mena-gmtdmp

ما هو الأمان في العلاقة الزوجية؟

زوج يحتضن زوجته بحنان ومحبة وهي تبتسم بسعادة بين أحضان الطبيعة
زوج يحتضن زوجته بحنان ومحبة وهي تبتسم بسعادة بين أحضان الطبيعة حيث إن الأمان في العلاقة الزوجية أساسي لأنه يبني الثقة، ويعمق الروابط العاطفية - المصدر: freepik

الأمان أمر أساسي في العلاقة الزوجية، وهو يعني الطمأنينة وغياب الخطر، والشعور بالراحة والثقة النفسية والعاطفية تجاه الشريك، والحماية والسلامة والتحرر من القلق، بحيث يشعر الشريك بالرضا والسعادة والأمان في علاقته الزوجية، وهو الذي يسمح للفرد بالتعبير عن مشاعره وأفكاره بحرية من دون تردد أو خوف من الحكم، واثقاً من أن شريكه لن يُجادله أو يُخبره بأنه مُخطئ. في السياق التالي، التقت "سيدتي" خبيرة العلاقات الأسرية نسرين خليل؛ لتخبرنا عن الأمان في العلاقة الزوجية.

الأمان يفتح أبواب الثقة والراحة والسكينة بين الزوجين

زوجان يشعران بالأمان والثقة وهما أساس علاقة صحية ومستدامة 


تقول نسرين خليل لـ"سيدتي": "إن الثقة والأمان في العلاقات العاطفية أساسيان لعلاقة صحية ومستدامة، فالأمان الذي يُعطيه الرّجل للمرأة؛ هو أمانُ الحبِّ والحِماية والكِفاية، وهو المفتاح الذي بإمكانه فتح أبواب الثقة والراحة والسكينة بين الزوجين، ويشمل جوانب مختلفة؛ كالأمان النفسي والعاطفي والمادي، والوجودي، حيث يشعر كل طرف بالرضا، ويكون الشريك سنداً في الأوقات الصعبة، وهذا الأمان يسمح بالتواصل المفتوح، واحترام المشاعر، وتقديم الدعم في الأوقات الصعبة، والقدرة على أن يكون كل طرف على طبيعته، من دون خوف من النقد أو الرفض".

الأمان ضروري لعلاقة صحية ومستقرة

وتؤكد نسرين أن الأمان في العلاقة الزوجية ضروري لبناء علاقة سليمة ومستقرة؛ تقوم على الاحترام والتفاهم المتبادل، والإحساس بالأمان في العلاقة الزوجية هو الشعور بالثقة والراحة النفسية والعاطفية والجسدية، وأيضاً الاستقرار والقدرة على الاعتماد على الشريك وقت الشدة، وأن مشاعرك واحتياجاتك محترمة ومدعومة، كما يتضمن أيضاً الثقة المتبادلة في الالتزام بالعلاقة واحترام أسرارها، ووجود دعم مادي ومعنوي لمواجهة صعوبات الحياة كفريق.

أهمية الأمان في العلاقة الزوجية

توضح نسرين خليل أن الأمان في العلاقة الزوجية أساسي؛ لأنه يبني الثقة، ويعمق الروابط العاطفية، ويسمح بحلّ النزاعات بشكل صحي، ويمنح الشريكين شعوراً بالاستقرار الداخلي والحرية؛ للتعبير عن الذات من دون خوف من الحكم أو الرفض أو الأذى، فعندما يشعر الشريك بالأمان؛ فإنه يمتلك القوة للتغلب على أي تحديات، ويتمكن من النمو والتطور، فالأمان يسمح بنمو العلاقة وعمقها، حيث يمكن للزوجين أن يكونا أكثر صدقاً وانفتاحاً، كما أنه يقوي الثقة المتبادلة ويقلل من المشاكل الناتجة عن سوء الفهم، كما يساعد على تجاوز الخلافات والتحديات بصورة بناءة، مما يجعل العلاقة أكثر استقراراً وسعادة.
قد ترغبين أكثر في التعرف إلى: أهمية الأمان العاطفي

