نصيحة صيفية للمحجبات: إبحثي عن الراحة مع الأقطان والكتان

يسعى مصمّمو أزياء المحجبات إلى توظيف مهاراتهم وخيالهم على أوسع نطاق من أجل أن ترجمتهما في تشكيلات تستوحي من إيقاع الماضي وتتناغم مع متطلّبات المستقبل.

ولأن الأذواق تختلف وكذلك الأساليب والأهواء، فإن تنوّع التصاميم يكون دائماً مرغوباً ومرحّباً به. والحقيقة أن المصمّمين في هذا الموسم جادوا علينا بالتنوّع المطلوب؛ لتمكين المرأة من اختيار أزياء تتناسب مع طبيعة الجو وتنوّع المناسبات.

إرتكز المصمم محمد حمدي، صاحب محلات «ريتال»، في تصاميمه هذا الموسم على الألوان الأساسية والبني ومشتقاته أي البرونز والذهبي والنحاسي وتدعيمها بالاكسسوارات لإخفاء أي عيوب في الجسم، إضافة إلى الألوان التي توحي بأجواء الفرح، خصوصاً الوردية منها. ويشجّع حمدي السيدات المحجبات في السهرات والمناسبات على تبنّي إطلالة «السهل الممتنع» المؤلّفة من بنطلون كلاسيكي بسيط وسترة أنيقة من قماش القطن أو الكتّان... مصمّمة بطريقة مبتكرة وجديدة. وهو ينصح من تعاني من عيوب أو امتلاءات غير مرغوب بها في الجسم بأن ترتدي الألوان الغامقة المطعّمة بالمربّعات والمشجّرة أو الألوان المبهجة بمساحات ضئيلة، أما ذات الجسم النحيل فتناسبها جميع الألوان.

 

لعبة القماش واللون:

يوضح حمدي أن خيارات الألوان لدى المحجبة متعدّدة هذا الموسم، ممّا يسمح لكل سيدة أن تختار ما يليق بها، من الليلكي والبنفسجي والأبيض الحاضر بقوة والأخضر ومشتقات الأزرق والأحمر، إضافة إلى اللون القرميدي والوردي. أما موضة الأقمشة لهذا الصيف فترتكز على كل الأنواع الخفيفة والناعمة، مثل الأقطان والكتان، التي يمكن استعمالها في تصاميم متداخلة مع بعض الأقمشة الأخرى مثل الحرير والساتان حتى يتسنّى استعمالها في كل أوقات اليوم دون تحديدها في أوقات السهرة فقط.

ويقول حمدي: «إستوحيت بعض التصاميم من العباءة «البلوزة» الطويلة والواسعة المصمّمة بطريقة بسيطة ومصنوعة من القماش نفسه الذي تصنع منه العباءات وبألوان متعدّدة. يمكن ارتداء هذا التصميم كأي «بلوزة» مع بنطلون الجينز بحيث تجمع بين التراث والموضة العصرية، إذ لا يزال الجينز يحتلّ مرتبة متقدّمة في الأزياء عامة وفي أزياء المحجبات بوجه خاص؛ لذا قد تختاره المرأة من خزانتها وتنسّق له سترة مطرّزة ومبتكرة في تصميمها، وتكمل طلّتها بانتقاء الاكسسوار المتألّق والحذاء المميّز، كما يمكن اختيار التنورة المصنوعة من الكتان مع قميص مستقل، يتميّز بقصات مختلفة موجود بعضها على الكمّين. ويمكن أن تتنوّع ألوان هذا «الخليط» بين الأزرق السماوي والأسود والأبيض وكذلك البنفسجي والبني. كما تأخذ بعض التصاميم شكل قميص طويل وبنطلون واسع مريح، وكلّها أساليب أصبحت تشكّل خطاً جديداً في موضة المحجبات، وتستقطب الفتيات قبل الأمهات.

فجاذبيتها بالنسبة لهن تكمن في الراحة التي تمنحها وفي قدرتها على تحريرهن من قيود الملابس المعقّدة، خصوصاً في المناسبات العائلية، كما أنها تخفي الكثير من العيوب وتغطّي علامات الإمتلاء والبدانة».

 

وهج العباءة مستمرّ:

ويقول حمدي: «رغم ارتباط العباءة بعراقة التراث فإنها لم تفقد وهجها، ولا تزال تعتبر جزءاً لا يتجزّأ من الفولكلور العربي المحلي رغم تغيّر طبيعة الحياة وإيقاعها، إلا أنها لم تتخلّف عن ركب الموضة العصرية، سواء من ناحية التصميم أو القماش أو الألوان أو الاكسسوارات التي أدخلت عليها.

وتكمن أناقة العباءة في أساليب تطويرها من خلال قصّات جانبية تمنحها أنوثة وحرية في الحركة، أو من خلال التطريز الدقيق على الصدر أو التطعيم بالأحجار بالإضافة إلى الطرحة الأساسية المزيّنة بالرسم والتطريز».

ويضيف حمدي: «قد اهتممت بنوع جديد ومهم للمحجبة وهي العباءة المنزلية، والتي يجب أن يكون قماشها عملياً كالقطن الذي لا يحتاج إلى العناية الدقيقة. أما تلك المصمّمة لتلبسها في المناسبات، فيجب أن تكون مصنوعة من الحرير والقماش الراقي؛ كي لا ينعكس سلباً على مظهر العباءة وقيمتها.

وفي ما يتعلّق بالعباءة التي تأتي بقطعتين، واحدة كلاسيكية (مقفلة) والثانية واسعة ومفتوحة، فالقطعة الأولى تتّسم عادة بالبساطة بعيداً عن التكلّف في التصميم؛ لتأتي القطعة الثانية الخارجية مزيّنة ومزخرفة.

ولم تتوقّف ريتال في تطوير العباءة على التفاصيل والألوان وإدخال أقمشة جديدة، حيث ابتكرت تصاميم خاصة بالمراهقات، ونفّذتها بطريقة تجمع بين طابع العباءة والموضة العصرية المريحة بألوانها المتعدّدة والواسعة من الأسفل وعند الكمّين».