مريم فخر الدين انتظرت الموت فجاءها

4 صور

غادرت الفنّانة المصرية القديرة الغائبة عن الأضواء مريم فخر الدين الحياة، منذ قليل، بعد دخولها في غيبوبة، لم تستمرّ سوى أيّام قليلة، بعد أن كانت قد خضعت إلى جراحة في المخّ للتخلص من تجمّع دموي، إلى جانب تعرّضها لنزيف في الفمّ، إلى أن توفّيت في المستشفى، بحضور ابنتها إيمان، من زوجها الأوّل الفنان محمود ذو الفقار، وابنها أحمد، من زوجها الثاني، طبيب الأنف المصري محمد طويل، بعد زواج لم يستمرّ سوى أربعة أعوام فقط.
وبرغم أنّ مريم تزوّجت أربع مرّات، إحداها من المطرب السوري فهد بلّان، وأخرى من محمد الفضالي، فإنّها لم تُنجب بعد ذلك، إذ اكتفت بإنجاب إيمان وأحمد.
وخلال مسيرتها الفنية، اشتهرت مريم بأدوار الفتاة الرومانسيّة الحالمة، معشوقة الرجال، بسبب جمالها الذي لفت الأنظار، وأنالها لقب "السّاحرة"، في أولى خطواتها الفنيّة التي بدأتها في أوائل الخمسينات.
وبعد حيازتها على البطولة المطلقة منذ العمل الأوّل، الذي شاركت فيه، والمسمّى "ليلة غرام"، للمخرج أحمد بدرخان، اعتادت مريم أن تكون هي البطلة في كلّ أعمالها، بحيث لم تتنازل عن لقب البطلة، حتى أعلنت ابتعادها عن الأضواء في أواخر التسعينات تقريباً.
وقد تربّت مريم في منزل من جنسيات وديانات مختلفة، فوالدتها كانت سيدة مجريّة قبطيّة، فيما كان والدها رجلاً مصرياً مسلماً. وفي هذا المنزل، اختلف الزوجان كثيراً على تربية مريم، إذ أراد الأب أن تكون فتاة شرقيّة متمسّكة بالعادات والتقاليد الشرقية، وأن تحافظ على أصول الدين الإسلامي، فيما رغبت الأم في البحث عن تربية متحرّرة، برغم كونها امرأة محافظة.
وقد حرص والد مريم على تلقينها القرآن وتأدية الصلاة، كما فرض عليها، حين دخولها معترك الفنّ، المحظورات كتبادل القبل، وارتداء المايوهات، وتناول الخمر، وتعاطي المخدرات. لكنّ هذه المحظورات صارت تنحلّ مع الوقت، إذ عادت مريم وارتدت المايوه، وقامت بتقبيل بعض الفنانين، من الذين وقفوا أمامها، مثل عبد الحليم حافظ ورشدي أباظة وغيرهما.
وبعد ابتعاد مريم عن الأضواء وعن الشّهرة والنجومية، اختارت صديقة واحدة فقط لتكون مقرّبة منها، وهي الفنانة المعتزلة شادية، فلم تنقطع اتصالاتهما يوماً، بفضل قرب سكنهما من بعضهما البعض. لكن قرار شادية بتغيير محلّ إقامتها أدّى إلى ابتعادها عن مريم، التي قالت في تصريح لها منذ أشهر إنها ـ بعد ابتعاد شادية ـ لم تعدْ تنتظر شيئاً سوى الموت. ويبدو أنّ الموت لم يرغب في الإطالة على الفنانة مريم فخرالدين، إذ جاءها سريعاً.