إن الأشقاء في سن الروضة يتشاجرون في المتوسط 6–8 مرات في الساعة. ولذلك فإنه أمر طبيعي بل ومهم لأن هذه هي طريقه تدريب الأطفال للتعامل مع الصراعات. لكن ربما يزيد الأمر عن حده، خصوصاً في الصيف، حيث يجتمع الأشقاء أكثر مع بعضهم البعض، فهم متفرغون وليسوا ملزمين بأوقات مدرسية تشغل أوقاتهم، هنا يتوجب على الآباء والأمهات مساعدة الأطفال على التفهم والتعبير عن مشاعرهم والتعامل معها. وكبالغين، يجب أن يكونوا قادرين على تبني منظور الآخر، وكذلك القيام بالدفاع عن أنفسهم في بعض الأحيان، وأن يكونوا قادرين على التراجع في أحيان أخرى.
لا يوجد الكثير من الأبحاث التي تتعلق بكيفية قيام الوالدين بحل مشكلات شجار الأشقاء، ربما لأن ذلك يُعتبر أمراً طبيعياً. غير أن البحث المتاح يُشير إلى أنه ينبغي ألا يكون الوالدان سلبيين، على أمل أن يحل الأشقاء صراعاتهم مع بعضهم البعض، لكن يمكن من خلال قراءة القصص، التي تناسب الأطفال حسب أعمارهم، الإشارة إلى موضوع الشجار، والمواقف التي يمكن تلافيها من خلالها.
قصة مشاجرة الأقوياء

سمير ولد يحب التشاجر مع الأولاد وقد نهاه أبوه عن ذلك مراراً ومراراً. لقد كان يظن أنه قوي البنية ولن يستطيع أحد من الأطفال في المدرسة أن يهزمه. لقد كان متنمراً وقاسياً. وقد كان لسمير أصدقاء سوء ينصحونه بالشر ويثنون على صنائعه السيئة وكانوا يطيعونه لما لهم من مصلحة في ذلك.
وفي يوم من الأيام ظهر ولد جديد في المدرسة اسمه نجيب. لقد كان ولداً ماهراً وذكياً ومطيعاً لوالديه ولا يؤذي الناس، وكان يساعد الضعيف ويتحدث للجميع، وكسب أصدقاء كثير في فترة قصير وأحبه الجميع. وهذا سبب غيرة شديدة لسمير الذي أراد أن يُهين نجيب أمام أولاد المدرسة يريه أنه هو الجدير بالأصدقاء والطاعة.
تربص سمير بنجيب في الاستراحة واقترب منه مع رفاق السوء عند الطفل وكان نجيب يجلس مع أصدقائه يتناولون الفطور ويتحدثون عن مسابقة التميز التي أراد الجميع الاشتراك بها ما عدا سمير وأصدقائه طبعاً.
قال سمير: قم أيها الولد الجبان لأريك مَن أنا وتذوق طعم قبضتي.
قال نجيب: أنا أعرفك فأنت سمير الذي يخافه الجميع وأنا لا أريد أن أقف، وإذا أردت انضم إلينا لنأكل ونتحدث.
قال سمير: هل تهزأ بي! أنا سمير أجلس معكم أنتم أيها الضعفاء. ضحك سمير وسخر أصدقاؤه معه.
قال نجيب: هيا يا سمير دعك من منطق القوة والفتوة نحن هنا إخوة وزملاء وأصدقاء وتضمنا مدرسة واحدة ولا بد أن تكون أخلاقنا حميدة ونحب ونعاون بعضنا.
قال سمير: لقد كنت أعرف أنك جبان ولا تستطيع أن تواجهني. ألم أقل لكم أيها الأصدقاء الأعزاء.
واقترب سمير من نجيب يحاول ضربه بقبضته. وبحركة خفيف نهض نجيب وصدم رجل سمير فاوقعه أرضاً دون أن يضربه. غضب سمير ونهض وحاول أن يضرب نجيب مرة ثانية الذي تفادى الضربة وأوقع سمير أرضاً مرة ثانية بحركة ذكية لم يتوقعها سمير. خجل سمير من نفسه وغضب وأمر أصدقاءه أن يوسعوه ضرباً. لكن أصدقاء السوء هربوا وقالوا هذه مشكلتك يا سمير فنحن معك لتضرب أنت لا لنضرب فأهالينا منعونا من المشاكل.
ذهب سمير مطأطئ الرأس وحيداً وقد علم في نفسه زيف أصدقائه وقوة نجيب وأخلاقه العالية. فلقد كان نجيب متدرباً على فنون القتال العالية ولكنه لم يُظهر هذا لأحد ولم يستغل قوته ليضر الآخرين ولكن للدفاع عن نفسه فقط.
في اليوم التالي اقترب نجيب من سمير وتحدث إليه واعتذر سمير عما بدر منه وسامحه نجيب وأصبحا صديقين لا يفترقان.
