سفر الأزواج المنفرد.. شك ثم طلاق!

2 صور

يحل فصل الصيف بأجوائه الحارة على المملكة لتبدأ موجات السفر المتتابعة إلى الخارج، ولاشك أن السفر يعتبر متعة جسدية وفكرية وعاطفية، وأجمل لحظات السفر عندما يتشارك أفراد الأسرة في تنسيقه والبحث عن سبل الراحة فيه، ولكن أصبحت تطرأ في الآونة الأخيرة "موضة" السفر المنفرد للأزواج دون تحديد الأهداف والغايات من ذلك، سواء كان ذلك حباً في التقليد أو بحثاً عن المتعة المحرمة أو للسياحة، وقد أصبح سفر الأزواج المنفرد يزعج الزوجات ويقلقهن، وقد يؤدي لمشكلات زوجية لا تحمد عقباها.
المستشار الاجتماعي والأسري عبد الرحمن القراش يحدثنا عن هذه الموضة الجديدة من خلال السطور الآتية.

بداية يقول القراش: ينقسم حال الأزواج في السفر المنفرد إلى ثلاثة أقسام، وهي :

1. القسم الأولى: يقوم بتسفير الزوجة لمدة بسيطة ثم يعود ويسافر بمفرده، والسبب في ذلك أنه يريد إسكات الزوجة حتى لا تناقشه بسفره لوحده مستقبلاً.

2. القسم الثاني: يبقي زوجته في البيت مع أطفالها لتحمل المسؤولية في غيابه أو يبعث بها لأهلها تنتظر عودته من السفر، والسبب في ذلك قناعته التامة بأن السفر لوحده أكثر متعة، فلا يقبل بسفر أهله معه كونهم معيقين لأهدافه، أو أن لديه قناعة بأن من العيب أن تنكشف زوجته وبناته في الخارج على الرجال.

3 . القسم الثالث: يسافر لوحده بحجة أن لديه عمل أو دورة في الخارج، فيقتنع أهله بأن سفره مبرر، وهو في الحقيقة للسياحة وتوسيع الصدر .


وحول ردود أفعال الزوجات عن سفر أزواجهن المنفرد يقول القراش: في الحالات الثلاث السابقة يطوّق "الشــك" أعناق الزوجات، خصوصاً إذا كان سفر الزوج متكرراً كل عام لوحده دون مبرر مقنع، أو كان أكثر من مرة خلال العام الواحد، وهذا الشك يورث تساؤلات كثيرة ومعاناة كبيرة لا تجد الزوجة لها تفسير إلا الانعكاسات السلبية على صحتها ونفسيتها، مما يؤثر على تعاملها مع الأبناء ومع الزوج بعد عودته، حتى تصل إلى القناعة التامة بأنها ليست ذات قيمة لدى زوجها، ما يدعوها لطلب الطلاق أو افتعال المشاكل باستمرار؛ لأن عدم معرفتها بسبب سفر الزوج يؤكد لها بأنه يبحث عن المتعة مع غيرها سواء بالحلال أو الحرام، ولنكن أكثر إنصافاً يمكننا القول أن لسفر الزوج وحده سلبية، وهي:

إن كان الزوج يتعمد السفر لوحده كل عام مهملاً بذلك بيته وزوجته سواء بالتقصير بهم أو بالإهمال التام لمشاعرهم واحتياجاتهم، كما أن له إيجابية، وهي: إن كان سفره للعمل أو بالاتفاق مع الزوجة لمرة واحدة بأنه يحتاج للاستجمام دون تفريط في مسؤولية البيت أو مشاعرهم من أجل تجديد العلاقة بينهما، ولا يتعدى ذلك الأسبوع الواحد .

أما إذا كان عذره، وهذا ما اعتادت الزوجة على سماعه دائماً أنه يبحث عن الراحة والاستجمام بسبب مشاكلها وفقدان الحوار معها و"البرود العاطفي"، فهذا عذر أقبح من فعل، وإن آمنا بهذا العذر فليس من المعقول أن يكون الجفاف العاطفي في فترة الصيف فقط، أو أنه لا يزول إلا بسفر الرجل لوحده.

كما يؤكد القراش أن السفر يعمل على الترويح عن النفس، وهو فرصة لتجديد العلاقة الزوجية وليس هدمها.