لا تشكي في صحة ما يقوله علماء النفس من أن شخصياتنا تتحدد من خلال ترتيب ميلادنا، إنها حقيقة الآن بعد أن تواجهي تربية أكثر من طفل، ورغم أنك في حالة مطاردة لهم، للتأكد من روتين وقت الاستحمام إلى قواعد وقت الشاشة، ومتى تذوقوا أول قطعة من الشوكولاتة، فنحن على استعداد للمراهنة على أن هناك فرقاً كبيراً في الطريقة التي تربين بها طفلك الأول والثاني.. حيث يحظى الطفل الثاني بمعاملة مختلفة تماماً عن الطفل الأول. ليس الأمر أنك لا تريدينه، بل تواجهين مجموعة من التعقيدات الجديدة. فيما يلي، يدلك خبراء التربية على بعض الأمور التي تتغير بها طريقة تربيتك لأطفالك مع ولادة الطفل الثاني.
1. ستكونين جاهزة مع كل التحضيرات

عندما كنت حاملاً بطفلك الأول، كنت تقرئين كل دليل تربية الأبناء، بل وحتى كنت تسجلين ملاحظات في فصول ما قبل الولادة. لكن مع قدوم الطفل الثاني: ليس هناك حاجة للقيام بكل ذلك، فأنت لن تنسي ولن يفوتك أيٌّ من هذه الأشياء. عدا عن ذلك، فأنت أكثر قدرة على الاهتمام بصحتك الجسدية والنفسية، من خلال الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وتناول غذاء صحي، وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، والابتعاد عن التوتر والقلق. وتتبعين نهج "الارتجال" الأكثر استرخاءً والذي سيشكل أساس أسلوب تربيتك لطفلك الثاني.
2. أكثر حرصاً على تسجيل الذكريات الثمينة
لا يخلو أي رف في منزلك من صورة مؤطرة بشكل جميل لطفلك الأول، حيث تلجئين لشراء دفتر مخصص لتدوين ذكريات الأطفال أو دفتر عادي وتخصيصه لهذا الغرض. يمكنك تزيينه بالصور والرسومات والملصقات، فأنت تدونين كل شيء بدءاً من رحلته الأولى في العربة، ومطبات تغيير الحفاض، ومعاناتك معه في البكاء الليلي، والمرة الأولى التي رأى فيها الثلج. لكن مع طفلك الثاني تصبحين أكثر انفتاحاً على كل ما هو جديد، فأنت تقومين بإنشاء ملف على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف لتجميع الصور ومقاطع الفيديو والنصوص المتعلقة بطفلك. أو يمكنك إنشاء حساب خاص لطفلك على منصة مثل إنستغرام أو فيسبوك، ونشر صور ومقاطع فيديو مع تعليقات. والتقاط صور ومقاطع فيديو عفوية لابتسامات طفلك ولحظات لعبه وتفاعله مع الآخرين، أي بتفاصيل أكثر دقة، وستقومين بإنشاء نسخة قصتك الإلكترونية مع طفلك التي تحمل اسمه، والتي يمكن طباعتها أيضاً. ستجدين في بريدك رسائل لطفلك تعبرين فيها عن حبك واهتمامك.
3. اختلاف معايير النظافة
لقد تم تعقيم منزلك بالكامل عند وصول طفلك الأول. وبمجرد سقوط لعبة أو دمية على الأرض، قمت بإخراج منديل مضاد للبكتيريا. مع قدوم طفلك الثاني أنت تلتزمين أكثر بقاعدة العشرين ثانية (وربما حتى قاعدة العشرين دقيقة) فيما يتعلق بالأشياء الموجودة على الأرض، وستكون أول لعقة سريعة أو مسحة بكمك تعتبر تنظيفاً شاملاً.
