اختيار العطر ليس مجرد انتقاء رائحة جميلة، بل هو بحث عن لمسة تعبّر عن شخصيتك، وترافقك طوال يومك. ومع ذلك، قد تلاحظين أحياناً أن العطر يتغير عند وضعه على بشرتك، أو يظهر بشكل مختلف عما شممتِه عند تجربته لأول مرة. وهنا يبرز سؤال مهم: هل نوع بشرتك هو السبب؟
الحقيقة أن بشرتك ليست سطحاً محايداً، بل بيئة كيميائية خاصة تتفاعل مع العطر وتؤثر على تطوره وثباته. فاختلاف الرطوبة، مستوى الحموضة، وطبيعة الزيوت الطبيعية في الجلد؛ يمكن أن يجعل العطر الواحد يظهر نوتات متنوعة من شخص لآخر.
في هذا المقال، ستتعرفين إلى كيفية تأثير نوع بشرتك على رائحة عطرك، وكيف يمكنك اختيار العطر الأنسب لكِ ليظهر بأجمل صورة عليه.
كيف يؤثر نوع بشرتك على رائحة عطرك؟
البشرة الجافة: أقل ثباتاً.. رائحة أسرع في التغير
البشرة الجافة تفتقد إلى الزيوت الطبيعية التي تساعد على مسك جزيئات العطر وتثبيتها، لذلك:
- تمتص البشرة الجافة العطر بسرعة.
- تتبخر الرائحة سريعاً، خصوصاً النوتات العُليا.
- قد تشعرين أن عطرك يختفي بعد ساعة فقط.
الحل المناسب لكِ:
- رطّبي بشرتكِ جيداً قبل وضع العطر.
- استخدمي كريماً غير معطر؛ لخلق طبقة تساعد على تثبيت الرائحة.
- اختاري عطوراً بتركيز قوي؛ مثل Eau de Parfum أو extrait.
البشرة الدهنية: ثبات أعلى.. لكن تغير أكبر في الرائحة
البشرة الدهنية غنية بالزيوت، وهذه الزيوت تتفاعل مع تركيبة العطر، ما قد يسبب تغيراً بسيطاً في الرائحة النهائية.
- العطر يثبت فترة أطول.
- لكن الزيوت الطبيعية قد تغير النوتات الأساسية قليلاً.
- العطور الحلوة أو الدافئة تظهر بشكل أقوى وأكثر كثافة.
الحل المناسب لكِ:
- اختاري العطور الخفيفة والمنعشة؛ لتجنب الإحساس بالثقل.
- ضعي العطر بكميات أقل.
- جرّبي العطر على بشرتك قبل شرائه دائماً.
البشرة المختلطة: توازن غير ثابت ورائحة تختلف حسب المنطقة
البشرة المختلطة غالباً ما تكون دهنية في منطقة الـ
T-zone (الجبهة، الأنف، الذقن) وجافة أو عادية في باقي الوجه والجسم. هذا التوزيع يجعل تفاعل العطر معها مختلفاً:
- في المناطق الأكثر دهنية، قد يظهر العطر أقوى وأكثر كثافة، وقد يثبت فترة أطول.
- في المناطق الجافة، قد تتلاشى الرائحة أسرع، وقد تتغير النوتة العليا بشكل أسرع من المتوقع.
- أي أن العطر قد يظهر شخصيتين على بشرتك، حسب المكان الذي تضعينه فيه.
الحل المناسب لكِ:
- ضعي العطر على المناطق الطبيعية المتوازنة؛ مثل جانبي الرقبة وخلف الأذن، وليس على منطقة الـ T-zone.
- رطّبي الأماكن الجافة قبل وضع العطر لزيادة ثباته.
- استخدمي عطراً بتركيز متوسط (Eau de Parfum)؛ لضمان توازن بين الثبات وعدم الإفراط في قوة الرائحة.
- جرّبي العطر على بشرتك دائماً قبل الشراء؛ لأن البشرة المختلطة قد تظهر تغييرات بسيطة في النوتات الأساسية.
البشرة العادية: أفضل توازن في ثبات العطر ورائحته
البشرة المتوازنة هي الأكثر انسجاماً مع العطور.
- ثبات جيد.
- تغير بسيط في الرائحة النهائية.
- تظهر النوتات كما أرادها صانع العطر بنسبة كبيرة.
الحل المناسب لكِ:
- استخدمي العطور بالطريقة التقليدية على نقاط النبض.
- تناسبك تقريباً جميع أنواع الروائح.
البشرة الحساسة: تحتاج إلى عناية خاصة
بعض العطور تحتوي على كحول أو مركبات قوية قد تلهب البشرة الحساسة.
- قد تشعرين بحرقة خفيفة أو احمرار.
- تجنّبي رش العطر مباشرة على الجلد.
الحل المناسب لكِ:
- رشّي العطر على الملابس أو الشعر من مسافة.
- اختاري عطوراً خالية من الكحول أو ذات تركيبات لطيفة.
عوامل أخرى تغير رائحة العطر على بشرتك
إلى جانب نوع بشرتك، هناك عوامل مهمة قد تجعلكِ تشمّين العطر بشكل مختلف:
- مستوى الحموضة (pH): لكل بشرة مستوى حموضة خاص بها، وقد يؤثر على كيفية تطور النوتات العطرية.
- النظام الغذائي: الأطعمة الدهنية أو الغنية بالتوابل تغير رائحة الجسم، وبالتالي تغير رائحة العطر قليلاً.
- الهرمونات: خلال الحمل، الدورة الشهرية، أو التوتر، قد تختلف رائحة بشرتك مؤقتاً.
- روتين العناية بالبشرة: اللوشنات المعطرة، الزيوت الطبيعية والسيرومات؛ قد تتداخل مع رائحة العطور وتغيرها.
يمكنك الاطلاع أيضاً على كيف تختارين عطرك المثالي بحسب برجك؟ نغمات تعبّر عنك بدقة
نصائح لتثبيت العطر وجعله يظهر برائحته الحقيقية عليك
- رطّبي بشرتك دائماً قبل وضع العطر.
- ضعيه على أماكن النبض: الرقبة، الرسغ، خلف الأذن.
- تجنّبي فرك المعصمين بعد الرش؛ لأنه يغير النوتات العليا.
- اختبري العطر على بشرتك مرة واحدة على الأقل قبل الشراء.
- استخدمي الطبقات العطرية (لوشن + عطر + شاور جل) إن توفرت.
في النهاية، نعم نوع بشرتك يغير رائحة عطرك، فالبشرة ليست مجرد سطح، بل عنصر أساسي في تكوين الرائحة النهائية للعطر. كلما فهمتِ بشرتك أكثر، استطعتِ اختيار العطر الذي يظهر عليك بأجمل وأصدق نسخته.
