mena-gmtdmp

رسائل وانطباعات من معرض الرياض الدولي للكتاب 2025

الرياض تقرأ - تصوير بشير صالح
الرياض تقرأ - تصوير بشير صالح

نستكمل اليوم رحلتنا في "معرض الرياض الدولي للكتاب 2025"، والذي أثبت مرة جديدة أن الكتاب لا يزال الصديق الأقرب لقلب الإنسان وقد يكون الأوفى له، إذ لا تكون العلاقة بينهما علاقة مصلحية مؤقتة، بل علاقة ثقة وانسجام، وترسيخ للفكر، والثقافة، والإبداع. فينعم الكتاب على قارئه بما فيه من أفكار ومعلومات، ويؤنسه في وحدته ولحظات فراغه، بينما يحافظ القارئ على هذه القيمة المعنوية المطبوعة لتبقى حاضرة وصامدة في وجه التسلط التقني.
في هذه الرحلة الجديدة كانت لنا لقاءات مع العديد من المؤلفين ودور النشر والمشاركين في فعاليات هذه النسخة من مسابقات وعروض وندوات وأنشطة.

تغطية: عبير بو حمدان
 

مسابقة مبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي

عرض أعمال الفنانين الفائزين بمسابقة مبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان للخط العربي - - تصوير عبير بو حمدان
مالك مبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان للخط العربي وكيل وزارة الثقافة للفعاليات والمهرجانات الثقافية مي الرشيد - تصوير عبير بو حمدان


احتفت مبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي بالفائزين في النسخة الثانية من مسابقة الخط العربي، والتي أقيمت ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025. الاحتفالية أقيمت في جناح المبادرة في المعرض بحضور مالك المبادرة، وكيل وزارة الثقافة للفعاليات والمهرجانات الثقافية مي الرشيد، ونخبة من المهتمين بفنون الخط العربي، ومحكمي الجائزة أ. مسعد الخضيري، أ. محمد صفار باتي، وأ. حسن العابد.
المسابقة شارك فيها 300 متسابق من الخطاطين المحليين والعالميين، وأقيمت على مدار 3 أيام، ليصل منها إلى المرحلة النهائية 9 فائزين عن ثلاثة مسارات أساسية هي: خط الرقعة، خط الثلث، وخط الديواني الجلي.
الفائزون في المراكز الأولى عن الفئات الثلاثة هم: أحمد عادل، عن مسار خط الرقعة، هدى بورنوادي، عن مسار الخط الديواني الجلي، وأحمد نمازي، عن مسار خط الثلث.

 

أحمد عادل ، الفائز عن فئة خط الرقعة في مسابقة الخط العربي - - تصوير عبير بو حمدان

 


"سيدتي" كانت متواجدة في الحفل وكان لنا لقاء مع أحد الفائزين، وهو أحمد عادل الفائز بالمركز الأول عن مسار خط الرقعة، حيث شكر في بداية حديثه مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي على "المسابقة العظيمة"، وقال: الجائزة هذه تعني لي الكثير، وتكلل مجهوداً كبيراً قمت به طوال حياتي في مجال خط الرقعة، والجائزة هذه تعتبر أكبر تكريم حصل لي في حياتي، كوني فزت بالمركز الأول ضمن هذه المسابقة العالمية العالية المستوى.
وعن تفاصيل المسابقة قال: "المسابقة كانت على ثلاثة أيام، بحيث نقوم كل يوم بكتابة نص نجده عند وصولنا في ظرف مغلق بإحكام أي يتم إعلامنا به باللحظة نفسها، ولا نعرف ما هو من قبل المسابقة، أي كتابة مباشرة، ونبدأ حينها بكتابة النص، وهذا طبعاً يعد سابقة من نوعها للمملكة".
تعرفوا أكثر إلى تفاصيل هذه المسابقة هنا: مبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي تكرم الفائزين في مسابقة الخط العربي بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2025

