أمسية تعبق بعطر الفن التشكيلي السعودي بأرقى صوره، مع لمسات عالمية تزيده رسوخاً وبروزاً؛ حفل أقامته رائدة الأعمال جود أسعد، والمعروفة بدورها في تعزيز صورة الفن السعودي والبحث عن فرص أكبر لانتشاره عالمياً، استضافت فيه دار بونهامز العالمية للمزادات؛ للاحتفاء بتواجدها رسمياً في المملكة، من خلال افتتاح أول مكتب للدار في الرياض، وافتتاحهم لمعرض جذور بنسخته السعودية، والذي يحتفي بأجيال مختلفة من الفنانين التشكيليين السعوديين.
الحفل حضره نخبة من الشخصيات المهتمة بالفن السعودي واقتناء القطع الفنية القيمة، في مقدمتهم الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ، كذلك عدد من الفنانين والفنانات التشكيليين، في مقدمتهم الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، الفنانة التشكيلية البحرينية والرئيسة التنفيذية لمؤسسة نواة، والفنانة البصرية لولوة الحمود، والفنان التشكيلي عبد الناصر غارم.
أما حضور الدار، فتمثل بمدير قسم فنون الشرق الأوسط والفن الإسلامي وفن جنوب آسيا نيما ساغارتشي، وسوزي سيكورسكي مديرة تطوير الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، ومجموعة من المسؤولين
ترحيب خاص في الرياض



وقد عبّرت رائدة الأعمال السعودية جود أسعد، صاحبة الدعوة، عن سعادتها بحضور كل هؤلاء الملهمين في مكان واحد، وبدأت حديثها بشكر مجلة "سيدتي" على الحضور، وقالت: "شكراً لحضوركم اليوم لهذه المناسبة الخاصة، أقيم عشاء للترحيب بدار مزادات بونهامز العالمية بمناسبة افتتاح أول مكتب لهم في الرياض، وافتتاحهم لمعرض جذور بنسخته السعودية، دعوت إلى هذا الحفل عدداً من فناني وفنانات المملكة، ومجموعة من الشخصيات ذات العلاقة بالفن التشكيلي السعودي".
وعن أهمية دور بونهامز، قالت: "هي دار مزادات عالمية، ومن أوائل بيوت المزادات التي اهتمت بالفن العربي الإسلامي، ووجودها يعزز قيمة الفن السعودي والعربي وينقله للعالم".
رعاية للفنون بأجيالها المختلفة

من جهتها، قالت سوزي سيكورسكي، مديرة تطوير الأعمال في الشرق الأوسط، في بونهامز: "نحن هنا لإطلاق معرض "جذور"، وهو معرض متنقل لأبرز أعمال المزاد، وفي هذه النسخة يُسلّط معرض "جذور" الضوء على جذور الحداثة السعودية؛ التي رسّخها الجيل الأول من الفنانين السعوديين، وسيكون في لندن في شهر نوفمبر".
وشكرت سوزي رائدة الأعمال جود أسعد على استضافة الدار في هذه الأمسية اللطيفة، وقالت: "السيدة جود، قبل كل شيء، هي صديقة مقربة وراعية للفنون في السعودية، وأعتقد أنها تُمكّن جيلاً جديداً من هواة الاقتناء، والشغوفين بالفن بطريقة تُجسّد أسلوب الحياة الفنية بشكل متكامل، ما يميز جود فعلاً هو اهتمامها وإعجابها بالعمل الفني قبل معرفة اسم الفنان، وهو أمرٌ بالغ الأهمية عند النظر إليه من منظورنا".
التناغم بين المنتجين للفن والمقتنين له

بدورها أشارت الفنانة البصرية لولوة الحمود، في حديث خاص لنا حول المناسبة، إلى أنها "مناسبة مهمة جداً؛ لأنها تجمع الفنانين مع مقتني الفن، مع المزاد الذي يعرض الأعمال الفنية، وذلك يشكل ترابطاً وتناغماً بين المنتجين للفن والمقتنين له"، وأضافت: "بالنسبة لنا، من المهم أن نأخذ هذا الدعم من الجهات المختلفة، لأننا كفنانين نحب أن نركز على إنتاج أعمالنا بالتأكيد، ولكن في النهاية يبقى الدعم من المقتنين؛ الذين يفهمون قيمة العمل الفني، وطبعاً فإن داراً مهمة مثل دار بونهامز العالمية؛ بالتأكيد ستعطي قيمة أعلى للفنان".
اقرؤوا أيضاً: لولوة الحمود: اهتمام رؤية 2030 بالخط العربي ترسيخ للهوية السعودية
مؤشرات الطفرة الثقافية

أما الفنان التشكيلي السعودي عبد الناصر غارم، فاعتبر أن وجود دار بونهامز في الرياض، في أمسية ملهمة كهذه، هو "أحد مؤشرات الطفرة الثقافية التي نعيشها في المملكة العربية السعودية، خصوصاً في المجال الذي أنتمي له؛ وهو الفنون البصرية بشكل عام".

وأضاف: "هذه المناسبة تعتبر من أولى المناسبات التي يقوم بها مزاد ذو صيت وسمعة معروفة على مستوى العالم؛ هي دار بونهامز، والمعرض الذي يقيمونه هنا؛ هو تقديم للمعرض الذي سيقام في لندن خلال شهر نوفمبر، والجميل في المعرض هذا أنه يركز على الحداثة، والجيل الذي أسس الفن السعودي في السبعينات والستينات؛ مثل: محمد السليم، رحمه الله، والدكتور عبد الحليم رضوي، وبكر شيخون، وحتى جيل الامتداد الآن؛ مثل: نجلاء السليم، وعلا حجازي، ووداد الأحمدي، فكان التنوع بين الأجيال، وتعدّ هذه المناسبة تأكيداً على مكانة الفن السعودي؛ إذ يبرز دور دار المزادات بوصفها جهة تمتلك الخبرة والعلاقات العالمية، وتمنح اهتماماً خاصاً بشريحة الفن الحديث في المملكة العربية السعودية، وهو ما يعدّ أمراً بالغ الأهمية.
قد يهمكم أيضاً أن تقرؤوا حوارنا الشيق مع الفنانة نجلاء السليم: لوحاتي قصص حنين أرويها في معرض "معادلات متداخلة"