يمثل معرض "استمرارية 25"، الذي افتتح مساء أمس 13 سبتمبر 2025، الفصل الأول في سلسلة معارض سنوية ينظمها مركز الدرعية لفنون المستقبل لعرض أعمال الممارسين الإبداعيين المشاركين في برنامج الفنانين الناشئين في مجال فنون الوسائط الجديدة.
وتقدم هذه المبادرة في نسختها الأولى منصة تتجلى عبرها أصوات أحد عشر فنانًا وفنانة من المتميزين، قضوا العام الماضي في مركز الدرعية لفنون المستقبل بغرض تطوير أفكار وأعمال تتسم بالنزعة النقدية، وذلك بفضل استفادتهم أيضًا من مجموعة الندوات والمحاضرات وورش العمل وعروض الأفلام وعمليات التبادل الإبداعي التي نظمها ويسرها البرنامج.
استمرارية 25 يضم أعمالًا بارزة متنوعة
يضم المعرض أعمالًا بارزة متنوعة طورها الفنانون المشاركون في برنامج الفنانين الناشئين في مجال فنون الوسائط الجديدة الأول تحت إشراف وتوجيه الفنانتين البارزتين آنا ريدلر وكارين بالمر، ونفذت بوسائط مختلفة مثل التجهيزات الغامرة والحسية، والأعمال المعتمدة على الصوت وشاشات العرض، وأعمال الواقع الافتراضي، والمشاريع المُولَّدة عبر الذكاء الاصطناعي.
وتعكس هذه الأعمال في مجملها التزام مركز الدرعية لفنون المستقبل برعاية الابتكار في مجال فنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وغيرها.
يجسد مفهوم "الاستمرارية" الطبيعة دائمة التطور لعملية الاستكشاف الإبداعي داخل البرنامج، وهي عملية دينامية تلتقي فيها المسارات الفنية المتباينة لتطرح تساؤلات وتتناول موضوعات مشتركة.
ولا تعكس هذه الاستمرارية فقط رحلة التطور التي خاضها الفنانون المشاركون في البرنامج، بل تعكس أيضًا مرونة الحدود الفاصلة بين المواضيع المختلفة التي تطرقت إليها الأعمال التي تم تطويرها؛ مثل الفوارق بين الواقع والواقع الاصطناعي، وما هو عضوي وصناعي، والذكاء البشري والاصطناعي.
كما ترمز إلى الطبيعة المرنة دائمة التطور التي تميز الممارسات الفنية في مجال الوسائط الجديدة؛ وهي مقاربة محورية فيما يتعلق برؤية المعرض والسينوغرافيا الخاصة به، حيث يجسد التداخلات المستمرة بين عناصر الزمن والتكنولوجيا والسرديات الثقافية وما ينتج عنها. تستخدم الأعمال الفنية المعروضة هنا الأدوات التكنولوجية المتطورة والمنصات الرقمية، بينما تتناول في الوقت نفسه همومًا إنسانية مزمنة مثل الذاكرة والهوية والظلم والتفاعلات الاجتماعية والأنظمة البيئية.
تعكس هذه الأعمال في مجملها التفاعل الدينامي بين التجربة البشرية والوسائط التكنولوجية، وبين السرد الفردي والمستقبل الجماعي. يدعو معرض "استمرارية 25" الجماهير للتعامل مع التعقيدات المتعلقة بالتفاعل مع العالم عبر الوسائط التكنولوجية؛ حيث تزداد ضبابية الحدود الفاصلة بين ما هو عضوي وما هو اصطناعي، وبين الماضي والمستقبل، والذات والآخر. يضع المعرض هذه الأعمال الفنية البارزة في سياق خطاب أوسع حول الآثار الأخلاقية والاجتماعية والبيئية لما يجد من تكنولوجيا، مسلطًا الضوء على إمكانات الفن لإلهام التأمل النقدي والتغيير الاجتماعي.
تابعوا المزيد: معرض إندكس السعودية 2025 يمزج التراث بالتصاميم العصرية
معرض استمرارية 25 باكورة سلسلة معارض مركز الدرعية
إن معرض "استمرارية 25" هو أول حلقة في سلسلة معارض بارزة ينظمها مركز الدرعية لفنون المستقبل، وهو يحتفي بحيوية وتنوع ممارسات فناني الوسائط الجديدة الناشئين.
يذكر أن مركز الدرعية لفنون المستقبل هو منصة حيوية ترعى المساعي النقدية والتجارب الإبداعية والتبادل الثقافي، كما يدعو الزوار إلى خوض رحلة عبر مشهد دائم التطور قوامه الإبداع والتكنولوجيا والمعنى، يمثل استمرارية حقيقية تعد بالمزيد من التطور والتوسع مع كل نسخة لاحقة.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس