أبرز اتجاهات التصميم الداخلي للمنازل لعام 2025

صحيح أن المنزل لطالما كان ملاذاً للراحة و"الاختباء" من الضغوط الخارجية، وأن كل مالكة تهدف إلى أن تحيط نفسها في مسكنها بكل ما يعني لها من عناصر، جاء العام 2025 ليحثها أكثر فأكثر على التعبير عن تفضيلاتها ورواية قصة شخصية من خلال المنزل مع التخلي عن البساطة التي سادت طويلاً وتبني اتجاهات تؤيد الفخامة. لذا؛ تسترجع السطور الآتية، أبرز اتجاهات التصميم الداخلي للمنازل لعام 2025، وهي: التصميم البيوفيلي والكلاسيكي الحديث وطراز الحد الأقصى والآرت ديكو.

التصميم البيوفيلي

على الرغم من أهمية التصميم البيوفيلي الدائمة؛ فهو قد برز خلال الأعوام الأخيرة بعد جائحة كورونا، ولا سيما هذا العام "2025"، مع اهتمام مصممي الديكور الداخلي ومُلاك المنازل أكثر فأكثر باستخدام المواد الطبيعية وإضفاء لمسة خضراء على مساحات المعيشة الداخلية، والتفكير مرتين قبل اقتناء أي أكسسوار أو وحدة إضاءة سريعة الزوال. من المعروف أن لدى البشر ميلاً فطرياً للبحث عن روابط مع الطبيعة. وفي العقود الأخيرة، ازداد الوعي بأهمية التصميم البيوفيلي، مع الإشارة إلى مصطلح "البيوفيليا" صيغ لأول مرة في عام 1973 من عالم النفس إريك فروم؛ لوصف انجذابنا للأشياء الحية والحيوية. في إطار التصميم الداخلي العائد للمشروعات السكنية، يسعى التصميم البيوفيلي إلى ربط حاجتنا الفطرية للارتباط بالطبيعة في البيئة العمرانية الحديثة. كان ستيفن كيلرت، عالم البيئة الاجتماعية والمدافع البارز عن التصميم البيوفيلي، ابتكر العناصر الستة للتصميم البيوفيلي، متمثلة في:

1. السمات البيئية: بما إننا ننجذب بطبيعتنا إلى سمات الطبيعة "مثل النباتات، الحيوانات، والمواد الطبيعية"؛ يمكننا خلق هذا الارتباط في المنزل عبر: استخدام ألوان الطبيعة وإدخال عنصر الماء وتصميم نوافذ كبيرة للسماح بدخول أشعة الشمس والتهوية الجيدة للشعور بالراحة وإكساء الجدران بالنباتات...
2. الأشكال والأنماط الطبيعية: هذا العنصر يحاكي الأشكال الموجودة في الطبيعة داخل وخارج المبنى. يشمل ذلك: الأشكال الموجودة في النباتات والأشجار والأوراق وزخارف الحيوانات والهياكل التي تبنيها "مثل خلايا النحل أو شبكات العنكبوت". هذه الأشكال تميل إلى أن تكون منحنية وغير منتظمة، وتتناقض مع الزوايا القائمة والخطوط المستقيمة.
3. الأنماط والعمليات الطبيعية: هذا المبدأ يختلف عن الأشكال؛ فهو يركز على طريقة عمل الطبيعة وكيف ندركها بحواسنا، مثل: التنوع والغنى في التفاصيل التي نراها، كما التغيرات في خواص المواد مع مرور الوقت "مثل الخشب الذي يبهت قليلاً والمعدن الذي يشيخ"، وتغير الإضاءة أو الصوت، إضافة إلى وجود نقاط تركيز واضحة، ومسارات وممرات منظمة، والشعور بالترابط والتسلسل بين المساحات المختلفة.
4. الضوء والمساحة: التحكم بالضوء والمساحة هو عنصر أساسي؛ لذلك يمكن الاستفادة من ضوء النهار الطبيعي أو حتى الضوء المُفلتر. كما أن استخدام الضوء لخلق تلاعب في الظل والانعكاسات يضيف قيمة مميزة. من جهة ثانية، يمكن استخدام المساحة لخلق شعور بالانفتاح والتناغم، وربط الأجزاء الداخلية بالخارجية، وتحديد شكل ووظيفة المناطق المحيطة.
5. العلاقات المكانية: يشير هذا العنصر إلى العلاقة القوية التي تربط الثقافة والذاكرة بالمكان. يشعر الناس بارتباط عاطفي عميق بأماكن معينة "مثل الشعور بالحنين إلى الوطن"، ويحدث هذا الارتباط بسبب: الخصائص الجغرافية والتاريخية للمكان والنظم البيئية والمواد المحلية. إشارة إلى أن هذا الارتباط العاطفي يُولد لدينا شعوراً بالمسؤولية والحماية تجاه هذا المكان.
6. تطور العلاقات بين الإنسان والطبيعة: بينما تعكس جميع العناصر الأخرى علاقتنا بالطبيعة، يركز هذا المبدأ على الجوانب النفسية والاحتياجات الأساسية وكيف تنعكس في التصميم، مثل: الشعور بالأمان والحماية داخل المكان وخلق توازن وتشجيع الفضول والاستكشاف وتوليد شعور بالتحكم والإنجاز في بيئتنا الخاصة.