عناصر الإحساس بالأمان في العلاقة الزوجية

زوجان يبدو عليهما الاستقرار العاطفي والشعور الأمان 

الأمان العاطفي

وينشأ بالتواصل المفتوح والصادق؛ من خلال القدرة على التحدث بصراحة عن المشاعر والأفكار من دون خوف من الحكم أو السخرية، بالإضافة إلى الاستماع النشط للطرف الآخر، والاحترام المتبادل؛ كتقدير كل طرف لاحتياجات ورغبات الآخر من دون محاولة السيطرة أو فرض الرأي، وأن تشعر بأنك محل تقدير، بما في ذلك مميزاتك وعيوبك، وأن وجودك مهم، وأن تكون مطمئناً بأنك لن تتعرض للخيانة أو الاستغلال.

الأمان النفسي

ينبع من الاستقرار العاطفي؛ الناتج عن الشعور بالحب والقبول وعدم التعرض للأذى النفسي، إلى جانب الشعور بالثقة في القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر من دون خوف من الحكم أو العقاب، كذلك الشعور بأنك "أمانة" في يدي شخص آخر، وهو ما يعني أنك لست بحاجة إلى التصنع وعدم الحاجة لارتداء "أقنعة" أو التظاهر بأنك تشعر بالأمان. إنه شعور بالراحة، والطمأنينة؛ التي تأتي من أن تكون مقبولاً كما أنت، والثقة بأن شريكك سيستمع إلى احتياجاتك ويحترم خصوصيتك، هذه العناصر مجتمعة تخلق بيئة يشعر فيها الفرد في العلاقة بالأمان للتعبير عن نفسه، والمخاطرة من دون خوف من العواقب السلبية، والتواصل بشكل صحي.

الأمان المادي

يتعلق الأمان المادي بتوفير الدعم المالي الذي يضمن تلبية الاحتياجات الأساسية للفرد والأسرة؛ من مأكل وملبس ومسكن ورعاية صحية وتعليم، وهو يشمل أيضاً وجود مصدر دخل ثابت ومستمر يوفر الطمأنينة ويقلل من القلق والتوتر، وإمكانية مواجهة التحديات المالية الطارئة، ويتجنب تراكم الديون التي تسبب ضغطاً كبيراً، والقدرة على الادخار، وإدارة النفقات بشكل فعال، والاستقلالية المالية، فالأمان المادي يُسهم في بناء الثقة بالنفس، ويعطي الشعور بالسيطرة على الحياة، وتحقيق المرونة في مواجهة الأزمات غير المتوقعة؛ مثل فقدان الوظيفة أو الأمراض المفاجئة، كذلك الشعور بالثقة في أن الشريك سيكون داعماً في مواجهة التحديات المالية، وأن الأمور المالية ستُدار كفريق واحد.

الأمان الجسدي والوجودي

وهو يشمل الشعور بالحماية والأمان الجسدي من أي عنف أو تهديد يهدد أحد الطرفين أو كليهما، ويشمل الحماية المادية من الأذى والاعتداءات والإصابات، ويعتمد على وجود قوانين وأنظمة تُعزز الشعور بالحماية، كذلك يتضمن توفير الموارد الأساسية؛ مثل الطعام والماء والرعاية الصحية، والاعتماد على الشريك كسند حقيقي في أوقات الشدة والأزمات، سواء كان ذلك وجوداً فعلياً أو عاطفياً. والأمان الوجودي يشمل توفير مصدر رزق مستمر لتلبية الاحتياجات الأخرى، ويتضمن وجود بيئة مستقرة وخالية من النزاعات والمشاكل المستمرة، ويتطلب شعور الفرد بالانتماء والتقدير في المجتمع.
وإذا تابعتِ الرابط التالي فستعرفين: أهمية الثقة في العلاقات.. نحو بناء أساس قوي للزواج