في هذا العمر الذهبي يبدأ الطفل في تكوين صورة أوضح عن نفسه: ماذا يحب؟ ماذا يستمتع بتعلمه؟ ومتى يشعر بالثقة؟ لهذا تحتاج هذه المرحلة من الأم ذكاءً في الطرح، وهدوءاً في التوجيه، ووعياً بأن التعلم لا ينفصل عن اسلوب التربية ونمط الحياة الصحي، بجانب أنها الوقت المناسب لاكتشاف ميول طفلك الدراسية. وهنا يؤكد الدكتور علي مهران أستاذ التربية وتعديل السلوك، والأمر يستلزم مراقبة اهتمامات الطفل وألعابه- فنون، علوم، قراءة-، توفير تجارب متنوعة الاستماع لأسئلته- كيف ولماذا-، التواصل مع معلميه ومتابعة ملاحظاتهم، تشجيع الطفل على التعبير-تمثيل وكتابة-، وسؤاله مباشرة على الأشياء التي تثير فضوله، مع توفير بيئة محفزة دون ضغط أو إجبار لمساعدته على اكتشاف شغفه بنفسه.
أفكار تهمك لاكتشاف ميول طفلك:

الملاحظة الدقيقة والمستمرة
انتبهي لأنشطة الطفل التي يفضلها ويقضي فيها وقتاً طويلاً دون ملل، مثل تركيب المكعبات قد يدل على الميول الهندسية، أو سرد القصص- ميول أدبية-.
استمعي جيداً لأسئلة طفلك مثل "لماذا السماء زرقاء؟، فهي مؤشر على ان اهتماماته علمية، فلكية.
راقبي رسوماته أو أدواره في اللعب، فهي تعكس عالم اهتماماته الداخلية.
إليك أيضًا 30 دقيقة من اللعب الحر تسعد طفلك وتنمي شخصيته وتقوي مناعته! ما رأيك؟
توفير بيئة غنية بالخبرات
عرّضيه لخبرات فنية، موسيقية، تجارب علمية بسيطة، وأنشطة خارجية متنوعة.
اصطحبيه للمتاحف، المعارض، المكتبات، أو حتى الحدائق لمراقبة الطبيعة.
انتبهي للبرامج والقصص التي يفضلها، فهذا يكشف الكثير عن ميوله.
التواصل والحوار المفتوح
تحدثي معه بفاعلية وانتظام عن اهتماماته وشغفه دون مقاطعة أو إصدار أحكام.
اسأليه أسئلة مفتوحة؛ ما أكثر شيء استمتعت به اليوم؟ أو ما الذي يثير فضولك؟
لعب دور "ماذا لو"؟ هذا يساعده على استكشاف سيناريوهات مختلفة والتعبير عن مشاعره وأفكاره.
التعاون مع المعلمين
تحدثي مع معلمي طفلك بشكل دوري، فهم يرون جوانب قد لا تظهر في المنزل، مثل تفضيله لمادة معينة أو درجة تفاعلاته في الصف. اسأليهم عن نقاط قوته واهتماماته في البيئة المدرسية، ونوع الأسئلة التي يطرحها وسجلي ملاحظاتهم.
الدعم والتشجيع دون إجبار
دعميه في اختياراته وشجعيه على الاستمرار في النشاط الذي يبدو أنه يحبه، حتى لو كان يظهر فتوراً مؤقتاً. تجنبي فرض رغباتك، ولا توجهيه نحو تخصص معين بناءً على فرص مادية أو تقاليد عائلية؛ الأهم هو سعادته وتطوره الشخصي.
أسئلة ذكية تكشف الميول العلمية والتفكير التحليلي

أسئلة تكشف أكثر ما يثير فضول الطفل:
ما أكثر شيء يثير فضولك: كيف تعمل الأجهزة أم كيف تنمو النباتات؟
إذا كان لديك يوم كامل لتجربة شيء جديد، هل تختار تجربة علمية أم قراءة قصة خيالية؟
هل تحب حل الألغاز والمسائل الصعبة؟
ماذا تعني الإجابات؟
الطفل الذي ينجذب إلى كيف تعمل الأشياء، ويستمتع بالتجارب وحل المشكلات، غالباً ما يميل إلى مجالات مثل الهندسة، التكنولوجيا، الطب، أو العلوم الطبيعية. هذا النوع من الأطفال يحب الفهم العميق أكثر من الحفظ.
كيف تدعمينه؟
وفّري له ألعاب تركيب، تجارب بسيطة في المنزل، أو فيديوهات تعليمية مناسبة لعمره.
شجعي الأسئلة حتى لو بدت كثيرة.
انتبهي لتغذيته، فالإفراط في السكريات قد يؤثر على تركيزه وقدرته على التفكير التحليلي لفترات طويلة.
أسئلة تكشف الإبداع والفنون

هل تستمتع بالرسم أو تصميم أشكال جديدة؟
إذا طلبنا منك ابتكار لعبة، كيف ستكون؟
هل تفضل الألوان الزاهية أم الهادئة؟
ماذا تعني الإجابات؟
الطفل الميال للألوان، الخيال، والابتكار، غالباً ما يحمل ميولاً نحو الفنون، التصميم، الكتابة، أو الإعلام. هؤلاء الأطفال يعبّرون عن أنفسهم بالمشاعر والصور أكثر من الأرقام.
كيف تدعمينه؟
لا تهملي الرسومات البسيطة، فقد تكون بداية موهبة.
وفّري أدوات فنية دون ربطها بالكمال أو النتائج.
انتبهي للعادات الغذائية؛ فالسكر الزائد قد يسبب تقلبات مزاجية تؤثر على صفاء الإبداع.
أسئلة تكشف المهارات الاجتماعية والتواصل
هل تحب العمل مع أصدقائك في مشروع جماعي أم تفضل العمل بمفردك؟
إذا كان عليك إقناع شخص بفكرة، كيف ستفعل ذلك؟
هل تحب التحدث أمام مجموعة أم تفضل الاستماع؟
ماذا تعني الإجابات؟
الطفل الاجتماعي، الذي يحب الحوار والعمل الجماعي، يميل غالباً إلى العلوم الاجتماعية، التعليم، الإعلام، القانون، أو العلاقات العامة. هؤلاء الأطفال يمتلكون ذكاءً عاطفياً عالياً.
كيف تدعمينه؟
أعطيه مساحة للتعبير عن رأيه داخل البيت.
شاركيه النقاش بدل إعطاء الأوامر.
علّميه الربط بين الطعام الصحي والطاقة اللازمة للتواصل والتركيز، خاصة تقليل المشروبات المحلاة.
أسئلة تكشف الميول الحركية والبدنية

ما النشاط الذي يجعلك تشعر بالسعادة أكثر: الجري أم ركوب الدراجة؟
هل تحب الرياضات الجماعية أم الفردية؟
إذا كان لديك خيار بين مشاهدة فيلم أو اللعب في الخارج، ماذا تختار؟
ماذا تعني الإجابات؟
الطفل النشيط بدنياً قد يميل إلى الرياضة، العلاج الطبيعي، التدريب، أو أي مجال يعتمد على الحركة والانضباط الجسدي.
كيف تدعمينه؟
لا تحاولي كبح حركته بل توجيهها.
نظّمي وقته بين النشاط البدني والدراسة.
احذري من المكافآت السكرية بعد التمارين، واستبدليها بخيارات صحية.
إليك تجربتي في تحويل ميل طفلي للمخاطرة إلى قوة إيجابية؟.. 7 طرق مدروسة
أسئلة العادات الصحية والتغذية (مدخل ذكي للتوعية)

ما هو طعامك المفضل في الإفطار؟
إذا كان أمامك خيار بين قطعة شوكولاتة وفاكهة، ماذا تختار ولماذا؟
هل تعرف ماذا يحدث لجسمك إذا تناولت الكثير من السكر؟
ما المشروب الذي يمنحك الطاقة أكثر: الماء أم العصير المحلى؟
هذه الأسئلة لا تختبر المعرفة فقط، بل تكشف الوعي، الاختيار، والعلاقة بين الغذاء والطاقة الذهنية. الطفل الذي يفهم أثر السكر سيكون أكثر استعداداً للتعلم والتركيز.
نصائح مهمة لكل أم

لا تبحثي عن موهبة واحدة، فطفلك قد يجمع بين أكثر من ميل.
- لا تضغطي عليه ليشبه أحداً، دعي الأسئلة تقوده لا التوقعات.
- راقبي نمط أكله، فالعقل يحتاج طاقة مستقرة لا اندفاعاً سريعاً من السكر
- اجعلي الحوار عادة يومية، فالأسئلة الذكية اليوم قد تصنع قراراً واثقاً في المستقبل.
اكتشاف ميول طفلك ليس مشروعاً عاجلاً، بل رحلة مشتركة، تبدأ بسؤال بسيط، وتنمو بالحب، والوعي، والاختيارات الصغيرة الصحيحة.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.