قد يهمك الاطلاع أيضاً على: حضور الطبيعة الآسر في العمارة الداخلية

التصميم البيوفيلي لرفاهية الإنسان

جدير بالذكر أن التصميم البيوفيلي مفيد لرفاهيتنا؛ فهو:

• يعزز التعافي من الأمراض والجراحة.
• يخفض المشكلات الصحية والاجتماعية.
• يبث شعوراً أقوى بالانتماء للمجتمعات.

التصميم الداخلي الكلاسيكي الحديث

يشهد التصميم الكلاسيكي عودة قوية هذه الأيام، فهناك الكثير من النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي حول الجماليات التقليدية، التي توظف بأساليب عصرية أكثر بساطة. يرجع انجذاب أصحاب المنازل إلى الطراز الكلاسيكي الحديث لطبع ديكورات منازلهم بالخلود لما يحققه الأسلوب المذكور من توازن وثبات واستمرارية أكثر من كونه مجرد موضة عابرة. يُعَدُّ هذا الأسلوب مثالياً للمنازل القديمة والحديثة على حد سواء؛ فهو يُجسد تصميماً داخلياً أنيقاً للمنزل، بلمسة من الماضي ولمحة من الحاضر. ولذلك، فإن فكرة الجمع بين الأنماط، مثل المزج بين الطرازين الحديث والتقليدي، تُضفي على الغرف طابعاً مميزاً وأصالة.

من أهم سمات التصميم الداخلي الكلاسيكي الحديث هو لوحة ألوان هادئة ومحايدة ذات لمسات دافئة. عادةً ما يكون الأثاث متماثلاً، وقد يُذكرنا بتصميم قديم، ولكن من حيث إن خطوطه أكثر سلاسة وبالتالي أقل ثقلاً. يُدعم مزيج التصميم التقليدي والحديث بمواد مثل الخشب المصقول والحجر والمعادن المصقولة. غالباً ما تُضفي المساحات شعوراً بالأناقة والراحة. في الوقت نفسه، ستحصلين على لمسات تبدو عصرية ومتجذرة، تُظهر الطراز التقليدي بلمسة عصرية.

عند الرغبة بمزج الطرازين الحديث والتقليدي ببعضهما بعضاً، ابدئي بالأثاث والتصميم، أو اختاري قطعةً عتيقة الطراز، مثل كرسي بذراعين أو مرآة مطلية بالذهب، وادمجيها بأريكة أو طاولة عصرية. أما بالنسبة للأقمشة والقوامات؛ فاختاري المخمل أو الكتان مع الجلد الناعم أو الزجاج. لإضفاء لمسة مميزة؛ أضيفي ثريا فاخرة مع مصباح أنيق. للتفاصيل المعمارية دورٌ مهم. على سبيل المثال، يمكنك التفكير في استخدام قوالب السقف أو الألواح الخشبية والجدران المطلية بلونٍ مسطح. كل هذا يُضفي انطباعاً بالتصميم الداخلي المعاصر التقليدي.

باختصار، يقوم التصميم الداخلي الكلاسيكي الحديث على:

