انتقلت عدوى الرشاقة وإنقاص الوزن بطريقة مبالغ فيها، من النساء إلى الرجال في السعودية؛ حيث أصبح لديهم هوس عجيب، ومخاطرة بإجراء عمليات لإنقاص الوزن، واختلفت الطرق المتبعة لتحقيق ذلك من شخص إلى آخر، فالبعض لجأ إلى استخدام الأدوية سريعة المفعول رغم علمه بخطورتها، والبعض الآخر لجأ إلى مراكز التخسيس، أو التحق بنادٍ رياضي، وآخرون جربوا كل الطرق إلى أن وصلوا إلى الوزن المثالي الذي كانوا يبحثون عنه. «سيدتي» التقت رجالاً كان لهم تجارب مختلفة لإنقاص أوزانهم، واستمعت إلى تجاربهم...
تحوير المعدة أرضاني
بداية قال الدكتور أحمد بادويلان، مدير دار ميم للدراسات والاستشارات الإعلامية: «بالفعل هوس الرشاقة أصبح يلازم الرجال، وأصبحنا ننافس النساء على ذلك، إلا أنّ الأسباب مختلفة من شخص إلى آخر، وكانت لي تجربة في ذلك، فبعد فشل جميع أنواع الحمية والتمارين والأدوية والأعشاب، أجريت عملية البالون، ثم ربط المعدة، إلا أنني لم أستفد منها، وأخيراً أجريت عملية تحوير المعدة، وفقدت أكثر من خمسين كيلوجراماً، ومازلت أحتاج إلى إنزال المزيد خلال الفترة القادمة، وقد أجريتها من أجل صحتي؛ وبعد نزول وزني استعدت صحتي وأطمح لإنقاص المزيد».
شفط الدهون غيرني
أما الفنان والملحن سامي الخليفة، فكانت له تجربة للبحث عن الرشاقة، حيث قال: «أعترف بأنّ هوس الرشاقة انتقل إلينا معشر الرجال، حيث بدأت باتباع نظام غذائي قبل فترة، وبالفعل نقص وزني، ولكن لم يكن بالطريقة التي أرجوها، لذلك أجريت عملية شفط دهون، وكان هدفي الوحيد الوصول إلى صورة أجمل، وأكون راضياً عن نفسي، وبعد العملية أصبح لديّ اهتمام كبير بالصحة، والانتظام على نظام غذائي صحي محدد، وممارسة الرياضة بشكل يومي؛ رغبة في النزول أكثر، والحصول على جسم متناسق، وبذلك أكون خسرت ما حصدته من تلك العملية».
من أجل دور أنقصت وزني
أما الفنان لؤي محمد حمزة، فشعاره في الحياة: «لديك إرادة قوية فسيكون لديك الوزن المثالي الذي تبحث عنه»، ويحكي عن تجربته قائلاً: «الرشاقة هدف، لكن يجب تحقيقه دون هوس أو إضرار بالصحة، وبطبيعتي أهتم برشاقتي؛ لأنني أظهر دائماً في المناسبات الفنية والإعلامية، وأحتاج إلى الاهتمام بمظهري، لذلك بدأت أمشي نصف ساعة يوميّاً، وأتناول وجبات خفيفة خلال فترة الرجيم الذي أخضع له، ولم ألجأ إلى مراكز حمية لإنقاص وزني، رغم حديث الكثير وتجاربهم الإيجابية مع هذه المراكز، وبالنسبة للنظام الغذائي الذي أتبعه عادة يتضمن تناول حبات من التمر واللبن خلال فترة الرجيم، ووقت المناسبات العائلية أتناول وجبتي في المنزل قبل التوجه للمناسبة، وأؤمن بأنّ المشي والابتعاد عن الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية، والإرادة القوية أسباب رئيسة لإنقاص الوزن، وهذا ما فعلته عندما زاد وزني قبل عامين، وأردت أن أنقصه 20 كيلو خلال شهرين، فاتبعت حمية ورياضة، وحققت ما أريده».
أحمد زاهر سبب إنقاص وزني
ويوافقه في الرأي طلال طاهر، طالب بجامعة الملك فيصل، حيث يرى أنه من الممكن تحقيق الرشاقة من دون استخدام أدوية، أو عمليات خطرة، وكانت له تجربة للبحث عن الرشاقة عندما تأثر بأحد الفنانين، حيث قال: «لم أفكر يوماً أن أنقص وزني، ولم يكن هذا الأمر يشدني نهائيّاً إلى أن شاهدت الممثل المصري أحمد زاهر في مسلسل «حكاية حياة» فصدمت من شكله، فأنا أتذكره كيف كان في السابق، وكيف أصبح، من تلك اللحظة بدأت أفكر في إنقاص وزني، والتحقت بنادٍ رياضي لمساعدتي على إنقاص الوزن، فبدأت بحماس، وكان وزني 85 كيلو في ذلك الوقت، وعلى مدى الـ3 أشهر الأولى بدأ الكل يلاحظ نزولي، وواظبت في الذهاب إلى النادي لمدة 6 أشهر، وبعدها بدأت بنظام غذائي وممارسة الرياضة الصباحية، إلى أن وصل وزني إلى 65 كيلوغراماً».
