من الطبيعي أن نسمع الشكوى المعتادة من الأمهات وهي أن الكثيرات يعانين من مشكلة الطفل العصبي و العنيد، وتبدأ الأم بالشكوى من وجود مثل هذا الطفل في كل بيت ومنذ سن مبكرة ولا يمكن أن يصل الطفل إلى عامه الثالث، حيث أنه من الطبيعي أن يكون قد اكتسب الكثير من المهارات الحياتية دون أن يكون في معظم الأحيان عنيدًا وعصبيًا ومصرًا على تنفيذ ما يراه صحيحًا بالنسبة لما يخص حياته.
إذا كانت مشكلة الطفل العنيد والعصبي موجودة في كل بيت بحيث تشكو الأمهات من عدم قدرة الآخرين سواء كانت هي أو الأشقاء على التعامل معه، فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بإحدى الأمهات التي قررت أن تنقل تجربتها في التعامل مع طفلها العنيد والعصبي والتي استعانت بالمرشدة التربوية لطيفة عبد العزيز، حيث أشارت إلى نصائح وخطوات هامة يمكن أن تتبعها الأم في التعامل مع طفلها العنيد والعصبي ومنها السماح له بمناقشتها وأن تكون قدوة له بهدوئها وغيرها من النصائح والتوجيهات يمكن للأمهات التعرف عليها في الآتي:
1- سمحت لطفلي أن يناقشني في الأوامر التي أصدرها
- لاحظي أنك حين تصدرين الأوامر لطفلك فأنت تكونين صارمة معهم و لكن ربما كانت هذه الأوامر غير مناسبة للطفل ولا تراعين عند إصدارها حالة طفلك الصحية أو النفسية أو حتى الفروق الفردية بين الأطفال، ولذلك من الطبيعي أن تواجهي عصبية وعناد الطفل؛ لأن طفلك في قرارة نفسه يرى أنك تصدرين أوامر لا تناسبه ولا تدعين له أي فرصة لكي يناقشك، وسوف تتساءلين بعد ذلك عن أسباب عناد الطفل وعصبيته .. وطرق للتواصل لأن هذه مشكلة تعيق أي توجيه تربوي وسلوكي للطفل.
- حاولي وبناء على تجربتي وتعاوني من المرشدة التربوية قدر المستطاع أن تكوني واضحة تمامًا في توجيه الأوامر لطفلك، وأن يعرف الطفل ومنذ سن مبكرة أنك تريدين أن يكون إنسانًا ناجحًا، ولذلك فأنت لا تطلبين منه أن يسمع كلامك من باب التسلط والسيطرة، ولكنك تفعلين ذلك لأنك الأم وأنت الأكثر حرصًا على سلامته وحياته، وفي نفس الوقت امنحيه الفرصة لكي ينفذ ما تطلبيه فلا تتوقعي أن يكون الطفل عبارة عن آلة كهربائية تقوم بالتنفيذ بسرعة ودون نقاش.
2- لم أكن متذبذبة في التعامل مع طفلي

- لاحظي أنه يجب أن تكوني أمًا حازمة وغير متذبذبة مع طفلك ولا تقومي بضرب الطفل في حال عدم سماعه لأوامرك؛ لأن يجب أن تعرفي أهم البدائل لضرب الأطفال: الآثار الضارة والبدائل الفعالة ، وفي نفس الوقت أيضًا يجب أن لا تكوني أمًا متهاونة، فمثلًا لا تطلبي من الطفل أمرًا معينًا ولكنك بعد دقائق وحين ترين طفلك يبكي فتقومين بتغيير الأمر وتقومين باحتضان الطفل وتنسين ما طلبته منه وأنت لا تعرفين أنك سوف تحولين طفلين إلى طفل عنيد وعصبي؛ لأنه سوف يتوقع عدم جديتك في كل مرة.
- ضعي بناء على نصائح المرشدة التربوية التي تعاملت معها قوانين ثابتة في المنزل، بحيث يتبعها الجميع، وبالتالي لن يجد طفلك الفرصة لكي يتملص أو يرفض، أما أن تحددي قوانين متذبذبة فيعني أن يستهتر طفلك بغضبك وبمشاعرك وقوانيك ولا يقدر قيمة اتباع قوانين الأسرة بسبب عدم جدية الأم أو وجود الاستهتار ممن حوله.
3- خرجت يوميًا مع طفلي ومنذ سن مبكرة من المنزل
اعلمي أن الخروج المبكر مع الطفل من المنزل يفيده بشكل كبير، حيث أن عدم خروج الطفل من البيت وبشكل يومي يعني أن يصبح لديك مشكلة طفل عنيد وعصبي، وسوف تبدأين فعليًا بالشكوى المستمرة من عناد وعصبية الطفل؛ لأن الطفل حين يجد نفسه حبيسًا يكون حيز علاقاته الاجتماعية ضيقًا ويعتاد على رؤية نفس الوجوه يوميًا، ولكنه يكون في نفس الوقت فضوليًا على صغر سنه، ويكون لديه الرغبة في التعرف على العالم من حوله، ولكن الأم لا تسمح له بالخروج معها أو مع الآخرين، مثل الأب خوفًا عليه، وبسبب حبها الزائد فينشأ الطفل عنيدًا وعصبيًا وغير مستقر نفسيًا بسبب ضيق المساحة التي يفرغ بها طاقته ويمارس فيها نشاطه الطفولي.
4- سمحت له أن يقيم علاقات صداقة مناسبة

