مخرجة إماراتية يأخذها الحب إلى العالمية

6 صور

علوية ثاني، مخرجة إماراتية عملت جاهدة فتخطت الحواجز والصعاب لتصل بفيلمها الروائي القصير الذي حمل اسم «فيث إن لاڤ»، «الإيمان بالحب» إلى العالمية من خلال مشاركتها بمسابقة الأفلام المستقلة العالمية، التي تسلط الضوء على صناع الأفلام القصيرة، من مخرجين ومؤلفين وكتاب وممثلين من كافة أرجاء العالم، أنهت علوية دراستها في إدارة الأعمال، من ثم اتجهت إلى دراسة الإخراج، الذي شدها منذ صغرها من خلال شقيقها الأكبر الذي كان يعمل معد برامج ومذيعاً في التليفزيون، بالإضافة لكونه ممثلاً مسرحياً، وتمكنت من إثبات قدراتها وجدارتها في هذا المجال، ووضعت بصمتها الإماراتية ضمن المحافل العالمية، التقتها «سيدتي»، وكان لها كثير من الاعترافات.

ثقة بالنفس
شاركت علوية السنة الماضية في مهرجان دبي السينمائي تحت فئة «المهر الإماراتي»، وتأهل الفيلم للمشاركة، لكنه لم يفز بالجائزة، وهذه السنة شاركت من خلال موقع إعلامي خاص بالمهرجانات، والموقع بدوره يساعد في إدخال الأفلام في كافة المهرجانات العالمية. والغريب أن علوية لم تتوقع الفوز، وتصف الأمر قائلة: صراحة.. لم أكن أتوقع الفوز، مع أنني أثق بنفسي إخراجياً 100%، ولم أعطِ موضوع الفوز الكثير من الاهتمام، وعندما حصل شعرت بتغيير في حياتي بين ليلة وضحاها، كما أن الفيلم لاقى رواجاً كبيراً في مواقع التواصل الاجتماعي.

العاطفي الكوميدي
في هذا الفيلم، خرجت من التراث والموضوعات المطروحة عادةً، ودخلت في نمط العاطفي الكوميدي، وأردت إيصال فكرة الجرأة في التعبير عن الحب لشخص ما، وتتابع: "طرحت فكرة الفيلم بشكل عام، وهي ليست مأخوذة عن تجربة واقعية، لكنني على يقين بأنها مست أحداً ما، حتى إنني عندما خرجت من قاعة العرض، التقيت أحد الأشخاص، وقال لي: «على فكرة، قصة الفيلم تشابه قصتي تماماً»، وآخر قال لي: «سوف أذهب الآن للبوح بما في داخلي لمن أحب»، وأخذ المتلقي يسقط أحداث الفيلم على نفسه، وهذا أكثر ما جعلني سعيدة؛ لأن الفيلم لامس الواقع الذي يعيش فيه الكثيرون، والفيلم باللغة الإنجليزية، وحمل اسم «فيث إن لاڤ» بما معناه «الإيمان بالحب».

وعن سر اختيارها لممثلين من جنسيات مختلفة اعترفت علوية: لا يجوز أن يكون فيلماً غربياً بممثلين إماراتيين؛ لذلك استعنت بالعديد من الجنسيات، لتسليط الضوء على الحياة التي تنبض بها دولة الإمارات في ظل تعدد الثقافات والجنسيات الموجودة فيها، والفيلم تناول الحب بشكل عام، وليس الحب في المجتمع الإماراتي فقط. وتابعت: "كوني إماراتية؛ فأنا لا أخاف، وهذا ما تعلمناه من شيوخنا، صحيح أنني خرجت عن المألوف، لكنني حافظت على البقاء ضمن الحدود، ولم أسبب أذًى لأحد".


عثرات
أما أبرز العثرات التي واجهتها فقالت بأنه كان موضوع الإنتاج، لأن الفيلم قصير، ولا يمكن أن يحقق أرباحاً كبيرة؛ لذلك معظم شركات الإنتاج لا يعنيها أن تمول فيلماً قصيراً، وبعض الشركات وضعوا شروطاً صعبة، إحداها أخذت القصة وقامت بتحليل الفيلم ودراسته، ووضعوا سعراً، وصل إلى مليون درهم إماراتي، وبعد فترة اتصلت بالشركة وعرضت عليهم مبلغاً بسيطاً وهو ما يعادل راتب موظف عادي، وطلبت منهم إنتاج الفيلم بهذا المبلغ؛ فوافقوا.

مستقبل السينما الإماراتية
للسينما الإماراتية مستقبل مشرق كما قالت علوية: نشهد التطور والتنوع في الأفلام الإماراتية ضمن المهرجانات، ونلاحظ الآن الكثير من الأفلام الإماراتية الطويلة للعديد من الشباب المواطنين، والشيء الأهم هو السعي لإبراز السينما الإماراتية، والدفع بها للأمام، وهناك الكثير من الشباب الإماراتي، يمتلك العديد من المواهب في هذا الإطار، ولكن تنقصهم الفرصة؛ لذلك سأعمل جاهدة لاحتضانهم والدفع بهم لإبرازهذه المواهب، وبناء السينما الإماراتية، كما وأنني مع بداية السنة القادمة بإذن الله، سوف أقوم بعمل جديد، ولن أصرح إن كان العمل فيلماً طويلاً، أم قصيراً، فالرؤيا لم تكتمل لدي حتى الآن بالنسبة لطبيعة العمل، لكنه بكل تأكيد سوف يكون موجوداً.