الثنائيات الفنية في الخليج... لعبة المصالح والنجومية

5 صور

شهدت الدراما الخليجية عبر تاريخها الكثير من النجاحات للثنائيات الفنية، ومن أشهرها: عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج، ناصر القصبي وعبدالله السدحان، حسن البلام وعبدالناصر درويش، ولكنّ تلك الثنائيات وغيرها دبّ بينها الكثير من المشاكل والخلافات، سواء الشخصية أو المادية أو الظروف الإنتاجية وشروط القنوات الفضائية ولعبة بورصة النجوم، لتختفي ثنائيات ناجحة وتظهر ثنائيات جديدة مع بروز لظاهرة النجم الأوحد. "سيدتي" تسلط الضوء على أشهر الثنائيات الفنية في الخليج وتكشف عودة بعضها وجديد أبطالها...
البلام والدرويش.. عودة بعد غياب
حقق الفنانان حسن البلام وعبدالناصر درويش نجاحات كبيرة في الكوميديا الكويتية، وقدّما ثنائياً كوميدياً لافتاً في عدد من الأعمال الدرامية، ومنها: «عماكور»، و«كاني ماني»، و«شبابيك».
وعن عودة الثنائي البلام والدرويش، أشار الفنان حسن البلام إلى أن التناغم الفني بين الممثلين في الأعمال الدرامية وخاصة الكوميدية شيء صحي ومطلوب لنجاح العمل، مشدداً على أنه تمكّن من تحقيق النجاح و«الدويتو» والانسجام الفني مع العديد من الفنانين، ومنهم: داوود حسين، وعبدالناصر درويش، وعبدالحسين عبدالرضا، وأكد أن نجاحه الفني لا يتوقف على ثنائية معينة بل هو فنان يستطيع التأقلم والانسجام مع أي فنان.
وقال: «تشرفت بالعمل مع الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا لعامين متتاليين في مسلسلين في الموسم الرمضاني «أبو الملايين» و«العافور»، وسعدت جداً بالاستقبال الجماهيري الحافل للدويتو الفني الكوميدي بيني وبين أبو عدنان، والذي وضعني في ثنائية مع قامة من أعمدة الكوميديا الخليجية، وأتمنى الشفاء العاجل لأبو عدنان، حيث أجرى عمليتين جراحيتين وأنا في تواصل دائم معه ومع أسرته للاطمئنان على صحته».
وصرح البلام بأنه يستعد لتقديم مسلسل كوميدي يجمعه بصديقه الفنان عبدالناصر درويش خلال رمضان المقبل، مشيراً إلى أنه مشغول ودرويش بالتحضير للمسلسل الجديد، وأوضح أنه سعيد بعودة التعاون الفني بينهما، مبيناً أن ناصر درويش فنان مبدع وأنهما ثنائي منسجم فنياً وناجح جماهيرياً، وتمنى أن يعيدا نجاحاتهما السابقة من خلال فكرة العمل الجديدة والمختلفة خلال رمضان المقبل، لافتاً إلى أنه استمتع مؤخراً بتقديم المسرحية الكوميدية «الياخور» مع كل من: جمال الردهان، ومشاري البلام، وأحمد العونان، وميس كمر، وفوز الشطي، ومنى حسين، وعبدالله المسلم.

