
لعلّ كل من يقوم بزيارة شقّة عائلة ليون يشعر ببهجة، تسطّرها كلّ من ألوان اللوحات القديمة الزاهية وتصاميم وألوان السجاد القوقازي التي تكتمل، في قالب جمالي، مع طراز الأثاث العصري وألوانه الترابية.
يشرح المهندس حنّا سليم، المتخصص في الهندسة المعمارية في شقيّها الداخلي والخارجي والذي أشرف على الأعمال الهندسية أنه «صمّم هذا المنزل، بناءً على رغبة المالك، الذي أراده بخطوط مستقيمة وعصرية، فحقّق له ما أراده».
البساطة الأنيقة
بعد أن يطأ الزائر المدخل الرئيسي، الذي تشغله البساطة الأنيقة الممثّلة في «كونسول» خشبي بخطوط مستقيمة، تعلوه مرآة، إطارها من المعدن المطلي بدهان معتّق، ينفتح قسم الإستقبال على خطوط مستقيمة تحدّد حداثة هذه الشقة، بدون أن تتخلّى عن بعض اللمسات الأصيلة المتمثّلة في لوحات قديمة جمعتها العائلة منذ سنوات بعيدة و«اكسسوارات» قديمة وسجّاد قوقازي ملوّن...
خطوط مستقيمة
في الصالون الأوّل، تختصر الأثاث «صوفا» كبيرة الحجم تكثر عليها الوسائد، صمّمها سليم بخطوط تتوزّع على صفوف ثلاثة، تبرز في الأخير منها أرائك مرسومة بمندرجات داكنة من البيج والبني، ما يطبعها بطابع مريح. وتتقدّمها طاولة مستطيلة مزدانة بـ «اكسسوارات» حمراء اللون، توازيها كراس تتلاقى في طرازها مع الخطوط المستقيمة في «الصوفا»، وتحمل الخشب المعقوف عند يديها، ما يحوّلها إلى تحفة فنيّة!
وتتحوّل تجويفة عند الجدار، تمتدّ من الردهة الرئيسة، إلى خزانة خشبية محمّلة برفوف تحتضن «اكسسوارات» نادرة وقديمة من عاج وفخّار وحجر وزجاج نفيس.
وإذ لم يرغب سليم في إبراز المدفأة، قام بتصميمها بسيطةً، بصورة تبدو وكأنها تسكن الجدار بصمت، علماً أنه تعلوها شاشة تلفزيونية.
أريكة نفيسة
ويتواصل هذا الصالون إلى جانب آخر إيطالي الصنع، يرتسم كما لو أنّه يجمع المساحات في وسطه! قوامه: زوجان من «الصوفا» يعملان على تقريب المسافة ما بين غرفة الطعام والصالون الأوّل. وتبرز الكبيرة منهما، بتصميم شبه دائري، فيما الثانية أقصر من الأولى، جلستها مستقيمة، وهما منجّدتان بالجلد والقماش، وتكثر عليهما الأرائك شبه الدائرية، بألوان تتراوح بين البنّي والبيج. وتبدو حولهما طاولات متحرّكة. وبموازاة هذا الصالون، تتألّق أريكة نفيسة إيطالية مشغولة من الجلد الأحمر مخصّصة للإستراحة أو القراءة، تتسلّط إضاءة خارجية في اتجاهها، تتوسّط المدفأة و«بار» صمّمه سليم. ومن الملاحظ أنّه في كلّ مكان يبدو الخشب، يحمل اللون الكرزي المعتّق بالبنّي الداكن.
الخشب الكرزي
صمّم سليم في غرفة الطعام، الطاولة و«الدرسوار» من الخشب الكرزي، علماً أنّه يتوزّع، عند الجدران، زوجان من الرفوف يرتكزان على قواعد «ألترا مودرن» مشابهة لخشب الطاولة التي يفترشها غطاء مطرّز بالورود.
أمّا الكراسي فمشغولة من الجلد والخشب، وهي مستوردة من إيطاليا. وتنير ثريا فرنسية رائعة، مصنوعة من معجون الزجاج النادر، هذه الغرفة.
إضاءة غير مباشرة
نفّذت الإضاءة، في غرف هذه الشقة كافة، بطريقة غير مباشرة. وهي تحتجب ضمن جدار من الجص، بارتفاع منخفض مدروس، باستثناء الثريا التي تنير غرفة الطعام وعدد من «الابليك» المثبتة على الجدران. وتحلّ الستائر، المتواصلة مع بعضها البعض، بشكل مستطيل، قوامها القماش السادة الأبيض اللون أو المحمّل بمربعات، على غرار الأجواء العصرية السائدة في هذه الشقة.
لرؤية الصور بشكل أفضل زرورا استوديو "سيدتي".