قصة السناجب التي تشاجرت

هذه قصة كوميدية عن سنجابين شقيقين لهما شخصيات مختلفة للغاية وكيف يتعلمان كيفية التعايش مع بعضهما البعض.
كان السنجاب "سيريل العفوي" ليس من النوع الذي يفكر مسبقاً. فبينما جميع مخلوقات الغابة الأخرى منشغلة بجمع وتخزين الطعام لفصل الشتاء، يخرج هو للاحتفال. ومع برودة الطقس، يدرك أن قلة تخطيطه وقلة اجتهاده قد خلّفت خزانته من الطعام فارغة.
من ناحية أخرى، جمع السنجاب "بروس المُخطط مُسبقاً" كميةً هائلةً من المؤن، لكنه لا يزال مقتنعاً بأنه لم يحصل على ما يكفي. عندما رأى السنجابان آخر حبة صنوبر في الموسم مُعلقةً بشكلٍ مُثيرٍ على غصن، بدأ سباقٌ محمومٌ بينهما لانتزاع الجائزة. واشترك معهم في هذا الشجار دب الغابة، وكاد الشجار أن يودي بحياتهما في الغرق في المنحدرات. لحسن الحظ، تمكن سيريل من انتزاع بروس من الماء وسحبه إلى بر الأمان. بعد أن أنهكهما التعب وهما يلهثان من معركتهما للفوز بالحبة الأخيرة (التي باءت بالفشل تماماً حيث انقضّ طائرٌ وسرقها)، أدركا فجأةً كم كانا سخيفين، وتشاركا ضحكةً مُمتعة. تعهدا بوقف الشجار والبدء في المُشاركة، وتنظيم وليمةٍ كبيرةٍ لجميع الحيوانات للاستمتاع بها.
قصص قصيرة للأطفال تعلِّم القيم الأخلاقية في مختلف الأعمار
قصة الأخ الذي وقع في البئر

يُحكى أن اثنين من الإخوة تشاجرا في المنزل أمام أبيهما، "وكان والدهما يستمع إلى شجارهما بصمت دون أن يحرك ساكناً. وعندما انتهيا من الشجار ذهب كلٌ منهما إلى غرفتة ومنع كل منهم زوجتة وأبناءه أن لا يختلط أحدهما مع الآخر. ودار بينهما حاجز من المقاطعة؟ وكانا لا يُلقيان السلام على بعضهما، ولا يأكلان على طاولة واحدة". وكذلك بقية العائلة.
وكان الأب يشاهد كل ما يحدث بصمت؛ وهو يرى كلا من أبنائه، لا يطيق رؤية الآخر ولا يتحدث الأخ مع أخيه وهما يعيشان في بيت واحد؟
وكانت الأم المسكينه تتألم بشدة على ما يجري بين أبنائها؟ وطلبت من الأب أن يفعل شيئاً لكي يُنهي الحاجز الذي تم بناؤه بينهما" ولكن لم يُجب على طلبها؟
وعندما قرر الأب أن يتدخل بينهما. وضع خطة ذكية جداً..
فذهب الى الأبن الأول "وكان يعمل مزارعاً: فقال له "إن أخاك سقط في البئر الذي يقع بالقرب من القرية" إذا كنت تحب أخاك أذهب وأنقذه؟ فترك الابن ما يحمله في يده وذهب يركض مسرعاً.
ثم ذهب الأب الى الابن الثاني"وكان يعمل نجاراً فقال له" أنني سمعت الناس تقول إن أخاك سقط في البئر الذي يقع بالقرب من القرية؟
فصړخ الأخ بأعلى صوتة، حماك الله يا أخي، وذهب يركض مسرعاً وهو يبكي مثل طفل، والقلق والخۏف يكاد يؤذي قلبه على أخيه.
وصل الاثنان. إلى البئر، فوجد كلٌ منهما الآخر بخير لم يحدث له شيئاً: فقاما بمعانقة بعضهما وهما يبكيان. ورأى كلا منهما الخۏف على الآخر، واعتذر كل منهما من الآخر؟
وعاد الأب إلى منزله وقال لزوجتة العجوز. لقد انتهى الحاجز الذي بينهما وسوف يأتيان بعد قليل كل واحد منهما يُمسك يد أخيه. وبعد قليل عاد الأخوان متماسكين وهما يضحكان: وانتهت الخلافات التي كانت بينهما وعادا أسرة واحدة كما كانا سابقاً.
قصة حزمة العصي

في قرية صغيرة يملؤها السكينة والطمأنينة، حيث سكان أهل القرية يعملون في الزراعة والخضار والفواكه وأهل القرية يعتمدون في حياتهم على الزراعة، وعلى طيبة قلوبهم التي أصبحت من عاداتهم وتقاليدهم.
