دراما رمضان في مهب البوتوكس...لا قلق ولا فرح وهيفا وهبي بنسخات خليجيّة

9 صور

لا قلق ولا حزن، ولا فرح ولا سعادة، ولا أي ردّة فعل بإمكانك أن تُشاهدها بسهولة على وجوه الممثلات العربيّات اليوم، بعدما امتلئت وجوه معظمهنّ بعمليّات التّجميل، حيث أصبح المُشاهد يتابع دراما "مشدودة" تتوازى على خط واحد مع عمليّات شد الممثلات لبشرة الوجه، دراما ممزوجة بالبوتوكس، هذا البوتوكس الذي حلّ بديلاً عن الأحاسيس والانفعالات في الأعمال الدراميّة.

وجوه شاميّة من جفصين
ففي شهر رمضان أنتَ لست أمام موسم الدراما فقط، بل أنت أيضاً أمام موسم البوتوكس الذي بات يجتاح وجوه الممثّلات العربيّات في السّر والعلن، ما أدّى بالضّرورة إلى إخفاء ملامحهن، بعدما أصبحت الوجنات المًستديرة، والشّفاه التي زاد امتلاؤها عن حد الشّاشة الصغيرة، والبوتوكس الذي ملأ حنايا وجوه الممثلات الشّابات والمتقدّمات في العمر على حدّ السّواء، من أهم صفات الممثلة العربيّة في الأعمال الدراميّة، طبعاً بغض النّظر عن الأداء والقدرة التمثيليّة.
ملامح الوجه الضّائعة وجموده عدم قدرته على التّعبير التمثيلي أضاعت معها ملامح الكاركترات اللاتي يلعبنها الممثّلات، وأضاعت معها أيضاً شكل الفن ورسالته، وما يزيد الطّين بلّة المبالغة في المكياج واعتماد تقنيّة نحت الوجه التي تُغيّر معالم الذّقن والأنف والخدود وكل ما إلى هنالك، ليُصبح المُشاهد أمام قطعة من "الجفصين" ولكنّها تتكلّم وتمشي.
الوجوه الشامية المعروفة برقّتها ونعومة ملامحها لم تكن يوماً بهذا الانتفاخ وهذه الضّخامة في الملامح، المرأة الشّاميّة لم تعرف "تاتو الحواجب" يوماً، ولم يكن شعرها ملوّناً بخصل اصطناعيّة، ووصلات إضافيّة، فأكثر ما كانت تستخدمه لإضفاء لمسة على جمالها الطبيعي هو الحنّاء وقليل من الكحل العربي وأحمر الشّفاه، فعمليّات التجميل إن كانت قد وجدت لها ما يغفر لها للمرور في الأعمال الاجتماعيّة المعاصرة، لاعتماد نسبة لا بأس بها من نساء أيامنا هذه على العمليّات، فإنّها لن تجد لها أي مصداقيّة عندما تكون حاضرة في أعمال البيئة الشامية على وجه التحديد، تلك المسلسلات التي تتناول عصوراً قديمة لم تعرف خلالها امرأة واحدة أي نوع من التّجميل.

ألف ليلة وليلة
وفي سياق حديثنا عن العصور القديمة، دعنا نتكلّم عن "ألف ليلة وليلة" وشهرزادها المُكتنزة ليس فقط بالحكايا المُشوّقة وإنّما بعمليّات التّجميل أيضاً، فشهرزاد التي تتميّز بالذكاء الشديد والبراعة المطلقة في تأليف القصص والتّحايل على الملك "شهريار" لكي لا يقتلها، هل تستطيع التّحايل أيضاً على المُشاهد الأعزل وتقنعه بأنّ جمالها طبيعي ولم يمسس وجهها مبضع جرّاح؟، المهمّة صعبة أمام الفنانة اللبنانية نيكول سابا التي تلعب شخصيّة "شهرزاد"، سيّما أنّه تمّ إنتاج العديد من المسلسلات المصرية في السّابق تحكي قصة شهريار وشهرزاد، وكانت أشهر من مثّلت شخصية شهرزاد الفنانة المصرية نجلاء فتحي، أدّتها وقتها بكامل جمالها البِكر وأنوثتها الغَضّة.
وبالعودة للفنانات السوريّات في موسم رمضان 2015، ومتابعة المَشاهد الأولى من أعمالهن، لا يزال أداء الفنانة كاريس بشّار هو الأكثر إقناعاً وعفويّة أمام الكاميرا، هي التي تلعب دور "وردة" التي تعمل في "تغسيل الأموات" ضاربة عرض الحائط بمظهرها الجمالي تماشياً مع طبيعة الدّور، ورغم عمليّة تجميل الأنف التي أجرتها منذ أعوام إلّا أنّ ذلك لم يؤثّر على أدائها المُقنع والذي يمرّ بسلاسة أمام أعين الجمهور خلال مسلسل "غداً نلتقي" أحد أكثر المسلسلات التي يُعقد عليها الرّهان هذا العام لتكون الأفضل والأصدق تعبيراً عن حال السوريين المُهجّرين.