اعلمي أنه يجب أن تعرفي أهمية الصداقة للطفل.. ومواصفات اختيار الصديق وأن بقاء الطفل وحيدًا بلا أصدقاء من أهم أسباب فشل تربية الطفل، وليس طريقة لإبعاده عن رفقاء السوء مثلًا، كما قد تتخيل الكثير من الأمهات، ولكن يجب أن يكون للطفل أصدقاء تكونين حريصة على اختيارهم من بعيد وليس فرضهم على طفلك فليس من الضروي أن يصادق طفلك أطفال صديقتك، ولكنه يجب أن يكون له عدة أصدقاء مقربين يتفاعل معهم ويتعلم منهم، ولكن تحت إشرافك، مما يقلل من تعرض الطفل لمشاكل نفسية، ومن أهم السلوكيات التي قد تنشأ عن عدم وجود صديق لطفلك أن يكون عصبيًا وعنيدًا؛ لأنه يشعر أنه مختلف عن باقي الأطفال، خصوصًا حين يصبح في مرحلة الطفولة المتأخرة وعلى أعتاب مرحلة المراهقة.
5- لم أكن يومًا أمًا عصبية

- اعلمي أنني كنت حريصة على أن أكون قدوة لطفلي ومنذ صغره وذلك بأن أراقب أي تصرف أقوم به إزاء أطفالي فهم سوف يتعلمون مني، فالطفل يتعلم من الأم بالمحاكاة والتقليد وليس عن طريق الوعظ وإلقاء الأوامر، ولذلك فمن الطبيعي أن يكون صراخك المستمر على طفلك وتهديده بأشد العقوبات لن يؤدي إلى وجود طفل مطيع في بيتك بل على العكس لأن الطفل ومنذ صغره يكون ذكيًا وحساسًا ويتأثر بكل ما يدور حوله.
- ابحثي وكما فعلت مع أطفالي وبناء على توجيهات المرشدة التربوية عن طرق للتعامل مع طفلك بحيث تبتعدين عن الصراخ والعصبية وحاوري طفلك وناقشيه بهدوء واكتشفي دور الحوار والإنصات في تعزيز العلاقة بين الطفل ووالديه.. نتائجه مبهرة فيجب أن تحرصي أولًا على أن تكوني أمًا حنونة، ولا تسمحي للمشاكل التي تمرين بها أن تترك أثرًا على أطفالك، فالطفل يريد أن يعيش طفولته وليس ذنبه أن يدفع ثمن ما تمرين به من مشاكل نفسية واجتماعية.
6- ابتعدت عن التعامل مع طفلي بأسلوب التهديد
- لاحظي أن قيامك باستخدام أسلوب التهديد مع طفلك بطريقة مبالغة ثم تغيير التهديد يعني أن طفلك وحسب نصيحة المرشدة التربوية سوف يصبح مستهترًا ويجب أن تعرفي أن تتوقفي عن استخدام أسلوب التهديد مع طفلك ولذلك فمن الضروري أن تهتمي بأن تنفذي كل ما تطلبينه من طفلك وأن تكون طلباتك بسيطة، وأن يكون العقاب الذي توقعينه عليه مناسبًا.
- توقعي أنه وكنتيجة حتمية أن يتحول طفلك إلى طفل عنيد وعصبي، ومن الصعب أن يسمع كلامك حين يراك أمًا غير حازمة وتهددين على الدوام، فمثلًا حين تقولين له سوف أمنعك من اللعب مع أصحابك إذا لم تحل الواجب، ولكنك بعد ساعة تتركينه لكي يخرج معهم قبل أن ينهي حل واجباته المدرسية، فمن الطبيعي أن يتحكم الطفل على صغره بتصرفاتك ويصبح تهديدك غير التربوي بلا معنى؛ ويصبح طفلًا عنيدًا ومصرًا على آرائه دون أن تستطيعي تقويمه.
قد يهمك أيضًا: ما السن المناسب لتعديل السلوك عند الأطفال؟
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.