في لقاء حصري مع مصممة الأزياء الشهيرة ميليسا أودباش Melissa Odabash، نغوص في عالمها الراقي لأزياء المنتجعات وملابس السباحة، حيث تمتزج ذكريات الطفولة في سانت توماس مع أسلوب السبعينيات الساحر لتُعيد صياغته في تصاميم عصرية. ميليسا تكشف عن فلسفتها في تمكين المرأة من خلال الأناقة البسيطة، التي تجمع بين الراحة والثقة، وكيف تمكنت من المزج بين الحرفية الدقيقة والابتكار المعاصر في كل قطعة، من قفاطينها الفاخرة إلى ملابس السباحة المميزة، تحمل كل مجموعة توقيعها الخاص من الأناقة العفوية والخفة، لتجعل المرأة تشعر بأنها متألقة فور ارتدائها، كما تتحدث عن علاقتها بالسوق الخليجي وكيفية تصميمها ليتناغم مع ذوق المرأة العربية دون أن يفقد روح العلامة المميزة، وما تأمل أن تتركه من إرث للأجيال القادمة من النساء والمصممين.
كيف يشكّل الحنين للماضي تصاميمك الحديثة؟

تلك الذكريات المبكرة من سانت توماس، الألوان، سهولة الحياة، الطريقة التي كانت والدتي تتحرك بها بثقة هادئة، لا تزال تشكّل العدسة التي أرى من خلالها أزياء المنتجعات.
أنا لا أسعى لإعادة خلق الماضي كما كان بالضبط، لكنني أستمد طاقته. كانت السبعينيات تتمتع بسحر جميل بلا استعجال، نوع من الثقة المشرقة تحت أشعة الشمس، وأفسر ذلك من خلال القصات الحديثة، ولوحات ألوان متجددة، ونقوش أرشيفية تم إحياؤها، ما يهمني أكثر هو التقاط مزاج تلك الحقبة، الإحساس الذي تثيره، بدلاً من تكرار لحظة محددة من الزمن.
تهدفين إلى جعل المرأة تشعر بـ"الأناقة الفورية بأقل جهد"، كيف تترجمين الثقة إلى أزياء السباحة وأزياء المنتجعات؟
بالنسبة لي، تأتي الثقة من ارتداء شيء يبدو طبيعياً، أصمم قطعاً لا تطلب الكثير من المرأة التي ترتديها، قصات تنساب على الجسم بدلاً من الالتصاق به، ملابس سباحة تدعم الجسم دون أن تصرخ بالظهور، وأقمشة تتحرك مع الجسم. عندما يتناغم الثوب مع شكل جسدك ولا يعمل ضده، تتحول هذه السهولة على الفور إلى ثقة، بالنسبة لي، الأناقة هي نتيجة للراحة المعروضة بشكل جميل.
كيف توازنين بين الحرفية والابتكار في كل قطعة؟

الحرفية تمنح المجموعة روحها، بينما يحافظ الابتكار على تنوعها وحداثتها. هذا الموسم، عدت إلى النقوش الإيطالية وأعدت تصورها مع تحديث مواقعها وألوانها، مما يمنح الرموز المألوفة منظوراً جديداً. أنا دقيقة في التفاصيل الصغيرة، مثل انسياب الكم، تباعد الأزرار، نعومة خط العنق، لكنني أركز بالقدر نفسه على إبقاء القطع خفيفة، قابلة للتنفس ومريحة. هذا التوازن بين البنية المدروسة وسهولة الارتداء ضروري في أزياء المنتجعات.
كيف تحافظين على روح الأناقة البسيطة في كل شيء؟
الاتساق يأتي من فلسفة تصميم واضحة جداً، يجب ألا تشعر أزياء المنتجعات بالثقل أو الإفراط؛ حتى في القطع الأكثر هيكلة، أبحث عن شعور بالسهولة، أقمشة أخف، خطوط مريحة، وتفاصيل تبدو راقية بدلاً من كونها مزخرفة. سواء كان لباس سباحة أو فستانَ قميصٍ مفصلاً، أريد لكل قطعة أن تحمل الطاقة البسيطة نفسها التي تشعرين بها عندما تكونين قرب البحر.
كيف تصممين للمرأة العربية، مع المزج بين الخصوصية الثقافية والأسلوب العصري؟

المرأة العربية لديها عين رائعة للأناقة، وتتبنى الموضة بروح فردية مميزة. عند التصميم للعملاء في دول الخليج، أركز على قطع متعددة الاستخدامات توفر تغطية لكنها تبقى خفيفة، قصات يمكن تنسيقها بطبقات جميلة، وألوان تتألق في ضوء المنطقة الدافئ. الأمر لا يتعلق بابتكار شيء منفصل، بل بتكييف المجموعة لتتناسب طبيعياً مع أسلوب حياتها وإحساسها بالرشاقة.
مدن مثل دبي والرياض تشكلان المشهد العالمي للموضة، ما أكثر ما يثير حماسك في سوق الخليج واتجاهاته؟
سوق الخليج يتميز بمشهد موضة متطور وفريد، وهو مصدر إلهام كبير بالنسبة لي. هناك تقدير عميق للأناقة والحرفية، والموضة منسوجة في الحياة اليومية بطريقة تجمع بين الجذور الثقافية والتقدم. أكثر ما يلفت انتباهي هو كيف تتبنى النساء في المنطقة أزياء المنتجعات كجزء من أسلوب حياتهن، وليس فقط للسفر، بل كامتداد طبيعي لكيفية ارتدائهن على مدار السنة. هذا المزج بين التقليد والحداثة والرشاقة يشجعني دائماً على استكشاف ما يمكن أن تقدمه أزياء المنتجعات وكيف يمكن أن تكمل عالمهن.
ما الإرث الذي تأملين أن تتركه ميليسا أوداباش للنساء والمصممين المستقبليين؟
آمل أن تقف العلامة التجارية كتذكير بأن البساطة، عندما تُنفذ بشكل جيد، يمكن أن تكون قوية للغاية. إذا شعرت النساء بالاحتفال والراحة والجمال في تصاميمي، فهذا هو الإرث الذي أهتم به أكثر. بالنسبة للمصممين المستقبليين، آمل أن يُظهر عملي أن ضبط النفس وطول العمر يمكن أن يكون له تأثير مماثل للتصريحات الجريئة، أزياء المنتجعات تتعلق بأسلوب حياة مسترخٍ، واثق، وخالد، وأتمنى أن تستمر هذه الفلسفة.