 

أي النوايا تحكمنا؟

الكاتبة والشاعرة رجاء عبدالقادر محمد حسين - تصوير عبير بو حمدان


في حديثنا مع الشاعرة والكاتبة رجاء عبدالقادر محمد حسين أثناء تواجدها في ركن المؤلف السعودي لتوقيع كتابها مقتنيات ثمينة تحدثنا منها عن التنوع الكبير في مؤلفاتها، والذي أرجعته إلى الأفكار التي تراودها والقضايا التي تحب الحديث عنها، وقالت: "أصدرت 18 مؤلفاً، 5 منها لا تزال تحت الطباعة، ويعرض لي في المعرض اليوم في ركن المؤلف السعودي 13 كتاباً، منها ديوانان هما "جارة الدوح" و"شجن الرواق"، واليوم أوقع كتاب "مقتنيات ثمينة" الذي ينقل تفاصيل حول أشخاص وأسماء ومواضيع حفظتها ذاكرتي، وحفظتها في الكتاب، ومن الإصدارات أيضاً كتاب اسمه "قد نكبر ولا شيخ"، ويحكي كيف نكبر بالسن من دون أن نشيخ وظيفياً وجسدياً ونفسياً، من خلال الانتباه للصحة والتغذية والرياضة والحركة والاجتماعات مع الصديقات وممارسة الهوايات وغير ذلك"، وأضافت: "هناك كتاب عن الوالد وهو من شيوخ المطوفين في مكة ورجل عصامي وأحد رجالات الدولة، وهو من بنى أول برج اتصالات في المملكة في الرياض، وهناك كتاب بعنوان "قصتها" يحكي عن الحرفيات وقصص جمال وفن واكتفاء، ويتضمن قسماً مترجماً باللغة الإنجليزية لتوسيع دائرة الثقافة وتعريف العالم على الحرف والموروث الثقافي السعودي، أما ديوان جارة الدوح فأعتبر أنه كتاب حظه كبير، فقد استقبلني حينها الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الإعلام السابق وهو رجل شهادتي مجروحة فيه، وقلت له حينها إنني أريد أن أنشر هذا الكتاب تحت مظلته، ووقع لي على النسخة في اللحظة نفسها جزاه الله خيراً، فقد كان محباً لمساعدة الناس".

 

كتاب مقتنيات ثمينة - تصوير عبير بو جمدان


وأكملت حديثها عن المؤلفات الأخرى ومنها: "رواية "البيدة"، وهي رواية تعبر إلى داخل الأسوار العالية بمدارس البنات، وهناك الروايات التي لا تزال تحت الطباعة منها كتاب "برفقة ثنائي القطب"، وهي رواية حقيقية قد تساعد الأسر وصاحب الحالة التي كتبها ربنا له، وهناك مؤلف يوثق الجانب المضيء لمسيرة تعليم البنات، وكتاب اسمه "هرجة الروشان" يروي كيف يجتمعون في "الرواشين" في مكة أو في الحجاز عموماً، وفي جدة وفي المدينة، وهناك رواية لا تزال أيضاً تحت الطباعة تتحدث عن مرحلة الثمانينات الميلادية ومعاناة النساء والرجال في الزواج وعدم قدرتهم على الاختيار".
في كتاب مقتنيات ثمينة تحدثت الكاتبة عن النوايا التي تتحكم بحياة الإنسان، ولدى سؤالنا عن ذلك قالت: "النوايا لا تخرج عن ثلاثة وهي نية الخوف والتردد ونية الهيمنة والنية الحسنة النابعة من المودة والحب، وهي التي يحبها الله وتجعل الإنسان يتقدم ويحقق الأفضل".
لزوار المعرض أقول: "اقرأوا، ثم اقرأوا، ثم اقرأوا، فمن لا يقرأ لا يفهم، ومن لا يفهم لا يكتب، ولا يتحدث ولا يلتقي بالناس ولا يعرف أن يتواصل معهم، والحمد لله اليوم الرياض تقرأ، والمملكة كلها تقرأ...".