زوجي أتعبني بهوسه بالرشاقة
البندري سالم، ربة بيت، تروي تجربة زوجها في إنقاص وزنه وهوسه في الرشاقة حيث تقول: «زوجي مدمن رشاقة إن صح لي التعبير؛ فهو يحرص على ألا أطهو الوجبات الدسمة، التي تحتوي على سعرات حرارية كبيرة، كما أنه يغضب إذا قمت بصنع الحلويات يوميّاً؛ وأصبحت أبحث حول السعرات لكل طبخة، قبل أن أعدها، والسبب يعود إلى أنه كان يعاني من السمنة، وقبل زواجنا خضع لبرنامج غذائي، والتحق بنادٍ رياضي أنقصه 25 كيلوغرماً من وزنه، ويريد أن يحافظ على وزنه الجديد، كما أنّ هوس الرشاقة لا يقف عنده فقط، بل إنه يتدخل في طعامي، وماذا أتناول، ويسألني إذا ذهبت مع صديقاتي ما الوجبة التي أكلتها؟ وهل أكثرت من الحلويات؟ حتى أنه عندما وضعت طفلتي الأولى، وبعد عدة أشهر طلب مني الالتحاق بنادٍ، وإنقاص وزني، ويقول: إنه لا يحب السمنة مطلقاً، وهذا الأمر لا أخفيكم أتعبني كثيراً».
رأي أخصائية العلاج الطبيعي
أخصائية العلاج الطبيعي الدكتورة غبريـال فاير داغر، من مركز أنطوان رستم للعلاج الطبيعي وصقل الجسم، كشفت عن زيادة اهتمام الرجل والمرأة في الآونة الأخيرة بشكل أجسادهم، لاسيما بعد التوسع الهائل لوسائل الإعلام، والإنترنت، وامتزاج الثقافات، وأوضحت أنّهم قد يلجؤون إلى عمليات جراحية، ولا يعطون اهتمامهم لوسائل الحمية والرياضة، وتحدثت الدكتورة غبريـال عن بعض وسائل الرشاقة التي يلجأ إليها البعض، وهي عمليات الشفط، قائلة: «لا تعتبر الحل الجذري لمشكلة السمنة، ويجب تغيير عادات الأكل حتى تنجح»، كما أكدت على أنّ أجهزة تكسير الدهون الحديثة التي يلجأ لها البعض لا تصلح لكل الحالات.
وترى أخصائية العلاج الطبيعي أنّ الاهتمام في الآونة الأخيرة زاد بالجسد، ولكن هذا الاهتمام يقتصر على أن يحصل الشخص على جسم رشيق في أقل وقت ممكن، ولذلك نجده يلجأ إلى العمليات الجراحية، ولا يهتم بوسائل الحمية والرياضة وأجهزة التخسيس الحديثة بدون تدخل جراحي، وأضافت أنّ العادات الغذائية السيئة وعدم الحركة التي تزيد من نسبة السمنة لدى الجنسين في السعودية، من الواجب أن يتم التغلب عليها من المنزل ومن قِبل الأهل، وذلك من خلال عدم إغراء الأطفال بالحلوى لمكافأتهم، ومن المهم تحفيزهم على ممارسة الرياضة بشكل إجباري؛ وحتى إن لم تتوفر في المدارس أو الجامعات، فيجب أن يكون هناك مكان في المنزل للرياضة أو في الأندية.
وترى الأخصائية أنّ الأم هي أساس التربية الصحية، ويجب أن تكون هناك وجبات تعد في المنزل، وأن تكون صحية، بعيداً عن أكل المطاعم، وأضافت أنّ هناك أجهزة رياضية منزلية تقدم حلولاً لكل مشكلة، وهناك أجهزة مثالية لعمل التخسيس وصقل الجسم ونحته، ومن الأجهزة الحديثة مثلاً الفيلا، وغيرها لتكسير الدهون، إلا أنّ هذه الأجهزة ليست بالضرورة تصلح للجميع، فأحياناً لا يكون حل المشكلة بجهاز واحد، ولكنني أنصح دائماً باختيار أفضل جهاز من حيث الفعالية دون التسبب بأي أذى، وأهم النصائح التي أقدمها لكل الباحثين عن الرشاقة والجسم المتوازن والجميل، ضرورة ممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعيّاً، ولمدة لا تقل عن 45 دقيقة، ويعد المشي من أهم الرياضات لخسارة الوزن الزائد.
أوضحت دراسة قام بها فريق الحملة الوطنية لمكافحة السمنة بكرسي الشيخ علي الشهري للسمنة، في جامعة الملك سعود، عن وجود ارتفاع ملحوظ في نسبة السمنة بالمملكة، حيث تم فحص وتقييم ما يقارب 20000 شخص في المنطقة الوسطى والشرقية والمنطقة الغربية، وذلك ضمن حملة وطنية هدفت إلى توعية المجتمع بأخطار السمنة والأمراض المتعلقة بها، بالإضافة إلى تطبيق أول دراسة مسحية لنسبة السمنة في المملكة، وقد أظهرت النتائج الأولية للدراسة ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة السمنة حيث بلغت 68% بين الإناث، و71% بين الرجال في المنطقة الوسطى، ولم تختلف النسب كثيراً بالاتجاه إلى المناطق الأخرى في المملكة، حيث بلغت نسبة السمنة بين النساء 61% و65% بالمنطقتين الغربية والشرقية على التوالي.