فأنت أكثر تصديقاً إلى أن مناعة الأطفال تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك التعرض للجراثيم بشكل طبيعي، والتي تساعد على بناء مناعة الطفل عن طريق تحفيز جهاز المناعة لإنتاج الأجسام المضادة والخلايا المناعية التي تحمي الجسم من الأمراض في المستقبل. فعندما يتعرض الطفل للجراثيم (الميكروبات) المختلفة، يقوم جهازه المناعي بتطوير استجابة مناعية خاصة ضد هذه الميكروبات، مما يؤدي إلى تكوين ذاكرة مناعية. هذه الذاكرة تساعد الجسم على التعرف إلى نفس الميكروب إذا تعرض له لاحقاً وتدميره بسرعة وفعالية، مما يمنع الإصابة بالمرض مرة أخرى. فأنت تقولين في نفسك ما الهدف من وجود طفل صغير أو طفل في سن المدرسة يعود إلى المنزل ويعطس مباشرة في عين طفلك الأصغر؟ زيادة مناعة أخيه الأصغر بالتأكيد.
4. تصبحين أقل مراقبة لنمو طفلك

في تربية الطفل الأول أنت تقضين وقتاً لا ينتهي في المقارنة (أحياناً بشكل أكثر تنافسية مما هو طبيعي) بين عمر طفلك الصغير الذي بدأ في التدحرج والزحف وسحب نفسه للوقوف. وبين الأطفال الآخرين، وبالتأكيد كتبتِ اسمه ووزن الطفل عند الولادة.
صحيح أنه من الممتع أكثر أن تراقبي مراحل النمو البارزة لدى طفلك الأول، لكن هذا سيقل عند مراقبة طفلك الثاني، وستصبحين أقل توتراً، ربما لانشغالك بمتاعب الحياة والسعي لتوفير الضروريات وربما الكماليات التي يحتاجها أطفالك، وربما يفرض عليك التسارع التكنولوجي، هذا التهميش لمراقبة طفلك، فأنت تؤمنين أن لكل مشكلة حلها، ولم نعد نستغرب أن بعض الأمهات نسين بالصدفة أن لديهن طفلاً ثانياً وتركنه في السيارة.
5. تتجاوزين مسألة القلق بشأن المرض
عندما يُصاب طفلك الثاني بمرض ما يكون هناك فرق واضح في رد فعلك. كان لدى الطفل رقم واحد مقياس حرارة رقمي للأذن يسجل بعناية تقلبات درجة الحرارة عند أول علامة على الزكام. والطبيب المحلي على الاتصال السريع.
لقد ملأتِ بعناية الكتاب الأحمر الخاص بطفلك الأول ، وسجلت وزنه وطوله؛ والثوران الأول للأسنان؛ وبداية الثرثرة وتلك الابتسامة الأولى المهمة للغاية.
لكن من المرجح أن تقومي بتقييم طفلك الثاني بوضع يدك على جبهته قبل إعطائه جرعة من الدواء، فأنت أكثر هدوءاً لأنك اكتسبت خبرة في التعامل مع الأمراض السابقة لطفلك الأول، وتعرفين ما يمكن توقعه وما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها. وقد أصبحت أكثر ثقة في قدرتك على رعاية طفلك وتلبية احتياجاته، مما يقلل من مستوى القلق. وتأقلمتِ مع فكرة أن المرض جزء من الحياة، وأن الأطفال يمرضون، وأنكِ ستتمكنين من تجاوز هذه المرحلة.
6. سوف تكون الرضاعة الطبيعية تجربة مختلفة
هل تتذكرين تلك الأيام الأولى التي كنت ترضعين فيها طفلك حديث الولادة؟ مجموعة من مجموعات الصناديق والوسائد الداعمة والبسكويت والمشروبات في متناول يدك أثناء استرخائك وإطعام طفلك.
