بعض الشباب قد لا يجيد مهارتي التفاوض والقيادة، وهي مهارات شديدة الأهمية، ويجب اكتسابها في هذه المرحلة العمرية لضمان النجاح في المستقبل.
التفاوض والقيادة مهارات تساعد على تأثير الشباب في محيطهم، وعلى الرغم من ذلك هم يميلون إلى الصمت وعدم تحمل المسؤولية، ولكن مثل هذه السلوكيات الإيجابية يمكن اكتسابها من خلال الوعي بأهميتها.
إعداد: إيمان محمد
كيف يتعلم الشباب التفاوض والقيادة؟
مهارات مثل التفاوض والقيادة يمكن للشباب اكتسابها من خلال تغيير طريقة التفكير التقليدية وكسر القوالب وقبول التحدي، وينصح الخبراء باتباع الخطوات التالية لتعلم هذه المهارات اللازمة للحياة:
فهم الذات
يوضح Middle Earth Organization أن تنمية القيادة عند الشباب تبدأ من الوعي بالذات؛ لأنه إذا أردت أن تصبح قائداً؛ فعليك أن تعرف إمكانياتك بصدق، من خلال تحديد نقاط القوة والضعف، ومن هنا يمكن للشاب أو الفتاة أن يوجِّهوا طاقتهم في الاتجاه الصحيح.
ويتحقق ذلك من خلال أن يطرح الشباب الأسئلة التالية على أنفسهم، مثل:
- ما الذي يحفزني؟
- كيف أتعامل مع الخلافات؟
- هل أُصغي للآخرين قبل أن أتكلم؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة تعزز الشعور بالثقة بالنفس، وهي الخطوة الأولى نحو قيادة حقيقية. كما أن الوعي الذاتي يساعد على التوازن بين الحزم والتعاطف، وهو ما يجعل القائد محبوباً ومسموع الكلمة.

مهارة الوصول إلى الحلول المشتركة
أما مهارة التفاوض فتبدأ من إمكانية الوصول إلى الحلول المشتركة، وفقاً لبرنامج Harvard Law School، التفاوض ليس صراعاً على المكاسب، بل وسيلة لبناء التفاهم، و يتأسس من القدرة على التواصل الإيجابي.
الاستماع النشط
يعتمد النجاح في التفاوض على الاستماع النشط وفهم احتياجات الطرف الآخر؛ فالشباب الذين لا يسمعون الآخرين لا يمكنهم التواصل، ومن ثَم فهم غير قادرين على التفاوض؛ ما يُنصح به الخبراء هو ضرورة الوصول إلى نقطة التقاء، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال الاستماع النشط.
الذكاء العاطفي
كلتا المهارتين لن يتحققا بالشكل الجيد إن لم تَقُدْهما مهارة الذكاء العاطفي أولاً، لأن القيادة الحقيقية لا تعني أن تصدر الأوامر، والتفاوض لا يعني أن تفرض رأيك، بينما هي مهارات خاصة بالتواصل الإيجابي والذكي. تشير أبحاث هارفارد إلى أن الذكاء العاطفي هو العمود الفقري لأي علاقة ناجحة. وعندما يتعلم الشاب كيف يقرأ لغة الجسد، ويتحكم في نبرة صوته، ويُظهر احترامه للطرف الآخر، يصبح أكثر تأثيراً في التفاوض والقيادة على حدٍّ سواء.
الذكاء العاطفي مهارة تساعد الشاب على أن يفهم مشاعره واحتياجاته جيداً، كما أنها السبيل الصحيح ليتحكم الشخص في انفعالاته، والقائد الحقيقي هو شخص لا يفقد أعصابه أمام المواقف الصعبة أو العاطفية، كما أنه يتحكم في المشهد إذا نشب خلاف.
الممارسة
القيادة أو التفاوض مهارات لا يتعملها الشاب بالكلام، أو بقراءة الكتب وتلقي النصائح، بينما التجربة والممارسة هما المفاتيح الحقيقية لاكتساب مثل هذه المهارات. يشجع خبراء الشباب على الانخراط في الأنشطة الجماعية مثل العمل التطوعي أو النوادي الطلابية؛ لأنها تمنحهم فرصاً حقيقية لممارسة اتخاذ القرار، وإدارة الخلافات، والتعاون تحت الضغط.
حتى إن لم تنخرط في هذه النشاطات؛ فإن المواقف العادية اليومية قد تكون طريقة فعَّالة لتعلم فنون التواصل الذكي ومنه يصبح الشخص مؤهلًا للتفاوض والقيادة، مثلاً إقناع زميل بفكرة مشروع، أو التوسط بين صديقين في خلاف. كل تجربة تضيف مستوى جديداً من الخبرة والثقة.

الأخلاق
لا قيادة من دون أخلاق، ولا يمكن لشخص لا يتحلى بأخلاق حميدة أن يقوض تفاوضاً بين أشخاص. من منظور جامعة هارفارد؛ فالقائد الذي يسعى فقط لتحقيق مكسب شخصي يفقد ثقة الآخرين سريعاً، على عكس القائد طيب الخلق، فهو يحقق الأهداف، ويكسب احترام المحيطين أيضاً، ومن ثَم يصل إلى أهداف القيادة بسهولة، ويظل هكذا في المستقبل.
توفير بيئة مناسبة
القائد والمفاوض الجيد يحتاج إلى بيئة داعمة، تعزز هذه المهارات وتتضمنها في مراحل التربية، والأمر يبدأ من الأسرة. عندما يُمنح الشباب فرصة التعبير عن آرائهم من دون خوف، يتعلمون كيف يطرحون أفكارهم بثقة، ويستمعون إلى النقد بإيجابية. ليس الأسرة وحدها، بينما المدرسة كذلك، يجب أن يتعلم الشباب أن مشاركة الرأي ليس عيباً، ولن تضعهم في بؤرة الاتهام؛ لذلك يجب على المدرسة والجامعة كذلك تنظيم ورش لتنمية هذه المهارات.
الأوطان بحاجة لشباب واعٍ قادر على القيادة والتفاوض من دون خوف؛ لأنهم هم من سيقودون المستقبل، والمهارات هذه لن تأتي صدفة في حين هي سلوكيات يتم اكتسابها بشكل تراكمي.
اقرئي أيضاً: أفضل النشاطات التطوعية التي تنمي مهارات الشباب





