يريد أن يتزوجني لكنه يرفض الإنجاب.. كيف أتصرف؟

يريد أن يتزوجني لكنه يرفض الإنجاب.. كيف أتصرف؟

تحياتي خالة حنان.. هذه المرة الأولى لي بطرح مشكلة.. أنا فتاه عمري ٢٥ سنة، وعلى خلق ودين وجميلة الشكل، كما يقولون لي، كنت سابقاً مخطوبة من زميلي في الجامعة وعمري ٢٠ سنة، ولكن كل شيء نصيب.

أهلي منذ البداية كانوا رافضين، ولكن تركوا لي حق الاختيار، وبالفعل تركت خطيبي بنفسي. الآن أعمل، الحمد لله، في مهنة المحاماة، واجتهدت على نفسي وحصلت على ماجستير، والمشكلة الآن أنه منذ حوالي أسبوعين، رفض والدي شاباً تقدم لي، ولم يترك لي حق الاختيار، والشاب حتى الآن يحبني، ولكن بيني وبين نفسي اقتنعت بكلام والدي؛ لأنني لم أتعرف على هذا الشاب إلا لمدة شهر، وبسبب عملي لم يرني إلا مرة واحدة، والمرة الثانية عندما تقدم لي، وأعلمني أنه يريد تأسيس عائلة وشراء منزل قرب أهلي، ولكن لا يستطيع بمفرده، فأعلمته أنني سوف أساعده بكل شيء في البيت والأثاث، وأعلمني أن ظروفه صعبة، وأنه مسؤول عن أخته وأمه ووالده العاجز، وهو الآن عليه قرض مالي للبنك. المشكلة أنه يكبرني بـ8 سنوات، ولم يحب حتى الآن -كما يقول لي- وأعلمني أنه يحبني بشدة، بعد هذه الفترة القصيرة..

هل هذا معقول؟! والدي رحّب به في بادئ الأمر، وكذلك أمي، ولكن أرسل شخصاً ليسأل عنه وتفاجأ بأن منزله في ضيعته أشبه بخرابة (هو يعيش في الضيعة وأنا في المدينة) وأنه يعمر منزلاً فوقه لنفسه؛ أي عليه عبء مالي آخر، كما أنه معروف بطبعه الحاد والعصبي، وأعلمني أنه مرة تشاجر مع والده وكسر جهاز التلفزيون. والدي صلى صلاة استخارة، وكانت النتيجة سيئة جداً، وكان يتصل بوالدي كثيراً، وآخر اتصال كان أسلوبه مع والدي غير لائق، فاتصل بي وأعلمته أنني لا أستطيع أن أشاركه في تكاليف شراء منزل وأثاث وغيره، كما أعلمني أنه لا يريد أطفالاً، وقال لي مرة عبارة جعلتني أفكر بها كثيراً؛ وهي أنني إذا لم أنجب له أطفالاً لن يتركني! فكيف يقول لي هذا؟! وطلب مني مواجهة أهلي، وأن أقنع والدي به. أنا كنت قد أحببته، وأحياناً أقول هذا ليس حباً، هذا كان فراغاً عاطفياً وعليَّ التريث أكثر. ضميري يؤنبني؛ لأنه اتهم والدي بمسألة الفوارق الاجتماعية بين عائلتي وعائلته، وأخاف أن يفوتني قطار الزواج. أنا على ثقة في الله، وهناك عرسان يأتون لي أرفضهم.. هل هذا طبيعي؟ الرجاء الرد عليَّ بأسرع وقت، ولكِ جزيل الشكر والاحترام.
(أسيل)

النصائح والحلول من خالة حنان:

1- عزيزتي أسيل: نشرت رسالتك بكاملها؛ لأنها نموذج لرسائل عديدة من بناتي اللاتي يخفن من فوات قطار الزواج!!
2- أصارحك بأنني أحبذ أن تتزوج الفتاة في عشرينياتها؛ لأنها ستكون أقوى على تحمّل عبء الأمومة مع السنوات، لكني لا أحبذ أن تتزوج الفتاة أياً كانت؛ خوفاً من العنوسة. هذا يعني أن كل المعطيات عن هذا الشاب غير مشجعة، وإذا ما تناسينا معظمها، فيجب في اعتقادي أن تتوقفي عند طلبه بعدم إنجاب الأطفال.
3- هذا الطلب وحده يضع علامة استفهام كبيرة حول هذا العريس، ما لم يصارحك بالأسباب، فهل هي أسباب جينية مثلاً؟ أو أنه يعرف أنه عقيم؟ كل ذلك يجب أن يكون واضحاً، ولا أعتقد أن أحداً سيشجعك على الزواج من هذا الشخص فقط باسم الحب.
4- أصارحك أيضاً بأنني لم ألمس عواطف حقيقية نحوه من خلال كلماتك وهواجسك، ولهذا أرى من الضروري أن تراجعي نفسك بشأن اختيارك، فأنت لم تحسني الاختيار في عمر العشرين، فهل تكررينه في عمر الـ25؟!
5- أنصح أن تضعي قائمة بإيجابيات هذا الشاب وسلبياته، وتوازني بينها من وجهة نظرك الشخصية؛ لتكتشفي حجم ما يمكن تحمله. ولكن ليس قبل أن تتضح مسألة الإنجاب، وعليك مصارحة نفسك في سؤال مباشر: لماذا أريد أن أتزوج؟ فقط لأرضي احتياجي الغريزي، أم لأتمتع بما وهبه الله لي من متع الأمومة والستر وبناء أسرة سعيدة ومفيدة لأهلها ومجتمعها ودنياها وآخرتها؟
6- آمل أن تعيدي النظر بكل هذه الحكاية؛ لتكتشفي بنفسك ماذا تريدين حقاً، ولا تخافي من المستقبل؛ لأنه بيد الله عزّ وجل، وهو أرحم الراحمين، فافتحي قلبك للأمل وحسّني من وضعك المهني، وتمتعي بمسؤولياتك في العمل، وأكثري من الدعاء، ليوفر الله لك الخير والأمان والطمأنينة.

وللبنات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن "خالة حنان" عادت لتدعم كل الفتيات وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص [email protected]