برامج ومواقف مؤثرة وعبارات تخلّد بالذاكرة للإعلامي الراحل سعود الدوسري

20 صور

لم يكن وجوده لمجرد الوجود فقط، بل ترك من خلال مشواره الإعلامي بصمة لا تنسى وأثراً حياً في قلوب الناس وفي قلوب محبيه ممن عشقوا هدوءه وطيبته وإنسانيته، وربما كان لبرنامج "نقطة تحول" تحول في حياة الإعلامي سعود الدوسري، والذي استضاف من خلاله شخصيات مثّل لهم نقطة تحول في حياتهم وكان لها الأثر الكبير في نفوس محبيهم، ومن أبرزهم: الشيخ سلمان العودة، والأمير بدر بن عبدالمحسن، والقناص ياسر القحطاني، ومقدم برنامج "خواطر" أحمد الشقيري، والوزير السابق للإعلام عبدالعزيز خوجة، والشيخ عائض القرني، وغيرهم.
ولا نغفل عن برنامج "خبايا" الذي استطاع من خلاله أن يغوص في أعماق القضايا التي لا يستطيع أحد البوح بها في المجتمع الذي نعيش فيه، مثل: قضايا الخدم والعمالة، وقضايا السجون وما بها من ضحايا إرهاب وقتل ومخدرات، بالإضافة إلى قضايا تجارة الأعضاء.
كما كان لبرنامج "تستاهل يا أعز الناس"، والذي كان من أبرز البرامج التي قدمت على قناة الـmbc، الأثر الأبرز في قلوب المتابعين، حيث كان لظهور سعود الدوسري بشخصيته الحقيقية ومعايشته معاناة الآخرين أثر في أعين المشاهدين، وتركت بصمة في مسامع البائسين عندما تحيي تلك الإنسانية وذلك العطاء مشاعر المشاركين في البرنامج لمساعدة ذويهم. ومن أكثر المواقف انسانية التي أثرت في الحضور في هذا التقرير :

- كان لحلقة "سارة" الأثر الكبير في نفسية سعود، حيث تعاطف معها كثيراً؛ لأنها مريضة وتحتاج إلى العلاج، فحاول سعود مساعدة محمد خال سارة ودعمه بالمساعدة والتوجيه بكل ما يستطيع وزرع التفاؤل، حيث كان يردد دائماً لمحمد: "خليك واثق" لتحقيق أكبر قدر من المبلغ لمساندة سارة، وبالفعل تحقق للمتسابق ما أراد.
- ولا ننسى العبارة الجميلة التي ختم بها سعود الحلقة التي شارك فيها ممدوح البلوي الشاب السعودي الذي يطمح لمساعدة ابن اخته "محمد" في تركيب أطراف اصطناعية بعد أن ولد بدون يدين، وهي عبارة تحمل في طياتها معانٍ جميلة لا نستطيع نسيانها من شخص استطاع أن يقنع الجميع بتميز مشاعره وعلو إنسانيته، حيث قال: "إن العطر يبقى في اليد التي تعطي الورد".
- وأيضاً لا ننسى عبارته الشهيرة في إحدى حلقات "تستاهل"، وهي: "كلما طالت الصحبة تأكدت المحبة"، وذلك عندما اقترف شاب سعودي يدعى محمد خطأ في الطفولة بأن رمى حصى وأصاب عين صديقه صالح الذي ظل يعاني من إصابة في عينه، وظل ذلك الألم غصة في صدر صديقه حتى شارك في البرنامج، وحقق مبلغاً ليعالج عين صديقه.
- كما أن "والدة إشراقة - فتحية الكوكي" تلك المرأة التي ضحت بكل شيء من أجل أشقائها، وعندما أصبحت أماً ضربت أروع الأمثلة في تحمل مسؤولية ابنتها الوحيدة إشراقة التي بزغت في سماء حياتها، واختارت من برنامج "تستاهل" طريقاً لربح أكبر مبلغ ممكن من المال لتهديه لوالدتها، وتبدأ من خلاله بمشروع يساعدها على مصاعب الحياة، فكانت لتلك الشخصية الأثر في نفس سعود الذي أعجب بمدى وفائها لوالدتها، كما نالت تلك الحلقة إعجاب المشاهدين، واختتمت بأغنية "ست الحبايب" تكريماً للأم.
- ونذكر موقف سعود الدوسري عندما حزن وتأثر بموقف والد أحمد "حسام الطراونة" الذي فقد ابنه في حادث مروري وأصر على أن يحوّل كل مبلغ يحصل عليه على شكل منحة أو صدقة جارية لتبني الأطفال المبدعين في مدينة الكرك الأردنية، وكان لتلك الحلقة الأثر الأليم، حيث أبكى أحمد الجميع؛ لأنه كان طفلاً استثنائياً وصبياً عبقرياً، واستطاع أن يلفت انتباه العاهل الأردني الذي تبنى موهبته قبل رحيله.
- علاوة على تلك الشخصيات التي ساعدها سعود الدوسري من خلال البرنامج نذكر شخصية سناء الحناوي التي كانت عضوة في جمعية "بصيص أمل"، والتي كانت تهتم بتقديم الرعاية الصحية للقاطنين بالمناطق النائية، واستطاعت سناء تحقيق الحلم والحصول على مبلغ يساعدها في الحصول على قافلة طبية متنقلة من أجل تقديم المساعدات الطبية، وبعد فوزها علت الأصوات والتصفيقات لتحقيق المراد.
- كذلك لن تغيب عن ناظرنا دموع الفرح التي ساهم بها برنامج تستاهل عندما اخترقت أعين "حمزة القادري" الذي حرم من المشي على قدميه بعد فوز صديقه خالد دودين الذي منحه المبلغ ليتعالج ويعود لطبيعته بعد أن حقق 250 ألف و900 ريال سعودي.
هذه الشخصيات التي مرت بنا وغيرها كان لها الأثر الكبير والمؤلم على نفسيتنا، فسعود بما قدمه من رسم ابتسامة على شفاه هؤلاء الناس لم يقم فقط برفع معنوياتهم، بل جعل في داخلنا طابعاً خاصاً لذلك الرجل الذي عشنا معه عفويته لحظة بلحظة على الشاشة، وكان لتميزه وحضوره الدافع القوي ليكون بالفعل "تستاهل سعود" بأن تتخلد شخصيتك في قلوبنا وذاكرتنا إلى الأبد.
كما أنه ذكر -رحمه الله- أن تواجده في برنامج مهم ومفيد للمشاهد حتى لو كان مقنن أفضل بكثير من التواجد في برامج مكررة، ويظهر ذلك جلياً عندما قدم برنامجه في رمضان بعنوان "ليطمئن قلبي" مع الدكتور عدنان إبراهيم، وناقش من خلال هذا البرنامج أبرز القضايا السياسية والاجتماعية وقضايا المرأة التي غفل عنها الكثير من المذيعين في برامجهم، وكان هذا البرنامج خاتمة ما قدمه في مشواره الإعلامي.