ما هي الحالة المؤثّرة التي تركت حزناً في نفس سعود الدوسري؟

7 صور

كنا نشرنا أمس جزءاً من مقابلة كانت "سيدتي" قد أجرتها مع الإعلامي السعودي الراحل سعود الدوسري لدى إنطلاق برنامجه "نقطة تحوّل". ونتابع اليوم الجزء الثاني والأخير منها الذي يكشف المزيد من طريقة تفكير الدوسري سواء في مجالات الحياة أو العمل.
علمنا أنك لم تكن راضياً عن بعض الحلقات الأولى بعد انطلاق برنامجك "نقطة تحوّل"، ما هي الثغرات التي وجدتها؟
كانت البداية في هذا البرنامج أقل من طموحي نوعاً ما. فلم أكن راضياً عن بعض التفاصيل، إذ كنت أنظر إلى بداية أقوى ولاسيما أننا نتكلّم عن مشاهد ذكي يعرف التفاصيل. أنا متّفق مع كل من انتقدوا الحلقات الأولى.
هل اختيار الضيوف كان دون المستوى؟
 لا، فقد كان الضيوف جيدين والموضوعات كانت جيدة أيضاً، لكن ما قصدته أشياء تتعلّق بشكل البرنامج. فأنا مثلاً ضد حضور الجمهور لمجرّد التصفيق إن لم تكن له مشاركة فاعلة، وأرفض وجوده أساساً كديكور للبرنامج. والحمدلله، غيّرنا في شكل البرنامج وأصبح الآن أكثر جودة من الحلقتين الأولى والثانية.

لست السبب باستبعاد نيشان
بعد عودتك من "الأوربت" إلى الـ mbc، هل كان هناك ترحيب بك من دون أي تردّد؟
كان هناك ترحيب صريح متبادل، حيث لا يمكن للإدارة أن تجامل على حساب الشاشة. ورغم أنه كانت لي تجربة سابقة مع الـ mbc، إلا أنني كنت راضياً لأنني أسعى إلى أن أقدّم مادة جيدة مختلفة. وأتمنى أن نكون قد وفّقنا في اختيار البرنامج.
تزامنت عودتك إلى الـ mbc مع خبر مغادرة نيشان القناة حيث قيل إنك السبب وراء استبعاده عنهاما ردك؟
إن علاقة الودّ والإحترام التي تجمعني بنيشان أو غيره من الإعلاميين تجعلنا ننأى عن أي خلاف أو وجهات نظر مختلفة، وأنا لست السبب في مغادرته القناة.
هل هناك تواصل متبادل بينكما؟
أحياناً نلتقي بالمناسبات ونتحدّث، لكن للأسف ليس هناك تواصل دائم بيننا.
ما رأيك ببرنامجه "إل مايسترو"؟
 لا يمكنني أن أبدي رأيي بزملائي وما يقدّمونه، لكنه بشكل عام برنامج ناجح لاسيما وأن نيشان شخصية محبّبة وقريب جداً من الناس وله علاقات جيدة على الصعيد الفني، حيث تابعت إستفتاء "سيدتي" ولفتني إسمه المتقدّم في المراتب الجيدة. إنه يستحقّ كل الخير.
هل تعتبره الرقم الصعب اليوم بين زملائه في الوطن العربي؟
ممّا لا شك فيه أن إسم نيشان من الأسماء البارزة، ويستحقّ أن يكون من الأرقام الصعبة.
ما رأيك لو جمعتكما "سيدتي" على طاولة العشاء؟
يسرّني جداً.
إستضفت في برنامجك نجوماً، هل من أحد حبّذت استضافته وكانت هناك صعوبة في تواجده؟
ليست كل الأسماء التي تتبادر إلى الذهن تمتلك دائماً الوقت، إضافة لوجود العديد من الشخصيات التي تتحفّظ عن الظهور في الإعلام، ولكن السعي موجود ونحن لا نفقد الأمل. وأنا أرى أن الأمور تسير في الإتجاه الصحيح حتى الآن، وخصوصاً بعد عرض أكثر من حلقة من البرنامج. فالبرنامج يناهز عمره الآن 6 أسابيع، وأعتقد أن هذه الفترة كافية للحكم عليه لأنه مختلف عن بقية البرامج وهو يحتمل كل الفعاليات في المجتمع.
هل تذكر ما هي نقطة التحوّل عند النجوم دريد لحام، جمال سليمان ومحمد عبده الذين استضفتهم؟
بصراحة، لم أعد أذكر كثيراً. فقد صوّرت الحلقات منذ فترة، لكن بشكل عام الثلاثة تحدّثوا عن نقطة التحوّل عندهم بالعودة إلى طفولتهم، مثلاً دريد لحام كانت نقطة التحوّل عنده أنه كان أستاذاً في الجامعة إلى أن أصبح فناناً. فهذه نقطة تحوّل يعتبرها إيجابية لم تكن بالحسبان. وكذلك الأمر بالنسبة للفنان جمال سليمان الذي عاد بالذاكرة إلى طفولته. كما ذكر محمد عبده أن نقطة التحوّل عنده كانت مهمة جداً وإيجابية، حيث تحدّث عن طفولته التي قضاها في المأوى إلى أن أصبح فناناً مشهوراً فتغيّرت حياته كلياً.
حدّثنا عن علاقتك بمحمد عبده؟
علاقتي بالفنان محمد عبده علاقة عمل أكثر ممّا هي علاقة صداقة. طبعاً هناك اتصال بيننا وخاصة في المناسبات.
ما الدافع الذي جعله يحلّ ضيفاً على برنامجك، علماً أن البرنامج لم يخصّص ميزانية للضيوف؟
هناك علاقة ثقة متبادلة، لاسيما وأنه توجد عوامل أخرى أيضاً تدفعه للمشاركة، منها معرفته لانتشار قناة الـ mbc ومدى مصداقيتها أو لربما البرنامج نفسه نال إعجابه.
سبق وذكرت لنا أنه تمّ الإتصال بينك وبين عبد المجيد عبد الله وقال إن صوتك شبيه لصوت الأمير بدر بن محسن، هذا يعني أنه تربطك صداقة معه؟
طبعاً هناك تواصل بيني وبينه، لكن ليس بشكل دائم. وأكثر الأحيان يكون الإتصال بسبب العمل. سأوضّح لك أمراً، ليس من الضروي إذا تمّ الحديث بيني وبين فنان أو أي شخص آخر، أن يكون مباشراً. فأحياناً أكون في جلسة مع الأصدقاء، ويتصل فنان به فيحوّل لي المكالمة لتبادل السلام بيننا. وهكذا تتطوّر العلاقة ونصبح صديقين.
بما أن هناك إتصالاً متبادلاً بينك وبين الفنان عبد المجيد، لماذا لم يحل ضيفاً على برنامجك حتى الآن؟
بصراحة، حتى الآن لم أوجّه له دعوة كي يحلّ ضيفاً على برنامجي.
لماذا ، هذه فرصة تخدمك؟
بما أننا بدأنا بتسجيل الجزء الثاني من نقطة تحوّل، إن شاء الله ستتمّ دعوته. ويشرّفني أن يحلّ ضيفاً على برنامجي.