مع الطفل الثاني تصبحين أكثر حرصاً وأنت ترضعينه على مشاعر الطفل الأول الذي يراقبك من بعيد وأنت تقومين بإرضاع أخيه، وقد يفاجئك بإيذائه، بينما لا تمتلكين القدرة على اللحاق به، حيث يشعر الطفل الأكبر بفقدان الاهتمام والرعاية التي كان يحظى بها بمفرده، خاصةً مع قدوم المولود الجديد الذي يحتاج إلى رعاية مستمرة، قد يزعجه التغيير في الروتين اليومي للطفل، خاصةً إذا كان يعتمد على وجود الأم أو الأب بجانبه بشكل دائم، لا تبالغي في إظهار الاهتمام بالمولود الجديد أمام الطفل الأكبر، أثناء إرضاعه، وقد يتعلم الطفل الثاني أن يجعل هذه الوجبات سريعة إلى حد ما بالمقارنة مما كانت عليه مع أخيه.
7. سوف يتغير التزامك بالروتين

عند قدوم الطفل الأول ستعشقين متابعة برامج محددة، من خلال الروتين الذي اخترته، ولا شيء يمكن أن يجعلك تنتهكين أوقات القيلولة المخصصة لكِ، وتخشين أن يؤدي أي انحراف عن الروتين إلى تعلم طفلك "عادات سيئة".
ومع وصول طفل ثانٍ، يصبح كل هذا في الهواء، يأخذ الطفل قيلولته أثناء رحلاته المدرسية، أو خلال حصة جيم لأخيه الأكبر. لا وقت للقلق بشأن العادات السيئة.
حتى روتين النوم يتغير، فعند تطبيقه على الطفل الأول، هناك التزام بخفض مستوى الأضواء، ثم حمام دافئ، يتبعه تدليك لطيف (لا تتواصلي فيه بالعين كثيراً!)، ثم قصة ووضع الطفل في السرير أثناء نومه، ولكن الطفل الثاني قد ينام فقط على صدرك فقط! فأنت على قناعة بأن النوم هو النوم! ولا يحتاج الأطفال حقاً إلى الاستحمام أكثر من مرة واحدة في الأسبوع، أليس كذلك؟ وبالإضافة إلى ذلك، فإن السباحة تعتبر بمثابة حمام تماماً.
8. ستختلف طريقة الفطام
لم تكن هناك طريقة يمكن بها لطفلك تناول أي شيء آخر غير الأطعمة المهروسة العضوية لطفلك المصنوعة منزلياً عندما يتعلق الأمر بالفطام، ستقومين باختيار الأطعمة الصلبة بعناية لتوسيع نطاق تحمله للقوام، بالطبع. ستشترين الخضروات والفواكه المنوعة، وستبدئين بالاطلاع على مختلف الوصفات عبر الإنترنت، وتجربيها، للتعرف إلى مدى تقبل طفلك لها.
ستكونين مدمنة على الطهي على البخار، ثم هرسه في معالج طعام الأطفال الخاص، ثم وضع عصير البرتقال في قوالب مكعبات الثلج؟
أما إذا انتقلنا الآن إلى الطفل الثاني الذي فطمته وأنتِ تراقبين أخته البالغة من العمر ثلاث سنوات عن غير قصد، تقدم له بقطعة بيتزا، ستكتشفين منذ ذلك الحين أن قطع الدجاج الدافئة هي مهدئ فعال بشكل مدهش للتسنين. بحيث يتربى طفلك الثاني وهو أقل انتقائية في الطعام من أخته أو أخيه الأكبر.
9. طفلك الأول عبقري
ستراقبين بشغف طفلك الأول وهو يشير إلى بطة؛ وإذا قال "كاك" فهذا أمر مذهل جداً بالنسبة لطفل يبلغ من العمر 12 شهراً. وبصرف النظر عن حقيقة أنه يشير إلى الكثير من الأشياء ويقول "كاك/كايك"، فأنت مقتنعة بأن كل ما يفعله طفلك يدل على عبقريته وذكائه المستقبلي، وتفعلين كل ما في وسعك لتشجيعه على ذلك: ممارسة اليوجا مع الطفل، ووضع إشارات للطفل، ووضع صور بالأبيض والأسود حول سريره، وتغيير محطة الراديو ليتعرف إليها،
على النقيض من ذلك، فإن الطفل الثاني لا يحظى بهذا التشجيع، بحيث تكونين كثيرة الشكوى من عناده، وربما أنانيته، وبالكاد تتذكرين الكلمة الأولى التي نطق بها. وقد تتذكرين أن الأمر استغرق وقتاً طويلاً حتى تمكن من التخلص من الحفاضات، وربما توكلين طفلتك الأولى مهمة تدريب الطفل على استخدام المرحاض عندما بلغ حوالي عامين.
