني لا تزال تحتفظ بالعديد من الشواطئ الهادئة والمخفية. إذا كنتِ ترغبين في شاطئ بعيد عن الأجواء الصاخبة، توجهي إلى فليخادا أو إكسو يالوس. ستشعرين وكأنكِ في عالم مختلف، مع أن الوصول إليهما سهل. زوري فليخادا الواقعة في الجانب الجنوبي النائي من الجزيرة. هذا الشاطئ الرملي الداكن يحتوي على الكثير من الكراسي والمظلات التي تتيح لكِ وقتاً ممتعاً للاسترخاء. وإذا شعرتِ بالملل من السباحة أو التشمس؛ يمكنكِ السير إلى الميناء المحلي الصغير لمشاهدة قوارب الصيد وهي تدخل وتخرج، ثم تختارين مطعماً صغيراً بجانب البحر لتذوق صيدهم الطازج. أما إكسو يالوس؛ فهي تبعد فقط 10 دقائق بالسيارة من فـيرا مباشرةً عبر الجزيرة، ومع ذلك تحتفظ بأجواء محلية وهادئة.
الإقامة بالقرب من الأماكن الحيوية

تشكل وسائل النقل جزءاً كبيراً من مشكلة الازدحام السياحي في سانتوريني خلال موسم الذروة؛ فالتنقل في هذا الوقت من العام قد يصبح تحدياً حقيقياً: سيارات الأجرة غالباً ما تكون باهظة الثمن، خصوصاً عندما يزيد الطلب عليها وطوابير الحافلات قد تمتد على طول الشارع وتلتف حول الزوايا. لهذا السبب؛ فكري في الإقامة بالقرب من المكان الذي ترغبين في استكشافه أكثر من غيره.
ما رأيك بمتابعة أسرار السفر إلى جزر اليونان الجامعة بين المغامرة والاسترخاء
مميزات الإقامة في أويا
واحدة من أفضل النصائح هي أن تُقيمي في أويا بدلاً من زيارتها فقط. نعم، تكون مزدحمة خلال النهار مثل أي موقع سياحي شهير، لكن عندما تمكثين فيها ليلاً، يمكنكِ الاستمتاع بجمالها في الصباح الباكر أو المساء المتأخر، حيث يسود الهدوء والأجواء الساحرة. العديد من الفنادق في أويا توفر أحواض استحمام ساخنة أو مسابح خاصة في الهواء الطلق؛ فبعد يوم طويل من التجوال، أو الاسترخاء تحت الشمس، يمكنكِ الغطس في ملاذكِ المائي الخاص على حافة الجرف، في حين تنعكس ألوان الغروب على سطح البحر أسفلكِ.