في ذلك الوقت كانت هناك أسرة تتميز بوجود ثلاثة شباب قريبين من أعمار بعضهم البعض، ولقد كانوا دائمي الشجار مع بعضهم البعض، وذلك لأتفه الأسباب، هذا الأمر جعل الوالدين يتذمران من تلك التصرفات التي لا تليق بالعائلات والتي تربت على بر الوالدين.
في يوم من الأيام وبينما كانت العائلة تستعد لقطف الثمار والذهاب به إلى السوق في اليوم التالي، أمر والدهم بأن يذهب الإخوة الثلاثة للسوق معاذ وهو الابن الأكبر ومهند وهو الأخ الأوسط وليث هو أصغر أفراد العائلة، وعند ذهابهم للسوق قرر معاذ بأن يقود العربة التي عليها الخضار والفواكه، ومهند يجب عليه أن يمسك تلك الصناديق الموجود بها الخضار والفواكه؛ وذلك لكي لا تسقط الثمار على الأرض، أما الأخ الأصغر فقد قرروا أن يجلس على العربة وينتبه من أي حركة ويراقب الطريق.
في ذلك الوقت بدأ الإخوة يتشاجرون مع بعضهم البعض، وقد قام الأخ الأكبر يطلب من أخيه الأوسط بأن يقود هو العربة؛ لأن ذلك صعب عليه، لكن الأخ الأوسط رفض ذلك؛ لأنه لا يستطيع أن يترك الخضار والفواكه لكي لا تسقط أرضاً، تشاجر الأخوان إلى أن علا صوتهما ووصل لآخر مدى، ما جعل الأخ الأصغر يخاف من تلك المشاجرة على الطريق.
وسار الشباب الثلاثة على الطريق وأثناء وصولهم للسوق في البداية لم يبيعوا شيئاً منها، وأصبح الجو حار جداً لدرجة أنهم لم يستطيعوا تحمل تلك الشمس الحارقة، وفي أثناء ذلك طلب الأخ الأوسط من أخيه الأكبر بأن ينتبه لتلك العربة وسيذهب ليشتري كأساً من العصير ليطفئ عطشه.
ثم جاء الأخ الأصغر ولكي يطفئ الحرارة الحارقة قرر أن يذهب إلى البِركة القريبة منهم؛ لكي يسبح ويطأ تلك الحرارة العالية، بقي كل من الأخ الأوسط والأخ الأصغر مطولاً حتى غروب الشمس.
في ذلك الوقت وبينما ملَّ الأخ الكبير من الانتظار قرر بأن ينام يعود يعود أخواه، وجاء العديد من الناس ليشتروا لكنهم كانوا يجدونه نائماً ومنهم من سرق من الخضار والفواكه، وعندما عاد الأخ الأوسط عند أخيه وجد أن البضاعة قد سُرقت فتشاجر الأخ الأوسط مع الأخ الأكبر وعلا صوتهما.
ثم جاء الأخ الأصغر وتشاجر مع الأخوين ثم عادوا من السوق، وبدل من أن يربحوا كانت الخسارة مصيرهم؛ لأنهم لم يبيعوا شيئاً بل سُرقت الفواكه والخضروات من الأخ الأكبر عند عودتهم.
عندما عاد الإخوة من السوق ورأى والدهم بأنهم قد أضاعوا الخضار والفواكه وخسروا بها، اجتمع الوالد مع أبنائه وطلب منهم أن يستيقظوا في الصباح الباكر ليجمعوا كل الخضار والفواكه؛ لأنه سيكون اليوم نهاية الموسم.
وفي الصباح بدأ الأب والأم يوقظان أبنائهما الثلاثة من النوم فرفض الأبناء أن يستيقظوا فقرر والدهم أن يذهب مع زوجته إلى الأرض ليجمعوا تلك الخضار والفواكه بدون أبنائهم الكسالى.
وفي النهاية وعندما انتهى الوالد مع الوالدة من جمع الثمار وجمعها وإرسالها للسوق ثم قرر الوالد أن يجتمع مع أبنائه ويعطيهم درساً في الأخوّة، في ذلك الوقت قرر أن يعطيهم كل منهم عصا وطلب منهم أن يكسروا تلك العصا فكسر كل واحد منهم تلك العصا.
وعندما كسروها قرر الوالد بأن يعطيهم حزمة من العصي لكي يجربوا أن يكسروها كل على حِدة لكنهم لم يستطيعوا، ثم طلب منهم أن يجمعوها مع بعضهم ويتعاونوا على كسر تلك العصي، وبالفعل لقد كسروها وبيّن لهم والدهم الهدف من ذلك الموقف، وهو أن يعرفوا بأن التعاون بين بعضهم البعض يزيد من قوتهم وأن ضعفهم هو نتيجة شجارهم مع بعضهم البعض ونتيجة كسلهم.
قصص أطفال مكتوبة هادفة قصيرة