في عالم العناية بالبشرة، يبرز مكوّنان أساسيان يتصدّران صيحات الجمال حول العالم: الفيتامين C والنياسيناميد. كلاهما يُعدّان من الركائز الذهبية لروتين البشرة المتوهّجة والمتوازنة. لكنّ السؤال الذي يشغل الكثير من النساء يبقى نفسه: هل أختار الفيتامين C لبشرة أكثر إشراقاً؟ أم النياسيناميد لبشرة أكثر صفاءً؟ الاختيار بينهما يعتمد بشكل كبير على نوع بشرتك، مشاكلها اليومية، والنتائج التي تطمحين للوصول إليها. فبينما يشتهر فيتامين C بقدرته على تفتيح البشرة وتعزيز الإشراقة الطبيعية، يبرع النياسيناميد في تهدئة الالتهابات وتنظيم إفراز الزيوت، ما يجعله خياراً مثالياً للبشرات الحساسة والمختلطة والدهنية.
في السطور التالية، تكشف لكِ "سيدتي" الفرق بين فيتامين سي أم النياسيناميد، وأي مكوّن فعّال يناسب نوع بشرتك أكثر؟ لتتمكّني من اختيار الأنسب لبشرتك بثقة ووعي.
فيتامين C.. سرّ البشرة المضيئة والنضرة

يُعرف فيتامين C، بمكون الإشراقة الفورية، فهو ليس مجرد عنصر إضافي في روتين العناية بالبشرة، بل حجر أساس؛ يمنح الوجه وهجاً صحياً لافتاً منذ الأسابيع الأولى للاستعمال. يتميّز هذا الفيتامين بقدرته الفائقة على تعزيز إشراقة البشرة، بفضل خصائصه القويّة المضادّة للأكسدة التي تعمل كدرع واقية تحارب الجذور الحرّة المسبّبة للبهتان والتصبّغات وعلامات التعب. وبفضل دوره الحيوي في تحفيز إنتاج الكولاجين، يُسهم فيتامين C في تنعيم الخطوط الدقيقة، وتعزيز مرونة البشرة، ومنحها ملمساً أكثر امتلاءً ونقاءً. ولهذا السبب يعتبره خبراء العناية واحداً من أهم المكوّنات التي لا يمكن الاستغناء عنها للحصول على بشرة متوّهجة، وصافية، ومفعمة بالحيوية.
فوائده للبشرة
- توحيد لون البشرة وتفتيح البقع الداكنة.
- التقليل من مظهر التصبّغات الناتجة عن الشمس.
- معالجة آثار الحبوب والبقع العنيدة.
- تحفيز خلايا البشرة على صنع الكولاجين.
- شدّ البشرة وتقليل الترهّل المبكر.
- حماية البشرة من الجذور الحرّة، والتلوث والأشعة فوق البنفسجية.
- تحسين ملمس البشرة وجعلها أكثر نعومة.
- تقشير خفيف ولطيف للطبقة السطحية للبشرة.
- جعل الجلد أكثر نعومة ومرونة.
طريقة استخدام فيتامين C في روتين العناية بالبشرة

يُعدّ الفيتامين C واحداً من أكثر المكوّنات متعدّدة المنافع في عالم العناية بالبشرة، ما يجعله مناسباً لجميع أنواع البشرة، شريطة اختيار التركيز المناسب وطريقة الاستخدام الصحيحة، التي تتمثّل في الآتي:
- ادمجي سيروم فيتامين C ضمن روتنيك الصباحي، فهو يعمل بتناغم مع واقي الشمس لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية، التلوّث، والدخان.
- طبّقيه بعد تنظيف البشرة مباشرة، بالغسول المناسب لنوعها، ضعي ثلاث إلى 5 قطرات من سيروم الفيتامين C على بشرة جافة، ما يسمح بامتصاص أفضل، ويضمن فعالية أكبر للمكوّن.
- يمكنك دمجه مع مكوّنات أخرى بأمان، مثل: الهيالورونيك أسيد للترطيب العميق، أو النياسيناميد لتهدئة البشرة وتقليل الالتهابات، والواقي الشمسي، ما يضاعف فعالية الإشراقة والحماية.
- استخدميه يومياً للحصول على نتائج ملموسة.
