mena-gmtdmp

جمعية مجتمع الشباب تناقش السرد القصصي بحضور خبراء إعلاميين

منتدى جمعية مجتمع الشباب
منتدى جمعية مجتمع الشباب

في فعالية بعنوان "صياغة السرد: تشكيل حكايات الغد"، استضافت جمعية مجتمع الشباب نخبة من المتحدثين البارزين في قطاع الإعلام في المملكة العربية السعودية، قدموا مجموعة من الخطابات والجلسات الحوارية وورش العمل، التي ناقشت مهارات وقواعد وأخلاقيات المهنة، واختلاف تأثير المحتوى والكلمة على المتلقين باختلاف الأسلوب والموضوع والوسيلة، وتحول المحتوى الإعلامي من مواد جامدة إلى قصص مسرودة تحفظ في ذاكرة الناس، وتؤثر في الوعي المجتمعي وتوجيه السلوكيات والأفكار.

القصص ذات القيمة

مؤسس ورئيس جمعية مجتمع الشباب حمد بن ماجد العويشق

 


الفعالية التي أقيمت في مؤسسة الملك خالد في الرياض، افتتحها مؤسس ورئيس الجمعية حمد بن ماجد العويشق بكلمة ترحيبية تحدث فيها عن أهمية تمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات لمشاركة قصصهم في هذا الزمن المتغير بسرعة كبيرة، وذلك بحضور نخبة من الشخصيات في مقدمتهم الأميرة نورة الفيصل نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية.
وفي حوار خاص لـ"سيدتي" تحدث حمد بن ماجد العويشق عن الدور الذي تلعبه الجمعية، قائلاً: "جمعية مجتمع الشباب هي جمعية تدعم الشباب، وتركز على ثلاثة مجالات هي الإبداع وريادة الأعمال والاستدامة البيئية"، وأضاف: "الجمعية لديها أكثر من 6500 مستفيد وأطلقت أكثر من 35 برنامجاً ولها شراكات مع عدة جهات منها وزارة الثقافة وهارودز وتعاونت مع جهات مثل وزارة الرياضة، ومؤسسة الملك خالد، وإظلال، والعديد من الجهات الأخرى".
وفي تفاصيل الفعالية قال العويشق: "قدمنا فعالية تحمل عنوان "صياغة السرد: تشكيل حكايات الغد"، وهي فعالية تستهدف الشباب أولاً وأخيراً، الذين هم وفق تعريف الأمم المتحدة للشباب ما بين 15 و35 سنة، وتحديداً الشباب في الجامعات وحديثي التخرج والأشخاص الذين هم في مجال الإعلام، حتى نمكنهم من المهارات والخبرات التي يحتاجونها في عصرنا، العصر المتغير بشكل مستمر وعصر التكنولوجيا".

 

 

كلمة مؤسس ورئيس جمعية مجتمع الشباب حمد بن ماجد العويشق


وأكد: "خرجنا من الفعالية بهذه التوصيات وهي أن نبرز أنفسنا بشكل مسؤول بحيث نفكر في تأثير الكلمة والقصص التي نشاركها بالإضافة إلى المهارات التي لا بد أن نركز عليها، وأعتقد أننا ذكرنا الشباب بأن الفرص عديدة خاصة في مملكتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية، والتوصية هي أن نشعر بهذه المسؤولية عندما نكون أمام هذه الفرص".
وتحدث رئيس الجمعية عن أهمية الحفاظ على قيمة الكلمة قائلاً: "في عالمنا السريع هذا، الكلمة لا بد أن يكون لها قيمة، ونحن اليوم نذكر الشباب بأهمية الكلمة، وكيف نختار هذه الكلمة لنشاركها مع مجتمعنا المحلي والعالم أجمع، فالتركيز على اختيار الكلمات ومشاركة القصص ذات القيمة".