 

الأسرار لا تلخص في جملة...

د. بدرية البشر مع كتابها 'سر الزعفرانة' - تصوير عبير بو حمدان


خلال توقيعها لكتابها "سر الزعفرانة" التقينا بالكاتبة د. بدرية البشر، وسألناها عن السر الذي يحمله هذا الكتاب، فقالت: "نعتقد أن رحلة كل إنسان تحمل معها سرها، ونفلة التي هي الشخصية الرئيسية في "سر الزعفرانة" حاولت أن تتصل بأسرار الأسلاف التي نقلت لها الشخصية الأسطورية زعفرانة، أنا أعتقد أن الأسرار هي عبارة عن حكمة قديمة لا يمكن أن تلخص دائماً في جملة لأن الطريق أحياناً يكون هو السر".
وعن معرض الرياض الدولي قالت: "بالحقيقة، كل سنة تكون الدهشة أكبر، وتكون المساحة أكبر ويكون التنظيم أكبر، هيئة النشر الحقيقية تتحدى نفسها كل يوم وتفوز وأنا أقول لهم عبر منصتكم، مبروك هذا الجهد المنظم والجميل، ونحن سعداء أن نكون شركاء دائمين معكم".
وختمت برسالة مفادها أن: "نشر المعرفة واحدة من أهم الوظائف الحضارية لكل بلد، والكتاب دائماً على مدى السنين ومدى التاريخ هو أهم مصدر للمعرفة والإنسان لا يفوز بدون معرفة".

ورشة مكتظة لتعلم خط الرقعة...

محمد إبراهيم السلوم مقدم ورشة الخط العربي


من الورش التي لفتت انتباهنا في معرض الرياض الدولي للكتاب ورشة بعنوان "أساسيات خط الرقعة"، وليس فقط لجمال موضوعها وإنما لاكتظاظ قاعتها بالحاضرين المهتمين بتعلم هذا الفن الجميل، وهو أمر عبر عنه مقدم الورشة محمد إبراهيم السلوم الذي قال: " هذه الدورة أثلجت صدري، بوجود هذا العدد الكبير، والتميز في الحضور، من اللافت هذا الاهتمام الكبير من قبل الناس بالخط العربي، التطور التقني اليوم كاد أن يقضي على الخط اليدوي، لكن، اللهم لك الحمد، الناس بدأوا يستعيدون هذه المهارة لأنها جميلة وسبحان الله العظيم فإن الخط العربي وخط اليد ملفت للقارئ أكثر من الطباعة على الحاسوب".

وعن أبرز النصائح التي وجهها للحاضرين قال: "في ممارسة الخط، أي نوع من الخط، سواء الرقعة أو النسخ أو غيرهما، المهم كثرة الممارسة والهدوء عند الكتابة واتباع القواعد الصحيحة وليس الكتابة من العقل الباطني، فكلما اتبعت قواعد صحيحة؛ استطعت أن تبدع مستقبلاً"..
وتحدث السلوم عن أهمية معرض الرياض الدولي للكتاب بما يحمله من تنوع وإضاءة على كل العناصر الثقافية، وأكد: "جمالية معرض الكتاب إنه شامل لكل شيء، والأكاديمية الثقافية التي نظمت لنا هذه الورشة اليوم، صارت جزءاً لا يتجزأ من معرض الكتاب، وإن شاء الله مستقبلاً ستكون هناك ورش أكثر، وبوقت أطول لأن هذه الورشة مدتها ساعة، فما نقدمه فيها ما هو إلا أجزاء بسيطة".

 

لقطات من الحدث:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


اقرأوا أيضاً: معرض الرياض الدولي للكتاب يستضيف ورشة بعنوان التقنية: بوّابتك لعالم الكتابة.