mena-gmtdmp
صورة تعبرعن الأخوة
أخ وأخت يحتضنان بعضهما بحب ومودة

في قلب كل بيتٍ، تسكن علاقة بين الإخوة، التي تمنحه الدفء والاستقرار، والتي تبدأ ببساطة في سنوات الطفولة الأولى، وتتحوّل مع الوقت إلى أحد أهم مصادر الدعم النفسي والاجتماعي في حياة الإنسان، والمعروف أن العلاقة بين الإخوة مساحة أمان يحتاجها كل إنسان، وهي أول علاقة يتعلّم فيها الطفل الحب والعطاء، لتظل الأبقى له حين تتغيّر الحياة من حوله.
ومسؤولية الوالديْن، وخاصة الأم، في هذا الجانب كبيرة ومهمة؛ تمتد إلى تنمية المشاعر بين الإخوة والتعاطف بين أبنائها منذ الصغر، وصناعة أسرة متماسكة؛ تُسهم في بناء مجتمع أكثر رحمة وتعاوناً وألفة وسلام. اللقاء مع الدكتورة التربوية سهام الشافعي؛ لشرح كيف يُعبّر الطفل عن حبه لإخوته؟ وما دور الأم في تنمية هذه المشاعر لتصبح أساساً لعلاقات متينة تدوم مدى الحياة؟ وتفاصيل أخرى مثيرة تفيد كل أم.

أجمل الكلمات عن الإخوة

الأخ صديق أبدي للأخت
  • الإخوة هم أفضل من ألف بطل خارق، وأخوك من يسعى معك، وهو مَن يَضر نفسه لينفعك.
  • الأخ صديق حقيقي ورفيق درب، معه تحلو كل الأوقات، وبقربه يأتي الشعور بالأمن والأمان.
  • وجود الأخ في حياة الأخت هو حضور لصديق أبدي، ورفيق أول للطفولة، وصخرة تستند إليها عندما تكبر.
  • بعض القلوب لا يمكن أن تتكرر أبداً كقلبك تماماً يا أخي، لكل شيء بديل إلا أخي.
  • الأخ نعمة لا تُضاهى بثمن، يبقى الأخ أمناً لا يشوبه خوف، وسنداً لا يميل ولا يهتز، وحباً لا يخيب.
  • الأخ قوة وضلع ثابت لا يميل، هو الجبل الذي أُسند عليه نفسي، رب الكون قال فيه: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ}.
  • يحافظ الأشقاء على هوية بعضهم البعض، يقدمون الحلول والنصائح لبعضهم بغير قيود وبطيب نفس.
  • الإخوة نافذة من زجاج صافٍ؛ نطلّ منها على أحلى ما في الدنيا، ونرى من خلالها كل المعاني الجميلة.
  • الأخت هي قلب أختها وكاتمة أسرارها، هي علاج لهموم الأيام والأمل إذا غاب الأمل، الأخت حكاية لا تصفها الحروف.

الأخوّة علاقة تمتد مدى الحياة

ثلاثة إخوة بالزي المدرسي


تُشير دراسات تربوية ونفسية إلى أن العلاقة بين الإخوة هي أطول علاقة اجتماعية يعيشها الإنسان، وغالباً ما تظل قائمة حتى بعد رحيل الوالدين.
الأطفال الذين ينشأون في بيئة يسودها دفء العلاقة بين الأشقاء؛ يتمتعون بثقة بالنفس أكبر، ويكتسبون مهارات أفضل في التواصل.
هذه العلاقة الإيجابية تُسهم لاحقاً في بناء شخصية متوازنة للطفل، قادرة على تكوين صداقات صحية، وإدارة علاقات العمل بروح متوازنة.
وتبيّن أبحاث أُجريت أن الإخوة الذين تربطهم علاقات قوية في الطفولة؛ يميلون لاحقاً إلى دعم بعضهم في المراهقة والرشد.
العلاقة الأخوية ليست مجرد ذكريات من الطفولة، بل مصدر أمان نفسي في مواجهة ضغوط الحياة، ورصيد عاطفي يُستثمر في كل مراحل العمر.

كيف ينمي اللعب ذكاء طفلك ويحفز مهاراته؟

مظاهر حب الطفل لإخوته

أخ يقوم بتغيير حفاض أخيه


يعبّر الأطفال عن مشاعرهم بطرقٍ بسيطة، لكنها عميقة الدلالة، بعضها لا تُقال بالكلمات، بل تُرى في الأفعال اليومية:
الكلمة الصادقة: حين يقول الطفل: «أنا أحب أختي» أو: «أخي هو صديقي»، فإنّه يعبّر عن أمانٍ داخلي وثقة عاطفية.
اللعب المشترك: حين يختار الطفل أن يلعب مع إخوته بدلاً من أصدقائه الآخرين، فهو يجد فيهم الصحبة المفضّلة.
الدفاع والمساندة: الطفل الذي يقف إلى جانب أخيه أو أخته في موقف صعب؛ يُظهر شعوراً بالانتماء والمسؤولية.
مشاركة الأشياء الشخصية: مثل تبادل الألعاب أو الحلوى من دون أن يُطلب منه ذلك، ويعد سلوكاً يعكس الكرم والود.
الاهتمام بالمشاعر: أن يسأل الطفل عن حال أخيه، أو يحاول مواساته إن شعر بالحزن، فهو دليل على تعاطف مبكر.
التقليد الإيجابي: عندما يقلّد الطفل سلوكاً جيداً لأخيه أو أخته بدافع الإعجاب؛ يكون قد اتخذ من الحب طريقاً للتعلّم.
البحث عن القرب: رغبة الطفل في النوم بجانب أخيه أو الجلوس بقربه؛ إشارة غير لفظية على الأمان والانتماء.
هذه المواقف الصغيرة، حين تتكرّر يومياً، تبني روابط قوية بين الإخوة، وتجعل العلاقة بينهم مساحة حبٍّ طبيعي ونقيّ.

