mena-gmtdmp

لوحات بيكاسو الأكثر سرقة بالتاريخ: آخرها لوحة "حياة ساكنة مع غيتار"

زائرة تنظر إلى لوحة "تمثال نصفي لامرأة ترتدي قبعة زرقاء" خلال معرض بابلو بيكاسو "التجلي" في المتحف الوطني المجري في 20 أبريل/ نيسان 2016 في بودابست. المصدر: (Photo by ATTILA KISBENEDEK / AFP)
زائرة تنظر إلى لوحة "تمثال نصفي لامرأة ترتدي قبعة زرقاء" خلال معرض بابلو بيكاسو "التجلي" في المتحف الوطني المجري في 20 أبريل/ نيسان 2016 في بودابست. المصدر: (Photo by ATTILA KISBENEDEK / AFP)

يُعَد الفنان الإسباني الشهير بابلو بيكاسو، رائد المدرسة التكعيبية، أحد أكثر الفنانين العالميين إثارة للجدل، بسبب أسلوبه الفني الثوري وآرائه المثيرة وصياغاته المزعجة الجدلية، والمعبّرة عن كثير من القضايا الإنسانية والاجتماعية. وفي الوقت الذي تحظى فيه ابتكاراته الفنية بالاحتفاء على نطاق واسع، مثل: تأسيسه الحركة التكعيبية، ومقدرته الفريدة على تفكيك الأشكال وتقديمها من زوايا متعددة في نفس الوقت، وتحدي المفاهيم التقليدية للمنظور، إلا أن حياته الشخصية، التي غالباً ما تقاطعت مع فنه، وتصويرَه الجرافيكي للمعاناة الإنسانية، كما في لوحة "غيرنيكا" وغيرها، أدّى ذلك إلى جدل وخلاف مستمرين.

الرسام الأكثر سرقةً في التاريخ

موظف في دار كريستيز يقف بجانب عمل فني بعنوان "امرأة ذات شكل جانبي على مقعد (III) 1956" للفنان بابلو بيكاسو خلال جلسة تصوير قبل مزاد لندن المسائي للقرن العشرين/ الحادي والعشرين في لندن في 8 أكتوبر 2025- المصدر: JUSTIN TALLIS / AFP


لم يتوقف الجدل حول تراث بابلو بيكاسو الفني والإبداعي والشخصي حتى بعد وفاته من أكثر من نصف قرن تقريباً؛ بل وصل للوحاته، والتي كانت دائماً محطّ اهتمام جامعي اللوحات وعاشقي الفنون ومختصي المزادات والمتاحف، والذي جعلها تحظى بقيمة مادية غير مسبوقة؛ حيث تسجّل أعماله مبيعات بالملايين؛ مما جعلها هدفاً لسارقي الفن عبْر التاريخ؛ مما أثمر عن فقد عدد مدهش من اللوحات والأعمال من إرث بيكاسو الإبداعي، آخرها لوحة "حياة ساكنة مع غيتار"، والتي سُرقت مؤخراً (مطلع هذا الشهر). والذي جعله يحوز لقب "الرسام الأكثر سرقة في التاريخ"؛ وفقاً لسجل خسائر الأعمال الفنية؛ مما دعا الكثير من المؤسسات المتخصصة وحتى الأفراد، للمشاركة في رحلة البحث التي لم ولن تنتهي لهذه الكنوز المسروقة، والتي لا تمثل خسارةً لعالم الفن فحسب؛ بل خسارة للإبداع الإنساني. ولايزال العديد من أعماله مفقوداً.
قد ترغبين في التعرُّف إلى: لوحات عالمية لها بصمة في تاريخ الفن

