mena-gmtdmp

أعراض فقر الدم أثناء الحمل وكيفية الوقاية منه وعلاجه

صورة لحامل تعاني من فقر الدم
حامل تشعر بتعب وإرهاق مستمرين بسبب فقر الدم

فقر الدم لدى الحوامل ليس مجرد حالة عابرة من التعب، بل هو انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء أو مستوى الهيموغلوبين الذي ينقل الأوكسجين إلى خلايا الجسم، وعندما لا تحصل الأنسجة والأعضاء على كفايتها من الأوكسجين، تبدأ الأعراض بالظهور، وقد تتطور لتؤثر على صحة الأم والجنين معاً.
حيث تستيقظ بعض النساء الحوامل وهنّ يشعرن بإرهاقٍ غير مبرر، ودوخةٍ متكرّرة، وشحوبٍ في الوجه، ويعتقدن أن الأمر طبيعي بسبب الحمل، لكن ما لا تدركه الكثيرات أن هذه الأعراض قد تكون مؤشراً واضحاً على فقر الدم أثناء الحمل، وهو من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً بين الحوامل؛ إذ تُقدَّر نسبته بحوالي 37% من النساء الحوامل عالمياً، اللقاء والدكتور أحمد موافي أستاذ طب النساء والولادة للتعرف إلى أعراض فقر الدم، وأسبابه، وطرق الوقاية والعلاج، وكيفية إدارة الحالة بأمان حتى الولادة.

فقر الدم مشكلة مرضية لا تخص الحوامل فقط

نقص كرات الدم الحمراء سبب لفقر الدم


نعم فقر الدم أثناء الحمل من القضايا الصحية التي تمس صحة الأجيال القادمة، لأن الجنين يعتمد بالكامل على تغذية أمه، وعندما تُهمل المرأة غذاءها الصحي، فإن الطفل يولد بوزن منخفض أو يعاني من ضعف في النمو العصبي والمناعي.
كما أن علاج فقر الدم مبكراً يقلل من خطر النزيف أثناء الولادة، ويحمي الأم من مضاعفات خطيرة قد تهدد حياتها، ولذلك، فإن الاهتمام بهذا المرض ضرورة صحية لكل امرأة تخطط للحمل أو تمر به.
وحتى تطمئن كل حامل عليها أن تدرك أن فقر الدم أثناء الحمل حالة يمكن التحكم فيها والوقاية منها عبر الوعي والفحص الدوري، والتغذية السليمة أثناء أشهر الحمل وربما قبلها كذلك.

مضاعفات الأنيميا على الأم الحامل والجنين تعرفي إليها داخل التقرير

أعراض لا يجب تجاهلها

حامل تشعر بالتعب والإرهاق


تبدأ علامات فقر الدم بشكلٍ خفيف في كثير من الأحيان، مما يجعل اكتشافه صعباً، ولكن هناك مجموعة من الأعراض الشائعة على كل امرأة حامل الانتباه إليها:

  • تعب وإرهاق مستمران حتى بعد الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة.
  • شحوب في الوجه أو الشفاه أو داخل الجفون.
  • دوخة أو دوار متكرر عند الوقوف أو المشي لفترات طويلة.
  • ضيق في التنفس، خاصةً في المراحل المتقدمة من الحمل.
  • خفقان القلب أو تسارع نبضاته.
  • ضعف التركيز والصداع المتكرر.

كثير من النساء يعتقدن أن هذه الأعراض جزء طبيعي من الحمل، لكن استمرارها أو تفاقمها يتطلب مراجعة الطبيب وإجراء فحص الدم لتحديد مستوى الهيموغلوبين، فالكشف المبكر هو المفتاح الأساسي للوقاية من المضاعفات.

الأسباب التي تزيد من خطر فقر الدم

حامل تتناول مكملات الحديد


أكثر أسباب فقر الدم أثناء الحمل شيوعاً هو:

  • نقص الحديد، فالجسم يحتاج إلى كمية إضافية من الحديد لتكوين الدم الذي يغذي الأم والجنين، وفي حال عدم حصول المرأة على ما يكفي من الحديد من الغذاء، يبدأ الجسم باستخدام مخزونه بسرعة، مما يؤدي إلى نقص حاد.
  • نقص حمض الفوليك أو فيتامين “ب 12”، الضروريين لتكوين خلايا الدم، بجانب سوء التغذية أو الاعتماد على وجبات غير متوازنة.
  • الحمل المتقارب، حيث لا يحصل الجسم على وقت كافٍ لاستعادة مخزون الحديد بعد الحمل السابق.
  • النزيف المزمن مثل نزيف اللثة أو البواسير، كما أن الحمل بتوأمين أو أكثر، يزيد الحاجة إلى الحديد والعناصر الغذائية.