حالة مؤثرة
عندما تستضيف شخصية ما، هل تتأثّر بنقطة التحوّل إن كانت سلبية أو إيجابية عند هذا الضيف؟
بالطبع أتأثّر، فمؤخراً إستضفت السفير السعودي في لبنان علي عسيري الذي تكلّم عن نقطة تحوّل في حياته وهي وفاة إبنه البكر الذي يبلغ 17 عاماً والذي توفّي أمام عينيه بصدمة كهربائية. عسيري شرح التحوّل الذي حصل في حياته نتيجة وفاة إبنه أمام عينيه. ثم شرح نقطة أخرى، حيث رزقه الله بعد أسبوعين بطفل آخر يحمل نفس شكل وطباع إبنه المتوفّى، ومنحه عسيري نفس اسمه (فيصل). نقطة التحوّل السلبية والإيجابية معاً جعلتني أتأثّر بالقصة وبحكمة ربنا سبحانه وتعالى.
من تحبّ أن يكون اليوم ضيفاً في برنامجك وتودّ التنسيق معه لاستضافته؟
هناك الكثيرون في عالمنا العربي ممّن يستحقّون فعلاً استضافتهم. أنظر إلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي صنع تحوّلاً في المنطقة من خلال إمارة دبي التي أصبحت هي ذاتها نقطة تحوّل في المنطقة.
تنقّلت ما بين لندن والمملكة العربية السعودية ومصر ومؤخراً لبنان، في أي بلد كنت تتأقلم أكثر؟
بعد المملكة، طبعاً لبنان.
في إحدى حلقاتك، تطرّقت إلى موضوع الإختلاط وبديت مؤيّداً له، ممّا أثار جدلاً في المنتديات وبين القرّاء؟
أنا لا أتبنّى وجهة نظر واحدة، إذ تحدّثنا عن أثر هذا الإختلاط على المرأة اجتماعياً، وطرحنا الموضوع من الجانبين الإجتماعي والديني. وبعض علماء الدين في المملكة بدأوا الآن بطرح موضوع الإختلاط على أنه مختلف تماماً عن الخلوة.
هل أنت مع اختلاط الرجل والمرأة في الأماكن العامة؟
نعم، شرط أن تكون البيئة نظيفة. فعلى سبيل المثال، في مكة هناك اختلاط. المرأة في النهاية شريكة، إضافة إلى أن متطلّبات الحياة الآن تجبرنا على أن تكون المرأة موجودة في المستشفيات مثلاً وفي المكاتب مؤخراً والجامعات.
بما أن الحياة تفرض الإختلاط، لمَ كان هذا الهجوم عليك ولمَ لمْ يتقبّل الجمهور تبنّيك للموضوع؟
أنا في النهاية أقدّم فكرة معيّنة، وهي نقطة تحوّل جديدة في المجتمع. وقد تبنّيت الموضوع منذ افتتاح جامعة الملك عبد الله المختلطة حيث كان هناك توجّه بالإختلاط من أصحاب القرار، طالما أن هذا الشيء لا يتناقض مع الدين وطالما أن هذه البيئة هي بيئة عمل وعلم نظيفة.
على الصعيد الشخصي، هل ترى أن صاحب الكلمة الموضوعية الحرّة يُحارب؟
أنا لم أطرح رأيي في البرنامج ونتج عنه سوء فهم، فأنا كنت أستضيف السيدات حتى عندما كنت في قناة "الأوربت" في الرياض، وهذا اختلاط أمام مرأى العالم، وكان هذا بحكم عملي ودوري الذي يجبرني على ذلك.
هل سبق وشاركت بإعداد حلقات "نقطة تحوّل"؟
طبعاً، فأنا السعودي الوحيد في البرنامج وأتعاون والزملاء في الإعداد.
لفتنا خلال برنامجك أنكم تعرضون حالات إنسانية تمّ الإتصال بها للمساعدة؟
هذا الأمر مهم جداً للتحدّث عنه، ويسعدني أن يقدّم البرنامج إضافة لطرح نقطة التحوّل عند الضيوف، نقطة تحوّل إنسانية عند الناس في جميع أنحاء العالم.
إشرح لنا أكثر كيف تتمّ عملية نقطة التحوّل الإنسانية خلال البرنامج؟
خصّص البرنامج بريداً إلكترونياً ورقماً خاصاً يتصل عليه كل من تصيبه حالة مرضية أو أي حالة إنسانية، فيقوم فريق العمل بالتواصل مع هذه الحالة ومساعدتها مساعدة كاملة. ثم، نعرض الحالة في الحلقات اللاحقة. هنا، قد نكون ساهمنا في نقطة تحوّل مهمة جداً، هي إنسانية بالدرجة الأولى.
هل تحدّثنا عن حالة عرضت عليكم وقمتم بمساعدتها؟
هناك طفلة أصابتها صاعقة كهربائية سبّبت لها شللاً رباعياً، فتمّ الإعتناء بها وتأمين سفرها إلى المكسيك للعلاج. نتمنى لها الشفاء، وأمثالها الكثير من الحالات.