 

توثيق التجارب الإنسانية

لمى الشثري، رئيسة تحرير سيدتي


خلال الفعالية كانت هناك كلمة رئيسية لرئيسة تحرير مجلة سيدتي، لمى الشثري، تحدثت فيها عن قيمة السرد القصصي منذ بدايات التاريخ حتى اليوم، كما تحدثت عن دور الإعلام وتوجهاته الحديثة.
وعبرت الشثري في بداية كلمتها عن سعادتها للتواجد في هذه الفعالية ومشاركة خبراتها الإعلامية، وقالت: "هذه الفعالية تجمع ثلاثة عناصر قريبة جداً إلى قلبي: الإعلام، السرد القصصي، وطاقة الشباب".
وأشارت إلى أن "اللغة العربية كانت عبر تاريخها الطويل مرجعاً ثرياً لسرد القصص والحكايات، فمنذ العصر الجاهلي شكلت القصائد والأشعار وسيلة إعلامية تروَى من خلالها أحداث الحروب وتنقل تفاصيل الحياة وتوثق تجارب الإنسان بأسلوب مبدع وجمالي".
وتابعت: "تتجلى بلاغة السرد القصصي في كتاب الله عز وجل حيث يقول في سورة يوسف "نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين"، وفي هذا الإعجاز البياني يبلغ السرد القصصي أسمى صوره حاملاً العبر والحكم التي تهدي الإنسان إلى الرشد".
وتطرقت رئيسة تحرير مجلة سيدتي إلى الدور الذي يؤديه السرد القصصي، قائلة: "لقد أدى السرد القصصي منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا دوراً محورياً في تحويل الخبر من نص جامد إلى حكاية نابضة بالحياة عابرة للثقافات تصل للقلوب، تنشر الوعي، وتترك أثراً لا ينسى. هو فن إنساني يقوم على المعرفة والأخلاق المهنية وإتقان أدوات الإنتاج إلى جانب مواكبة التحولات المتسارعة في صناعة المحتوى الرقمي وطرق استهلاكه".
وتحدثت عن تطور المحتوى المرئي ليصبح اليوم في عصر الإعلام الجديد وازدهار تنوع المحتوى من الشباب "لغة عالمية تجذب الجمهور وتحقق تفاعلاً واسعاً"، فقالت: "ركزت المنصات الرقمية على تطوير خوارزميات تمنح الأولوية للمحتوى المتوافق مع اهتمامات المستخدمين، وأثبتت منصات مثل تيك توك وإنستغرام وسناب شات نجاح هذا النمط".
وأضافت: "أصبح المحتوى بالفيديو القصير الأداء الأكثر تأثيراً وانتشاراً وتشير التقارير إلى أن 90% من المسوقين يعتمدون عليه لما يحققه من معدلات مشاهدة عالية ومشاركة مرتفعة".
وفي ختام كلمتها توجهت لمى الشثري للشباب، قائلة: "أيها الشباب الواعد والمبدع، ورشة العمل التي تشاركون فيها اليوم تمنحكم فرصة التعرف عن قرب إلى أساسيات السرد القصصي في الإعلام وفهم أثره على المجتمع إلى جانب الاطلاع على أدوات المحتوى الرقمي والمسؤولية التي يحملها الإعلامي لصياغة رسالته".

إليكم هذا المقال لرئيسة تحرير سيدتي لمى الشثري: جوهر التصميم المبدع هو تطوير بيئة الإنسان، استمتعوا بقراءته.

لا تبحثوا عن الشهرة

الكاتبة الصحفية إيمان حمود الشمري


الجلسة الأولى بعنوان "أساسيات وجوهر السرد القصصي" قدمتها الكاتبة الصحفية إيمان حمود الشمري، الحاصلة على عدة جوائز إعلامية.
وفي حديث خاص معها عبرت الشمري عن سعادتها بتقديم هذه الورشة وبكونها "جزءاً من طموح وشغف الجيل الجديد"، وقالت: "هذه الورشة كانت ممتعة جداً فهناك الكثير لنقدمه للجيل الجديد. أتمنى أن أكون قد شاركت ولو بجزء بسيط من خبرتي، فهذا دورنا نحن الجيل الأسبق أن نقدم جزءاً من التجارب التي عشناها لهذا الجيل لنسهل عليه الانطلاق".
وأضافت: "لفت انتباهي أثناء الورشة تفاعل الجمهور، كانوا مهتمين جداً بموضوع الكتابة، وكنت حريصة على تعزيز نقطة هي الكتابة باللغة العربية لأنه أمر مهم جداً، فالعديد منهم يتقنون الكتابة باللغة الإنجليزية، لكن تعزيز المحتوى المحلي يعنينا جداً، ويهمنا ووجدت أنهم بالرغم من صعوبة الأمر بالنسبة لهم، عندما أعطيتهم الوقت والمساحة للكتابة كان هناك تفاعل كبير من قبلهم، ووجدت أيضاً أن هناك أسماء ستلمع في مجال الكتابة قريباً بإذن الله".