الأم هي القلب الذي يجمع

أم تقرأ لأطفالها مجتمعين

تلعب الأم الدور الأهم في توجيه طبيعة العلاقة بين أبنائها، فهي النموذج الأول الذي يستقي منه الأطفال معنى المودة والعدل، ومن خلال ممارساتها اليومية؛ تستطيع الأم أن تُعزّز الحب أو تُضعفه من دون أن تشعر، ومن أبرز أدوارها:

  1. العدل في المعاملة: حين يشعر كل طفل بأن حب أمه له لا يقل عن حبها لإخوته؛ تزول الغيرة ويترسّخ الانتماء.
  2. تشجيع التعاون بدلاً من التنافس: يمكن للأم تنظيم أنشطة مشتركة؛ كترتيب الغرفة أو إعداد الطعام، ليكتشف الأبناء متعة العمل الجماعي.
  3. الاحتفاء بالمواقف الإيجابية: مدح الطفل الذي يساعد أخاه، أو يُواسيه، يُحفّزه على تكرار السلوك ذاته.
  4. إتاحة الحديث عن المشاعر: تخصيص وقت للحديث مع الأبناء حول الغيرة أو الحب أو الغضب؛ يُساعدهم على فهم أنفسهم وإخوتهم بشكل صحي.
  5. تجنّب المقارنة: العبارات التي تبدأ بـ«لماذا لا تفعل مثل أخيك؟» تزرع التنافس السلبي. الأفضل أن تقول الأم: «أنا فخورة بك كما أنت».
  6. تعليم حلّ الخلافات بالحوار: بدلاً من العقاب المباشر، يمكن تعليم الأطفال كيف يعتذرون ويتسامحون.
  7. القدوة الحسنة: الأم التي تُظهر محبتها واحترامها لجميع أفراد الأسرة؛ تُعلّم أبناءها الحب بالقدوة لا بالكلام.
  8. تصبح العلاقة بين الإخوة مدرسة للحياة: حين تُمارس الأم هذه الأدوار باستمرار؛ يتحول المنزل إلى بيئة احترام وتفاهم.

العلاقة الأخوية بذرة تثمر لاحقاً

الرابطة التي تُزرع في الطفولة بين الأشقاء، تُثمر لاحقاً في المراهقة والرشد، والإخوة الذين تربطهم علاقة متينة؛ يميلون إلى مساندة بعضهم في اتخاذ القرارات، والتعاون في تجاوز الصعوبات، والاحتفاظ بذكريات دافئة.
تُظهر دراسات نفسية أن الأشخاص الذين تربّوا في مناخٍ أخوي إيجابي؛ يتمتعون بقدرة أعلى على تكوين صداقات صحية، وهؤلاء الأخوة المتحابون والمترابطون يملكون مهارات أكبر في التعبير عن المشاعر وحل النزاعات.
الروابط الأخوية القوية تُقلّل من احتمالات الشعور بالوحدة أو الانسحاب الاجتماعي، خصوصاً في المراحل المتقدمة من العمر. العلاقة بين الأشقاء ليست مجرد علاقة قرابة بيولوجية، بل هي مدرسة لتعلّم الإنسانية.
من خلال الأخ أو الأخت، يتعلّم الإنسان المشاركة، والتسامح، والصبر، والإصغاء، وهي قيم تشكّل جوهر التوازن النفسي والاجتماعي.

خطوات دعم من جانب للأمهات

  • خصصي وقتاً ثابتاً للأنشطة المشتركة بين الأبناء، حتى لو كان بسيطاً؛ مثل مشاهدة فيلم أو اللعب معاً.
  • امدحي سلوك التعاون أو المساندة فور حدوثه، فالكلمة الطيبة تُثبّت السلوك الإيجابي.
  • راقبي لغة الجسد: إذا لاحظتِ توتراً بين الأبناء، حاولي فهم أسبابه بدلاً من توبيخهم، وعالجي الغيرة بالمحبة، لا بالعقاب.
  • استخدمي القصص العائلية لتعليم الأبناء قيمة الأخوّة، وتحدّثي معهم عن علاقتك بإخوتك أو صديقاتك في الصغر.
  • شجّعي الأبناء على الاعتذار والتسامح عند الخلاف، واعتبري ذلك انتصاراً للعلاقة وليس خسارة شخصية لأحدهم.
  • تذكّري أن كل طفل يحتاج إلى أن يُحَبّ على طريقته، وأن العدالة لا تعني المساواة المطلقة، بل الاستجابة العادلة لاحتياجات كل ابن.

نتائج دراسات موثوقة

أسرة تجتمع على الحب والتفاهم


وفقاً لمجموعة من الدراسات التربوية الدولية الموثوقة:
أكثر من أربعة أخماس الأطفال حول العالم ينشأون في أسر تضمّ أشقاء، والعلاقة بينهم غالباً ما تكون الأطول في حياة الفرد.
الأطفال الذين يعيشون علاقة إيجابية مع إخوتهم؛ يسجّلون معدلات أعلى من التوازن العاطفي والقدرة على بناء علاقات ناجحة لاحقاً.
بيئة الأسرة التي يسودها العدل والتعاون بين الأبناء، تُقلّل من السلوك العدواني، وتزيد من روح التعاطف والمشاركة.
هذه المؤشرات، رغم طابعها العام، تؤكد أن بناء علاقة سليمة بين الأشقاء ليس شأناً عائلياً فقط، بل قضية تربوية ذات أثر طويل الأمد.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه المواصفات أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.