10. ستكون الألعاب الخشبية أقل عدداً من الألعاب البلاستيكية
عندما كنتِ حاملاً بطفلك الأول، أخبرت كل أفراد عائلتك وأصدقائك أنك تريدين فقط ألعاباً خشبية ودمى قماشية صغيرة لطيفة لطفلك. وقد كنت تحرصين على وضع القماشي في الغسالة بشكل متكرر، بينما تقومين بتعقيم الخشبية منه بالخل، حتى لا يتضرر طفلك من المعقمات الكيميائية، ومن المؤكد أن طفلك كان يحب اللعب معك، ولكن عند قدوم الطفل الثاني، يختلف نوع الشراء، فأنت تميلين لاقتناء الأرخص، وإذا كان محظوظاً سيتمكن من اللعب بألعاب أخيه الأكبر، وستراقبينه وهو يقاتل أخاه الأكبر، من أجل سيارة الإطفاء الوامضة ذات صافرة الإنذار الصارخة، ستكتفين بمراقبتهما، وأنت تطالعين صفحتك على إنستغرام، وقد تكتفين بصوت تطلبين فيه منهما التوقف.
4 مخاوف لدى كل أمّ من إنجاب طفل ثان
11. ستكتشفين أن المظهر ليس كل شيء والثقة أهم

كل صباح، ستقومين بتغيير ملابس مولودتك الأولى الجديدة بعناية من بدلة النوم إلى فستان جميل مع ملابس داخلية متناسقة توضع فوق الحفاض، فأنت تخصصين لها "ملابس نوم"، مع أن كل ما كانت تفعله في الواقع هو النوم طوال اليوم تقريباً.
وإذا لم تكن نائمة، فذلك لأنها كانت تتغذى، ثم تتقيأ رواسب حليبية صغيرة، وأنت تقومين بتغيير هذه الملابس إلى ما هو أكثر أناقة منها، إنها سترتدي ملابس أكثر في اليوم الواحد من عارضة أزياء!
لكنك لست بهذه الدقة تماماً مع طفلك الثاني، لديك بالفعل سلة غسيل تحتاج إلى الضغط عليها، وبينما كان طفلك الأول يرتدي ملابس جديدة متناسقة في كل مناسبة، يرتدي طفلك الثاني أي شيء كان يخص شقيقه أو أي ملابس مستعملة تلقاها بامتنان من الأصدقاء.
وفي حين أن هناك الكثير من الأشياء التي قد تشعرين بالذنب تجاه فقدانها من قبل طفلك الثاني، فستعوضين ذلك أكثر من خلال ثقتك الجديدة في تربية أطفالك. هل تتذكرين كيف كنت تشعرين بالتوتر بسبب عدم فهم بكاء طفلك حديث الولادة؟ الآن، أنت تعرفين غريزياً متى يشعرون بالجوع، أو التعب، أو يريدون فقط العناق.
إن وجود شقيق أكبر حنون (أو ربما عدواني بعض الشيء في بعض الأحيان) حولك يجعلك تدركين مدى قدرة الأطفال على الصمود، والنتيجة أنك أكثر استرخاءً مع طفلك الثاني، ويكمن الفرق الأكبر بين طفلك الأول والثاني هو سرعة مرور كل شيء. أيام الولادة تمر بسرعة البرق، وسنوات الطفولة تتقدم بسرعة.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.