مكونات لا ينصح بدمجها مع فيتامين C في روتين العناية بالبشرة
على الرغم من فوائد فيتامين C، الهائلة للبشرة، إلا أنّ هناك بعض المكوّنات التي يجب التعامل معها بحذر عند إدخاله في روتينك اليومي، لضمان الحفاظ على صحة بشرتك وتجنب أي رد فعل تحسسي غير مرغوب فيه، إليكِ أبرزها:
الريتينول: فهو يُعتبر من أقوى المكوّنات المضادة لعلامات التقدّم في السنّ، لكنه مكوّن قوي بطبيعته. واستخدامه مع فيتامين C في الروتين نفسه قد يسبب احمراراً ملحوظاً، وجفافاً وتقشّراً، وأيضاً زيادة حساسية البشرة تجاه الشمس. لذلك، يُنصح باستخدام فيتامين C صباحاً؛ لتعزيز الإشراقة والحماية من الأكسدة، والريتينول مساءً لترميم البشرة خلال النوم. هذا الفصل بين المكوّنين يمنحك أفضل نتائج من دون أي تأثيرات جانبية.
الأحماض القوية مثل AHA وBHA:
تشتهر هذه الأحماض بقدرتها على تقشير البشرة وتجديد خلاياها، لكن استخدامها بالتزامن مع فيتامين C قد يرفع الحموضة على سطح الجلد، مما يؤدي إلى تحسس البشرة، وزيادة الجفاف والاحمرار. لذللك، إذا كانت بشرتك حسّاسة، يُفضَّل عدم استخدام الأحماض القوية في الروتين نفسه مع فيتامين C. أما إذا كانت بشرتك تتحمل المكوّنات النشطة، فيُفضّل استخدام الأحماض ليلاً، والفيتامين C صباحاً، مع الانتباه جيداً لردود فعل البشرة.
سيعجبك الاطلاع على: صيام البشرة: هل هو استراحة تنعش بشرتك أم مخاطرة تهددها؟
النياسيناميد.. مكوّن التهدئة والتوازن لبشرة أكثر صفاءً

إذا كان فيتامين C هو نجم الإشراقة، فإنّ النياسيناميد هو نجم الصفاء والتهدئة في عالم العناية بالبشرة. يُعتبر هذا المكوّن واحداً من أكثر العناصر الفعّالة التي أثبتت قدرتها على تنقية البشرة، تنظيم إفراز الزيوت، وتقليل الالتهابات، ما يجعله خياراً مثالياً للنساء اللواتي يبحثن عن حلّ جذري لمشكلات اللمعان المفرط، والمسام الواسعة، والاحمرار المتكرر. النياسيناميد هو شكل من أشكال فيتامين "ب3" B3، ويتمتّع بقدرة فريدة على تقوية حاجز البشرة، ما يمنع فقدان الرطوبة ويحافظ على صحة الجلد على المدى الطويل. ورغم فعاليته العالية، يتميّز بكونه لطيفاً على جميع أنواع البشرة، حتى الأكثر حساسية.
فوائده للبشرة
- تقليل إفراز الزيوت والتحكّم باللمعان، خاصة في منطقة T-zone (الجبهة، والأنف).
- تنظيم عمل الغدد الدهنية.
- منح البشرة مظهراً متوازناً.
- تعزيز مرونة جدران المسام، ما يجعلها تبدو أصغر وأكثر شدّاً.
- منح البشرة مظهراً ناعماً وخالياً من الشوائب.
- تخفيف الاحمرار الناتج عن الحبوب أو الجفاف أو العوامل البيئية.
- تهدئة البشرة الحساسة.
- تقليل فرط التصبّغ، وتوحيد لون البشرة.
- تخفيف آثار الحبوب ويعيد للبشرة لونها الطبيعي.
- إصلاح طبقة الجلد السطحية.
- تقليل فقدان الرطوبة والحفاظ على ليونة البشرة.
- تعزيز قدرة الجلد على مقاومة الملوّثات الخارجية.
طريقة استخدام النياسيناميد في روتين العناية بالبشرة

على عكس فيتامين C، الذي يُفضّل صباحاً، فإنّ النياسيناميد يعمل بكفاءة عالية في أي وقت، مما يجعله مكوّناً متعدد الاستخدامات في الروتين اليومي. للاستفادة القصوى من فوائد النياسيناميد ومنع أي تحسس محتمل، من المهم اتباع خطوات مدروسة في التطبيق، صباحاً ومساءً، ضمن روتين متكامل للعناية بالبشرة.
- ابدئي دائماً بتنظيف الوجه باستخدام غسول لطيف يناسب نوع بشرتك، لإزالة الأوساخ، وبقايا المكياج، والزيوت الزائدة. يساعد ذلك على تحضير البشرة لاستقبال النياسيناميد وامتصاصه بشكل أفضل.
