mena-gmtdmp

لرائد الأعمال: لماذا عليك أن تُعِد منهجية لتحليل وإدارة المخاطر؟

تحليل وإدارة المخاطر -  الصورة من freepik  تصوير atlascompany
تحليل وإدارة المخاطر - الصورة من freepik تصوير atlascompany

يترافق عمل الشركات دوماً مع مخاطر محتملة ترتبط بعوامل مختلفة، منها: اقتصادية وتكنولوجية وتنافسية، وهذه المخاطر تتطلب إستراتيجية واضحة لإدارتها والتعامل معها؛ حتى لا تتحول إلى عقبات في طريق النجاح.
في هذا المقال، نقدّم شرحاً وافياً لإدارة المخاطر، متطرّقين إلى أبرز المخاطر المحتملة، وكيفية تحليلها ومعرفة أسبابها، بهدف التقليل منها والتغلُّب عليها، وفق مراجع متخصصة في عالم الأعمال.

 

ما هي إدارة المخاطر؟

ما هي إدارة المخاطر؟ - الصورة من freepik


في مقال مفصّل نشره موقع كلية هارفارد للأعمال، تم تعريف إدارة المخاطر بأنها العملية المنهجية؛ لتحديد وتقييم وتخفيف التهديدات أو أوجُه عدم اليقين التي قد تؤثر على مؤسستك. وهذه العملية تتضمن: تحليل احتمالية المخاطر وتأثيرها، ووضع إستراتيجيات لتقليل الضرر، ومراقبة فعالية التدابير.
وينقل المقال عن روبرت سيمونز، الأستاذ في كلية هارفارد للأعمال، قوله: "إن المنافسة الناجحة في أيّ قطاع، تنطوي على مستوًى معيّن من المخاطر".
فيما ينقل عن يوجين سولتس، الأستاذ في الكلية نفسها، قوله: "إن أحد التحديات التي تواجهها الشركات، هو القدرة على تحديد مخاطرها بشكل صحيح". لذلك، من الضروري تحديد الأحداث أو الظروف غير المتوقَّعة، التي قد تعيق إستراتيجية أعمال مؤسستك بشكل كبير. وفي هذا السياق يورد المقال ثلاثة أسباب رئيسية وراء ظهور المخاطر، وهي:

  • الضغوط الناتجة عن النموّ: غالباً ما يحدث هذا بسبب معدل توسُّع متسارع، يجعل فجواتٍ في التوظيف أو المعرفة في القطاع أكثر ضرراً بأعمالك.
  • الضغوط الناتجة عن الثقافة: في حين أن المخاطرة الريادية قد تأتي بمكافآت؛ فإن مقاومة المديرين التنفيذيين والمنافسة الداخلية، يمكن أن تسبب مشاكل.
  • الضغوط الناتجة عن إدارة المعلومات: بما أن المعلومات أساسية للقيادة الفعالة؛ فإن الفجوات في مقاييس الأداء، يمكن أن تؤدي إلى اتخاذ قرارات لامركزية.

ووفقاً لمسحٍ عالمي حول المخاطر، أجرته شركة PwC، يُعَد الأمن السيبراني الخطر التِجاري الأول الذي يُقلق المديرين؛ حيث يُبدي 78٪ منهم قلقهم من ازدياد وتيرة الهجمات السيبرانية أو اتساع نطاقها.

 

أنواع المخاطر:


أما أبرز أنواع المخاطر الإستراتيجية التي تواجهها الشركات؛ فهي تشمل وفقاً لشرح الكلية الشهيرة، ما يلي:

  • مخاطر العمليات: تحدث هذه المخاطر عندما تُعيق أخطاءُ التشغيل الداخلية تدفُّقَ منتجاتك أو خدماتك. على سبيل المثال: قد يؤثّر شحن منتجات ملوّثة سلباً على شركات توزيع الأغذية.
  • مخاطر انخفاض قيمة الأصول: عندما تفقد أصول شركتك جزءاً كبيراً من قيمتها الحالية، بسبب انخفاض احتمالية تلقّي تدفُّقات نقدية مستقبلية. على سبيل المثال: فقدان أصول عقارية، مثل مصنع، بسبب كارثة طبيعية.
  • مخاطر المنافسة: يمكن أن تُعيق التغيّرات في البيئة التنافسية، قدرة مؤسستك على خلق القيمة وتمييز عروضها؛ مما يؤدي في النهاية إلى خسارة كبيرة في الإيرادات.
  • مخاطر الامتياز: عندما تتآكل قيمة مؤسستك بسبب فقدان أصحاب المصلحة الثقة في أهدافها. وينتج هذا في المقام الأول عن الفشل في التحكم في أيٍّ من مصادر المخاطر الإستراتيجية المذكورة أعلاه.

