الحمل تجربة جميلة وفريدة في حياة كل امرأة، تعيشها وهي تحمل بداخلها مشاعر مختلطة من الفرح والقلق والتوتر والانتظار، وعلمياً الحمل لا يقتصر تأثيره على التغيرات الجسدية فقط، بل يشمل أيضاً تغيرات نفسية قد تكون عميقة ومؤثرة على صحة الأم وجنينها.
تقرير اليوم عن كيفية التعامل مع التغيرات النفسية أثناء الحمل، بهدف إدراك وفهم تفاصيل هذه التغيرات النفسية والاستعداد لها، حتى تسير رحلة الحمل بشكل صحي ونفسي آمن. بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، "سيدتي" التقت الدكتور عبد العظيم الألفي أستاذ طب النساء والولادة للشرح والتوضيح.
أسباب التغيرات النفسية أثناء الحمل

- التغيرات الهرمونية: ارتفاع مستوى هرمونات مثل الأستروجين والبروجسترون يؤثر على توازن المواد الكيميائية في الدماغ، مما يؤدي إلى التأثير على المزاج والمشاعر.
- التغيرات الجسدية: الأعراض الجسدية مثل الغثيان، التعب، آلام الظهر، وزيادة الوزن تضع ضغطاً على نفسية الحامل وتؤثر على راحتها النفسية.
- الضغوط الاجتماعية والعائلية: الانتقال إلى دور جديد كأم، ومواجهة توقعات العائلة والمجتمع قد يضيف ضغوطاً نفسية كبيرة.
- المخاوف من المستقبل: التساؤلات حول القدرة على تربية الطفل، تغير نمط الحياة، والتحديات المالية قد تسبب قلقاً مستمراً.
- مشاكل الحمل الصحية: الحالات الصحية المعقدة أو الحمل عالي الخطورة تزيد من مستوى التوتر والقلق.
كيفية التعامل مع التوتر والقلق خلال فترة الحمل وما هي مضاعفاته؟
أنواع التغيرات النفسية أثناء الحمل

التقلبات المزاجية
تعاني العديد من النساء الحوامل من تقلبات مزاجية حادة، فتنتقل بين مشاعر الفرح والسعادة، والقلق والحزن خلال اليوم نفسه أو حتى خلال اللحظة، وهذه الحالة ناتجة عن التغيرات الهرمونية التي تنتاب الحامل أثناء فترة الحمل، وتؤثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في المشاعر.
القلق والخوف
من الطبيعي أن تشعر الحامل بقدر من القلق والخوف، سواء من صحة الجنين، أو من ألم الولادة، أو من تحمل مسؤولية الأمومة الجديدة، وقد تزداد هذه المخاوف عند السيدات اللواتي يعانين من تجارب حمل سابقة صعبة.
الشعور بالإرهاق والضعف النفسي
التغيرات الجسدية، وصعوبة النوم، والغثيان، وكل الأعراض الجسدية للحمل، يمكن أن تؤثر على الحالة النفسية، مما يجعل الحامل تشعر بالإرهاق وعدم القدرة على التركيز أو اتخاذ القرارات.
الشعور بالعزلة أو الوحدة
قد تشعر بعض النساء أن لا أحد يفهم ما تمر به، أو قد تبعدها بعض الظروف الاجتماعية عن الدعم الذي تحتاجه، مما يؤدي للمزيد من الشعور بالوحدة.
أشهر التحديات النفسية خلال الحمل

- اكتئاب الحمل: يعد اكتئاب الحمل من الحالات الشائعة التي قد تتعرض لها النساء، حيث يشعرن بالحزن المستمر، فقدان الاهتمام بالأشياء التي يحببنها، اضطرابات النوم، وفقدان الشهية.
- اضطرابات القلق: بعض النساء يعانين من نوبات قلق مفرطة، قد تصل أحياناً إلى نوبات هلع.
- اضطرابات النوم: صعوبة النوم أو النوم المتقطع تؤثر سلباً على الحالة النفسية وتزيد من حدة التوتر.
- تقلبات المزاج الشديدة: تغيير الحالة المزاجية بشكل مفاجئ ومتكرر يمكن أن يكون مرهقاً للأم ولمن حولها.
كيفية التعامل مع التغيرات النفسية أثناء الحمل

- الوعي بالتغيرات الطبيعية: معرفة وإدراك أن هذه المشاعر والتقلبات هي جزء طبيعي من الحمل، يخفف من القلق، ويجعل الحامل أكثر تقبلاً لحالتها.
- التحدث والمشاركة: مشاركة المشاعر مع الزوج، الأسرة، أو صديقة مقربة يساعد على تخفيف التوتر، والانضمام لمجموعات دعم الحوامل يمكن أن يوفر بيئة آمنة للتعبير عن المخاوف.
- الاسترخاء وتقنيات التنفس: تمارين التنفس العميق، اليوغا، أو التأمل تساعد في تقليل القلق وتحسين المزاج، وقضاء وقت في الطبيعة أو الأماكن الهادئة يدعم الاسترخاء.
- الاهتمام بالنوم الجيد: تنظيم أوقات النوم والابتعاد عن الشاشات قبل النوم، واستخدام وسائد مريحة ووضعيات نوم صحية.
- التغذية الصحية: تناول وجبات خفيفة متوازنة تدعم الطاقة والمزاج، مع تجنب الكافيين والسكريات الزائدة التي قد تزيد من القلق.
- ممارسة الرياضة المناسبة: المشي الخفيف أو تمارين الحمل الخاصة تدعم الحالة النفسية والجسدية.
- طلب المساعدة الطبية عند الحاجة: استشارة طبيب نفسي أو متخصص في حال ظهور أعراض اكتئاب أو قلق شديد، حيث يوصف لك أدوية آمنة في بعض الحالات وتُصرف تحت إشراف طبي.
دور الزوج والأسرة والمحيطين في دعم الحامل

لا بد من الإشارة إلى أن الكثير من النساء مررن بفترات صعبة خلال الحمل، ولكن الدعم والوعي ساعدهن على تجاوزها، لهذا فإن مشاركة أو سماع قصص واقعية من داخل العيادات قد تلهم النساء الحوامل بأنهن لسن وحدهن في هذه التجربة.
- الاستماع الفعّال دون حكم أو تقليل من المشاعر.
- تقديم الدعم العملي مثل المساعدة في الأعمال المنزلية.
- تشجيع الحامل على التعبير عن مشاعرها وطلب المساعدة.
- الحضور للمواعيد الطبية معها لتشعر بالأمان والدعم.
نصائح تفيد الحامل
- كوني لطيفة مع نفسك، ولا تتوقعي الكمال.
- خصصي وقتاً لنفسك بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية.
- تذكري أن الحمل رحلة قصيرة تمهد لحياة جديدة مليئة بالفرح.
- لا تترددي في طلب المساعدة متى شعرت بالحاجة.