• ألوان: الأبيض الدافئ، والرمادي الهادئ، والرمادي الداكن الناعم، وقليل من الأخضر الداكن أو الكحلي.
• مواد: أرضيات من خشب البلوط، وأسطح عمل من الرخام، وأدوات من النحاس، وألياف طبيعية.
• قطع أثاث كلاسيكية: أريكة مُبطنة أو طاولة قهوة عتيقة، في غرفة عصرية. يكمن السر في موازنة هذه القطع المزخرفة مع الأثاث الحديث ذي الخطوط البسيطة. على سبيل المثال، يُمكن لكرسي كلاسيكي بظهر مجنح أن يتناسب بشكل رائع مع أريكة عصرية بسيطة.
• إضاءة عصرية مع لمسات تقليدية: تُضفي المصابيح المُعلقة الحديثة أو التركيبات ذات الطراز الصناعي لمسة عصرية، بينما يُضيف استخدام عناصر زخرفية تقليدية مثل لمسات النحاس أو الذهب لمسة كلاسيكية.
• التركيز على الفن والأكسسوارات: في هذا الإطار، يمكنك تعليق لوحة تجريدية معاصرة فوق مفرش طاولة خشبي عتيق، أو وضع مرآة مزخرفة على طاولة كونسول بسيطة. هذه اللمسات الصغيرة هي ما يجمع الأسلوبين معاً.
• التفاصيل التاريخية: من الجوانب التي غالباً ما يتم تجاهلها في التصميم والتي قد تُحدث تأثيراً كبيراً هي التفاصيل الدقيقة كمقابض الأبواب، أو الأدوات المعدنية، أو أغطية فتحات التهوية في منزلك، وذلك بالاستيحاء من فتحات التهوية التاريخية، التي يُمكنها أن تُضفي لمسةً من الأناقة على أي مساحة، خاصةً عند مزج الأنماط التقليدية بالحديثة.
• الأنماط: تُعَدُّ الأنماط الحلزونية والمربعة أمثلةً رائعةً على كيفية مساهمة التفاصيل الصغيرة في رؤيتك التصميمية الشاملة.

قد يهمك الاطلاع أيضاً على: ما هي أهم أنماط التصميم الداخلي؟ اكتشفي أبرزها في هذا الدليل السهل

طراز الحد الأقصى

تتمحور صيحات الديكور الداخلي لعام 2025 حول تبني بعض جوانب الفخامة، ولا سيما طراز الحد الأقصى المعروف بـ"الماكسيماليست ستايل"، الذي يقوم على أنماط متعددة الطبقات، ومجموعات مختارة بعناية، ومزيج نابض بالحياة من العناصر الكلاسيكية والمعاصرة. يحول الطراز المذكور المنزل إلى "معرض فني كبير" يضم كل العناصر والألوان والمقتنيات التي تعني للمالكة، من دون أن يعير اهتماماً لدمج ألوان كثيرة ومواد متعددة وقطع كثيرة في المساحة الواحدة، بل أن يروي كل عنصر منها قصة خاصة، مع البحث عن تحقيق شيء من التناغم.

عند التقليب في صفحات التاريخ، يتبين للباحث أن تاريخ "الماكسيماليست ستايل"يرجع إلى قرون مضت، حيث شهد العصر الفيكتوري ازدهاراً ملحوظاً. في ذلك الوقت، كان ديكور الحد الأقصى "حتى لو لم يكن يُسمى كذلك آنذاك" يعتمد على إبراز الثراء من خلال عرض الكنوز، والأقمشة الفاخرة، والديكور، والمجموعات. في الواقع، تشترك بعض أنماط التصميم الداخلي الأخرى في مبدأ "الماكسيماليست ستايل"، وهو إبراز مقتنياتك المفضلة، مثل الطراز الريفي الإنجليزي والريف الفرنسي. تعتمد هذه الأنماط على تنسيق الأكسسوارات والديكورات بشكل طبقات؛ ما يُشعرك بالراحة.

الآرت ديكو

دخل فن الآرت ديكو عالم التصميم في عشرينيات القرن الماضي، ولا يزال مصدر إلهام كبير لمهندسي العمارة والتصميم الداخلي، خصوصاً أنه في العام الجاري "2025"، يحتفى بالذكرى المئوية لمعرض باريس الشهير عام 1925 الذي قدم مصطلح آرت ديكو. يمكن للطراز المذكور أن يحل في جنبات المنزل أو أن يدمج من خلال عناصر صغيرة، كما أنه ينسجم بشكل رائع مع التصميمات المعاصرة والتقليدية على حدٍّ سواء؛ إذ يتعلق الطراز بمساحات فخمة مزينة بأنماط هندسية متعرجة، وشيفرون، وأرضيات على طراز باركيه دو فرساي، مع إبراز الخشب الريفي الدافئ واكسسوارات ذات أنماط جريئة، وتشطيبات لامعة، وألوان الجواهر. فكري في درجات الأزرق الغامق والبورغندي الداكنة، مع إضاءة مميزة ولمسات معدنية، أو أسطح لامعة كالخشب المطلي مع مواد أكثر نعومة كالمخمل أو الجص المزخرف.