سرقات أعمال الفنانين ضربةٌ موجعة للتراث الثقافي الإنساني

من المعروف أن سرقات الأعمال الفنية المتتالية، وبعيداً عن الخسارة المادية؛ فهي تُمثل ضربةً موجعة للتراث الثقافي الإنساني. ولاتزال جهود استعادة الأعمال الفنية المسروقة مستمرة حتى يومنا هذا، ويرمز البحث المستمر عن استعادتها إلى الالتزام الجماعي بالحفاظ على التراث الجمعي الفني الإنساني، وإعادة الأعمال المسروقة إلى الجمهور. ومن ثَمّ تبذل السلطات والمؤسسات الفنية والأفراد الشغوفون، جهوداً دؤوبةً؛ رغبةً في كشف غموض اختفاء هذه الكنوز الإنسانية؛ حيث يتطلب البحث تعاوناً دولياً، ومحققين خاصين، ووحدات متخصصة في استعادة الأعمال الفنية إلى أماكنها الصحيحة. وهناك العديد من الأسباب التي تدفع لسرقة اللوحات العالمية؛ فعلى مَر العصور، يسرق اللصوص الأعمال الفنية، إما:

  1. عشقاً للفن ولضمان الاستحواذ عليها.
  2. تكسُّباً للمال.

وهما السببان الوحيدان غالباً للسرقة. ومع ذلك، عندما يكتشف اللصوص أنه لا أحد يرغب في شراء الأعمال الفنية المسروقة، غالباً ما يحتفظون بها لأنفسهم، وقد ينتهي بها المطاف في أغرب الأماكن وتنتهي الأعمال الفنية للأبد. ففي كثير من الأحيان، لا يُعثر عليها أبداً. ولإثبات ذلك، يخبرنا موقع edition.cnn.com عن الفنان الأكثر سرقة بالتاريخ بابلو بيكاسو، وعددٍ من اللوحات المسروقة وما آلت إليه.
والرابط التالي يعرّفك إلى المزيد عن: أعظم سرقات فنية عبْر العصور

لوحات بيكاسو المسروقة بعضها عُثر عليها والأخرى مازالت مفقودة

لوحة سوزان بلوخ

شرطي يحرس "صورة سوزان بلوخ" لبابلو بيكاسو بعد أن تمت استعادتها مع "عامل القهوة" للبرازيلي كانديدو بورتيناري في 8 يناير 2008 في ساو باولو. باولو بينتو/ AGÊNCIA ESTADO / AFP


لم تكن هذه اللوحة هدف اللصوص الأوحد؛ فقد سرقوا معها لوحة أخرى لكانديدو بورتيناري، وكانت اللوحتان معروضتين في متحف ساو باولو للفنون الفنية عام 2007. استهدف اللصوص هذه اللوحة تحديداً لبيكاسو، وقد استغرقت السرقة ثلاث دقائق فقط، وبلغت قيمة المسروقات 55 مليون دولار، ولكن تم استردادهما عام 2008.

118 لوحة ورسماً وعملاً أصلياً لبيكاسو

على الرغم من أن قيمتها لم تتجاوز 200,000 دولار أمريكي في ذلك الوقت، إلا أنها كانت أول أعمال بيكاسو الفنية التي تُسرق على الإطلاق، وكان شاهداً على هذه السرقة. وقد حدث ذلك في جامعة ميشيغان خلال معرض فني متنقّل عام 1967. وقد عُثر على اللوحات بعد عامين في دار مزادات ولم يُقبض على أحد. ولاستعادة اللوحات، استخدم المحققون زعيماً إجرامياً مزيفاً أراد شراء لوحات بيكاسو المسروقة كوسيلة للقبض على اللصوص الذين سرقوها.

رأس امرأة

هذه اللوحة التى أبدعها بيكاسو عام 1939، تجمع ما بين التجريد والتكعيب، وهي رسم للفنان الكبير الذي وُلد عام 1881، لصديقته هنريت ماركوفيتش التي اشتُهرت باسم "دورا مار". واللوحة كانت معروضة في معرض أثينا الوطني. وحدثت السرقة بالعام 2011 عندما دخل رجلٌ المتحف؛ حيث كانت اللوحة مُعلقة؛ فسرقها من الجدار، ثم انطلق بسيارة أجرة كانت تنتظره بالخارج، وقد حدثت السرقة في وضَح النهار واستغرقت 7 دقائق فقط، وقد أزال الإطار من اللوحة، إلا أنه لم ينجح في بيعها وتم العثور عليها بالعام 2021، وأُلقي القبض على السارق الذي قضى 138 يوماً في السجن ويواجه 15 عاماً إضافية، وقد عُثر بحوزته على أعمال مسروقة أخرى.
قد ترغبين في التعرُّف إلى: بيع 11 لوحة فنية لبيكاسو بـ100 مليون دولار

