ليلة رأس السنة من أكثر الليالي ازدحامًا بالفعاليات والتجمعات العائلية والاجتماعية، وهي مناسبة ينتظرها الكبار والصغار على حد سواء، وهذه الليلة بما تحمله من صخب وضوضاء وزحام، تحتاج إلى تخطيط خاصة عندما يكون الأطفال جزءًا من التجربة؛ فوجودهم وسط أماكن مكتظة ولساعات طويلة أحيانًا، يفرض على الأمهات والآباء مسؤولية لضمان سلامتهم وراحتهم واستمتاعهم في الوقت ذاته.
في هذا التقرير يقدّم الدكتور معتز عبد الرحمن التربوي وأستاذ علم نفس الطفل دليلاً عمليًا ومبسّطًا للأمهات والآباء، متمثلاً في 12 قاعدة تنظيمية وتربوية تشمل: آداب وجود الأطفال في ليلة رأس السنة داخل المنزل أو خارجه، مع التركيز على التفاصيل الصغيرة التي تُحدث فرقًا كبيراً.
تخطيط وتنظيم فانضباط

ليلة رأس السنة دائماً ما تكون ذكرى جميلة للأطفال، إذا أُحسن التخطيط لها، ورُوعي فيها احتياجهم الجسدي والنفسي، والأمهات الواعيات لا تحرم طفلها من الفرح، ولا تعرضهم أيضاً للمخاطر، بل توازن بين الاستمتاع والحماية.
الأمر ليس صعباً؛ ويتم ببعض التنظيم واهتمام بالتفاصيل، وقليل من المرونة، بعدها تتحول ليلة رأس السنة إلى تجربة عائلية دافئة، مليئة بالضحكات والذكريات التي تبقى في ذاكرة الطفل لسنوات طويلة.
ولأنه يوم واحد يتكرر حدوثه بعد مرور عام كامل، هناك 12 قاعدة على الآباء الالتزام بها، وتلقينها لأطفالهم؛ لضمان قضاء ليلة جميلة وسط الأهل والأصحاب ومن دون أخطاء.
التخطيط المسبق قبل الاحتفال
الخطأ الأكبر الذي تقع فيه بعض العائلات هو التعامل مع الاحتفال بعام 2026 وكأنه يوم عادي، وفي الحقيقة هي ليلة تختلف؛ من حيث الازدحام، طول السهرة، طبيعة المكان، وكثرة المثيرات حول الطفل، لذلك يبدأ النجاح بالتخطيط المسبق والتعرف على:
- هل المكان مناسب للأطفال؟
- هل الفعالية مدتها طويلة؟
- هل يوجد مكان خاص وآمن للجلوس أو اللعب؟
بعدها على الوالدين إعداد خطة واضحة، تتضمن وقت الاحتفال ووقت الانتهاء، ومهام كل فرد من الأسرة، ما يقلل التوتر ويمنح الأم شعورًا بالسيطرة وللأطفال الإحساس بالاطمئنان.
اختيار الملابس المناسبة للأطفال
ملابس الأطفال في ليلة رأس السنة ليست مسألة أناقة فقط، بل لابد أن يشعر الطفل معها بالأمان والراحة في المقام الأول لهذا يفضل اختيار ملابس:
- مريحة وغير ضيقة.
- مناسبة لدرجة الحرارة داخل المكان وخارجه.
- سهلة الخلع والارتداء، خاصة للأطفال الصغار.
في الأماكن المزدحمة، قد ترتفع درجة الحرارة بسبب كثرة الناس، لذلك يُنصح بارتداء طبقات خفيفة يمكن خلعها، كما يُفضل تجنب الإكسسوارات الحادة أو الثقيلة، والأحذية غير المريحة التي قد تسبب تعثر الطفل أو انزعاجه.
كيف تراعي الأم أولادها وسط الزحام؟

الزحام هو التحدي الأكبر في ليلة رأس السنة، خاصة في الأماكن الواسعة أو خارج المنزل، والتي يشعر وسطها الطفل بالخوف أو الضياع أو التعب بسرعة. وهنا يبرز دور الأم في:
- إبقاء الطفل قريبًا من عيون الأم دائمًا.
- الاتفاق مع الطفل الأكبر سنًا على نقطة تجمع في حال الضياع.
- تعليم الطفل اسمه واسم والدته ورقم هاتفها بطريقة بسيطة.
الأطفال في الأماكن المزدحمة- داخل المنزل أو خارجه- أكثر عرضة للتوتر والقلق، خاصة إذا انفصلوا عن ذويهم ولو لدقائق، ما يجعل المراقبة المستمرة ضرورة لا خيارًا.
هل يحتفظ الأطفال بألعابهم الخاصة بجانبهم؟
بقاء اللعبة المحببة بين يديهم، أو اصطحابها معهم قد يكون قرارًا ذكيًا، خاصة للأطفال الصغار؛ اللعبة تمنح الطفل شعورًا بالأمان والانشغال، وتقلل من الملل ونوبات البكاء، لكن يُنصح بما يلي:
- اختيار ألعاب خفيفة وسهلة الحمل.
- تجنب الألعاب باهظة الثمن أو القابلة للضياع.
- التأكد من أن اللعبة لا تصدر أصواتًا مزعجة.
ما رأيك بفكرة الخيمة أو مساحة خاصة باللعب؟