 

الحضور يتفاعلون ضمن الورش


وعند سؤالنا حول تأثير التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي، شددت الشمري على عدم التخوف من قوة الذكاء الاصطناعي واعتباره كتهديد للمحتوى البشري، قائلة: "نصيحتي للجيل الجديد، لا تخف من الذكاء الاصطناعي وإنما تواطأ معه، تعامل معه كموظف عندك، أنت الذي ستكون في الواجهة وهو وراء الكواليس، أنت الذي تستخدمه. فمثلاً أنا أستخدمه كمصدر معلومة، أحياناً تطلب مني مؤسسة معينة مثلاً الكتابة عنها، أو عن مشروع ما، فبدلاً من أن أبحث في مواقع عديدة ومختلفة أستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي التي تجمع لي المعلومات في مكان واحد، ولكن في النهاية أنا من سيكتب المقال وليس هو، أنا فقط أستخدمه كأداة مساعدة لتسهيل الأمر". وتابعت: "الذكاء الصناعي لن يشكل تهديداً للإنسان طالما أنه حافظ على دوره في المقدمة".
أما بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي فأشارت إلى أن "الانتشار الآن والوصول للمعلومة بات أسهل بفضلها، ويمكن لمنشور أو حساب خاص على هذه المنصات أن يكون أشهر من صحيفة أو مجلة لأن المتابعات عليه كثيرة".
وتحدثت عن عناصر النجاح مؤكدة: "النجاح يأتي عندما تواظب على تطوير نفسك، وهناك أساسيات مثل الانضباط والصبر والاستمرارية هي التي توصلك للهدف الذي تريده".
وختمت حديثها بتوجيه نصيحة كانت قد قدمتها خلال الورشة أيضاً، وقالت: "لا تبحث عن الشهرة، ولكن ابحث عن النجاح"، فالشهرة سهلة، ويمكن لأي شخص أن يشتهر بأي تصرف غريب خارج عن المألوف يلفت الأنظار نحوه، فتكون شهرته فارغة وبدون قيمة، لكن نحن نحترم أنفسنا وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا وأهلنا، ولا نقوم بتصرفات خارجة عن طبيعتنا من أجل الشهرة، نحن نريد شهرة ذات قيمة، من خلال نجاح، من خلال محتوى جيد، والنجاح بالتالي سيؤدي إلى الشهرة لكن ليست كل شهرة تعتبر نجاحاً".

 

لتصل رسالتنا للعالم...

الإعلامية لما الحموي


تضمنت الفعالية أيضاً ندوة ملهمة استضيفت فيها الإعلامية لما الحموي، حيث تحدثت عن التحديات والفرص في القطاع اليوم، والمسؤولية التي تترتب على اعتلائنا للمنصات الإعلامية وتوجيه المحتوى للناس.
كما تحدثت عن البودكاست وكواليسه وميزاته من منطلق تجربتها في تقديم البودكاست.
"سيدتي" تحدثت إلى لما الحموي للاطلاع منها على بعض التفاصيل.
في بداية حديثها توجهت الإعلامية بالشكر الخاص "لسمو الأميرة نورة الفيصل والأستاذ حمد بن ماجد العويشق على هذا المنتدى الرائع والمحوري"، وقالت: "من دواعي سروري أن أشارك في منتدى جمعية مجتمع الشباب، ضمن جلسة حوارية ناقشت دور الوسائط المتعددة ومشاركة المعلومات، سواءً عبر البودكاست أو الصحافة التقليدية أو وسائل التواصل الاجتماعي أو البث، وأكدنا فيها على أهمية البودكاست ومشاركة المعرفة والمعلومات".

