كيف تختارين القصص المناسبة لعمر طفلك من قبل الولادة وحتى سن 16 عاماً؟/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D9%88%D9%86/1816578-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84
أم تقرأ لطفلتيها قصة ملونة الصورتتناسب وأعمارهما
القصص والحكايات من أقدم الفنون الأدبية وأعظمها في المجتمعات البشرية التي سُجِّلت في التاريخ وساهمت في توضيح النفس البشرية والطباع الإنسانية، وتأتي الدراسات العلمية والنفسية لتثبت أن القصة من أهم العوامل التي تُساهم في بناء شخصية الطفل وتشكل ميوله ومعتقداته وأفكاره؛ فهي تُنمّي خياله وتساعده في حلّ مشاكله النفسية والسلوكية التي قد يعاني منها. لهذا يوصي الدكتور محمود ماجد أستاذ التربية برياض الأطفال، بأن يُحسن الأهل اختيار القصص المناسبة لعمر طفلك من الولادةوحتى 16 عاماً، والتي تساعد في زرع القيم في وعي الطفل ومساعدته لاكتشاف نفسه وبناء أحلامه وطموحاته، وهذا يعتمد على ثلاث قواعد؛ أولها: الالتزام بقواعد اختيار القصص، والقاعدة الثانية هي: البحث عن القيم والمبادئ التي تحويها القصة المُختارة، وثالث القواعد: أن شراء واختيار القصة يكون وفقاً لسنوات عمر الطفل.
قواعد اختيار قصص الطفل
طفلة تستمتع بمشاهدة صور القصة وسط والديها
أن تكون الكلمات والعبارات المستخدمة سلسة وسهلة على طفلك عند اختيار حكاية قبل النوم، في حال أردتِ قراءتها له، أو رغبتِ في مساعدته على القراءة.
الكلمات البسيطة تشجع الطفل على فهم القصة والاستمتاع بها، ما يساعده على الاسترخاء أكثر، والنوم براحة وهدوء، واختاري القصص التي تستمتعين بقراءتها لطفلك لكي تستطيعي أن توصلي إليه المغزى منها.
انتقاء حكايات غنية بالصور والرسومات التوضيحية لأهميتها في جذب انتباه طفلك واهتمامه، واختاري القصص التي تعكس المواضيع التي يفضلها طفلك، أو الشخصيات التي تهمه وتجذبه.
ان تكون الكتب أو القصص بمنزلة المُربي للطفل، وليس فقط لإشغاله، أو لتنمية مهاراته, واحرصي على أن تحتوي هذه الكتب على القيم الأخلاقية والدينية والأدبية ليستفيد منها، وتساعده في بناء شخصيته.
ضرورة مراعاة عدة عوامل مثل: عمر الطفل ومستوى فهمه، اهتماماته ووجود صور ورسومات جذابة، وأن تكون القصة هادفة وتعزز قيماً إيجابية يحتاجها طفلك.
حاولي اختيار قصص تعزز قيماً إيجابية مثل الصداقة، والشجاعة، والتعاون، والإخلاص، كما أن القصص المصورة تجذب انتباه الأطفال الصغار وتساعدهم على فهم القصة بشكل أفضل.
لا تقتصري في اختياراتك على نوع واحدٍ من القصص، بل قدمي لطفلك مجموعةً متنوعةً من القصص؛ الخيالية، والواقعية، والتاريخية، والعلمية.
يمكنكِ تشجيع طفلك على التفاعل مع القصة من خلال طرح الأسئلة، أو طلب إعادة سرد الأحداث، أو الرسم، و اختاري القصص التي تحكي عن الشجاعة والإصرار؛ فهي تساعد الأطفال على تطوير المهارات الاجتماعية والفكرية.
لا تنسي شراء قصص الحيوانات الذكية.. فهي حكايات تُعلّم الأطفال أهمية الذكاء والتعاون، وقصصاً عن القيم.. فهي قصص تعلمهم الصدق، والوفاء، والشجاعة، والخير.
اجعلي القراءة عادةً يومية ممتعة، وخصصي وقتاً يومياً للقراءة مع طفلك، وما رأيك في استخدام أصوات مختلفة، وحركات، وتعابير وجه؛ لإضفاء جو من المرح على القراءة.
كوني قدوة حسنة، بمعنى اقرئي الكتب بنفسكِ لتشجيع طفلكِ على القراءة، وحفزي طفلكِ أيضاً على التعبير بعد القراءة، اطلبي منه أن يعبر عن رأيه في القصة، أو أن يرسم لوحة مستوحاة منها.
تُعتبر القيم والمبادئ التي تطرحها القصة من أهم العوامل التي يجب النظر إليها. الرسوم تلعب دوراً كبيراً في جذب انتباه الطفل، خاصة في الأعمار الصغيرة، الصور الملونة والجذابة تجعل القصة أكثر تشويقاً. التنوع في القصص يساعد على تعزيز التفكير الإيجابي لدى الطفل ويوسع آفاقه، كما تساعد القصص المستمدة من ثقافات مختلفة على تعليم الطفل التسامح وتقبل الآخر. القصص تعزز من التسامح وتقبل الآخر، كما تساهم في بناء شخصية متوازنة لدى الطفل قادرة على التفاعل مع الآخرين، وهناك القصص التي تعمل على ترسيخ قيم مثل: الحب، والتعاون، والاحترام.