ضيوفي لم يطلبوا مالاً
كم سيبلغ عمر برنامج نقطة تحوّل؟
حتى الآن هو مفتوح. لكن، إذا تمّ إيقافه، أتمنى أن يتوقّف وهو قوي وناجح.
هل يمكن أن يتوقّف البرنامج إذا عجزتم عن تواجد ضيف يستحقّ استضافته؟
نحن نبحث عن استراتيجية معيّنة للمستقبل. كل البرامج تراهن على النجوم لحدٍّ ما، هذا صحيح. لكن، لماذا لا أصنع أنا نجماً ولمَ لا يكون البرنامج هو نقطة تحوّل عند الإنسان العادي ونصنع منه نجماً؟! إذا اتّفقوا معي في القناة فسنتوجّه إليه أكثر، ونبحث عن رموز إعلامية قد تكون مهمّشة إعلامياً، لكن لها ثقلها ووزنها في الوسط.
هل خصّصت الإدارة ميزانية ضخمة للبرنامج؟
على الإطلاق. ما من ضيف طلب أي مبلغ. الفنان محمد عبده مثلاً تقاضى أجراً نظير إطلالته في أكثر من برنامج، ولكنه لم يطالب بأي مبلغ مقابل إطلالته في برنامجي.
كم يسعدك أن تستضيف فناناً أو شخصاً مهماً دون أن تدفع له؟
هذا أمر مهم جداً. والحمدلله، هذه ثقة من الضيف في البرنامج والقناة نفسها.
سمعنا أن أحد الضيوف وبعد أن اتصلتم به لدعوته إلى البرنامج طالب بمبلغ كبير من المال، من هو؟
أنا شخصياً لم يطلب أحد مني أو يحاول السؤال عن هذا الموضوع، لربما بعض الزملاء إتصلوا بضيوف وطلبوا منهم ذلك.
هل تعتبر نفسك وصلت إلى مرحلة النضج الإعلامي؟
من يكون من أبناء الإعلام السعودي يكون ناضجاً، واعياً وجديراً بالثقة التي يمنحها الوطن لأبنائه.
آخر كلمة؟
أتمنى أن يكون هذا اللقاء نقطة تحوّل في حياتي، وألا أكون مزعجاً على قرّاء "سيدتي".