القصبي والسدحان... خلافات ولا عودة
يعتبر الفنانان ناصر القصبي وعبدالله السدحان من أكثر النجوم نجاحاً وتأثيراً في الدراما السعودية المحلية بل والمجتمع السعودي، فقد ارتبطا فنياً منذ بدايتهما في ثمانينات القرن الماضي، وقدّما سوياً العديد من الأعمال الدرامية، ومنها: «عودة عصويد»، والمسلسل السعودي الأشهر في الموسم الرمضاني على امتداد أكثر من 20 عاماً «طاش ما طاش»، كما عملا سوياً في المسرح من خلال «حمود ومحيميد» و«تحت الكرسي» وغيرهما من المسرحيات.
ولكنّ انفصال النجمين السعوديين بعد «طاش 18» آخر عمل قدّماه سوياً منذ ما يقارب ثلاث سنوات يبدو أنه بلا رجعة، حيث دبّ الخلاف بين ناصر وعبدالله، واشتعلت المشاكل والتصريحات النارية في وسائل الإعلام بينهما حتى أنهما غابا عن دراما رمضان 2014.
وخلال هذه السنوات الثلاث، قدّم الفنان عبدالله السدحان مسلسلين بعيداً عن رفيق دربه ناصر القصبي، وهما: «طالع نازل»، ومسلسل «هذا حنا» الذي حاول من خلاله اللعب على وتر الثنائية الفنية الناجحة عبر إشراكه النجم الكويتي سعد الفرج الذي انفصل فنياً هو الآخر عن توأمه الفني الفنان عبدالحسين عبدالرضا، ولكن ثنائية السدحان والفرج لم تحقق لكليهما النجاح المتوقع جماهيرياً وفنياً.
أما الفنان ناصر القصبي فقد قدّم مسلسلاً درامياً واحداً وهو «أبو الملايين» مع النجم الكويتي عبدالحسين عبدالرضا، ورغم أن الجمهور توقّع ثنائية كوميدية من العيار الثقيل بين القصبي وعبدالرضا إلا أن الثنائية تحققت بالفعل ولكن بين عبدالرضا وحسن البلام، حيث ظهر انسجام فني وكوميدي كبير بينهما استمر في العام التالي من خلال مسلسل «العافور»، كما خاض القصبي تجربة المشاركة في لجنة تحكيم برنامج «آراب غوت تالنت» لاختيار المواهب.
وحول استمرار هذا الثنائي، أوضح نجم الكوميديا السعودية عبدالله السدحان أن الثنائي الفني بينه وبين الفنان ناصر القصبي استمر لسنوات طويلة، وكان من الممكن أن يستمر نجاحه الجماهيري والفني والنقدي لولا وجهة نظر القصبي الذي رأى ضرورة توقف «طاش ما طاش» العمل الجماهيري عند الجزء الـ 11، مبيناً أن «طاش» تخرج من مدرسته العديد من الفنانين الذين أصبحوا نجوماً في الوقت الحالي، وكان ولازال العمل الأشهر في الدراما السعودية بسبب جماهيريته العريضة، حيث طرح الكثير من القضايا بجرأة كبيرة.
وأشار إلى أنه يرحب بعودة التعاون بينه وبين ناصر القصبي في أي وقت، لافتاً إلى استمرار الشراكة بينه وبين القصبي حتى الآن من خلال شركة «الهدف» للإنتاج الفني.
وأبان السدحان أنه ينتظر الاتفاق مع إحدى القنوات التلفزيونية للبدء بإنتاج وتصوير مسلسله التراثي «السربيل» الذي يشارك فيه عدد من نجوم السعودية والخليج، ومنهم: سعد الفرج، وصلاح الملا، ومروة محمد، وريماس منصور.

الفرج وعبدالحسين...
بريق النجومية الفردية

نال الثنائي الفني سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا أكبر قدر من النجاح الذي يمكن لثنائي فني تحقيقه في الدراما الخليجية، وحقق الفنانان نجاحات تاريخية من خلال بعض الأعمال الدرامية، ومنها: «الأقدار»، و«درب الزلق»، و«سوق المقاقيص»، والعديد من الأعمال المسرحية، والتي يسعى الكثيرون إلى تقليدها ومحاكاتها وحتى وقتنا الحالي، فيما لايزال الجمهور يحرص على متابعة هذه الأعمال.
وتبدو عودة الثنائي الفرج وعبدالحسين أمراً صعباً للغاية في هذه الفترة، حيث أن كلاً منهما أصبحت له أعماله الخاصة، وبريقه ونجوميته الفردية، حيث قدّم عبدالرضا مؤخراً مسلسل «أبو الملايين» مع الفنان ناصر القصبي و«العافور» وحقق نجاحات مميزة، فيما خضع أخيراً لعمليتين جراحيتين تأجل معهما العمل الجديد لأبو عدنان.
أما الفنان سعد الفرج فقدّم خلال السنوات الأخيرة عدداً من الأعمال التي لاقت نجاحاً جماهيرياً ونقدياً كبيراً، ومنها: «بوكريم برقبته سبع حريم»، و«توالي الليل»، و«هذا حنا» مع الفنان عبدالله السدحان، وفيلم «تورا بورا».

غياب الثنائيات.. صحي!
اعتبر المخرج المسرحي والناقد الفني صالح العلياني أن انفصال بعض الثنائيات الفنية الناجحة بالسعودية والخليج، ومن أبرزها الفنانان ناصر القصبي وعبدالله السدحان، أثّر على الدراما المحلية في المملكة، مبيناً أن غياب القصبي والسدحان ومسلسلهما المعروف «طاش ما طاش» كشف ضعف الدراما السعودية التي لم يبرح أغلب مؤلفيها ومنتجيها ومخرجيها وفنانيها تقليد «طاش» والسير على درب القصبي والسدحان في الأداء.
وأشار إلى أن «طاش» ورغم غيابه إلا أنه أصبح العقبة والعدو الخفي الذي يحاربه الإنتاج الدرامي بالمملكة ويحاول تجاوزه دون جدوى، مشدداً على أن الأمر أصبح عقبة حتى في طريق نجمي العمل ناصر القصبي وعبدالله السدحان اللذين سيظل نجاح «طاش» يطاردهما، خاصة أنهما لم يحققا أي نجاح درامي يذكر بعد انفصالهما وغياب «طاش».
وأكد العلياني أنه ورغم أن انفصال القصبي والسدحان أثار الكثير من التساؤلات، إلا أنه كان متفائلاً بذلك، لاسيما من جهة تأثير ذلك على اعتماد الدراما السعودية في جزء كبير منها على الشباب وبعض الفنانين الذين لم يأخذوا الفرصة للظهور. ولكن، للأسف، حتى الآن، لم يتحقق ما تفاءل بشأنه مع ضعف الأعمال السعودية المتتالية في المواسم الدرامية، خاصة رمضان حسب تصريحه