قصص للأطفال من عمر الولادة حتى المراهقة
من الحمل فالولادة حتى سن 3 سنوات
حامل تقرأ بصوت عالٍ
علمياً حاسة السمع من أولى الحواس التي تتكوّن عند الطفل، ومن الشهر الخامس يبدأ الجنين سماع أصوات عائلته، ويمكن للأم أن تستغل هذا الأمر بترديد بعض الأغاني الطفولية الهادئة. وكل هذا يتم تخزينه في لاوعي الطفل، ويؤثر على بناء شخصيته في المستقبل، وتقول بعض الدراسات إن الجنين حين يبلغ الشهر السابع، فإن تعرضه لسماع معلومات منتظمة يجعل تفتحه الذهني أفضل في المستقبل. وابتداءً من عمر السنة يمكن للأم أن تقصّ على طفلها حكاية قبل النوم، مدتها لا تتجاوز الدقيقتين، تكون جملها قصيرة وذات إيقاع محدد، أو بعض أغاني المهد. من عمر 3سنوات حتى 5 سنوات
طفلة 3 سنوات تتصفح صور القصة الملونة
يبدأ الطفل في هذا العمر بإدراك الأشياء من حوله وفهم التفصيلات فيه، ومن الضروري أن تكون القصة ممتعةً، لا تتجاوز خمس دقائق، مؤلفة من صفحات فيها رسوم ملونة وجذابة وسطر واحد أو جملة واحدة في كل صفحة. وأن تدور القصص والحكايات عن أشياء يعرفها الطفل مثل عائلته والحيوانات الأليفة والاعتناء بالطبيعة، ولا مانع من إعادة القصص التي قد تجذب الطفل وتُثير انتباهه. من عمر 6 سنوات حتى 8 سنوات
طفلة تقرأ بطريقتها
يمكن لبعض الأطفال في هذا العمر أن يقرؤوا بأنفسهم إذا كانت القصة مؤلفة من كلمات بسيطة، ولكن من الضروري أن يستمرّ الأهل بقراءة القصص له بين فترة وأخرى. لتأكيد دعمهم العاطفي له وتواصلهم معه. تكون القصة في هذا العمر بأسلوب بسيط، وحبكة بسيطة، وكلمات واضحة وسهلة، وشخصيات قليلة وكل ما فيها مرتبط مباشرةً بالفكرة الرئيسة. يُحبّ الأطفال الخيال والمرح في هذا العمر ويُبدي الطفل اهتماماً بالقصص الهزلية، وحين يستمع إلى ما يُضحكه يخف التوتر لديه ويشعر بالامتنان لمن يُضحكه. من الضروري انتقاء قصة فيها صور، فهي تنمّي خياله أكثر، ودون أن تحوي أفكاراً مبهمة حيثُ يمكن أن تثير ارتباكه، ولتكن قصصاً مألوفة رغم مللنا منها، لما فيها من خيال ومتعة وشخصيات بسيطة لا تُشوش ذهنه. من الضروري أن تحمل القصص عبرةً وقيمةً يتعلّم منها سلوكاً إيجابياً؛ مثل آداب الزيارات والطريق والتعامل مع الإخوة والأقارب بأسلوب غير مباشر أو منفر لهم. من سن 9 سنوات حتى 13عاماً
مراهقة 13 عاماً ترصد كتبها وقصصها
يرغب الأولاد في هذا العمر سماع القصص المثيرة والأحداث الشيقة والحركة، (مثل قصص المغامرين الخمسة)، ويمكن للأطفال في هذه السن قراءة سير العلماء والعظماء في التاريخ وما يميّز كل واحد منهم. من سن 13 حتى 15سنة تكون القصة موضوعية تُروى من وجهة نظر البطل؛ حيث يمرّ كل شيء عبر مشاعره الشخصية وحواسه، ويجب أن تكون القصة مما يُثير حماس الطفل ومشاعره وتعاطفه، ويصل في النهاية إلى هدف يُساهم في تكوين أفكاره. من أجمل ما يمكن قراءته ابتداءً من هذه السن سلاسل ما وراء الطبيعة ورجل المستحيل وملف المستقبل، وسلسلة هاري بوتر كمثال بين مجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية الشهيرة. من سن 16حتى 18 سنة
مراهقة تقرأ كتاباً اختارته وحدها
هنا صار الطفل مراهقاً على أبواب الشباب، ويُحبّ في هذه السنوات قراءة ما يقرؤه الكبار، يمكن له أن يقرأ بعض الروايات والكتب التي يقرؤها الكبار والتي تحمل قيمةً معينةً وتناسب شخصيته مثل؛ بعض الروايات العالمية أو كتب الشعر إذا كان يميل للشعر. وقد يُحب البعض قراءة كتب التنمية البشرية البسيطة التي تدفعه وتساعد في تحفيزه وفهم نفسه أكثر، وتُشكّل له حافزاً للعمل أكثر وبناء طموحات كبيرة ومعرفة كيفية تحديد أهدافه وتنظيم وقته والاستفادة من طاقاته. *ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.