لماذا حلق طلاب الجامعة شعر "شيماء" وحاجبيها؟!

صورة تعبيرية
من الوقفات الاحتجاجية أمام البرلمان تضامنا مع شيماء
شيماء تحكي قصتها
من الوقفات الاحتجاجية أمام البرلمان تضامنا مع شيماء
من الوقفات الاحتجاجية أمام البرلمان تضامنا مع شيماء
6 صور

شكلت قصة شيماء القاصر ذات الستة عشر ربيعاً مادة إعلامية دسمة لكل المواقع والصحف الصادرة في المغرب ، والسبب حادثة غريبة تعرضت لها وكانت ضحيتها وسط الحرم الجامعي في مدينة مكناس.

شيماء فتاة فقيرة تعمل تعمل في مقصف الجامعة كمساعدة لتلبية طلبات الطلاب من الشاي والقهوة، لتعيل عائلتها. ووجدت نفسها من دون سابق إنذار محاصرة من فيلق طلابي محسوب على تنظيم يساري واجهها كما تقول بتهم لا تعرف لها، رأساً من رجل فنفذوا الحكم بعد التداول، إذ كان مقرراً، كما تحكي شيماء قصتها، أن تقطع يدها حسب السيناريوهات الصورية في الحرم الجامعي، لكنهم انتهوا إلى قرار حلق شعرها وحاجبيها وسط تهليل الجميع. التهمة أنها "مخبرة" وتحمل تحركات الطلاب القاعدين إلى البوليس.

شغب وتعدد الانتماءات
وتعرف الجامعة المغربية احتقاناً خاصاً بين الفصائل التي تنتمي إلى تيارات فكرية مختلفة خاصة في الجامعات القديمة المعروفة بشغبها وتعدد الانتماءات السياسية والحزبية. وهم يشكلون قوة خاصة وتنظيماً محدداً منذ بداية السبعينيات. وهي على العموم سلوكات بدأت تنراجع مع أسلوب التحاور الجديد وطرق التواصل. غير أن هذه الواقعة أعادت إلى الأذهان سنوات بائدة في الاحتكام إلى جماعات تضع شرع يدها كما يقال متناسية سلطة القانون والمؤسسات التي تتمتع بها الدولة الحديثة.

والأخت أيضاً
شيماء طفلة دفعتها ظروف صعبة للعمل في المقصف لم تجد من يدافع عنها سوى شقيقتها، التي تعرضت أيضاً للحلق أمام الحشد، فجرت من جديد قضية محاكمة الآخرين بلا شروط وقيود، وخلفت القصة استياءً كبيراً بدأ بتوقيف الطلبة المعنفين عن الدراسة، وشجبت عدد من الهيئات الحقوقية هذا العمل العنيف الشنيع الذي لا مبرر له، وسط مجال العلم والطلبة.
تحمل شيماء جراحها وتلملم شتات يوم حزين في حياتها لم تفهم فيه أي شيء. تقول: "أغرب شيء عشته في حياتي هو ما حصل لي مع هؤلاء الطلبة الذين انتزعت من قلوبهم الرحمة. لكن قضية شيماء تحولت إلى قضية رأي عام وأثارت ردود فعل كثيرة وتساؤلات حول دور الجامعة في المغرب وأهدافها النزيهة لأجل نشر الوعي والمعرفة لا العنف والتسيب.

بيان وتضامن
جمعية الزهراء نددت بما حدث لشيماء واعتبرته اعتداء همجياً، واستنكر منتدى الجمعية هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان، الذي يقف وراءه من ينصبون أنفسهم "قُضاة" من دون وجه حق، ويصدرون "الأحكام" بحق المواطنين والمواطنات داخل الجامعة، معبراً عن التضامن اللا مشروط مع المُعتدى عليها، والانخراط في كل الأشكال النضالية من أجل إنصافها والضرب على أيدي المجرمين الذين مسوا بسلامتها الجسدية والنفسية. وثمن البيان سرعة الجهات الأمنية باتخاذ الإجراءات اللازمة للبحث عن مرتكبي هذه الجريمة، وكذلك إعلان رئاسة الجامعة اتخاذ الإجراءات اللازمة طبقا للقوانين والأنظمة الجارية بحق كل من ثبت تورطه في مثل هذه السلوكات المخلة بالنظام العام، مؤكدة على ضمان السير العادي للمؤسسة.
كما تضامن عدد من النشطاء المغاربة الشباب مع شيماء في إطار وقفة احتجاجية أمام البرلمان طالبوا فيها بإنصاف الفتاة القاصر وإعادة الاعتبار لها وتعويض ضررها المادي والمعنوي.