- بعد التجفيف بلطف بمنشفة ناعمة، يمكنك استخدام تونر مرطّب أو رذاذ مهدّئ لإعادة التوازن إلى البشرة وتعزيز الترطيب الأولي، ما يجعل النياسيناميد يعمل بكفاءة أعلى، خصوصاً للبشرات الجافة أو الحساسة.
- ضعي بضع قطرات من سيروم النياسيناميد على أطراف الأصابع، ثم وزّعيه برفق على كامل الوجه.
- احرصي على التدليك بحركات خفيفة باتجاه الأعلى، لتعزيز امتصاص المنتج ومنح البشرة لمسة من التنشيط.
- طبّقي كريم الترطيب المناسب لنوع بشرتك لتثبيت الفوائد وحبس الرطوبة داخل الجلد. هذه الخطوة مهمّة بشكل خاص للبشرات الجافة أو التي تعاني من ضعف في حاجز الحماية الطبيعي.
- إذا استخدمتِ النياسيناميد في روتينك الصباحي، فلا بد من إنهاء الروتين بتطبيق واقي شمس واسع الطيف، لأن حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية ضرورية للحفاظ على نتائج النياسيناميد في توحيد اللون وتقليل الاحمرار والتصبّغات.
- للحصول على أفضل نتيجة من النياسيناميد، احرصي على استخدامه يومياً، مرة أو مرتين صباحاً ومساءً، بحسب تحمّل بشرتك.
- يمكنك دمجه مع مكوّنات أخرى في الروتين اليومي، مثل حمض الهيالورونيك للترطيب العميق، أو السيراميدات لتقوية حاجز البشرة، أو فيتامين C، مع مراعاة استجابة بشرتك تدريجياً.
طرق اختيار تركيز النياسيناميد المناسب لنوع بشرتك
لأن فعالية النياسيناميد تعتمد بشكل كبير على نسبة تركيزه في المنتج، من المهم جداً اختيار التركيز الأنسب لطبيعة بشرتك؛ لضمان الحصول على أفضل النتائج من دون تحسس. فاختيار النسبة الصحيحة يساعدك في تحقيق التوازن، وتعزيز الترطيب، وتقليل اللمعان أو البقع الداكنة وفقاً لاحتياجات بشرتك الفعلية.
للبشرة الحساسة: التركيز 2% هو الخيار الأمثل لكِ. يعمل هذا التركيز اللطيف على:
- تهدئة الاحمرار والالتهابات.
- تقوية حاجز البشرة من دون إثقالها.
- منح ترطيب خفيف يناسب بشرة تتفاعل بسرعة مع المكوّنات النشطة.
- هذا التركيز مثالي كبداية، ويمكنك رفعه تدريجياً بعد اعتياد بشرتك عليه.
للبشرة الجافة أو العادية: اختاري تركيز 5%، إذ يمنحك التوازن المثالي بين اللطافة والفعالية، فهو يساعد على:
- تحسين الترطيب والحدّ من فقدان الماء.
- توحيد لون البشرة بشكل ملحوظ.
- تقوية حاجز الجلد وحمايته من العوامل الخارجية.
- هذا التركيز يقدّم دعماً يومياً يعزز اللمسة الناعمة والصحية للبشرة.
للبشرة الدهنية والمختلطة: للبشرة التي تعاني من اللمعان، والمسام الواسعة، أو التصبّغات، يعتبر تركيز 10% الخيار الأقوى والأكثر فعالية، فوائده تشمل:
- تنظيم إفراز الدهون الزائدة.
- شدّ مظهر المسام وتصغيرها تدريجياً.
- تقليل البقع الداكنة وآثار الحبوب.
- منح البشرة ملمساً أكثر صفاءً وتوازناً.
- هذا التركيز يناسب أيضاً النساء اللواتي يرغبن في نتائج أسرع وأكثر وضوحاً.
ابدئي دائماً بالتركيز الأدنى، ثم انتقلي إلى الأعلى حسب حاجة بشرتك، فالتدرّج هو مفتاح نجاح أي روتين قائم على المكوّنات الفعّالة. اختيار التركيز المناسب للنياسيناميد هو خطوة أساسية لضمان بشرة مشرقة، ناعمة، ومتوازنة على المدى الطويل.
ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.
المصادر: themedermatology.com و paulaschoice.com





