ربما لا يجيد الشباب الطريقة المناسبة لبناء العلاقات الاجتماعية، ولكن هذه العلاقات تلعب دوراً كبيراً في رسم المستقبل، وتتحقق باكتساب سلوكيات معيّنة وبشكل تراكمي.
العلاقات تبدأ من الجامعة، سواء مع الزملاء أو الأساتذة، ثم تمتد لزملاء العمل لاحقاً. وبحسب الخبراء؛ فإن بناء علاقات طيبة في الدراسة أو العمل، يسهّل المهمة ويساعد على إنجاز المهام، كما أنها تفتح آفاقاً جديدة للتعلّم، وتمنح فرصاً للتوجيه والنموّ الشخصي.
إعداد: إيمان محمد
كيف تؤثّر العلاقات على الحياة الجامعية؟
وفقاً لموقع CollegeData؛ فإن الطلاب الذين تربطهم علاقات إيجابية بأساتذتهم، يحققون تطوراً ملحوظاً في مستواهم الأكاديمي والمهني، ويصبحون أكثر دافعية وإنجازاً. غير أن الدراسات أشارت إلى أن 28٪ من الطلاب لا يزورون أساتذتهم أبداً خلال الساعات المخصصة لذلك، كما أن 55٪ منهم يكتفون بزيارة واحدة أو اثنتين في الفصل الدراسي كله، وهو ما يُفقدهم فرصةً ثمينة للتواصل والتعلُّم.
كيف تبني علاقات إيجابية في الجامعة؟

وقد أشار الخبراء إلى أن بناء العلاقات بشكل عام، هو سلوك مكتسب، الشاب أو الفتاة لا يولدون بالمهارات الاجتماعية، بينما يتعلمونها على مدار سنوات. وحدد الخبراء مجموعة من الخطوات التي تساهم في بناء علاقات إيجابية في الحياة الجامعية، سواء بين الزملاء أو الأساتذة.
ابدأ بالتعريف بنفسك
ينصح الموقع بأن الخطوة الأولى لبناء علاقة جيدة، هي أن تُعرّف عن نفسك خلال الأسبوع الأول من الدراسة، ويمكن القيام بذلك داخل محاضرة أو أثناء التواصل خارج القاعات. كما يمكن أن تعرّف نفسك عبْر بريد إلكتروني بسيط يعبّر عن اهتمامك بالمادة واستعدادك للنجاح فيها. هذا السلوك البسيط يخلق انطباعاً إيجابياً عنك لدى أساتذتك.
المشاركة الفعالة
كثير من الشباب لا يفضّلون التفاعل والمشاركة في بداية الحياة الجامعية. لكن ما شدد عليه الخبراء، هو أن المشاركة الفعالة داخل الصف، تعَد من أهم سبل التقارب بين الزملاء ومع الأساتذة أيضاً. وتتحقق هذه المشاركة من خلال طرح الأسئلة أو التفاعل في النقاشات؛ حتى وإن كنت تشعر كشاب بالخجل من الحديث أمام الجموع؛ فعليك أن تعرف أنه بمجرد المشاركة، ستشعر بالثقة بالنفس.
تعامل باحترام واحترافية
يشير موقع Towson University إلى أن العلاقة بين الطالب والأستاذ علاقة مهنية تتطلب قدراً من الاحترام في كلّ تواصُل، سواء أكان وجهاً لوجه أو عبْر البريد الإلكتروني. ويحذّر الموقع من استخدام اللغة المتداوَلة أو الألفاظ المستخدَمة بين الشباب، بينما التزم بلغة رصينة ومحترمة، كما يجب أن تستخدم رسائل قصيرة، واضحة، وبأسلوب راقٍ.
ويوصي الخبراء بعدم إرسال رسائل شكوى أو غضب حول الدرجات؛ لأن مناقشة هذه الأمور وجهاً لوجه، هي الطريقة الأفضل والأكثر نضجاً. كما يُنصح بعدم طرح أسئلة يمكن العثور على إجابتها في المنهج أو الدليل الدراسي.
استغل ساعات الاستقبال بذكاء
من أهم سُبل بناء علاقات جيدة بين الطلاب والأساتذة، هو التواصل المباشر، من ثَم ينصح الخبراء بضرورة استغلال وقت الاستقبال بذكاء، ويتحقق ذلك من خلال زيارة الأساتذة بانتظام في الساعات المخصصة؛ فالأستاذ يخصص هذا الوقت بهدف مساعدة طلابه. كما يجب على الطالب أن يكون مستعداً بأسئلة محددة أو نقاط تحتاج توضيحاً، سواء أكانت تتعلق بالمقرر، أو بأيّ سؤال يخص الدراسة الأكاديمية. ويقول الخبراء، إنه من الأفضل أن تكون لقاءات الاستقبال قصيرة ومنظّمة، وأن يُظهر الطالب خلالها اهتماماً من خلال تدوين الملاحظات.
بناء علاقات ممتدة
يجب ألا تتبع طريقة العلاقات السريعة، بينما زملاء الجامعة والأساتذة يمكن أن يكون لهم دور لاحق في حياتك. لذلك على الشباب أن ينظروا إلى المستقبل، والعمل على علاقات ممتدة. لا يجب أن تنتهي العلاقة بانتهاء الفصل الدراسي. فالأستاذ يمكن أن يصبح مرشداً أكاديمياً أو مهنياً في المستقبل. لذا، من الجيد أن تبقى على تواصُل عبْر البريد أو لينكد إن، وأن تشاركه أخبارك الأكاديمية أو إنجازاتك الجديدة.
أيضاً، يمكن أن يساعد الأساتذة في وقت لاحق، من خلال خطابات التوصية لجهات العلم. لذلك، بناء هذه العلاقة مسبقاً، يجعل الطلب أكثر مصداقية. فالأستاذ الذي يعرفك عن قرب، سيكون أكثر قدرة على كتابة توصية تعبّر عنك بصدق.
كلّ السابق يمكن تطبيقه لاحقاً على زملاء العمل؛ فإن خلْق علاقات طيبة، يساهم بشكل كبير في نجاح الشخص على المستوى المهني. وقد يبدأ هذا المسار منذ المرحلة الجامعية؛ حتى يتحوّل إلى سلوك متأصّل داخل الشاب أو الفتاة؛ مما ينعكس لاحقاً على العلاقات الاجتماعية والمهنية.
اقرأي أيضاً ما هي أفضل طرق استثمار سنوات الجامعة لصنع مستقبل قوي؟