متى تبدأ الوقاية؟

أطعمة صحية تحوي الحديد


الوقاية من فقر الدم تبدأ منذ اليوم الأول للحمل، بل يُستحسن أن تبدأ قبل الحمل لمن تخطط للإنجاب، إليكِ أهم النصائح التي يوصي بها الأطباء:

  1. تناول مكملات الحديد وحمض الفوليك يومياً منذ بداية الحمل، فهي تساعد على بناء الدم ومنع التشوهات الخلقية للجنين.
  2. اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على أطعمة غنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، الكبد، العدس، السبانخ، البقوليات، والفواكه المجففة.
  3. تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والفلفل والطماطم؛ لأنها تساعد على امتصاص الحديد.
  4. تجنب شرب الشاي والقهوة بعد الوجبات مباشرة لأنها تقلل من امتصاص الحديد.
  5. إجراء الفحوص الدورية لمستوى الهيموغلوبين طوال فترة الحمل.
  6. الالتزام بهذه الخطوات البسيطة يمكن أن يقلل خطر الإصابة بفقر الدم بنسبة كبيرة، ويحافظ على صحتك وصحة طفلك.

لمزيد من المعرفة تعرفي إلى: الغذاء المثالي للمرأة الحامل

علاج فقر الدم وتوقيت التدخل الطبي

تناول أقراص الحديد بداية من الثلث الثالث من الحمل


عند تشخيص فقر الدم، يحدد الطبيب درجة النقص ويصف العلاج المناسب بناءً على الحالة، وتشمل طرق العلاج ما يلي:
مكملات الحديد الفموية: هي الخط الأول في العلاج، وغالباً ما تُؤخذ يومياً، يجب تناولها على معدة فارغة مع كوب من العصير الطبيعي الغني بفيتامين C لتحسين الامتصاص.
الحديد الوريدي (المحلول): يُستخدم عندما لا تستطيع المرأة تحمل أقراص الحديد أو في الحالات الشديدة التي لا يتحسن فيها مستوى الهيموغلوبين بسرعة.
نقل الدم: يُلجأ إليه فقط في الحالات الحرجة، مثل انخفاض الهيموغلوبين إلى مستويات خطيرة أو حدوث نزيف حاد أثناء الحمل أو الولادة.
علاج الأسباب المرافقة: إذا كان فقر الدم ناتجاً عن نقص فيتامينات أخرى أو أمراض مزمنة؛ فيجب علاجها بالتوازي مع دعم الحديد.

دور الحامل المريضة

حامل تعاني من نقص الحديد


من المهم الالتزام بتعليمات الطبيب وعدم التوقف عن تناول المكملات عند زوال الأعراض، لأن بناء مخزون الحديد يحتاج إلى أسابيع من العلاج المنتظم، حالة الإصابة بفقر الدم لا تقتصر على العلاج الدوائي، بل تتطلب نمط حياة صحياً ومتابعة طبية مستمرة:
المتابعة الدورية: احرصي على فحص الدم في كل زيارة للطبيب، خصوصاً في الثلث الثاني والثالث من الحمل.
النظام الغذائي: اجعلي الحديد جزءاً أساسياً من وجباتك اليومية، وادمجي بين المصادر الحيوانية والنباتية.
الراحة والنوم الكافي: لأن الإرهاق يزيد من تفاقم الأعراض.
الدعم النفسي: التوتر والقلق يمكن أن يؤثرا على الامتصاص الغذائي، فاحرصي على الهدوء والاسترخاء.
التثقيف الصحي: شاركي في جلسات التوعية التي تنظمها المراكز الصحية، فهي تقدم معلومات مهمة حول التغذية السليمة أثناء
الحمل.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج عليك استشارة طبيب متخصص.