لوحة رأس المهرّج

في عام 2012، هزّت سرقة لوحة "رأس أرلكوين" أو رأس المهرّج لبابلو بيكاسو عالم الفن. سُرقت هذه القطعة الفنية المذهلة، والتي وُصفت بأنها النابضة بالحياة والمعبّرة. وقد رسمها بيكاسو بالعام 1971، من متحف كونستال في روتردام، هولندا. وشارك في عملية السرقة مجموعةٌ من المجرمين المتمرّسين، الذين تمكّنوا من التهرُّب من الإجراءات الأمنية والفرار بالعديد من الأعمال الفنية القيّمة، بما في ذلك لوحة بيكاسو. ورغم استعادة العديد من القطع المسروقة، لاتزال لوحة "رأس أرلكوين" بعيدة المنال، ولازال مكانها مجهولاً حتى الآن.

سرقة 553 رسمة ومطبوعة أصلية لبيكاسو

وفي عام 2022، حُكم على مالكي معرض باريس "بيل إت بيل" بالسجن، ومنعهم من التعامل بالفن لمدة خمس سنوات، وذلك بسبب تعاملهم مع لوحات بيكاسو الفنية المسروقة؛ حيث ألقت الشرطة القبض على مالكي المعرض: آن وهيربرت، بتهمة إخفاء أعمال فنية، تمت سرقتها من بنات بيكاسو: إيمى وجاكلين بيكاسو، بعد تحقيقات دامت أكثر من 10 سنوات، عندما تم الكشف عن أن فريديريك مونشنباخ، وهو عامل يعمل لدى كلٍّ من عائلة بيكاسو ومايخت، قد استخدم مفاتيح منازلهم لانتزاع الصور في مناسبات متعددة بين 2006 و2008، وقد تم سرقة ما لا يقل عن 553 رسمة ومطبوعة أصلية لبيكاسو، تبلغ قيمتها ملايين الدولارات.

والرابط التالي يعرّفكِ إلى: حياة بابلو بيكاسو مع نساء ألهمنه فنياً

زائرة تنظر إلى لوحة "تمثال نصفي لامرأة ترتدي قبعة زرقاء" خلال معرض بابلو بيكاسو "التجلي" في المتحف الوطني المجري في 20 أبريل/ نيسان 2016 في بودابست. المصدر: (Photo by ATTILA KISBENEDEK / AFP)

لوحة "تمثال نصفي لامرأة"

سُرقت هذه اللوحة التي رسمها بيكاسو بالعام 1944 تكريماً لحبيبته وملهمته، دورا مار، من منزلها في باريس بالعام 1999. وقد اختفى هذا العمل المبدع الذي قُدّرت قيمته بحوالي 10 ملايين دولار، في ظروف غامضة. ورغم التحقيق المكثّف، بما في ذلك تدخُّل الإنتربول، لم تظهر اللوحة بعدُ.

لوحة "رأس حصان" ولوحة "كأس وإبريق"

سُرقت هاتان اللوحتان في فبراير 2008 من معرض بفافيكون بالقرب من زيورخ. يُعتقد أن لصين بقيا بعد ساعات العمل بعد إغلاق المعرض، ثم هربا بلوحتين فقط من بين آلاف اللوحات. قُدّرت القيمة الإجمالية لهاتين اللوحتين بحوالي 4.5 ملايين دولار. عُثر عليهما بعد ثلاث سنوات في صربيا تحديداً.