 

شهادة تقدير للإعلامية لما الحموي لمشاركتها في المنتدى قدمها لها رئيس الجمعية حمد بن ماجد العويشق


وتابعت بالقول: "المشاركة في بودكاست فيديو هي وسيلة لتأكيد وصول المعلومات للجميع، وهذا ما نسعى لمنحه للشباب، فبصفتي مؤسسة ومقدمة "Discussions Podcast"، مهمتي كانت مشاركة المعلومات مع الشباب حول القطاعات التي يرغبون في العمل فيها، سواء في التعليم أو السياحة أو التمويل والقطاع المصرفي".
أما عن أسباب اختيار اللغة الإنجليزية لغة أساسية للمحتوى الذي تقدمه فقالت: "عقدنا جلستنا باللغة الإنجليزية، ومناقشات البودكاست لدينا باللغة الإنجليزية، مع توفيرنا للترجمة باللغتين العربية والإنجليزية، لكننا حددنا محتوانا باللغة الإنجليزية لأننا نستطيع إيصال رسالتنا عالمياً، لذا إذا كان هناك شباب يرغبون في معرفة المزيد عن قطاعات محددة، فلدينا هذه المعلومات باللغتين الإنجليزية والعربية".
وحول تفاعل الحضور ضمن الجلسة قالت: "لاحظتُ من خلال المنتدى وجلسة النقاش التي عقدناها، أن هناك اهتماماً كبيراً بالإعلام كقطاع بشكل عام، وكوننا نستطيع تسليط الضوء عليه من خلال عملنا وبودكاست Discussions هو شرف عظيم".
لما الحموي، وخلال جلسة النقاش كانت قد قدمت بعض النصائح للشباب من واقع تجربتها، وعنها قالت: "قدمنا ​​العديد من النصائح للشباب، لكنني أعتقد أن النصيحة الأهم هي: جربوا كل شيء، في أقرب وقت ممكن، بغض النظر عما إذا كنتم مهتمين بالبودكاست، أو الصحافة، أو الكتابة، أو البث، أو وسائل التواصل الاجتماعي. جربوا الآن، واجهوا الإخفاقات، وتعلموا منها، وأعيدوا صياغتها من جديد... فلا سبب يدعوكم للشعور بالإحراج".
وتابعت: "هذا ما قلناه للشباب، الكثير منهم تساءلوا: ماذا لو كان النشر على وسائل التواصل الاجتماعي مُحرجاً، وماذا لو كان الكتابة مُحرجة... أنا أقول لا وجود للإحراج، فضمن هذا العالم الواسع، حجمنا كأشخاص صغير جداً، ولا شيء يدوم، جرّبوا الآن، تعلّموا من أخطائكم، جرّبوا كل شيء، واستهلكوا أكبر قدر ممكن من المعلومات".
وختمت الحموي حديثها بالقول: "أعتقد أن منصات مثل هذه، منتدى جمعية مجتمع الشباب، تُعطي الشباب الأفضلية حقاً في مسيرتهم المهنية. لذا أود أن أشكر الجمعية مجدداً، على تنظيم هذا المنتدى المؤثر الذي يزود الشباب بكل ما يحتاجونه لمتابعة مسيرتهم المهنية في الإعلام".

 

أبدعوا بأفكاركم

ورشة عمل قدمها فريق Writers in Riyadh Club


تضمنت الفعالية أيضاً ورشة عمل قدمها فريق Writers in Riyadh Club، وتولت فيها الكاتبة آلي هارت حث الحضور على اختلاق الأفكار والمواضيع القصصية والتعبير عنها بشكل حيوي ومرح.
كذلك تضمنت عروضاً تقديمية تتناول تجارب إعلامية مختلفة ومحطات نقاشية مع الحضور للاطلاع على أفكارهم وتطلعاتهم.
يذكر أن جمعية مجتمع الشباب Saudi Youth Society هي جمعية غير ربحية في المملكة العربية السعودية، تهدف إلى تمكين الشباب ودعمهم في مختلف المجالات، وإعداد جيل من القادة القادرين على المساهمة الفعّالة في بناء المجتمع، من خلال برامج تدريبية وتوعوية، وتركز بشكل أساسي على ثلاثة محاور هي: الإبداع، وريادة الأعمال، والاستدامة.
اقرؤوا أيضاً: الثقافة البصرية مفهومها وأهميتها... بوابة لاكتشاف العالم المعاصر