وفي السياق نفسه اقرأوا: مخاطر خفيّة تُهدد الشركات الناشئة

 

أهمية وضع إستراتيجية لإدارة المخاطر

أهمية وضع استراتيجية لإدارة المخاطر - الصورة من freepik تصوير ijeab


في شرح حول أهمية إدارة المخاطر، اعتبرت جمعية APM وهي جمعية متخصصة بإدارة المشاريع: "أن عملية تحليل المخاطر وإدارتها تُمكّن من فهم وإدارة أحداث المخاطر الفردية والمخاطر العامة بشكل استباقي؛ مما يُحسّن النجاح من خلال تقليل التهديدات وتعظيم الفرص والنتائج". وأشارت إلى: "أن تحليل المخاطر من شأنه أن يقدّم إرشاداتٍ حول مَواطن الضعف الرئيسية. ولفهم التصورات المختلفة، من المهم وصف أحداث المخاطر بوضوح، مع فصل الأسباب (الوقائع الآنية)، عن أحداث المخاطر (المواقف المُحتملة)، عن الآثار (التي تؤثّر على واحد أو أكثر من إجراءات المشروع)، يُمكّن هذا من إدارة المخاطر لاحقاً".
وبالعودة إلى مقال كلية هارفارد للأعمال؛ فإن هناك 4 أسباب رئيسية لأهمية إدارة المخاطر:

حماية سمعة المؤسسة

في كثير من الحالات، تحمي الإدارة الفعّالة للمخاطر مؤسستك بشكل استباقي من الحوادث التي قد تؤثّر على سمعتها.

تقليل الخسائر

تُنشئ معظم الشركات فِرقاً لإدارة المخاطر؛ لتجنُّب الخسائر المالية الكبيرة. ومع ذلك، لاتزال هناك مخاطر مختلفة تؤثّر على أرباحها. إحدى طرق التخفيف من الخسائر المالية الناجمة عن سوء سلوك الموظفين، هي تطبيق الضوابط الداخلية.

تشجيع الابتكار والنموّ

لا تقتصر إدارة المخاطر على تجنُّب النتائج السلبية فحسب؛ بل يمكن أن تكون أيضاً الحافز الذي يدفع ابتكار مؤسستك ونموّها. يتطلب هذا دمج أنظمة لضمان ألا تُخمد الضوابطُ الداخلية الابتكارَ

وبالحديث عن الابتكار، من المهم أن تعرفوا أن الابتكار وقود ريادة الأعمال: كيف نغرسه في الأجيال الجديدة؟

تعزيز عملية اتخاذ القرار

تُوفر إدارة المخاطر أيضاً إطاراً مُنظماً لاتخاذ القرارات. يُمكن أن يكون هذا مفيداً، إذا كانت شركتك مُعرّضة لمخاطر يصعب إدارتها.

 

إدارة المخاطر المالية:

المخاطر المالية وإدارتها- الصورة من freepik


موقع INVESTOPEDIA تحدّث بشكل خاص عن إدارة المخاطر المالية؛ معتبراً أنه في جميع الاستثمارات توجد مخاطر، ومهمة إدارة المخاطر المالية، هي تحديد الجوانب السلبية المحتملة لأيّ قرار استثماري، واتخاذ قرار بشأن قبول المخاطر أو اتخاذ تدابير للحدّ منها.
واعتبر المرجع أن الإدارة الناجحة للمخاطر المالية، تتطلب تحقيق توازن بين المخاطر المحتملة والمكافآت المحتملة، لاسيّما وأنّ إدارة المخاطر المالية تعَد عملية مستمرة؛ لأن المخاطر قابلة للتغيّر بمرور الوقت.

 

أساليب إدارة المخاطر المالية

أساليب إدارة المخاطر- الصورة من freepik تصوير mindandi


وأورد الموقع بعض أكثر أساليب إدارة المخاطر المالية شيوعاً، وهي:

  • التجنُّب: الطريقة الأكثر وضوحاً لإدارة المخاطر هي تجنُّبها. يتخذ بعض المستثمرين قراراتهم الاستثمارية عن طريق استبعاد التقلبات والمخاطر تماماً. وهذا يعني اختيار الأصول الأكثر أماناً ذات المخاطر القليلة أو المعدومة.
  • الاحتفاظ: تتضمن هذه الإستراتيجية قبول أيّة مخاطر كثمن يُدفع مقابل فرصة تحقيق عوائد مرتفعة.
  • المشاركة: يمكن تقاسُم المخاطر بين طرفين أو أكثر. تدفع شركات التأمين لمعيدي التأمين؛ لتغطية الخسائر المحتملة التي تتجاوز مستويات محددة.
  • التحويل: يمكن نقل المخاطر من طرف إلى آخر. يتيح التأمين الصحي للمستهلكين، تحويل مخاطر التكاليف الطبية الباهظة إلى شركة تأمين مقابل دفع أقساط منتظمة.
  • منع الخسائر والحدّ منها: يخفف العديد من المستثمرين من حِدة المخاطر؛ بدلاً من القضاء عليها، من خلال موازنة الاستثمارات المتقلبة، مثل أسهم النموّ، مع خيارات أكثر تحفظاً.


في الختام، يمكنكم اللجوء إلى بعض النماذج الإدارية المعروفة لمساعدتكم على النجاح، ومنها مثلاً نموذج "Spikes" لمساعدتك على إدارة المواقف الإدارية الحرجة