ظروف غامضة في مهب البوتوكس
الفنّانة السوريّة نسرين طافش والتي تعود بقوّة هذا العام عبر عملين سوريين وعمل مصري، وتعتبر من الممثّلات الجيّدات أمام الكاميرا، يبدو أنّها فقدت زمام السيطرة المُطلقة على تعابير وجهها ، وبدت آثار عمليّات التجميل التّي أجرتها بشكل طفيف لأغلب أجزاء وجهها واضحة، فقليل من التصغير لأنفها، وقليل من النّفخ للشفاه، وقليل من الرّفع للوجنتين، ولكنّ تأثير هذه العمليات لم يكن طفيفاً، سيّما أنّها فقدت جزءا ًمن قدرتها على التعبير خصوصاً في مسلسلها البوليسي "في ظروف غامضة"، الذي يحتاج التّعبير فيه عن الحالات النّفسيّة الصّعبة للشخصيّة إلى كل عضلة في وجهها.
الفنّانات المصريّات أيضاً لم يقصّرن أبداً في زيارة عيادات التّجميل ولكن بنسب أقلّ من زميلاتهنّ في بلاد الشّام، وتبدو النجمات الشّابات بعيدات إلى حدّ ما عن الجمال المُصطنع، فيما تلجأ الفنانات اللاتي تقدّمن في السّن إلى عمليّات شد البشرة وحقنها بالبوتوكس وكل ما له علاقة بمحاربة علامات الشّيخوخة، وأبرزهنّ نبيلة عبيد، يسرا، وليلى علوي.

هيفا وهبي بنسخات خليجية
أمّا عن انتشار عمليّات التّجميل والمبالغة الكبيرة فيها لدى ممثّلات الخليج فحدّث ولا حرَج، فيكاد لا يخلو وجه أي فنّانة خليجيّة شابّة من كافّة أشكال التّجميل فمن الأنف المتقوّس للأعلى والشّفاه الممتلئة وشدّ كامل الوجه، إلى العدسات الملوّنة، يُغلّف كل ذلك مكياج صارخ بألوان قويّة، ما يُشتّت انتباه المُشاهد بالنّسبة للموضوع الذي يتحدّثن به أو القضية التي يناقشها العمل، لتجد المُتفرّج مشدوهاً بكل هذه الألوان والتّضاريس المصطنعة، هذا عداكَ عن أنّ عمليّات التّجميل جعلتهن شبيهات ببعضهن البعض، فغالبيتهنّ يطمحن ليظهرن بـ شكل هيفا وهبي ولكن بالنّسخة الخليجية!.
ولعلّ من أبرز النّكات التي أطلقها روّاد مواقع التّواصل الاجتماعي حول عمليّات التجميل الزائدة عن الحد، أنّه يتوجّب كتابة اسم طبيب التّجميل بعد اسم المخرج في شارات المسلسلات، في إشارة تهكميّة بحتة إلى أنّ عمليّات التجميل أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من وجوه الممثّلات العربيّات، وحمّى مُعدية باتت تنتقل من الواحدة للأخرى بشكل محموم..
إذاً ينتظر المُشاهد العربي مزيداً من عمليّات التّجميل في المواسم الدراميّة المُقبلة، ومزيداً من التّصنع في الأداء، اللهم إلا استثناءات قليلة بعدما أصبحت الفنانة التي لم تُجرِ عمليّة تجميل هي الاستثناء، في عصر أصبحت فيه المنافسة الجمالية هي الأساس.

تابعوا أيضاً:

أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين

ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"