جفاف العين: حالة غير خطرة لكنها تستدعي التدخّل السريع

يعتبر جفاف العين سبباً رئيسياً لاستشارة طبيب العيون. وتصاب النساء بهذه الحالة بصورة أكبر من الرجال، علماً أن غالبية المصابين يعتبرون أن هذه المشكلة غير قابلة للحلّ، لأنها غير خطرة وبسبب رفضهم استعمال القطرة لمرّات عدّة خلال اليوم. ويعود السبب الرئيسي المسؤول عن جفاف العين إلى تبخّر الدمع سريعاً، ما يعرّض العين إلى جزيئيات صغيرة موجودة في الهواء تسبّب جفافها. ويغلّف قرنية العين غشاء من الدمع، يشكّل حاجزاً أساسياً في حماية العين وترطيبها. ويتألّف هذا السائل من كمية كبيرة من الأوكسيجين والمغذيات بنسبة 98%، ومن غطاء من مادة دهنية ضرورية لإبقاء الماء على العين.

للتوسّع أكثر في هذا الموضوع، «سيدتي» حاورت الإختصاصي في طب العيون الدكتور أنطوان عويس.

- ما هي الأسباب المسؤولة عن جفاف العين؟

تجفّ العين بسبب نوعية الدمع وكميته غير الكافية وغير الجيّدة. ويعود سبب 80% من حالات جفاف العين إلى نقص في إنتاج الدمع فيها. وتزيد حالة جفاف العين لدى النساء بعد فترة انقطاع الحيض، لأن الغدد التي تفرز الدموع تعمل بطريقة بطيئة بسبب النقص الحاد في الهرمونات الذكرية التي يفرزها الجسم طبيعياً، كما يتسبّب الدواء الذي تتناوله النساء الشابات لمعالجة حب الشباب بجفاف العين، إذ تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 350 دواء لعلاج حب الشباب يسبّب جفاف العين.

وثمة أسباب أخرى مسؤولة عن هذه الحالة، كالتبخّر السريع في الدمع الناتج عن قضاء وقت طويل أمام شاشة التلفاز أو الكومبيوتر، فضلاً عن تعرّض مكاتب العمل إلى مكيّفات باردة أو ساخنة والسير في الهواء. وتؤدّي هذه الأسباب إلى  التبخّر السريع للدمع، ما يزيد من حدّة هذه المشكلة.

 

فحص بسيط

- ما هي أبرز أعراض جفاف العين؟

من بين الأعراض التي نشعر بها في حالة جفاف العين: الحك والحريق في العين خلال النهار أو عندما نستيقظ صباحاً، مع إفرازات في زاوية العين أو ورم في الجفن أو التهاب فيه، إذ إن التهاب الجفن يشكّل أحد أسباب جفاف العين. هناك أيضاً سبب لجفاف العين ناتج عن إفراز نوعية سيئة من الدمع، وذلك بسبب النقص في المادة الدهنية ما يؤدّي إلى التبخّر السريع لماء العين.

ولعلّ السبب الأساسي المسؤول عن نوعية الدمع هو الخلل في غدد «ميبومييوس»، وهذه الأخيرة موجودة في جلدة الجفن وتنتج الدهن. ومن خلال فحص بسيط، يمكن تحديد السبب، علماً أن هذا الفحص يقضي بوضع ورق خاص يمتصّ الماء، فيحدّد النقص الحاصل في مياه العين. ويمكن أن يكون السبب أكثر تعقيداًً، لأن هناك العديد من العوامل التي تدخل وتؤثّر على جفاف العين، وهذا ما يعرف ب «جفاف العين المزمن». وبدون علاج، يمكن أن تقود حالة جفاف العين إلى الإلتهابات، خصوصاً إذا كانت القرنية غير مرطّبة بشكل جيد.   

- ماذا عن الأشخاص الذين يضعون عدسات لاصقة؟

تسبّب العدسات اللاصقة أيضاً جفاف العين. وتشير الدراسات إلى أن 25% من زيادة نسبة جفاف العين تعود إلى العدسات اللاصقة، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يضطرون إلى قضاء فترات طويلة أمام شاشة الكومبيوتر. من هنا، يتوجّب على هؤلاء الأشخاص مراجعة طبيب متخصّص بصورة مستمرة، لفحص معدّل إنتاج الدمع في العين. وإذا كان معدّل الإنتاج قليلاً، يصف الطبيب نوعاً من العدسات اللاصقة الصلبة التي لا تتأثّر كثيراً في العوامل المسبّبة للجفاف. بالمقابل، تؤدّي العدسات اللاصقة الطرية المريحة للعين إلى الجفاف أكثر من غيرها، وذلك لأنها حسّاسة أمام التدفئة والتبريد.

 

5 حلول سهلة

- هل هناك ما يساهم في تخفيف حدّة الجفاف في العين؟

هناك 5 تدابير تساهم في التخفيف من حدّة جفاف العين، هي:

1- تغميض العين وفتحها بصورة متكرّرة: تساعد هذه الحركة البسيطة على التخفيف من جفاف العين، خصوصاً في حالات مشاهدة التلفاز أو العمل على الكومبيوتر. فلدى الجلوس مقابل شاشة، ينخفض معدّل تغميض العين وفتحها بنسبة 3 مرّات أقلّ، أما عند القراءة فيكون هذا المعدل مرّتين أقل. وفي هذا الإطار، من الضروري أن يتمّ فرك الجفن العالي، ما يسمح بتمدّد الدمع على كل مساحة العين.

2- التدليك الخفيف للجفون لمدّة 30 ثانية صباحاً ومساءً: يتمّ وضع كفّ مبلّل بالماء الفاتر على الجفون، ما يساعد على تفادي الإلتهابات. وبعد 15 يوماً متتالياً من التدليك، لا يحتاج المصاب إلى أي دواء للجفون.

3- تناول كمية كافية من المياه يومياً: يساعد هذا التدبير على تغذية العينين بالماء، خصوصاً إذا كان الشخص يعمل في أماكن مقفلة مكيّفة.        

4- إستعمال قطرة للعيون: تساهم هذه القطرة في إضافة الدمع الناقص. وفي هذا الإطار، لا بدّ من اختيار القطرات الخالية من المواد الحافظة التي تسبّب بحدّ ذاتها جفافاً للعين.

وهناك أنواع من القطرات تعتمد على الدمع الإصطناعي، بعضها لا يبقى لمدّة طويلة في العيون، إذ إنها محدّدة للإستعمال الفوري.

ولا بدّ من استعمالها نحو 25 مرّة في اليوم للشعور بالراحة. وهناك أنواع لزجة أكثر، وهي أفضل، علماً أنه يجب استخدام هذه القطرة كل 3 ساعات. أما النوع الثالث الذي يحمي العين ويساعدها كي تبقى رطبة، فيسبّب الشعور بالغشاوة بعد دقائق من استعمالها.

5- تناول المأكولات الغنية ب «الأوميغا 3»: تساعد معمل الدمع في العين على الإفراز.