بعض الأمهات يفكرن في إحضار خيمة صغيرة أو مساحة لعب متنقلة، خاصة في التجمعات العائلية أو الأماكن المفتوحة، هذه الفكرة قد تكون مفيدة إذا كان المكان يسمح بذلك. الخيمة الصغيرة تمنح الطفل مساحة خاصة للجلوس أو اللعب أو حتى النوم، بعيدًا عن الضوضاء، لكنها تحتاج إلى:
- التأكد من أمان المكان.
- عدم إعاقة حركة الآخرين.
- مراقبة الطفل داخلها باستمرار.
الهدايا للصغار في ليلة رأس السنة

الهدايا ليست حكرًا على مناسبة دون أخرى، في ليلة رأس السنة، يمكن لهدية صغيرة أن تصنع فرقًا كبيرًا في مزاج الطفل ومن معه، لا يشترط أن تكون الهدية باهظة.
يكفي أن تكون: مناسبة لعمر الطفل، آمنة، تعكس الاهتمام والحب؛ فالهدايا المناسبة تخلق ذكريات إيجابية للطفل، وتجعله يشعر بأن هذه الليلة مميزة له أيضًا، وليست للكبار فقط.
تحضير أطعمة خاصة للأطفال

سؤال مهم تطرحه كل أم: هل أعتمد على طعام الحفل أم أحضّر طعامًا خاصًا للأطفال؟ الإجابة تعتمد على عمر الطفل وحساسيته الغذائية، وذلك لأن اضطرابات المعدة لدى الأطفال غالبًا ما ترتبط بتناول أطعمة غير مناسبة أو في أوقات متأخرة، كما يحدث في أمثال هذه الاحتفالات الليلية. ولهذا يُنصح بما يلي:
- إعداد وجبات خفيفة صحية للأطفال الصغار.
- عدم الاعتماد الكامل على طعام الحفل.
- تجنب الأطعمة الدسمة أو غير المعروفة.
أهمية الماء والعصائر الصحية
وسط الانشغال والاحتفال، قد ينسى الأطفال شرب الماء، رغم أن الترطيب الجيد يساعد الطفل على تحمل التعب والضوضاء، ويقلل من الصداع والإرهاق. لذلك من المهم أن تحرص الأم على:
- إحضار زجاجة ماء خاصة لكل طفل.
- تجنب العصائر الغازية.
- تقديم العصائر الطبيعية إن أمكن.
حقيبة إسعافات صغيرة
نعم وجود حقيبة إسعافات أولية صغيرة في مكان قريب، قد ينقذ الموقف في لحظة؛ هناك نسبة كبيرة من إصابات الأطفال في المناسبات تكون إصابات بسيطة، ويمكن التعامل معها فورًا لو توفرت الإسعافات الأولية. وتحتوي على:
- لاصقات جروح.
- مطهر.
- خافض حرارة مناسب للأطفال.
- مناديل مبللة.
مراعاة توقيت نوم الأطفال
السهر الطويل قد يكون ممتعًا للكبار، لكنه مرهق للأطفال، راحة الطفل النفسية والجسدية أهم من أي التزام اجتماعي. لذلك من المهم:
- مراقبة علامات التعب على الطفل.
- عدم إجباره على السهر حتى منتصف الليل.
- الاستعداد للمغادرة مبكرًا إذا لزم الأمر.
تعليم الطفل آداب المشاركة في التجمعات

ليلة رأس السنة فرصة تعليمية غير مباشرة، هذه السلوكيات تُغرس بالتجربة وليس بالأوامر، لذا يمكن للأم أن تستغلها لتعليم طفلها:
- آداب السلام والتحية.
- احترام الآخرين.
- الانتظار وعدم المقاطعة.
- الحفاظ على النظافة.
الأمان النفسي للطفل قبل كل شيء
قد يخاف بعض الأطفال من الألعاب النارية أو الأصوات العالية، تشير تقارير نفسية إلى أن التجارب الصاخبة دون دعم عاطفي قد تترك أثرًا سلبيًا على الطفل. هنا يجب على الأم أن:
- تطمئن الطفل بالكلام والاحتضان.
- تبتعد به عن مصدر الإزعاج.
- لا تقلل من مشاعره أو تسخر منها.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة ، أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.