لوحة "الحمامة مع البازلاء الخضراء"

سُرقت لوحة "الحمامة الصغيرة"، وهي تحفة فنية أبدعها بيكاسو عام 1911 خلال عصره التكعيبي، من متحف الفن الحديث في مدينة باريس عام 2010، وقُدّرت قيمة اللوحة بـ25 مليون يورو. واختفت بين عشية وضحاها، فيما وُصفت بأنها سرقة مُدبّرة بدقة. ورغم التحقيقات المكثّفة، لاتزال اللوحة مفقودة؛ مما يجعل عشاق الفن وخبراءه يتوقون لعودتها.
تابعي المزيد: ملياردير يشتري لوحة لبيكاسو بـ155 مليون دولار

آخر لوحة سُرقت لبيكاسو مطلع هذا الشهر: لوحة "حياة ساكنة مع غيتار"


​​​​​​​

بحسب موقع metmuseum.org؛ فقد سُرقت لوحة "حياة صامتة مع جيتار"، التي رسمها بابلو بيكاسو في عام 1919. واللوحة مؤمّنة بأكثر من 650 ألف دولار. رسم بيكاسو اللوحة باستخدام ألوان الغواش والقلم الرصاص على ورق، وهي تُصوّر غيتاراً وعدة أشياء يومية، منها: زجاجة وورقة مطوية، مُرتّبة على طاولة بدرجات لونية بُنية ورمادية ناعمة. وتعود أهمية اللوحة، على الرغم من صغر حجمها (5 بوصات فقط في أقل من 4 بوصات)، إلى أنها تعكس توجُّه بيكاسو نحو أسلوب أبسط وأكثر تنظيماً بعد بداياته التكعيبية.

كيف سُرقت؟

كانت اللوحة جزءاً من شحنة مكوّنة من 57 عملاً فنياً- واحد لبيكاسو و56 لفنانين آخرين، تم جمع الأعمال الفنية من جامعي أعمال فنية من القطاع الخاص في مدريد، وكان من المفترض أن يتم عرضها في معرض بعنوان "الطبيعة الصامتة: أبدية الجماد" بمؤسسة "كاخا غرناطة"، وهو مبنى فني حديث لعرض اللوحات، صُمم من الزجاج والحجر، يقع على حافة غرناطة، مع إمكانية رؤية جبال سييرا نيفادا، وقد افتُتح الأسبوع الماضي.
كانت اللوحات مخزّنة في مدريد خلال الفترة من 25 سبتمبر حتى 2 أكتوبر، وقد قطعت الشاحنة التي كانت تحمل اللوحات إلى غرناطة، رحلة برّية طولها حوالي 260 ميلاً، وهي رحلة تستغرق عادة حوالي خمس ساعات. وفي صباح يوم 3 أكتوبر الجاري، وصلت الشاحنة إلى مركز كاجا جرانادا؛ حيث تم تفريغ جميع الصناديق ونقلها إلى غرف آمنة ومراقَبة بالفيديو، وبما أن العديد من الصناديق لم تكن مرقّمة؛ فقد أرجأ الموظفون عملية التفتيش الكاملة حتى يوم الإثنين 6 أكتوبر، ولم تُظهر لقطات الأمن أيّة علامات على التلاعُب خلال عطلة نهاية الأسبوع. ولكن عندما بدأت عملية تفريغ محتويات المركز الثقافي يوم الإثنين، أدرك الموظفون أن لوحة بيكاسو مفقودة، وقد تم إبلاغ الشرطة، وهي الآن في مركز تحقيق موسّع.

يُذكر أن:

بابلو بيكاسو Pablo Ruiz Picasso هو فنان تشكيلي ورسام ونحّات عالمي أسباني، وهو أحد أشهر الفنانين بالقرن العشرين، ويُنسب له الفضل في تأسيس الحركة التكعيبية، تعَد أعمال بيكاسو من علامات القرن العشرين. وقد تُوفي عام 1973 عن عمر يناهز 91 عاماً. يُقدّر أنه أكمل 13500 لوحة، وحوالي 100000 مطبوعة ونحت. وفي ظل غزارة إنتاجه الفني والإبداعي، تم تكريس متاحف بأكملها لإنتاجه الغزير (أكبرها متحف بيكاسو في برشلونة ومتحف بيكاسو في باريس). وقد قامت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" بتكريمه عقب وفاته؛ ففي الذكرى المئوية لميلاده في 1981، استُحدثت جائزة "ميدالية بيكاسو" لتُمنح للشخصيات البارزة في عالم الفن والثقافة
تابعي المزيد عبْر الرابط: في ذكرى وفاة بيكاسو: كيف أصبح أشهر فنان في العالم

​​​​​​